الجزيرة:
2024-12-23@15:41:14 GMT

طوفان الأقصى.. كيف يمكن قراءة الموقف التركي؟

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

طوفان الأقصى.. كيف يمكن قراءة الموقف التركي؟

رغم العلاقات الوثيقة التي ربطت تركيا بإسرائيل على المستوى الرسمي منذ عام 1949، فإن هذه العلاقات تعرضت لاهتزازات شديدة الوطأة خلال العقدين الماضيين عقب تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم وحتى الآن.

ففي سبتمبر/أيلول 2011 أعلن وزير الخارجية حينها أحمد داود أوغلو، طرد السفير الإسرائيلي لدى أنقرة وتعليق كافة الاتفاقيات العسكرية إثر رفض تل أبيب الاعتذار عن مهاجمة أسطول الحرية في مايو/أيار 2010 الذي كان في طريقه إلى غزه في خطوة رمزية لكسر الحصار، حيث أفضى الهجوم إلى مقتل 9 أتراك.

وفي مايو/أيار 2018 طردت تركيا السفير الإسرائيلي مجددا، ومعه القنصل العام الموجود في إسطنبول، إثر المذبحة التي ارتكبتها قوات الاحتلال على حدود قطاع غزة.

لكن ردود الفعل الأولية الصادرة من أنقرة، عقب بدء عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من اعتداءات إسرائيلية وحشية على قطاع غزة، تشي بأن الإستراتيجية التركية إزاء التعامل مع الأزمة هذه المرة سيكون مختلفا عما حدث عامي 2011 و2018، اتساقا مع سياسة التطبيع التي تنتهجها أنقرة مع تل أبيب خلال السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل.

هذه السياسة التي توجت بزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لأنقرة في مارس/آذار 2022، في زيارة هي الأولى منذ 15 عاما. ثم اللقاء الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، حيث ناقشا سبل تحسين العلاقات، والتعاون في مجال الطاقة سواء من حيث الإنتاج أو التوزيع، وهو الملف الذي توليه تركيا أهمية قصوى.

من هنا يمكن قراء الإستراتيجية التركية الرسمية والشعبية في التعامل مع الأزمة، في ضوء تلك التطورات التي أشرنا إليها، على النحو التالي.

أولاً: الانحياز إلى الفلسطينيين دون الاصطدام بإسرائيل

ففي الساعات الأولى التي تلت انطلاق "طوفان الأقصى" اتصل أردوغان بنظيريه الفلسطيني والإسرائيلي، حيث أكد لمحمود عباس أن تركيا تبذل قصارى جهودها من أجل إنهاء الاشتباكات وإرساء الهدوء في المنطقة بأقرب وقت، وبينما قدم التعازي لهرتسوغ قال له إن "أي خطوة يمكن أن تلحق الضرر بشعب غزة بشكل جماعي وعشوائي ستؤدي إلى زيادة المعاناة ودوامة العنف في المنطقة".

ثم أصدر أردوغان بيانا مطولا باللغة العربية على حسابه بمنصة "إكس" قدم من خلاله رؤية تركية تحاول أن تتبنى موقفا متوازنا قدر الإمكان، حيث أكد التالي:

اعتبار القضية الفلسطينية هي حجر أساس توتر المنطقة بأكملها، وأن تلك المشاكل لن تحل "من خلال المضايقات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وتجاهل سلامة أرواحه وممتلكاته ومصادرة منازله وأراضيه وتخريب البنية التحتية له وعرقلة تنميته". رفض المقاربة الإسرائيلية في معالجة الأزمة، التي تتجاهل بشكل تام الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، محذرا من أنها ستؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء من الطرفين، وستصيب مساعي السلام بخيبة أمل. رفض جميع الممارسات التي تقوم بها قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنون ضد الشعب الفلسطيني من ضغوطات وظلم وإعدامات وفي الوقت ذاته رفض جميع الأعمال "العشوائية" تجاه المدنيين الإسرائيليين. عدم قبول تدمير قطاع غزة بالهجمات البرية والجوية غير المتكافئة وقصف المساجد وقتل الأطفال والنساء والمسنين والمدنيين الأبرياء، وأيضا رفض مثل هذه الأعمال حال حدوثها تجاه المدن الإسرائيلية. تأكيد أردوغان على اضطلاع تركيا بتأمين المساعدات الإنسانية لأهالي غزة. ثانياً: الاستعداد التركي للعب دور الوساطة

