الأمم المتحدة: فرض حصار كامل على قطاع غزة مخالف للشرعية الدولية منظمة الصحة العالمية تدعو لفتح ممر إنساني إلى قطاع غزة الثورة / محمد دماج
اجتاحت عواصم العالم مظاهرات واحتجاجات وفعاليات غاضبة ومنددة بالعدوان والحصار الصهيوني ضد قطاع غزة التي تشهد قصفاً متواصلاً لم يشهده التاريخ من قبل وسط انقطاع الخدمات من الكهرباء والماء والوقود مما خلف أعداداً مهولة من القتلى والجرحى.
حيث خرج الآلاف في تظاهرات حاشدة في عدة مقاطعات كندية تنديدا بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة وتدميره المساجد والمنازل فوق رؤوس ساكنيها بشكل متعمد، ما أسفر عن ارتقاء مئات الشهداء في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع. وبحسب ما نقلت وكالة “فلسطين الآن” أمس الثلاثاء، شهدت مقاطعة أونتاريو كبرى التظاهرات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني حيث تظاهر الآلاف مرددين هتافات تدعو للعدالة والحرية لأجل فلسطين، وتشدد على ضرورة إنهاء العدوان الهمجي الذي تشنه قوات العدو الصهيوني على قطاع غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة. وفي مقاطعة ألبرتا غرب البلاد، احتشد المئات من الداعمين والمناصرين للشعب الفلسطيني في مسيرة مركبات رافعين الأعلام الفلسطينية ومنددين بجرائم العدو. ومنذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، شهدت دول عربية وإسلامية مظاهرات حاشدة دعما للمقاومة الفلسطينية في مواجهتها للعدو الصهيوني، من بينها الكويت والأردن واليمن وتونس وتركيا وإيران. كما خرجت تظاهرات منددة بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة في كل من بريطانيا والولايات
المتحدة الأمريكية. ويواصل العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي عبر قصف الأسواق والأحياء السكنية، إضافة إلى استهداف مركبات الإسعاف والمصابين ومزودي خدمات العلاج الطبي. وناشدت وزارة الصحة في غزة، المجتمع الدولي التحرك للجم هذا العدوان على مراكز العلاج والإسعاف في القطاع.. مشددة على أن العدو يتعمد قصف المشافي والإسعاف وقتل وإصابة الطواقم في خرق للقوانين الدولية. وشارك الآلاف من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية ومتضامنين مع فلسطين، في مظاهرات حاشدة في إيرلندا والسويد تنديدا بالعدوان الإجرامي الصهيوني على قطاع غزة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أنه في العاصمة الإيرلندية دبلن، نُظمت مظاهرة حاشدة للتنديد بالانتهاكات والمجازر الصهيونية ضد المدنيين العُزل في قطاع غزة ومختلف مدن الضفة الغربية المحتلة. وأعرب رئيس الحزب الإيرلندي اليساري ريتشارد بويد باريت، عن استغرابه من المعايير المزدوجة التي يتحلى بها زعماء أوروبا ودولها بما فيها إيرلندا والولايات المتحدة. وطالب المتظاهرون من الحكومة الإيرلندية بالتدخل السريع لحماية المدنيين العُزل، ومقاطعة كيان الاحتلال بما تقوم به، والذي يرقى إلى جرائم الحرب حسب مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان. وفي السويد، شهدت مدينة يوتبوري تظاهرة حاشدة، بدعوة من الجالية الفلسطينية ومجموعة التنسيق الفلسطينية السويدية، في مواجهة ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من قتل ودمار. وأبدى الناشطون السويديون خلال التظاهرة تأييدهم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني وتعاطفهم معه، منددين بما يقوم به كيان الاحتلال تحت مرأى المجتمع الدولي ومسمعه الذي يصم آذانه ويكيل بمكيالين دون تحريك ساكن. وطالبوا المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، وبإنهاء العدوان الذي يقوم بها كيان الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومحاسبته على ما يقوم به من اعتداءات، ومخالفته القانون الدولي على مدار سنوات عديدة. وفي إطار إطباق الحصار الشامل على غزة برا وجوا وبحرا أكدت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن الحصار الكامل لقطاع غزة، يتعارض مع القانون الدولي الإنساني. وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية “إن فرض حصار يعرض حياة المدنيين للخطر من خلال حرمانهم من