ليست مصادفة.. أمريكا ترسل حاملة طائرات لإسرائيل في حربها على غزة في نفس يوم إنشائها جسر جوي بحرب أكتوبر
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
الدعم الأمريكي لإسرائيل تاريخ لا ينتهي منذ حرب السادس من أكتوبر عام 73 وما قبلها، وحتى اليوم في حرب إسرائيل على قطاع غزة، إذ أرسلت حاملة طائرات جوية لإسرائيل في شرق المتوسط تطل بشكل مباشر على غزة كدعم عسكري لها.
في صباح اليوم الخامس الموافق الأربعاء 10 أكتوبر 1973م كان يوم محوري حيث تم اتخاذ قرار من قبل أمريكا بالدخول المباشر في حرب أكتوبر ودعم إسرائيل بشكل رسمي من خلال إمدادها بالجسر الجوي الأمريكي، مما جعل دول عربية تعلن دخولها المعركة بشكل رسمي بعد أن شاركت كوحدات داخل الجيش المصري.
فبالنسبة لوضع القوات المصرية شرق القناة فى هذا اليوم فمتماسك كما هو مثل الأيام الأربعة السابقة متخذة أوضاعها القوية المتمركزة على رؤوس الكباري فى أعماق تتراوح بين 12 - 15 كم شرق القناة تحت حماية مظلات الدفاع الجوي تستمر فى صد محاولات العدو المضادة الذى بدأ فى تغيير استراتيجية ذلك الهجوم المضاد ابتداءً من هذا اليوم بعد فشل محاولاته فى اليومين السابقين.
يقول الفريق سعد الدين الشاذلي فى هذا الأمر: "لقد خسر العدو خلال قتال يومي 8 و9 أكتوبر حوالى 260 دبابة وكان خلال هذين اليومين يستخدم دباباته فى اقتحام مواقع المشاة بالأسلوب القديم نفسه الذي كان يعتمد على سرعة التحرك وإحداث الصدمة النفسية لدى جندي المشاة نتيجة اقتحام المدرعات ولكنه سرعان ما اكتشف أن المشاة المصريين بما لديهم من أسلحة مضادة للدبابات وبما يتمتعون به من روح معنوية عالية قادرون على سحق المدرعات التى تستخدم هذا الأسلوب.
واعتبارًا من يوم 10 أكتوبر بدأ يستخدم دباباته بأسلوب حذر يعتمد على التحرك البطيء والاستفادة من الأرض والسواتر الطبيعية ونتيجة لذلك انخفضت خسائره فى الدبابات انخفاضًا ملحوظًا وقام العدو بتعويض الجزء الأكبر من خسائره فى الدبابات - يقصد الدعم الأمريكي - بحيث وصل عدد الدبابات التى فى ألويته المدرعة الثمانية التى أمامنا يوم 13 أكتوبر إلى 900 دبابة".
نتيجة لاستغاثات جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل برئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وتصريحات كسينجر وزير خارجية أمريكا نفسه الذي قال بوضوح أن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل بأسلحتها الأمريكية، أمام مصر التي استخدمت الأسلحة السوفيتية، مهما كلف الأمر وبالفعل بدأت الولايات المتحدة أكبر عملية دعم عسكري فى التاريخ الحديث لإسرائيل بدأت فى يوم 10 أكتوبر بصورة غير رسمية وبشكل رسمى إبتداء من يوم 13 أكتوبر وحتى يوم 14 نوفمبر أى حتى بعد وقف إطلاق النار بأكثر من 20 يوم وسميت هذه العملية بـ “عشب النيكل”.
ومن المفارقات أن الرئيس بايدين الرئيس الأمريكي ذكر في خطابه اليوم بالحوار الذي دار بينه وبين جولدا مائير في الماضي قائلًا “ أنا اتذكر جيدا عندما كنت سيناتور وزرت تل أبيب والتقيت بجولدا مائير في مكتبها ولما شعرت بقلقي همست لي لا تقلق إسرائيل لديها سلاح سري وهي أنهم لن يتركوا هذه الأرض لأنهم ليسوا لهم مكان غيرها”
فى البداية إستخدمت أمريكا طائراتها العسكرية لنقل السلاح والدبابات إلى جزر الأزور بالمحيط الأطلنطى لتقصير المسافة على إسرائيل، وتقوم الطائرات الإسرائيلية باستكمال المسافة الباقية إلى سيناء وفى البداية استخدمت إسرائيل طيرانها المدني لكن إبتداء من يوم 13 أمر الرئيس الأمريكى بعمل مجال جوى مفتوح تقوم الطائرات العسكرية الأمريكية بنقل السلاح إلى إسرائيل مباشرة.
