فخ استراتيجي وجيش غير مؤهل.. تحذيرات لإسرائيل من تنفيذ اجتياح بري لغزة
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
بالتزامن مع مساع إسرائيل لعدم السماح لعملية طوفان الأقصى التي تشنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ فجر السبت بأن تضرب صورة الردع الإسرائيلي إلى الأبد، طلب حكومة الدولة العبرية بنيامين نتنياهو من الرئيس جو بايدن الإذن بدخول غزة.
ويعلم الإسرائيليون أن تنفيذ عملية برية كلفته البشرية الباهظة على الإسرائيليين، لكنهم هذه المرة أعلنوا أنهم بصدد اتخاذ هذه الخطوة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن حجمها وعمقها.
وتتحدث الأوساط الإسرائيلية أن القرار بشن الهجوم البري يسعى أولاً لتقديم إنجاز للجمهور الإسرائيلي "المصاب بإهانة قاسية"، وعدم ظهور القيادة خائفة من إدخال قوات برية لغزة، وثانياً معالجة مكامن الخطر الحدودية كالأنفاق، لأنها تقلق الجيش، وتتسبب باصطياد الجنود بين قتيل وجريح وأسير.
لكن بالتزامن مع ذلك، حذرت قيادات عسكرية ومعلقون في تل أبيب من المخاطر الناجمة عن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية في عمق قطاع غزة، إذ اعتبر البعض أن ذلك سيكون فخا استراتيجيا، فيما شككك أخرون في قدرة جيش الاحتلال على تنفيذ تلك الخطوة.
فخ استراتيجي
ورأي الجنرال ديفيد عبري، الذي سبق له أن شغل منصبي نائب رئيس أركان الجيش وقائد سلاح الطيران الإسرائيلي، أن شن عملية برية في قطاع غزة سيكون "فخاً استراتيجياً" لإسرائيل.
وحذر، في تصريحات نقلتها صحيفة هاآرتس العبرية الثلاثاء، من أن إسرائيل ستفاجأ بعد اقتحام غزة بريا بتفجر مواجهات في الضفة الغربية ومع "حزب الله"، مضيفا أن قرار إسرائيل شن عملية برية يعني أنها تعمل "وفق الخطة الإيرانية".
ولفت إلى أنه على الرغم من الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في "طوفان الأقصى" فإن غزة "لا تمثل تهديدا وجوديا ويمكن معالجة التهديد الذي تمثله عبر الغارات الجوية ومن خلال ضغوط اقتصادية، لكن في حال اقتحمنا غزة فإننا سنقع في المصيدة وهذا سيفضي إلى تهديد وجودي".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال سيتكبد خسائر فادحة خلال تنفيذ العملية البرية، فضلا عن أنه سيكون من الصعب على القيادة الإسرائيلية تحديد موعد إنهاء العملية والانسحاب.
وأضاف عبري: "تنفيذ عملية برية في غزة سيكون قراراً صائباً فقط في حال قررت إسرائيل البقاء في غزة، لكن لأن إسرائيل لا تنوي البقاء هناك فإن تأثير هذه العملية لن يتجاوز العقاب فقط وهو ما كان يمكن أن تحققه إسرائيل عبر الغارات الجوية".
جيش ضعيف
من جانبه، شكك كاتب الرأي شلومي إلدار خلال تحليل نشرته "هآرتس" في قدرة جيش الاحتلال على شن عملية برية واحتلال غزة.
وعقب: كبرنا ونحن نتشرب أسطورة الجيش الإسرائيلي، جيش الشعب الأقوى من بين جيوش العالم أو على الأقل من بين جيوش الشرق الأوسط، لكن الجيش الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023 هو جيش ضعيف"
اقرأ أيضاً
الإمارات ترسل مساعدات لغزة.. وتنفي تأثير "طوفان الأقصى" على التجارة مع إسرائيل
وتابع "هناك من أراد إضعاف الجيش الإسرائيلي وإفساده وإبعاده عن المعركة الحقيقية...لقد كان هناك من اعتقد أن بالإمكان تحويله إلى قوة شرطة لحماية المستوطنات في الضفة الغربية".
