فشلت القبة الحديدية التي روجت لها إسرائيل أنها الأقوى والأكثر أمانًا في حماية تل أبيب من صواريخ المقاومة الفلسطينية التي اخترقت الحواجز حول غزة، ما يدفع للسؤال لماذا فشل نظام القبة الحديدية في وقف صواريخ المقاومة؟

لماذا فشل سلاح القبة الحديدية في إسرائيل؟

وبحسب خبراء عسكريون، فأن الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية كشف عن خلل واسع في القبة الحديدية في إسرائيل، إذ تسبب العدد الكبير في الصواريخ التي جرى إطلاقها على مدار ساعات متواصلة وسقط الكثير منها داخل الأراضي الإسرائيلية، في اختراق نظام القبة الحديدية وفق ما نشر بموقع سكاي نيوز.

فيما يري باحثون آخرون أن القبة الحديدية في إسرائيل لم تفشل لكن لم تُستخدم بشكل أمثل، إذ أن الفشل الفعلي كان في جمع المعلومات الاستخباراتية وتقييم الموقف على مدار الساعة.

ما هو نظام القبة الحديدية؟

نظام القبة الحديدية في إسرائيل يعد نظاما أرضيا قادرا على كشف واعتراض وتدمير الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى، وبدأ تشغيل منظومة القبة الحديدية في إسرائيل عام 2010.

ويتم تشغيل القبة بواسطة بطاريات دفاع صاروخي قادررة على صد هجمات الهاون على بعد 40 ميل من البطارية، كما أن هذه البطاريات يمكن نقلها إلى حيث تكون هناك حاجة.

وتتكون القبة الحديدية من رادار لاكتشاف الصواريخ، فضلا عن نظام القيادة والتحكم الذي يقوم بتحليل البيانات التي يوفرها الرادار، بالإضافة إلى صواريخ الدفاع الجوي التي يجرى توجيهها بعد ذلك للاعتراض، ويكلف كل صاروخ نحو 40 ألف دولار، لذا فإن اعتراض 3000 صاروخ هو عمل مكلف للغاية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القبة الحديدية في اسرائيل القبة الحديدية اسرائيل قوات الاحتلال غزة فلسطين العدوان على غزة نظام القبة الحدیدیة

إقرأ أيضاً:

لماذا تستهدف إسرائيل رؤساء بلديات قطاع غزة؟

غزة- بعد استلامه صهاريج خاصة بسحب وضخ مياه الصرف الصحي قدّمتها دولة الإمارات، توجّه دياب الجرو، رئيس بلدية مدينة دير البلح وسط قطاع غزة إلى مكتبه لمقابلة بعض المراجعين، وما هي إلا دقائق، وفي تمام الساعة الواحدة و40 دقيقة بعد ظهر السبت، أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخا أصاب مكتبه، وأدى لاستشهاده رفقة موظف، و9 من المواطنين، وإصابة آخرين.

ورغم خطر الاغتيال والتهديد الواضح الذي توجهه إسرائيل لكل الموظفين الذين يقدمون أي خدمات للمواطنين، اختار الجرو الاستمرار في أداء رسالته، حتى قضى شهيدا، حيث سبق أن تعرض لمحاولة اغتيال في شهر يونيو/حزيران الماضي عندما قصفت طائرة إسرائيلية مكتبه، وأصابته بجروح.

وبدأ الجرو عمله كرئيس لبلدية دير البلح في يونيو/حزيران 2020، بعد أن عمل لمدة 5 سنوات نائبا لرئيس البلدية السابق سعيد نصار. ويُعد رابع رئيس بلدية تغتاله إسرائيل خلال الحرب، حيث سبق أن قتلت مروان حامد رئيس بلدية الزهراء، وحاتم الغمري رئيس بلدية مخيم المغازي، وإياد المغاري رئيس بلدية النصيرات.

مقر بلدية دير البلح تعرض للتدمير إثر عملية اغتيال رئيسها دياب الجرو (الجزيرة) شاهد على الجريمة

خلال الغارة، كان عضو المجلس البلدي محمد أبو بركة داخل مبنى البلدية، ليصبح شاهد عيان على الجريمة الإسرائيلية، ويقول للجزيرة نت، إن الغارة كانت في وقت الذروة، حيث كان مبنى البلدية وساحته يعجان بالمواطنين.

وأضاف "بينما كان هناك الكثير من المراجعين، وكان الشهيد دياب الجرو على رأس عمله، تعرض مبنى البلدية لغارة إسرائيلية بدون سابق إنذار، وهو ما أسفر عن استشهاد الرئيس وموظف آخر و9 مواطنين مراجعين، وإصابة العديد من الموظفين والمراجعين".

وأشار إلى أن العدوان تسبب بإصابة مباني البلدية بأضرار فادحة، لكنه أكد أن البلدية "لن تتوقف عن تقديم الخدمات للمواطنين مهما زاد الاحتلال من عدوانه"، مضيفا "نحن مؤسسة خدماتية وعملنا محمي بموجب القانون الدولي الإنساني".

إعلان

وأشاد أبو بركة بالجرو، وقال "هو رجل في زمن عز فيه الرجال، لم يتخلّ عن واجبه رغم التهديد والخطر الكبير، وظل على رأس عمله حتى اليوم الأخير"، وأضاف "كان رجلا يحمل عزيمة قوية وحسا إنسانيا كبيرا، ويشعر بمعاناة المواطن ويسعى بكل جدية لحل مشاكله".