في أزمات سابقة، رأينا فيها تركيا تتحول إلى طرف من أطراف الأزمة، بصدامها السياسي والدبلوماسي مع إسرائيل. لكن هذه المرة، تحاول لعب دور الوسيط بين طرفي الأزمة. لذا حرص وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، على إجراء محادثات هاتفية مع نظيره التركي، هاكان فيدان، مرتين من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ثم كانت الاتصالات التي أجراها فيدان في المنطقة مع نظرائه في المنطقة، وفي مقدمتهم وزير الخارجية المصري سامح شكري، لاحتواء الأزمة قبل أن تقرر إسرائيل قصف قطاع غزة بهذه الوحشية.

هذه التحركات الأولية يعود فيكررها أردوغان -عقب بدء القصف الإسرائيلي- بتأكيده جاهزية بلاده لأي نوع من الوساطة بما في ذلك تبادل الأسرى، في حال طلبت الأطراف ذلك.

ثالثا: تباين المواقف الشعبية والحزبية

كان لا بد أن يتأثر "طوفان الأقصى" برذاذ الانقسام الحدي بين المحافظين والعلمانيين المعروف في المجتمع التركي.

فقد استغل ناشطون وصحفيون "علمانيون" الصور التي بثت في الساعات الأولى لبدء العملية لاحتجاز نساء ومدنيين، للتشهير بالمقاومة الفلسطينية ورفضهم التام للعملية مهما كانت المبررات، كما أعلنوا تضامنهم مع "المدنيين" الإسرائيليين.

في مقابل ذلك، حرص التيار المحافظ على حشد الشارع التركي دعما للمقاومة، حيث نظمت جمعيات تركية إسلامية مظاهرات في إسطنبول على مدار يومين، إحداها كانت أمام القنصلية الإسرائيلية، كما نظم حزب هدا بار "كردي إسلامي" مسيرة ضخمة بالسيارات في مدينة ديار بكر، في حين نظم إسلاميون في مدينة ماردين فاعلية تضامنية مع الشعب الفلسطيني.

كما حرص ناشطون وصحفيون "محافظون" على إعادة تذكير الرأي العام التركي بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد النساء والأطفال بصفة خاصة، من خلال إعادة بث مقاطع مصورة قديمة.

أما على المستوى الحزبي، فقد أعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض دعمه للشعب الفلسطيني، في حين أبدى رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي، انزعاجه من الهجوم الذي نفذته حماس، مع تأكيده على مسؤولية إسرائيل في ما قامت من أعمال ضد المدنيين.

لكن يبقى السؤال: إلى أي حد تستطيع تركيا الحفاظ على هذا التوازن مع تصاعد الأعمال العدوانية الإسرائيلية؟

في تقديري أن الأمور حينها ستتجه أكثر إلى دعم الشعب الفلسطيني.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى فی المنطقة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

فعالية ثقافية توعوية بمحافظة ذمار انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني

الوحدة نيوز/ نظمت منظومة التوعية التعبوية بمحافظة ذمار، اليوم، فعالية ثقافية انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني وإسنادا لمقاومته، ومواجهة أي تصعيد قد يقدم عليه العدوان .

وفي الفعالية، التي أقيمت تحت شعار “لستم وحدكم” بحضور محافظ المحافظة، محمد ناصر البخيتي، وبرعاية السلطة المحلية والتعبئة العامة بالمحافظة، أكد مسئول التعبئة العامة بالمحافظة أحمد حسين الضوراني، أهمية التحرك في كل مجالات ومسارات العمل الجهادي واستنفار الطاقات لمواجهة أي تصعيد يقدم عليه العدوان.

وحث على الاستمرار في الحشد والتعبئة والإلتحاق بدورات طوفان الأقصى، والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التعبوية والمناصرة للشعب الفلسطيني، ودعم القوة الصاروخية.