وأردف قائلا: "حماس تحوز على آلاف الجنود الذين يمتازون بدافعية أيديولوجية دينية ووطنية...التوق إلى الشهادة يضطرب في صدورهم...
وأضاف "حماس ليست مجرد قيادة عسكرية وسياسية، بل أيضا أيديولوجية وجوهر، ودين وعقيدة، فضلا عن مئات الآلاف من المؤيدين المستعدين للموت دفاعا عن غزة وفي سبيل الله"
جيش غير مؤهل
بدوره اعتبر كاتب الرأي أوري مسغاف في مقال بهاآرتس أن جيش الاحتلال غير مؤهل من الناحية الوجستية لشن عملية برية في عمق قطاع غزة.
وأكد مسغاف أنه تلقى اتصالات من وحدات في القوات النظامية والاحتياط تفيد بافتقادها إلى الكثير من العتاد الذي يمكّنها من تنفيذ الجهد الحربي.
خياران أمام إسرائيل
وأفادت تقارير بأن هناك جملة خيارات إسرائيلية أمام العملية البرية تتراوح بين الاجتياح البري الشامل الذي يشمل معظم مدن ومناطق قطاع غزة، وهو ما يستبعد، حتى الآن على الأقل، كونه خياراً صعباً ومكلفاً للغاية، ولا تقوى الحكومة والجيش والمجتمع الإسرائيلي على احتمال ما يمكن أن يتمخض عنه من نتائج وتداعيات، لأنه سيسفر عن مقتل آلاف الجنود، وعشرات آلاف الفلسطينيين.
أما الخيار الثاني المتاح فهو التوغل البري المحدود في مناطق مختارة، وقطع الطرق الرئيسة الفاصلة بين مدن القطاع الرئيسية، ويتضمن عزل محافظات القطاع عن بعضها.
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 765 قتيلا و4 آلاف مصاب، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ السبت.
فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن عدد القتلى الإسرائيليين في المواجهة مع الفصائل الفلسطينية وصل 1000، بينما ذكرت وزارة الصحة الإسرائيلية أن عدد الجرحى بلغ 2806 بينهم 106 في حالة خطيرة.
اقرأ أيضاً
إغلاق 84 متجرا لشركة عالمية في إسرائيل بسبب "طوفان الأقصى"
المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلامالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الجیش الإسرائیلی شن عملیة بریة عملیة بریة فی طوفان الأقصى جیش الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو غير مؤهل لقيادة إسرائيل.. بيان من لابيد وجانتس بعد تسريب وثائق سرية
أصدر زعيما المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد وبيني جانتس، السوم الأحد بيانا مشتركا يهاجمان فيه رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على خلفية قضية التسريبات.
وقتل رئيس حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي بيني جانتس، تعليقا على تسريب وقائق سرية: "هذا ليس اشتباها بتسريب بل متاجرة بأسرار الدولة لأغراض سياسية".
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد: إ"ذا لم يكن لنتنياهو سيطرة على النظام الذي يرأسه فهو إذن غير مؤهل لقيادة دولتنا".
وأشار لابيد الى ان قضية التسريبات خرجت من مكتب رئيس الوزراء ويجب التحقق مما إذا كان نتنياهو على علم بها
وأضاف: "إذا كان ادعاء الدفاع عن نتنياهو صحيحا فهو غير مؤهل لقيادة إسرائيل".
وكشفت إسرائيل عن اسم المتورط في تسريب وثائق مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والخاصة بخطة قصف إيران، معلنة اتخاذ الاجراءات ضده، فضلا عن توقيف 3 أشخاص آخرين من المؤسسة الأمنية.
ووفقا لتقارير وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المتورط الأول في تسريب المعلومات من مكتب نتنياهو هو “إيلي فيلدشتاين” المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأشارت محكمة إسرائيلية، إلى أن فيلدشتاين، من مكتب نتنياهو، هو المتورط الرئيسي في "قضية التسريبات الأمنية الخطيرة".
وأضافت: "تم اعتقال 4 أشخاص مشتبه بهم في قضية "التسريبات الأمنية" من بينهم المتحدث باسم نتنياهو "إيلي فلدشتاين"، و3 شخصيات أخرى يعملون في المؤسسة الأمنية".