قبل أيام قلائل كان سكان جنوب لبنان يستعدون لقطف الزيتون، لكن كثيرين منهم يفرون الآن، خوفا من صراع مدمر آخر مع الاحتلال الإسرائيلي بعد ساعات من أشد الأيام دموية على الحدود منذ حرب عام 2006.
وأعادت اشتباكات الاثنين إلى أذهان القرويين في جنوب لبنان ذكريات الحرب المدمرة عام 2006 بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، مع امتداد الصراع بين الاحتلال ومسلحين فلسطينيين على بعد 200 كيلومتر جنوبا حتى أعتاب منازلهم.


وعلى الجانب الفلسطيني المحتل من إسرائيل بالحدود بدت القرى مهجورة أمس الثلاثاء، وهي نتيجة محتملة لاحتماء السكان داخل منازلهم بدلا من إخلائها.
وقُتل ستة أشخاص الاثنين، ثلاثة منهم من أعضاء حزب الله وضابط إسرائيلي واثنان من المسلحين الفلسطينيين اللذين أثارا أعمال العنف بعد أن عبرا الحدود إلى إسرائيل من لبنان. وقال شربل علم وهو حلاق في بلدة رميش الحدودية «كنت هنا عام 2006. كانت تلك مشاهد مرعبة. وكان القصف بالأمس عنيفا للغاية». وأضاف أن مئات الأشخاص غادروا معظمهم عائلات لديها أطفال أو أقارب مسنون.
وقال علم، في إشارة إلى الأزمة المالية التي أدت إلى إفقار العديد من اللبنانيين خلال السنوات الأربع الماضية، «الناس معها أطفال، غادروا لأنه في عام 2006 لم يكن هناك خبز ولا حليب ولا دواء. لبنان هكذا بالفعل الآن، لذا تخيل كيف سيكون الأمر إذا تصاعدت الأمور».
وقالت ناظمية دموش، وهي امرأة عجوز، إن الأطفال نقلوا إلى قاعدة قريبة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خلال قصف أمس الاثنين. وأضافت «أنا لا أخاف من القصف بهذه الطريقة، لكنك تخاف على الأطفال».
وبدأت أعمال العنف الاثنين على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة عندما تسلل مسلحون من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تقاتل إلى جانب حماس في غزة عبر الحدود من لبنان إلى إسرائيل.
ويشعر الناس أيضا بالتوتر في كريات شمونة، وهي بلدة بشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة قريبة من المطلة. وقال أحد سكانها ويدعى أوريل سيجون «هذا ليس أفضل شعور في العالم... لقد شهدنا الصواريخ هنا، لقد مررنا بالكثير، ولكن هذه المرة نشعر بأنه ستكون هناك فوضى».
وفي الجنوب، تم تفجير منزل بسام السويت في حرب عام 2006، لكنه قال إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان تعني أنه لن يتمكن من إعادة إعمار منزله مرة ثانية في حال تم قصفه.
وأضاف «الوضع الاقتصادي بالنسبة للعالم كله اليوم يعني إذا بدك تطلع من البيت وين بدك تروح. إذا بدك تشتري ربطة خبز. يعني العالم ما معها، الناس مش قادرين لحد هلق، يعني أي شغلة، العالم مش قادرة تعبي سياراتها بنزين إذا بدها تفل. والوضع؟ لحد وين بدها تصير؟».
 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: سكان جنوب لبنان الاحتلال الإسرائيلي الحدود اللبنانية عام 2006

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في هجوم على الجبهة الشمالية مع لبنان

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة رائد في هجوم على الجبهة الشمالية مع لبنان، وفقا لخبر عاجل أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".
 

الخارجية النرويجية: قرار إسرائيل بشأن البؤر الاستيطانية في الأراضي المحتلة غير مقبول خلافات وفوضى تهدد الداخل الإسرائيلي.. أستاذ علوم سياسية يوضح الوضع في إسرائيل

أكد وزير الخارجية النرويجي، أن قرار دولة الاحتلال الإسرائيلي إضفاء الشرعية على بؤر استيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير مقبول، وفقا لخبر عاجل أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

وفي سياق متصل، قال الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن التوصيف العام يؤكد أن هناك فوضى عامة في إسرائيل، لافتًا إلى أن ملف الإنقسام ما بين الجانب العسكري والسياسي في إسرائيل، فالجانب العسكري يمثل الدولة العميقة التي أقامت الدولة بعد نكبة 48، والطرف السياسي يتماثل مع التمرد من قبل الصهيونية الدينية مع القوى اليمينية المتطرفة.

مقالات مشابهة

  • وسط تصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. نصر الله يجتمع بوفد من حماس
  • وسط تصعيد على الحدود اللبنانية.. نصر الله يجتمع بوفد من حماس
  • اقتراح هوكستين على طاولة نصر الله.. هذا ما سيحدث في حال رفض الحزب القرار الدبلوماسي
  • اقتراح هوكستين على طاولة نصر الله.. وهذا سيحدث حال الرفض
  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في هجوم على الجبهة الشمالية مع لبنان
  • حزب الله اللبناني يرد على اغتيال احد قادته بقصف قواعد اسرائيلية
  • حزب الله يضرب ولا يبالي بتهديد "عصور الظلام".. 200 صاروخ تحول الجولان لجحيم مستعر
  • مباحثات أميركية فرنسية لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
  • لإجراء محادثات بشأن لبنان.. هوكستين في باريس
  • المبعوث الأميركي في باريس لمحادثات جديدة حول لبنان