السويداء – يصر ضباط دروز متقاعدون ومستقيلون على مواصلة حضورهم إلى ساحة الكرامة وسط محافظة السويداء، للمشاركة بالحراك السلمي المناهض للنظام السوري، الذي بدأ في 20 أغسطس/آب الماضي، بالرغم من تلقيهم مذكرات استدعاء شفهية، تُفيد بضرورة مراجعة فرع فلسطين بالعاصمة السورية دمشق بهدف التحقيق معهم، وهو ما أبلغهم به أحد ضباط فرع المخابرات العسكرية بالسويداء.

وحسب أحد الضباط الدروز المشاركين بحراك السويداء، من الذين أُبلغوا بضرورة مراجعة ذاك الفرع، فإن النظام اختار فرع فلسطين فقط للتحقيق معهم، ليجبرهم على الوصول إلى دمشق، كون الفرع المذكور، وخلافا لباقي الأجهزة الأمنية والمخابراتية، لا يمتلك فروعا في باقي المحافظات السورية.

ويثير فرع فلسطين، أو الفرع 235 الرعب والهلع لدى السوريين لمجرد ذكر اسمه، نظرا للسمعة السيئة التي لازمته منذ أن تأسس في 1969، واتسعت مهامه تدريجيا من مراقبة الفلسطينيين المقيمين في سوريا وعلاقتهم بالتنظيمات الفلسطينية، إلى التحقيق مع السوريين المعارضين للنظام، في ظروف احتجاز تصفها منظمات حقوقية بأنها غير إنسانية.


5 ضباط معارضون

وكان 5 ضباط دروز من المتقاعدين والمستقيلين ومن رتب واختصاصات عسكرية مختلفة، قد تم استدعاؤهم مؤخرا لمراجعة فرع فلسطين في العاصمة دمشق، على خلفية مشاركتهم بالاحتجاجات المستمرة ضد النظام السوري.

وقال المقدم المستقيل من جيش النظام السوري طارق الشوفي، إنهم يمثّلون مجموعة من الضباط المتقاعدين والمستقيلين، الذين وقفوا إلى جانب أهلهم منذ بدء الانتفاضة السلمية في الجنوب السوري، وعلى حد وصفه، فقد كانوا جزءا من الحراك المطالب بالحقوق العامة من الحرية والكرامة وبناء الدولة الديموقراطية، وتنفيذ القرار الأممي 2254، وعدم التفرد بالسلطة من النظام الحاكم.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الشوفي -وهو أحد الضباط الخمسة المطلوبين لفرع فلسطين-، "لكن أجهزة النظام الأمنية أخذت تضيّق علينا الخناق، ثم تم استدعاؤنا مؤخرا لمراجعة فرع فلسطين في العاصمة دمشق، من أجل إجراء تحقيق معنا".

الضباط الخمسة المطلوبون للتحقيق خلال مشاركتهم في حراك السويداء (الجزيرة) رابطة لا تمثّلهم

ويعدّ العميد المتقاعد زياد العبد الله، وهو ضابط مطلوب لفرع فلسطين، أن مذكرة الاستدعاء الموجّهة إليهم تمنعهم من مغادرة السويداء، ومن ثم مغادرة البلاد، كما تحول دون إكمال أي معاملات قانونية تستلزم مراجعة الدوائر الرسمية في الدولة.

وفي حديثه للجزيرة نت، نفى زياد أن يكون أي من الضباط المطلوبين قد راجع الفرع المذكور، وأنهم قرروا الامتناع عن تلك المراجعة، بصرف النظر عن النتائج المتأتية من وراء ذلك.

في سياق متصل، يُجمع الضباط الخمسة المطلوبون للتحقيق في فرع فلسطين أن "رابطة المحاربين القدماء"، هي وعاء تنظيمي ينتسبون إليه فقط، لكنه لا يمثلهم ولا يدافع عنهم، ورأوه أحد أذرع السلطة الأمنية داخل المجتمع، أسوة باتحاد العمال والفلاحين، وباقي المنظمات المهنية والنقابية في سوريا.

وكانت "رابطة المحاربين القدماء" قد تأسست في فبراير/شباط  1955 ثم صار لها فروع في معظم المحافظات السورية، وانتقلت الوصاية عليها في أكتوبر/تشرين الأول 2000 من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، إلى وزارة الدفاع.