ونقل هذا الجسر الجوى حوالى 12 ألف طن من الأسلحة خلال أيام الحرب ثم إستمر حتى بعد وقف إطلاق النار ليبلغ إجمالى الأسلحة التى نقلتها أمريكا لإسرائيل حوالى 23 ألف طن بمجموع 576 رحلة جوية وهو ما سيعزز موقف إسرائيل في الأيام القادمة للحرب.
حيث صرح «الفريق الشاذلي» قائلًا: “يوم 13 أكتوبر امتلكت إسرائيل 900 دبابة وهما داخلين الحرب بحوالى 1000 دبابة وفقدوا فى أول 4 أيام بس 500 دبابة يعنى أمريكا عوضتهم فى 4 أيام بعدد الدبابات الى فقدوها”.
وصرح الفريق عبد الغنى الجمسى "أول أنباء وصول إمدادات عسكرية أمريكية لإسرائيل يوم 10 أكتوبر:
"وكانت المعلومات التى وصلتنا تشير إلى وصول الإمدادات العسكرية الأمريكية لإسرائيل حيث تم تفريغها فى مطار العريش رأسًا خلال يوم 10 والأيام التالية".
دول عربية تنضم للجيش المصري في حرب أكتوبر بعد الجسر الجوي الأمريكي
وسجل الفريق عبد الغنى الجمسى فى أحداث يوم 10 أكتوبر دخول بعض القوات لبعض الدول العربية فى المعركة خاصةً على الجانب السوري فيقول:
"حيث قرر العراق يوم 10 الاشتراك فى الحرب وأرسل الفرقة الثالثة المدرعة إلى سوريا وفى نفس الوقت أعلن الأردن التعبئة لخدمة المجهود الحربي وخصص لواء مدرع للإشتراك فى القتال على الجبهة السورية.
وأوفد الرئيس السادات فى صباح يوم 10 أكتوبر المهندس سيد مرعى مساعد رئيس الجمهورية إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليح يناشدها دعم المعركة العسكرية التى تخوضها مصر وسوريا، حيث قرر الرئيس السادات فتح جبهه جديدة يمارس من خلالها الضغط على العالم الغربى والولايات المتحدة".
حاملة طائرات وصواريخ كروز أمريكية في شرق المتوسط لدعم إسرائيل
وبالأمس الثلاثاء 10 أكتوبر 2023 أكدت الولايات المتحدة الأمريكية وصول حاملة طائرات، وسفنا، ومقاتلات جوية إلى منطقة شرق المتوسط، مؤكدة أنها سوف توفر لإسرائيل المزيد من المعدات والذخائر.
وأعلنت القيادة الوسطى الأمريكية، وصول حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى شرق المتوسط.
وقالت القيادة الوسطى، إن وصول حاملة الطائرات الهدف منه هو "ردع أي طرف يسعى لتوسيع رقعة الحرب".
وقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها الكامل لسلطات الاحتلال الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة.
وقال الرئيس الأمريكي بايدن أمس الثلاثاء: "سوف نستمر في الوقوف متحدين، ودعم شعب إسرائيل الذي يعاني من خسائر لا توصف، ومعارضة الكراهية والعنف الناجمين عن الإرهاب، واصفاُ الهجوم بأنه "عدوان مروع وغير مسبوق".
يأتي ذلك بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل نتيجة لسلسلة الهجمات والاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال على مناطق متفرقة على المدنيين العزل من الفلسطينيين.
مصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصفحة الرسمية للمؤرخين المصريون
(2) الفريق سعد الدين الشاذلى - مذكرات حرب أكتوبر - الطبعة الرابعة 2003م دار بحوث الشرق الأوسط الأمريكية - الفصل الثالث والثلاثون.
(3) المشير عبد الغنى الجمسى - مذكرات حرب أكتوبر - الهيئة العامة المصرية للكتاب - صـ 377، 378.
(4) وكالات أنباء عالمية
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدعم الأمريكي لإسرائيل السادس من اكتوبر غزة الولایات المتحدة حاملة طائرات یوم 10 أکتوبر شرق المتوسط حرب أکتوبر فی حرب
إقرأ أيضاً:
بالأرقام.. حجم المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023
قال الدكتور الأكاديمي والباحث الاقتصادي أيمن عمر، “إن المساعدات الأميركية لإسرائيل بلغت ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ 7 أكتوبر “2023.