وأشار إلى الأعباء التي وصفها بـ"الهائلة" والتي كانت ملقاة على عاتق الجرو، خاصة أن عدد سكان مدينة دير البلح تضاعف قرابة 10 مرات بسبب عمليات النزوح، وبات يقترب من المليون شخص.

كما لفت إلى أنه تمكن من تحقيق العديد من الإنجازات رغم قلة الإمكانيات، ومنها افتتاح محطة تحلية، وتوقيع اتفاقية مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتحسين خدمات النظافة، بالإضافة إلى جلب صهاريج لسحب وضخ مياه الصرف الصحي من مخيمات الإيواء التي تعاني من امتلاء الحفر الامتصاصية التي اضطر المواطنون لحفرها.

وختم أبو بركة حديثه بالقول "رحل أبو الوليد (دياب الجرو) وهو يؤدي واجبه، متحملا مسؤوليته بشجاعة قلّ نظيرها، لقد ضحى بنفسه وأدى رسالة سامية في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية".

استهداف البلديات

يرى الكاتب والمحلل السياسي من قطاع غزة وسام عفيفة، أن إسرائيل تسعى من خلال استهداف رؤساء البلديات إلى "خلق حالة من الفوضى والإرباك وضرب الجبهة الداخلية، على غرار ضرب المنظومة الأمنية، وهو ما أسفر عن انتشار ظاهرة سرقة قوافل المساعدات الإنسانية بما ترتب عنها من مآس".

وأشار إلى أن مخطط إسرائيل "خطير للغاية، نظرا لأن البلديات -وحدها- تقدم حاليا الخدمات لنحو مليوني فلسطيني (عدد سكان القطاع)، في ظل غياب الوزارات بسبب الاستهداف الإسرائيلي".

وأضاف موضحا "حاليا، رئيس البلدية هو صمام الأمان في منطقته، واستهدافه يخلق حالة من الخوف والإرباك داخل المنظومة الإدارية في البلدية، ويؤثر على الخدمات المقدمة، حيث إنه المخوّل بتوقيع الاتفاقيات مع الجهات المانحة التي تقدم المساعدات".

إعلان

وأكمل "استهداف رئيس البلدية عقاب جماعي للمواطنين، وضرب للجبهة الداخلية، وإحداث فراغ يتسبب بفوضى عامة، وهي لا تقل خطورة عن العدوان العسكري المباشر".

لكنّ عفيفة يرى أن البلديات تنجح في كل مرة في امتصاص الضربات الإسرائيلية، وتعود إلى إصلاح الأضرار التي تكبدتها، وتواصل العمل في تلبية الحد الأدنى من الخدمات التي يحتاجها المواطن، رغم التداعيات الكارثية التي لا يمكن إغفالها.

عملية اغتيال رئيس بلدية دير البلح أسفرت عن استشهاد 10 مواطنين آخرين (وسائل التواصل) عطاء مستمر

ولد دياب الجرو (أبو الوليد) عام 1974 في مخيم دير البلح للاجئين، لأسرة هُجرت من قرية "يِبنا" في النكبة عام 1948، وهو أب لستة من الأبناء، وخلال الحرب التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 فقد الجرو والدته وشقيقه خالد و4 من أبنائه.

تعلم الجرو في مدارس دير البلح، وحصل على درجة البكالوريوس في التاريخ من الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، ولاحقا على درجتي الماجستير والدكتوراه في التاريخ، حيث عمل في البداية مدرسا لمادة التاريخ في مدارس جمعية الصلاح بدير البلح في الفترة ما بين عامي 2000 و2004.

ثم تولى لاحقا العديد من المناصب الإدارية، ومنها رئاسة مجلس إدارة جمعية الصلاح الخيرية، ورئاسة لجنة زكاة دير البلح، ثم رئاسة لجنة الطوارئ الحكومية في قطاع غزة.

وفي عام 2015 شغل منصب نائب رئيس بلدية دير البلح، وفي يونيو/حزيران 2020 تولى رئاسة البلدية، وبقي في منصبه حتى استشهاده.

مقالات مشابهة

  • لماذا تصعّد السلطة ضد المقاومة في جنين؟
  • إعلام إسرائيلي: رصد إطلاق صواريخ من اليمن باتجاه وسط إسرائيل
  • في ثاني هجوم خلال ساعات.. إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون من اليمن
  • الاحتلال: الحوثيون أطلقوا 6 صواريخ باليستية و5 مسيرات نحو إسرائيل منذ نوفمبر
  • إسرائيل تعترض صاروخاً باليستياً انطلق من اليمن
  • «القاهرة الإخبارية»: رصد إطلاق صواريخ من اليمن باتجاه وسط إسرائيل
  • لماذا تستهدف إسرائيل رؤساء بلديات قطاع غزة؟
  • رصد مسيرات في سماء أمريكا.. ودعوات لاستنساخ القبة الحديدية
  • سلامي: القوى الأجنبية التي تشعل النار في سوريا تسعى كالذئاب لتقسيمها
  • قصة سقوط نظام امتد نصف قرن.. لماذا فر الأسد إلى روسيا؟