أكّد ممثل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) آدما بوكار سوكو، أن دور المملكة في كافة القضايا البيئية، لا يقتصر على بذل الجهود المحلية والدولية فقط, بل يتخطاه لدور ريادي في قيادة ومواجهة التحديات البيئية العالمية، مشيرًا إلى أن المملكة باتت تمتلك العديد من المساحات الخضراء، والحدائق والمتنزهات المتنوعة، بالإضافة إلى المراكز البيئية المتخصصة، فضلًا عن المشاريع البيئية الضخمة التي تعزّز من مكانتها الريادية.


جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية رفيعة المستوى التي نظمتها وزارة البيئة والمياه والزراعة اليوم، على هامش "أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الذي تستضيفه المملكة، بمشاركة الرؤساء التنفيذيين لعددٍ من المراكز البيئية المتخصصة، بالإضافة إلى خبراء ومتخصصين في مجالات تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، من داخل المملكة وخارجها.

وناقشت الجلسة الحوارية قضية مكافحة تدهور الأراضي في إطار التغير المناخي، والمحافظة على التنوع الأحيائي، من خلال عدة محاور أبرزها، "أهمية العمل الدولي للحد من تدهور الأراضي وإعادة تأهيلها"، و"جهود المملكة في إعادة تأهيل الأراضي والحد من تدهورها"، بالإضافة إلى "الآثار الناتجة من تدهور الأراضي على التغير المناخي، والتنوع الأحيائي، والأمن الغذائي".

وأشار ممثل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى ضرورة إيجاد منهجية متوازنة للتعايش مع الطبيعة، مشددًا على ضرورة التضافر والعمل بجد وبوتيرة أسرع، والتحرك معًا لإنقاذ الأرض؛ لأن الوقت ينفذ، و"يجب أن نعمل الآن وليس غدًا"، مضيفًا أن العالم سيجتمع العام المقبل في المملكة التي ستستضيف مؤتمر الأطراف (COP16)، ليفكّر في الأراضي كعنصر أساسي في منظومة التغير المناخي، والعمل على تحقيق احتياجاتنا الأمنية، إضافة إلى تحقيق كافة أهدافنا خاصة للمجتمعات المهمّشة؛ ممن يعتمدون على هذه الأراضي في معيشتهم.

من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن غلام، أن ظاهرة التغير المناخي تتأثر بها كل دول العالم ومن ضمنها المملكة، وقد تتسبب في حدوث كوارث، من عواصف وأعاصير، مثل التي وقعت في اليونان وليبيا مؤخرًا، مشيرًا إلى أن المملكة تبذل العديد من الجهود المحلية والدولية للحد من هذه الظاهرة، حيث أنشأت مركزًا إقليميًا للتغير المناخي؛ بهدف إجراء الدراسات والأبحاث على التغيرات المناخية، وتوقع سيناريوهات التغيرات المناخية خلال الخمسين إلى المائة عامًا المقبلة، بالإضافة إلى إنشاء المركز الإقليمي للإنذار المبكر بالعواصف الرملية، والبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب، مبينًا أن المركز الوطني للأرصاد يقوم بإعداد تقارير عن قياس التغيرات المناخية بالمملكة، وتطوير مؤشرات الجفاف بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة.

بدوره، أبان الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الدكتور خالد العبد القادر، أن التغير المناخي أثر سلباً على بعض الأنواع المحلية، مثل العرعر، كما أسهم في زيادة بعض الأنواع النباتية الغازية في المملكة، وأوضح أن هناك الكثير ينتظرنا لنقوم به فيما يتعلق باستصلاح الأراضي وإعادة تأهيلها، مشيرًا إلى أن تدهور الأراضي يؤثر على أكثر من (3) مليارات من الأشخاص حول العالم، مما يجعلنا نعمل على توحيد الجهود لإيقاف تدهور الأراضي، وذلك من خلال مشاريع التشجير الكبرى، مثل السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وغيرها من المشاريع والخطط والمبادرات الوطنية والإقليمية والعالمية التي تقودها المملكة والتي تسهم بشكل كبير في تنمية الغطاء النباتي، ومكافحة تدهور الأراضي والتغير المناخي.

من جهته، بيّن الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد قربان، أن تدهور الأراضي يهدد حياة الكائنات الحية ويؤثر على التنوع الأحيائي، وذكر أن المركز بدأ العمل على خطة لزيادة نسبة المناطق المحمية البرية والبحرية إلى 30 % من مساحة المملكة، مما يسهم في الحد من تدهور الأراضي، مشيرًا إلى أهمية مكافحة تدهور الأراضي, في المحافظة على استدامة النظم البيئية وتعزيز التنوع الأحيائي حيث يوجد رابط مشترك بين التنوع الأحيائي، والغطاء النباتي، إذ تسهم إعادة الكائنات المهددة بالانقراض في استدامة هذه النظم، موضحًا أن الأمر ليس مرتبطًا بنا كبشر فحسب؛ فنحن نهتم بهذه الكائنات لتنقذنا، وتحقق التوازن في النظم البيئية، لافتًا إلى أن المركز قام بإعادة توطين أكثر من (1200) من الكائنات الفطرية البرية وإطلاقها في الطبيعة، خلال العام الماضي مما سيوفر لها موطنًا جيدًا بوجود غطاء نباتي مستدام.