توصيةبعدم المراجعة

وفي إطار البحث عن حل لأزمتهم، قصد الضباط الخمسة -الجمعة الماضية- مَضَافة الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين "الدروز" وطلبوا مشورته، التي جاءت واضحة بعدم مراجعتهم لفرع فلسطين، كما أوصاهم بإصدار بيان يوضح حقيقة ما حدث معهم.

هذا ما دعاهم إليه -أيضا- الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل الموحدين الدروز، حيث قال للضباط، إن النظام لم يتعلّم من أخطائه ليس خلال حكمه للبلاد منذ ما يقارب نصف قرن فقط، وإنما منذ بداية أزمة حكمه الأخيرة قبل 12 سنة، مؤكدا أن "المسؤولين السوريين هم المعنيون بالتعلّم من أخطائهم في إدارة الشأن العام قبل غيرهم، لأجل منع تكرارها".

وأضاف الحناوي لزوّاره، "نحن الدروز لم نكن سببا في الأزمة التي تعيشها البلاد، ولا نرضى أن يظل هذا المنطق الأعوج في إدارة الشأن الأمني كما هو، دون أي مراجعة أو تغيير، إذ من غير المعقول أن تبقى الجهات الأمنية تطلب من كل من يفتح فمه بالانتقاد أو الاحتجاج أن يراجعها، والناس حينما ثارت مؤخرا إنما فعلت ذلك نتيجة لبقاء تلك الممارسات الأمنية المتشددة ضدها، وليس كل الاحتجاج من أجل تلبية المطالب المعيشية"

ولا تزال محافظة السويداء جنوب سوريا، في حالة حراك سياسي متواصل للأسبوع الثامن على التوالي، في أوسع احتجاجات شعبية تعيشها المدينة وريفها الواسع، للمرة الأولى ضد نظام بشار الأسد.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإسرائيلي: النظام في دمشق لا يعد حكومة شرعية بل "عصابة"

في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، حكام سوريا الجدد بـ "العصابة"، مؤكدًا أن الوضع في البلاد لا يزال غير مستقر. وأشار إلى أن النظام في دمشق لا يعد "حكومة شرعية"، لافتًا إلى أن مناطق مثل إدلب تخضع لسيطرة جماعات إسلامية ذات أيديولوجيات متطرفة.

اعلان

وأضاف ساعر أن المجتمع الدولي قد يوافق على إقامة مناطق عازلة في سوريا من أجل الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، لكنه أشار إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة دعمًا أو موافقة تامة على الأوضاع القائمة.

وتحدث عن أهمية اليقظة للحفاظ على أمن الحدود في ضوء التهديدات المتزايدة من الجماعات المسلحة التي تحاول التسلل بالقرب من إسرائيل.

ومع ذلك، أبدى تحفظه على الجدل العلني حول الخيارات العسكرية، محذرًا من أن ذلك قد يؤثر سلبًا على المصالح الأمنية المشتركة.

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يصل لحضور الجلسة العامة للقمة الوزارية الحادية والثلاثين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، في تاقالي، مالطا، الخميس، 5 ديسمبر 2024Miguela Xuereb/APRelatedغارة أميركية بريطانية على صنعاء وإسرائيل تعترض صاروخاً أطلقه الحوثيون تجاه تل أبيبهآرتس: حماس تستعيد قوتها بسرعة وعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة تتعثّرالجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان ويكثف قصفه على غزة وحماس تؤكد: إسرائيل ترفض وقف إطلاق الناراليمن: استئناف حركة الملاحة في مطار صنعاء رغم الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي

فيما يخص غزة، أوضح ساعر أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة القادرة على ضمان أمنها في المستقبل القريب. وأوضح أن عودة المستوطنات اليهودية إلى القطاع ليست خيارًا مطروحًا، ولكن في المقابل، لا يمكن لأي جهة خارجية ضمان الأمن بشكل فعّال.

ووصف حكم حركة حماس في قطاع غزة بـ "النظام الإرهابي"، مؤكدًا أن الحركة تستغل المساعدات الإنسانية في توجيهها نحو تنفيذ هجمات ضد إسرائيل. وأضاف ساعر: "علينا إعادة تقييم آلية توزيع هذه المساعدات للتأكد من عدم استخدامها ضدنا".

وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر خلال مؤتمر صحفي في براغ، جمهورية التشيك، الخميس، 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024Petr David Josek/AP

وبالنسبة للعلاقات مع الولايات المتحدة، عبر ساعر عن تفاؤله بشأن ولاية ثانية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وأشاد بما تحقق خلال فترة رئاسته الأولى، مثل الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وفيما يتعلق بإيران، شدد ساعر على ضرورة منعها من الحصول على أسلحة نووية، مؤكدًا أن ذلك يشكل "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه. وأوضح أن التعاون مع الولايات المتحدة يعد أمرًا حيويًا في مواجهة الطموحات النووية الإيرانية.

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يتحدث في مهرجان أمريكا، الأحد 22 ديسمبر 2024، في فينيكسAP

وفي ختام المقابلة، أكد ساعر على ضرورة اتخاذ خطوات استباقية لحماية أمن إسرائيل وسط التحديات الإقليمية. وقال: "علينا أن نكون يقظين في مواجهة التهديدات النووية الإيرانية وتهديدات الجماعات المسلحة التي تسعى لاستغلال الفوضى في سوريا وغزة لتعزيز نفوذها".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الجيش الإسرائيلي يعرض أمام نتنياهو أسلحة استولى عليها من حزب الله وتأكيد على مواصلة ضرب الحوثيين فزاعة الاعتقال تلاحق نتنياهو.. رئيس وزراء إسرائيل يتغيب عن مراسم ذكرى الهولوكوست في بولندا أطفال غزة.. إما قصفٌ ودماء أو عيشٌ وسط الركام والنفايات قطاع غزةحركة حماسإيرانإسرائيلأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان ويكثف قصفه على غزة وحماس تؤكد: إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار يعرض الآن Next في أول عرض عسكري منذ الإطاحة بالأسد.. إدارة العمليات تستعرض قوتها في دمشق يعرض الآن Next النفايات تتكدّس في لشبونة.. والسبب إضراب عمال النظافة لليوم الثاني يعرض الآن Next غارة أميركية بريطانية على صنعاء وإسرائيل تعترض صاروخاً أطلقه الحوثيون تجاه تل أبيب يعرض الآن Next أوكرانيا تواجه خسائر فادحة في كورسك مع استمرار الهجوم الروسي المضاد اعلانالاكثر قراءة من السكري والعقم إلى السرطان.. تعرف على أبرز الاكتشافات الطبية لسنة 2024 يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء تحطم الطائرة في كازاخستان محافظ دمشق: هناك أناس يريدون التعايش والسلام ومشكلتنا ليست مع إسرائيل ولا نستطيع أن نكون ندّا لها هآرتس: حماس تستعيد قوتها بسرعة وعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة تتعثّر العالم يحتفل بعيد الميلاد ليلة الـ24 من ديسمبر.. هل تعلم أن المسيح لم ير النور في ذلك التاريخ؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلبشار الأسدأبو محمد الجولاني غزةسورياقصفاليمنالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بنيامين نتنياهوهيئة تحرير الشام تشردقطاع غزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • شبكة المراقبة الأمنية لنظام الأسد: وثائق تكشف حجم القمع وأبعاده
  • رئيس الاستخبارات السورية الجديد يتحدث عن مصير المؤسسة الأمنية.. كيف ستكون الجديدة؟
  • مشاهد صادمة من سجون نيويورك.. سجين يفقد حياته بعد تعرضه لضرب مبرح من ضباط الإصلاح
  • لبنان يسلم 70 سورياً إلى دمشق
  • تمديد مهلة تسليم فلول النظام أسلحتهم بحي المزة 86 في دمشق
  • إسرائيل تردّ على رسالة سوريا الجديدة: "عصابة"
  • شاهدوا ماذا حلّ بضباط سوريين دخلوا لبنان.. إليكم الفيديو
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: النظام في دمشق لا يعد حكومة شرعية بل "عصابة"
  • الحكومة الأوكرانية تلزم ضباط الجيش والمخابرات بالتحدث باللغة الإنجليزية
  • عن ضباط سوريا في لبنان.. ماذا قال جنبلاط؟