صحيفة الجزيرة:
2025-02-23@08:25:34 GMT

القصف الإسرائيلي الهمجي يحول غزة إلى ركام

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

أمضى مازن محمد ليلته في مدخل المبنى الذي يسكن فيه، مع عائلته وعدد من الجيران، للاحتماء من القصف الإسرائيلي. عندما خرجوا صباحا، لم يصدقوا ما رأوه: مبان مدمرة وركام في شوارع خالية في غزة.
ويروي محمد (38 عاما) وهو أب لثلاثة أطفال “ما إن شاهدنا الحي، تساءلت أنا وزوجتي معا: هل هذا حقيقي؟. شعرنا أننا في مدينة أشباح وكأننا الناجون الوحيدون”.

وتقطن العائلة في حي الرمال في غرب غزة الذي تعرّض لمئات الغارات الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية. ويقول محمد “لم نستطع المغادرة أو البقاء في الشقة لأنها في الطابق العاشر، وقد تحطم زجاج النوافذ وتناثرت الشظايا”.

ويقول سكان إن الغارات ترافقت خلال الليلة الساخنة مع قصف متواصل من زوارق بحرية، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي ولخطوط الانترنت والمياه.

مع طلوع الصباح، خرجت مئات العائلات الى الشوارع. كان كثيرون يحملون حقائب وأكياسا وضعوا فيها ملابس وأغراضا شخصية، وكانوا يسيرون بمعظمهم على الأقدام لندرة سيارات الأجرة. بينما ركب آخرون سياراتهم التي سلمت من القصف، وقد وضعوا على أسطحها فرشات اسفنجية يمكن استخدامها للنوم حيث سيجدون مكانا لاستقبالهم.
ويقول مازن محمد الذي كان يقود سيارة “صُدمت عندما شاهدت أحياء كاملة مدمرة والركام يغلق العديد من الشوارع الرئيسية”، ما اضطره لأخذ شوارع التفافية للوصول الى وجهته في حي النصر في وسط مدينة غزة حيث ستقيم العائلة لدى أصدقاء موقتا.

وقتل في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت 900 شخص، وفق سلطات قطاع غزة. بينما بلغ عدد القتلى في إسرائيل نتيجة العملية العسكرية التي شنتها حركة حماس أكثر من 900.

“لم أعد إنسانة”
ويعيش كثيرون في غزة في هاجس الموت.

خارج مستشفى الشفاء في غرب غزة، يجهش رجال بالبكاء بعد أن نقلوا أحباء أو اصدقاء لهم الى المستشفى وما لبثوا أن فارقوا الحياة.

وخلفت الغارات الإسرائيلية دمارا واسعا في محيط مستشفى الشفاء، المستشفى الرئيسي في القطاع، بعد أن دُمّرت عمارة سكنية من ستة طوابق قربه.

وتقول مي يوسف (34 عاما) “أشعر أنني قريبة من الموت، إن لم أكن أنا، فموت آخرين أهتم لأمرهم”.

وتتابع السيدة، وهي أم لطفلين، “أشعر أنني لم أعد إنسانة، أنني عاجزة. لم أستطع تهدئة أطفالي، ابنتي الصغيرة أصابتها حمى من شدة الخوف. وجدنا صعوبة كبيرة لإيجاد صيدلية لشراء مسكّن وخافض للحرارة”.

وأغلقت أيضا جميع المحال التجارية، باستثاء عدد قليل منها التزم أصحابها بفتحها لساعات قليلة لإعطاء المواطنين فرصة لشراء مواد تموينية.

وحاولت وزارة الاقتصاد في غزة طمأنة المواطنين عبر بيانات صحافية قالت في أحدها “إن السلع الأساسية في السوق تكفي لمدة ثمانية شهور، بينما تكفي كميات الطحين لثلاثة شهور”.

ويشغل التزوّد بالغذاء بال المواطنين، خصوصا مع قرار السلطات الإسرائيلية إغلاق معبر كرم أبو سالم (إيريز) التجاري الذي تمر عبره البضائع حتى إشعار آخر، وتشديدها الحصار على قطاع غزة.

اقرأ أيضاًتقاريراكتشاف موقع يُعد من أهم مواقع ما قبل التاريخ بجبل عراف في حائل

وتبدو المخابز الأمكنة الوحيدة التي يخاطر سكان بالتواجد أمامها، ويقف العشرات في طوابير لشراء الخبز.

