كتب الان سركيس في " نداء الوطن": وسُجّل دخول فرنسي على خطّ الوضع في الجنوب، بعد الإشتباكات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، إذ أجرت باريس سلسلة إتصالات من أجل لجم التوترات الحاصلة ومنع انفلاش الحرب نحو دول أخرى. وتؤكّد مصادر ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أنّ باريس لم تخرج من لبنان على رغم فشلها في الملف الرئاسي، والعين الفرنسية لا تزال شاخصة إلى بلد الأرز، وليست المرّة الأولى التي تفشل فيها في الملف الرئاسي.
وتُشدّد المصادر على وجود مصالح فرنسية في لبنان، لكنّ مسارعة دوائر الإليزيه إلى التدخّل وإجراء الإتصالات اللازمة بتوجيه مباشر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أتت نتيجة عدّة أسباب أبرزها:أولاً- السبب الأهم هو أمني بامتياز، إذ تنشر باريس نحو 700 جندي فرنسي في جنوب لبنان ضمن إطار قوات الطوارئ الدولية، وأي إشتباك بين إسرائيل و»حزب الله» قد يلحق الضرر بتلك القوات، لذلك تسارع باريس إلى محاولة لجم التوتر لئلا يقع جنودها في نيران الحرب وتتعرّض سلامتهم للخطر.ثانياً- لباريس مصالح إقتصادية كبيرة في لبنان، وتعمل دوائر القرار في باريس للمحافظة عليها، فالجنوب ولبنان مقبلان على بدء التنقيب عن الغاز والنفط، ولشركة «توتال» الفرنسية حصة كبيرة في هذا الاستثمار، وأي خضة أمنية ستوقف أعمال التنقيب، لذلك تعمل باريس على منع حدوث حرب في لبنان.ثالثاً- تتخوّف باريس من أن تؤدّي أي حرب إسرائيلية جديدة على لبنان إلى تدمير ما تبقّى من دولة، وعندها تصبح البلاد مشرّعة على كل الإحتمالات السيّئة، فمؤسسات الدولة مفكّكة والأزمة الإقتصادية تتعمّق والخطر على الكيان يرتفع.رابعاً- تتصرّف باريس على أنها زعيمة «القارة العجوز»، وانطلاقاً من ذلك تتحرّك لكي تقوم بالوساطات اللازمة، وهذا ما حاولت القيام به بعد اشتباكات الجنوب.في باريس هناك تشاؤم من وضع المنطقة، وساهم انفتاح فرنسا على «حزب الله» في المرحلة الماضية ودعمها ترشيح مرشحه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في تقرّبها من «الحزب»، وهذا المعطى يجعل باريس قادرة على لعب دور وساطة بين إسرائيل و»الحزب» أو أقلّه يجعلها ناقلة للرسائل.وتعرف باريس أنّ تل أبيب التي تلقّت أقسى ضربة منذ عشرات السنين لا تُراوغ في مسألة التهديد بالحرب وفتح الجبهات، وسيكون ردّها قاسياً سواء في غزة أو أي منطقة أخرى، لذلك تطوعت باريس لنقل التحذيرات الإسرائيلية إلى ما تبقّى من دولة لبنانية، وإلى «حزب الله» من أجل وعي خطورة المرحلة المقبلة، كما أنها تحدّثت مع طهران من أجل ضمان تحييد الساحة اللبنانية عن أي صراع جديد ستكون نتائجه مدمّرة على كل لبنان وليس
الجنوب فقط.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
كاتب صحفي: حان الوقت للبنان لتصعد وتنتفض وتخرج من كبوة الحرب
أكد الكاتب الصحفي إيهاب عمر أن إسرائيل انسحبت من جنوب لبنان في 18 فبراير، وفقًا لما نص عليه اتفاق الهدنة، لكنها أبقت سيطرتها على خمس نقاط داخل الجنوب اللبناني، في خطوة تعكس نهجها المعتاد بعدم تنفيذ الاتفاقات بشكل كامل وتقسيم تنفيذها على مراحل.
وأضاف عمر، خلال مداخلة ببرنامج مطروح للنقاش على قناة القاهرة الإخبارية، من تقديم الإعلامية داليا أبو عميرة، أن الانسحاب الإسرائيلي يُعد انتصارًا حقيقيًا، لا سيما بعد المخاوف من تمسك الاحتلال بمناطقه في الجنوب، حيث كان يسيطر على 60 قرية حدودية.
وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تعود فيها إسرائيل إلى الأراضي اللبنانية منذ انسحابها عام 2000، مشددًا على ضرورة أن يستغل لبنان هذه اللحظة للخروج من تبعات الحرب واستعادة الاستقرار.
وأوضح عمر أن إسرائيل تبرر تمسكها بالمناطق الخمس المتبقية بالتخوف من عودة حزب الله والفصائل الفلسطينية إلى الجنوب، مؤكدًا أن هذا الأمر شأن داخلي يخص اللبنانيين وحدهم، ولا يحق للاحتلال الإسرائيلي التدخل فيه.