وتحدث الباحث الاقتصادي لوكالة “سبوتنيك”، عن “مجمل المساعدات التي تلقتها إسرائيل من الجانب الأمريكيطز
وقال: “في عام 2008 أقر الكونغرس الأمريكي تعديلًا لقانون مراقبة تصدير الأسلحة (AECA) يلزم الولايات المتحدة بالحفاظ على “التفوق العسكري النوعي” (QME: Qualitative Military Edge) الذي يضمن لـ”الاحتلال الإسرائيلي” الحفاظ على قدرته في هزيمة أي تهديد عسكري محتمل، وضمان تفوقه العسكري في المنطقة”.
وأضاف: “هذا القانون يعتبر العمود الفقري والمسوغ الشرعي للمساعدات الاميركية للاحتلال وهو ملزم لكل الإدارات الأميركية المتعاقبة سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، لأن هذه المساعدات الأمنية “تعتبر جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الأمريكية لضمان الاستقرار الإقليمي وردع التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط” بحسب مندرجات القانون”.
وتابع الباحث الاقتصادي: ” ظهرت تداعيات هذا القانون في العام 2016 حين وقّعت الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي مذكرة تفاهم لتوفير 3.8 مليار دولار سنويًا من المساعدات العسكرية لـ”الاحتلال” تستمر حتى عام 2028، وهي تشمل تمويل برامج الدفاع الصاروخي مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” و”سهم 2″ من أجل البحث والتطوير والإنتاج لهذه الأنظمة”.
وأضاف: “في 23 أبريل2024 وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار، تشمل أموالا للاحتلال وأوكرانيا وتايوان، حيث خصصت النسبة الأكبر من المساعدات للاحتلال بـ قيمة 26.4 مليار دولار وهي تشكل أكثر من ربع هذه المساعدات الإجمالية والمخصصة للدول التي تخوض حروبا أو صراعات بالوكالة عن الولايات المتحدة الأميركية”.
وقال عمر: “تتوزع المساعدات على الشكل التالي: 4 مليارات تذهب إلى نظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية، وكذلك مقلاع داوود، 1.2 مليار دولار إلى نظام الدفاع الشعاع الحديدي، لذي يتصدى للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون، 4.4 مليار دولار لتجديد المواد والخدمات الدفاعية المقدمة،3.5 مليار دولار لشراء أسلحة متقدمة وعناصر أخرى ضمن برنامج التمويل العسكري الأجنبي، 9.2 مليار دولار من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء في حالات الطوارئ والمأوى والخدمات الأساسية”.
وأضاف: “الاحتلال الإسرائيلي” منذ نشأته وهو يعتمد اعتمادا كبيرا على المساعدات والمنح الأميركية وخاصة العسكرية منها، وهو أكبر متلق لهذه المساعدات في التاريخ الأميركي كله بقيمة وصلت إلى 251.2 مليار دولار من الدولارات المعدلة حسب التضخم منذ عام 1959 تاريخ بدء تقديم المساعدات الأميركية للاحتلال، بحسب آخر تقرير حول هذا الموضوع أصدرته جامعة براون الأمريكية في سبتمبر الماضي، وإن جميع المساعدات الأميركية الاعتيادية للاحتلال تقريبا هي في شكل منح لشراء أسلحة أميركيةط.
وأضاف: “بلغت المساعدات الأمريكية ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار من المساعدات العسكرية عند الجمع بين المساعدات الأمنية الأمريكية المعتمدة منذ 7 أكتوبر 2023؛ والتمويل التكميلي للعمليات الإقليمية؛ والتكاليف الإضافية المقدرة للعمليات، مثل الضربات ضد قوات الحوثيين في اليمن، ويشمل هذا الرقم 17.9 مليار دولار وافقت عليها الحكومة الأميركية كمساعدات أمنية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وأماكن أخرى منذ أكتوبر2023”.
وقال الباحث الاقتصادي: “هذا ليس سوى جزءا من الدعم المالي الأمريكي المقدم خلال هذه الحرب أي أن المساعدات الأميركية أكبر من ذلك لأنه لا يشمل أي مساعدات اقتصادية أخرى”.
وأضاف: “إن ما يتردد عن ضغط أميركي على “الاحتلال الإسرائيلي” لوقف الحرب والدخول في تهدئة هو كلام إعلامي لا محل له على أرض الواقع، فلو أرادت الإدارة الأميركية فعليا هذا الأمر لاستطاعت تحقيق ذلك عبر وقف مساعداتها له وخاصة العسكرية”.