الدكتور بنطلحة يكتب: الوطن أولا
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء
المواطنة هي علاقة الفرد بالوطن الذي ينتسب إليه، والتي تفرض حقوقا وواجبات دستورية منصوص عليها بهدف تحقيق مقاصد مشتركة ومتبادلة.
والمواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن أيضا على حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح الوطن، إنها مجموعة من القيم والمبادئ التي تؤثر في تكوين شخصية الفرد، والتي تنعكس في سلوكه تجاه مجتمعه وتجاه وطنه مما يؤدي إلى متانة الحس المشترك والوعي الجمعي الوطني.
إن الوطن هو الحضن الآمن الذي نأوي إليه، والبيت الكبير الذي يجمعنا، وهو تلك العلاقة الفطرية واللاشعورية التي تجعلنا نهيم به، حيث يصير الولاء للوطن شيئا مقدسا.
إنه ليس محطة عبور نرحل منه متى ساءت الأمور ونتركه عرضة للمخاطر، وهبوب الأعاصير والرياح… إنه الأنا الجماعية التي توحدنا وذلك الحب الذي نصدح به عاليا من أجل أن يعيش هذا الوطن.
وحب الوطن ليس شعارا نردده، ولا خطابا سياسويا نتبناه، إنه التزام صادق يستحضر تغليب المصلحة الوطنية واستحضار المراحل التاريخية التي تجتازها البلاد، والتقيد بضوابط دولة الحق والقانون والتشبت بالمقدسات الوطنية.
والمصلحة الوطنية هي تلك المحددات الأساسية التي بموجبها تصيغ الدولة أهدافها ومقاصدها وترسم سياستها الخارجية من أجل تأمين سبل البقاء للأمة ودوام أمنها واستقرارها.
إن المنظور الإيديولوجي يسيء في بعض الأحيان تفسير المصلحة الوطنية، لذا يتعين علينا أن ننظر إلى مصالح الوطن وحمايتها بمنظور جيوسياسي لأن الغاية الأساسية للمصلحة الوطنية هي تعزيز قوة الدولة وحمايتها، وذلك يعزز بقاءها ويخدم مصالح المجتمع عامة.
إن المصلحة الوطنية العليا تفوق كل الميولات الإيديولوجية والفئوية والطموحات الشخصية التي تبتعد عن الإجماع الوطني.
إن إعلاء المصلحة العليا للوطن يجب النظر إليه من منظور مصلحة الوطن والقرار الاستراتيجي واضح الأهداف، والذي يخدم مصلحة الوطن أولا وليس من خلال رؤى متعددة تفرز تصورات مختلفة ومتضاربة تنهل من خط إيديولوجي أو عقدي مما يبدد الجهد الوطني في مسارب مختلفة.
والمواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن أيضا على حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح الوطن، إنها مجموعة من القيم والمبادئ التي تؤثر في تكوين شخصية الفرد، والتي تنعكس في سلوكه تجاه مجتمعه وتجاه وطنه مما يؤدي إلى متانة الحس المشترك والوعي الجمعي الوطني.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: المصلحة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
رسالة دعم ومساندة للرئيس السيسي من أبناء قنا خلال احتفالات العيد القومي
قال الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، نرسل من هنا، من قلب قنا، رسالة دعم ومساندة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، مؤكدين أننا قادرون على حماية بلدنا والتصدي لأي مخططات تهدف إلى النيل من استقرارنا، وعلينا جميعًا أن نكون صفًا واحدًا خلف قيادتنا السياسية، وأن نعمل بجد لبناء قنا جديدة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة لأبنائها."
جاء ذلك خلال احتفال قصر ثقافة قنا، بالعيد القومى للمحافظة بحضور الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، والدكتور حازم عمر، نائب محافظ قنا، واللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد، والعميد أركان حرب محمد صدقى الكومى المستشار العسكرى للمحافظة، ومحمود عبد الوهاب مدير عام اقليم جنوب الصعيد الثقافى، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية، ورموز المجتمع القنائي.
بدأت فعاليات الاحتفال بعروض فنية متميزة قدمها طلاب مديرية التربية والتعليم، حيث استقبلوا المحافظ بعروض استعراضية عبرت عن الهوية الثقافية لمحافظة قنا، تلا ذلك عروض للفنون الشعبية قدمها أطفال قصر ثقافة قنا، حيث قدموا فقرات استعراضية مستوحاة من التراث الصعيدى الأصيل، ما أضفى أجواءً حماسية بين الحضور وأعاد للأذهان الموروث الثقافي الغني الذي تميز به الصعيد عبر العصور.
كما تضمنت الاحتفالية عرض فيلم تسجيلي يوثق واحدة من أروع البطولات الوطنية في تاريخ المحافظة، وهي بطولة أهالي قرية البارود ضد الحملة الفرنسية، حيث جسد الفيلم مقاومة الأهالي الباسلة وتصديهم للاحتلال بكل شجاعة وإيمان بوطنهم، ليخلدوا أسمى معاني التضحية والفداء، والذى لاقى تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين عبروا عن اعتزازهم بتاريخ محافظتهم المشرف.
كما قدمت فرقة قنا للموسيقى العربية عرضًا فنيًا متميزًا، حيث تفاعل الجمهور مع الأغاني الوطنية والموسيقى التراثية التي عززت الشعور بالانتماء والوطنية، وقد شكلت هذه الفقرة لوحة فنية راقية، أبرزت دور الفنون في التعبير عن حب الوطن وترسيخ الهوية الثقافية.
وأعرب محافظ قنا، عن سعادته الكبيرة بحضوره وسط أهالي قنا في هذه المناسبة الوطنية العزيزة، مؤكدًا أن العيد القومي للمحافظة يمثل فرصة لاستحضار بطولات الأجداد واستلهام دروس الماضي من أجل بناء مستقبل مشرق.
وأضاف عبدالحليم، بأن الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة قنا هو مناسبة غالية على قلوبنا جميعًا، نستذكر خلالها تضحيات أجدادنا وبسالتهم في التصدي للحملة الفرنسية، فكما واجه أجدادنا التحديات بشجاعة، علينا اليوم أن نستلهم من روحهم الوطنية الدروس والعبر، وأن نعمل بجد وإخلاص من أجل نهضة محافظتنا وبلادنا، مشيرًا إلي أن الشجاعة والتضحية من أجل الوطن ليست مجرد ذكرى، بل هي نهج علينا أن نسير عليه في مواجهة التحديات الراهنة."
وأوضح محافظ قنا، أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتف الجهود والتعاون بين جميع فئات المجتمع لدعم الدولة المصرية والوقوف خلف القيادة السياسية لمواجهة المخططات التي تستهدف الوطن، داعياً أبناء قنا إلى العمل الجاد والسعي نحو تحقيق النجاح في مختلف المجالات، لأن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا بتكاتف الجميع.