تأثير العنف المنزلي على الأطفال
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
يحدث العنف المنزلي في جميع أنحاء العالم بغضّ النظر عن الثقافة أو الجغرافيا أو التاريخ، فهناك العديد من العوامل التي تسبّب أو تؤدي إلى العنف الأسري بينها زيادة التوتُّر بين الزوجين ،والصراعات مع الأصهار، أو تاريخ طفولة الشريك ،أو الإدمان ، غير أن العنف المنزلي لا يؤثر على الشخص الذي يتعرض للإيذاء فحسب، بل يؤثر أيضًا على من حوله بما في ذلك الأطفال، فلا ينبغي أن يكون الأطفال داخل العنف المنزلي لأنه يخيف عقولهم ويمكن أن يسبّب لهم صدمة شديدة بسبب ما شاهدوه بين أبويهم.
وللعنف المنزلي تأثير سلبي مؤلم على الطفل علي المدي البعيد ،كما أنه يؤثر على الترابط بين الأب والطفل بشكل كبير فعندما يرى الطفل أحد الوالدين يسيء إلى الآخر، يمكن أن يتسبّب ذلك في شعور الطفل بالأذى، أو حتى إلقاء اللوم على نفسه بسبب
الإساءة ،ممّا يساهم في الندوب العاطفية ، ويضيف الألم والكراهية تجاه الوالد ، ممّا يؤدي بعد ذلك إلى علاقات أبوية سيئة.
أعتقد أن الحب هو أول من يبحث عنه الطفل من والديه ، فهما أول من يتعلم منهما، فعندما يشهد الطفل عنفًا منزليًا بين والديه ، سيحتاج إلى الشفاء العاطفي والإهتمام الفوري ،لأن هذا الطفل إما سيتبع خطوات الوالدين اللذيْن يسيئان لبعضهما بعضاً ،أو سيكبر غاضبًا ومتألمًا عاطفيًا وغيرمستقر نفسيًا، ولذلك لا ينبغي أبدًا أن يكون المنزل معاديًا ومسيئًا للطفل ،لأن الطفل يمكن أن يطبق في حياته هذا السلوك بطريقة جسدية أوعاطفية .
الطفل يحتاج إلى بيئة آمنة ،ومنزل يشعر فيه بالأمان والإستقرار، حيث يحب الآباء أطفالهم ويحمونهم، بمعني منزل خالٍ من العنف ،خاصة عندما تسوء الأمور في العالم الخارجي ، فيكون المنزل مكانًا للراحة والدعم.
العنف المنزلي هو نمط من السلوكيات العدوانية والقسرية وإكراه اقتصادي يستخدمه البالغون أو المراهقون ضدّ شركائهم الحاليين أو السابقين ، والأطفال يشهدون ذلك ويعانون بصمت دون أي دعم يذكر، يحملون ألماً من الداخل تجاه عائلاتهم الفوضوية.
في معظم الأحيان، يمكن للأسرة التي تبدو مثالية للغاية،أن تكون مختلفة كثيرًا خلف الأبواب المغلقة، فالأطفال الذين يبتسمون ويمزحون دائمًا حول الآخرين،تجدهم -أحيانًا -يخشون العودة إلى المنزل سرًا.
إن الطفل الذي يشهد العنف المنزلي، يعاني من الإكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، فضلاً عن صعوبة في التركيز على المواضيع في المدرسة ،وقد يعاني من تبول لا إرادي وكوابيس أكثر من أي طفل عادي، وقد يشعر بالتخلي عنه، وقد يظهر في المستقبل سلوكًا إجراميًا ويتعاطي المخدرات ،ويكون لديه ميولاً إنتحارية، كذلك يدخل هؤلاء الأطفال في المزيد من المعارك في المدرسة أو يتنمَّرون أو يسيئون التصرف.
ولكي يحدث تغيير فيما يتعلق بالعنف المنزلي، يجب أولاً الإعتراف به ، ومعالجته بشكل مناسب ،والتحدث عنه بشكل أكبر في المدارس وأماكن العمل ونشر الوعي حول مدى خطورته.
NevenAbbass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
وسط استمرار المرتزقة في تهريبه.. أزمة الغاز المنزلي تعصف بالمحافظات المحتلة
يمانيون../ تشهد المحافظات الجنوبية والشرقية أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي منذ بداية دخول شهر رمضان المبارك، وسط استمرار حزب الإصلاح في تهريب الغاز إلى دول أفريقية وسرقة ونهب إيراداتها لصالح القيادات المرتزقة الموالية للعدوان.
وذكرت مصادر إعلامية، الأربعاء، أن أزمة الغاز تمددت إلى داخل محافظة شبوة المحتلة الغنية بالثروات النفطية والغازية، وهو ما شكل عبئاً إضافيا يثقل كاهل المواطنين، خصوصاً مع حلول شهر رمضان.
وأفادت المصادر أن المواطنين وسائقي وسائل النقل في محافظة شبوة المحتلة، يقفون في طوابير طويلة أمام المحطات بحثاً عن أسطوانة غاز، في ظل ارتفاع كبير في أسعاره، مبدين مخاوفهم من أن تشمل الأزمة مادتي الديزل والبترول.
وتأتي أزمة الغاز المنزلي في ظل أزمات مركبة يعاني منها سكان المحافظات الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي، تزامناً مع الانتفاضة الشعبية الغاضبة التي تشهدها كثير من المناطق تنديداً بفشل حكومة المرتزقة في إيجاد حلولاً للأوضاع المعيشية والاقتصادية المتفاقمة يوماً بعد يوم.
ويتهم سكان المحافظات المحتلة، مسؤولين نافذين وتجار موالين لحكومة الفنادق، باحتكار مادة الغاز والتلاعب بأسعاره، مؤكدين أن الأزمة تأتي في ظل غياب أي رقابة فعلية من السلطات المحلية التي لم تتخذ حتى الآن أي خطوات جادة لإنهاء هذه المعاناة.
وتعكس الطوابير الطويلة في المحافظات الجنوبية والشرقية، حجم المعاناة التي يعشها الأهالي، في صورة مؤلمة تعكس حجم الأزمة التي تضرب محافظات “تعز وعدن إلى أبين ولحج والضالع وشبوة” المحتلة بالرغم أن جميع منشآت تعبئة الغاز تخضع لسيطرة تحالف العدوان ومرتزقته من حزب الإصلاح في مأرب.
وتناقل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، صورا لعمليات تهريب كميات كبيرة من الغاز يقوم بها حزب الإصلاح في مأرب عبر زوارق إلى دول مجاورة، في الوقت الذي تشهد فيه تلك المحافظات المحتلة ارتفاعًا غير مسبوقا في أسعار الغاز، حيث وصلت إلى نحو 25 ألف ريال للأسطوانة، ما يفاقم من معاناة المواطنين وينغض معيشتهم ويثقل كاهلهم.