واعتبر الأنشطة والفعاليات وزخم الضربات الصاروخية في البحار وفي عمق العدو الصهيوني رسالة لأئمة الكفر أننا مستمرون في خط الجهاد ومواجهة أعداء الله ونصرة إخواننا في فلسطين المحتلة، كما هي رسالة للمنافقين بأننا لهم بالمرصاد.

ولفت إلى أهمية تفعيل دور كافة الجهات والإعلام كلا من موقعه في التوعية ومواجهة مؤامرات الأعداء والحرب النفسية والمثبطين والمهزومين في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن ذمار من أوائل المحافظات في التضحية والعمل التعبوي.

وجدد الضوراني، التأكيد على ضرورة التحلي بالوعي والبصيرة، والاستعداد والجهوزية العالية واليقظة الأمنية وضرب كل من تسول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار.

ونوه بتفاعل جامعة ذمار والقطاع التربوي والمكاتب التنفيذية والأمن والمديريات والمشايخ في تدشين دورات طوفان الأقصى والذي يجسد النفير العام في أوساط المجتمع.

من جانبه، أوضح مدير مكتب هيئة الأوقاف مسئول منظومة التوعية، فيصل الهطفي، أن هذه الفعالية تأتي تدشينا لفعاليات المنظومة التوعوية التي تشمل جميع المكاتب والمديريات.

وبين، أن المرحلة الحالية تتطلب من الجميع التحرك الجاد لمواجهة الهيمنة الامريكية الصهيونية، ومن يريدون إبعادنا عن نصرة إخواننا في غزة، مؤكدا أن رسالتنا هي الثبات والصمود والاستمرار في موقفنا المبدئي الإيماني حتى النصر.

وكان عضو رابطة علماء اليمن، العلامة إسماعيل الوشلي، تطرق إلى فضل الجهاد في سبيل الله، ودور أهل اليمن منذ فجر الإسلام في مواجهة الكفر ونصرة دين الله ورسوله الكريم.

وأشار إلى أن يمن الإيمان يتحرك بوعي وبصيرة في مقارعة الظالمين والمستكبرين، أنموذجا لاستنهاض الأمة الإسلامية للقيام بدورها في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني، والدفاع عن قضايا الأمة وأراضيها ومقدراتها، والتصدي للإجرام والغطرسة الصهيوامريكية.

وحث على التحلي بالوعي والتحرك في مسار الجهاد والبذل والعطاء بالنفس والمال، والتوعية بالخطر اليهودي ومؤامرات أعداء دين الله تعالى وأمة الإسلام.

تخللت الفعالية، بحضور رئيس الجامعة الدكتور محمد الحيفي وقيادات تنفيذية ومحلية وأمنية وتعبوية وشخصيات اجتماعية، قصيدة للشاعر صالح الجوفي، وفقرة إنشادية لفرقة اتحاد الشعراء والمنشدين، وبرع شعبي، واسكتش مسرحي معبر عن المناسبة.

 

مقالات مشابهة

  • تدشين المرحلة السادسة للدورات المفتوحة ”طوفان الأقصى” في مديرية المنيرة بالحديدة
  • وقفة ومسير لـ3 آلاف من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في جبل راس بالحديدة
  • مسير لـ 3000 آلاف من خريجي دورات طوفان الأقصى في جبل راس بالحديدة
  • تدشين دورات “طوفان الأقصى” لكوادر والطلاب الكلية الأكاديمية الحديثة في البيضاء
  • اختتام دورة “طوفان الأقصى” لتعزيز التعبئة العامة لموظفي النقل والأشغال
  • مسير لخريجي دفعة من الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية الزيدية بالحديدة
  • فعالية ثقافية توعوية بذمار انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني
  • فعالية ثقافية توعوية بمحافظة ذمار انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني
  • إيران وحـماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى.. فَـخْـرُ مسار.. كتاب جديد
  • في ختام الدورة الثالثة لموظفي وزارة الشباب والجهات التابعة: المولد يؤكد أهمية دورات طوفان الأقصى لتعزيز الوعي والصمود