يُشار إلى أن المملكة ستستضيف في العام المقبل عدة مناسبات دولية في مجال البيئة، في مقدمتها مؤتمر الأطراف لاتفاقية مكافحة التصحر (COP16)، بالإضافة إلى المنتدى العربي للبيئة، واجتماع الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، مما يؤكد على دورها الريادي محليًا ودوليًا في بذل الجهود وإطلاق المبادرات التي تهدف إلى المحافظة على البيئة وحمايتها، لتحقيق الاستدامة وفقًا لمستهدفات رؤية 2030.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الأمم المتحدة التغير المناخي أسبوع المناخ التنوع الأحیائی التغیر المناخی بالإضافة إلى مشیر ا إلى من تدهور ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

في إطار مخرجات زيارة الدولة التي أجراها الرئيس تبون إلى سلطنة عمان..عرقاب يستقبل وفدًا عُمانيًا

استقبل وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب وفدًا رسميًا من سلطنة عمان. برئاسة رئيس جهاز الاستثمار العُماني، عبد السلام بن محمد السالمي.

وتأتي هذه الزيارة في إطار متابعة مخرجات زيارة الدولة التي أجراها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى سلطنة عمان خلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر 2024. والتي أكدت على أهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين.

وجرى اللقاء بحضور سعادة سفير سلطنة عمان لدى الجزائر وعدد من الرؤساء التنفيذيين للشركات التابعة لجهاز الاستثمار العُماني.وكذا كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة المكلفة بالمناجم، السيدة كريمة طافر. وكاتب الدولة لدى وزير الطاقة المكلف بالطاقات المتجددة، السيد نور الدين ياسع، واطارات من الوزارة.

شهد اللقاء مناقشات حول آفاق تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين الجزائر وسلطنة عمان، خاصة في مجالات الطاقة. والمناجم، والطاقات المتجددة.

كما تم استعراض الشراكات القائمة بين الشركات الجزائرية والعُمانية، بما في ذلك التعاون بين مجمع سوناطراك ومجموعة سهيل بهوان العُمانية في قطاع البتروكيماويات وإنتاج الأسمدة، مثل الأمونيا واليوريا. ومناقشة آفاق تطوير المشاريع المشتركة كمصنع الأسمدة القائم في أرزيو بولاية وهران. بالإضافة إلى التعاون القائم بين سوناطراك وشركتي أبراج واوكيو للاستكشاف والإنتاج في مجال المحروقات.

وخلال اللقاء، قدم  وزير الدولة، نظرة شاملة حول قطاع الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة في الجزائر. مستعرضًا الخطوط الرئيسية لبرنامج تطوير القطاع. بما في ذلك الأطر القانونية والتنظيمية الجديدة التي تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الشراكات الاستراتيجية.

وأشار الوزير إلى الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها الجزائر في مجالات التنقيب عن المحروقات، تطوير الحقول. الطاقات الجديدة والمتجددة، واستغلال وتحويل الموارد المعدنية. وأضاف أن الجزائر تعمل على دعم القطاع من خلال تحديث بنيته التحتية وتعزيز مكانتها كمورد رئيسي للطاقة في الأسواق الدولية.

من جانبه، أكد رئيس الوفد العُماني، عبد السلام بن محمد السالمي، على رغبة سلطنة عمان في تعزيز علاقات التعاون والاستثمار في الجزائر. خاصة في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأوضح أن عمان تسعى للاستفادة من الخبرات الجزائرية في قطاع الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة. مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ويعزز فرص الاستثمار المشترك لتحقيق التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • «التغير المناخي» تستعرض أهمية أشجار القرم
  • مؤتمر«مصر والأمم المتحدة.. 80 عامًا من الإسهام» يستعرض مسار الشراكة التاريخية بين الطرفين وآفاق تعزيزها
  • بيراميدز يصل الدفاع الجوي لمواجهة حرس الحدود في الدوري المصري
  • في إطار مخرجات زيارة الدولة التي أجراها الرئيس تبون إلى سلطنة عمان..عرقاب يستقبل وفدًا عُمانيًا
  • بالتعاون مع العدل والأمم المتحدة.. ندوة حول قانون المنافسة لقضاة المحاكم الاقتصادية
  • وزيرة البيئة تؤكد دعم المبادرات البيئية لتعزيز ثقافة إعادة التدوير والحفاظ على الموارد الطبيعية
  • نفايات غزة تتكدس.. والأمم المتحدة تحذر من كارثة صحية وبيئية
  • نقص وشيك في المساعدات، والأمم المتحدة تدعو إلى الدعم العاجل للاجئين سودانيين
  • تركيا تتهم إسرائيل بالتنصّل من تنفيذ «اتفاق غزة».. والأمم المتحدة تحذّر!
  • شراكة إستراتيجية بين التحالف الإسلامي والأمم المتحدة لتعزيز محاربة الإرهاب عالميًا