السلع الأساسية للبقاء، محظور بموجب القانون الدولي الإنساني”. وأضاف تورك أن الحصار ربما يرقى إلى حد “العقاب الجماعي”. وقالت مديرة الاتصالات بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين جولييت توما، سابقا، إن أي تشديد للحصار المفروض على قطاع غزة سيجعل الوضع المأساوي في المنطقة “أسوأ بكثير وعلى وجه الخصوص بالنسبة للنساء والأطفال. وكان وزير حرب العدو الصهيوني يوآف غالانت قد أعلن، أمس الاثنين، عن حصار كامل على قطاع غزة، في حين قال وزير الطاقة، يسرائيل كاتس، إنه أمر بقطع المياه عن القطاع على الفور. ودعت منظمة الصحة العالمية الى فتح ممر إنساني لتوصيل “الإمدادات الحيوية” إلى قطاع غزة. ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن المتحدث باسم المنظمة الصحة العالمية طارق ياشاريفيتش أمس الثلاثاء قوله “تدعو منظمة الصحة العالمية لوقف العنف. نحتاج إلى ممر إنساني لتوفير الناس بالإمدادات الهامة الحيوية. وتعمل المنظمة بالتعاون مع شركائها على حل هذه المشكلة”. وأضاف أن المنظمة ستخصص مليون دولار لشراء إمدادات طبية تكفي لعلاج ما يصل إلى 500 مريض. وأشار إلى أن المنظمة كانت حتى 9 أكتوبر الجاري، تعرف عن مقتل 6 من العاملين الصحيين وإصابة 4 آخرين في غزة، متابعا أنه لحقت أضرار بـ 8 مؤسسات طبية و9 سيارات إسعاف خلال الهجمات. من جانبه أفاد المتحدث باسم دائرة الأمم المتحدة لتنسيق المسائل الإنسانية، ينس لاركي، في مؤتمر صحفي بتضرر 4 مدارس في غزة منذ السبت الماضي. وأضاف أن أكثر من 187.5 ألف شخص قد غادروا منازلهم حتى الآن. وذكر لاركي أن سلطات العدو الصهيوني خفضت إمدادات الكهرباء إلى غزة إلى ما بين 3 و4 ساعات يوميا.. مشيرا إلى أن المصدر الوحيد للكهرباء هو محطة توليد الكهرباء المحلية التي “قد تبقى بدون وقود في غضون عدة أيام”. وشدد على أن قرار قطع المياه “يشمل أكثر من 610 آلاف شخص في غزة وسيؤدي إلى نقص خطير في مياه الشرب”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
«الأونروا»: 80% من غزة مناطق عالية الخطورة
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة
«الجنائية الدولية» تصدر أوامر باعتقال نتنياهو وجالانت
الأمم
المتحدة تعتمد 3 مشاريع قرارات لصالح فلسطين
أكد مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، أمس، أن «قطاع غزة يواجه أوضاعاً كارثية، حيث أصبحت 80 % من مناطقه مصنفة عالية الخطورة».
وأوضح لازاريني أن «السكان في القطاع يضطرون للفرار بحثاً عن الأمان والاحتياجات الأساسية، في وقت لا يوجد فيه مكان آمن يلجؤون إليه».
وأشار إلى أن «شمالي غزة يشهد حصاراً مشدداً منذ أكثر من 40 يوماً، مما أدى إلى حرمان السكان من المساعدات الإنسانية، ودفعهم للركض في دوائر مفرغة بحثاً عن النجاة».
وأضاف أن إيصال المساعدات القليلة التي يسمح بدخولها إلى غزة أصبح معقداً للغاية بسبب الطرق غير الآمنة، لافتاً إلى أن «النظام المدني تم تدميره ولا يمكن إعادة تأسيسه إلا عبر وقف إطلاق النار وضمان المساءلة».
كما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» من أن المخابز التي تعد شريان الحياة لمئات آلاف الفلسطينيين المتضورين جوعاً في قطاع غزة على وشك الإغلاق، إن لم تكن قد أغلقت.
وأشارت إلى أن 7 مخابز فقط من أصل 19 مخبزاً لاتزال تعمل، موضحاً أن الوضع يختلف من منطقة إلى أخرى، ففي دير البلح وخان يونس تعمل 3 مخابز بكامل طاقتها، لكنها مهددة بنفاد الدقيق في غضون أيام.
أما في محافظة غزة، فقد أدى نقص الوقود إلى خفض إنتاج المخابز بنسبة 50 بالمئة، وفق «الأونروا» التي أشارت أيضاً إلى أنه في شمال غزة ورفح المحاصرة، فإن «المخابز لا تزال مغلقة».
ويزيد التأخير في تسليم الوقود والدقيق من تفاقم الأزمة، مما يحرم عدداً كبيراً من السكان من الوصول إلى الخبز.
ودعت «الأونروا» إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، الذين يعانون أوضاعاً مأساوية.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي في دمار واسع النطاق، وجعل إنتاج الغذاء المحلي شبه مستحيل، ما جعل قطاع غزة يعتمد بشكل كامل على منظمات الإغاثة للحصول على الغذاء والدواء والسلع الأساسية.