في أحد الأفران، يطلب رجل خمس ربطات من الخبز، إلا أن العامل يخبره بأنه لا يحق له بأكثر من ربطتين لتلبية حاجات الجميع.

ويتواصل انطلاق صافرات سيارات الاسعاف وسيارات الدفاع المدني ليلا نهارا في جميع مناطق القطاع. وتقول وزارة الصحة في غزة إن 15 سيارة إسعاف تعرضت للاستهداف.

ويرغب كثيرون من سكان قطاع غزة بمغادرة القطاع المحاصر، والذي في ظل إغلاق كل المعابر منه الى إسرائيل، لا يربطه بالخارج إلا معبر رفح مع مصر الذي تعرّض للقصف ثلاث مرات منذ بدء التصعيد.

ويقول عدد من الغزاويين إنهم دفعوا مئات الدولارات لتسجيل أسمائهم عبر شركة “يا هلا ” التي تنظم رحلات الخروج عبر رفح. والمعبر مفتوح إجمالا فقط للحالات الإنسانية ومقابل أذونات.

وقال أحد العاملين في الشركة لفرانس برس إن “الإقبال شديد والحجز مكتمل لأسبوع كامل على الأقل”.

ودفع القلق أبو أحمد الشنطي (47 عاما) للتوجه الى حي الرمال لتفقّد محله لبيع الملابس. ويقول “لم أتمكّن من العبور بسيارتي الى الشارع الذي يتواجد فيه محلي. مشيت حتى المكان لأرى محلي مدمرا ومحلات كثيرة مدمرة قربه وقد سوّيت بالأرض”.

ويتابع “إسرائيل تقصد تدمير كلّ شيء في غزة وإبادتها”.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

بلدات حدودية في لبنان.. حولتها إسرائيل إلى ركام

الثورة  / متابعات

خلف جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب انسحابه من المناطق الحدودية في جنوب لبنان وخاصة تلك الملاصقة للحدود مع شمال إسرائيل دمارا هائلا بالمباني والأراضي المجرفة وتغيرت معالم وجغرافيا تلك البلدات بشكل كبير.

ويستمر سكان المنطقة اللبنانية الحدودية ، بالتوافد منذ الثلاثاء الماضي، عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى بلدات منكوبة مسحتها التفجيرات والغارات الإسرائيلية.

وكالة انبأ الأناضول جالت على البلدات الملاصقة للجدار الحدودي الذي بنته إسرائيل وعاينت الدمار الهائل بالمباني والمنازل والخراب الذي لحق بالأراضي الزراعية وأشجار الزيتون المعمرة المقتلعة من جذورها.

وتمكت الأناضول من الوصول إلى مناطق قريبة من نقطتين من ضمن الخمس نقاط التي احتفظت بها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية وهي نقطة الحمامص في بلدة كفركلا، ونقطة العزية بين بلدتي مركبا وحولا الحدوديتين.

وكان من المفترض أن يستكمل الانسحاب من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير الجاري.

ورغم انقضاء فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 نقاط رئيسية داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الآن عن موعد رسمي للانسحاب منها.

أكوام من الركام وأرض مجرفة

بلدة كفركلا الملاصقة لمستوطنة “المطلة” واحدة من البلدات التي بدى الدمار واضحا فيها، حيث أكوام الركام والأراضي الزراعية المجرفة وطرقات اختفت معالمها 70 % من منازلها دمر وأحرق الباقي.

وفي هذه البلدة أبقت قوات الاحتلال على موقع عسكري من ضمن النقاط الخمس التي لم تنسحب منها داخل الأراضي اللبنانية وهي تلة الحمامص المشرفة على مستوطنتي “المطلة” و”كريات شمونة” .

أما بلدة العديسة التي تقع على كتف تلة يتمركز عليها جيش الاحتلال بموقع “مسكاف عام” منازلها وطرقاتها عبارة عن أكوام من الركام رفعت فوقها رايات حركة “أمل” و”حزب الله”.

وفي بلدة حولا لم يختلف المشهد عن كفركلا والعديسة سوى أن الموقع الذي بقيت فيه إسرائيل يفصل بلدة حولا عن مركبا في تلة العزية حيث يظهر الجنود الإسرائيليون عن قرب.

وانتشرت قوات الجيش اللبناني إضافة لدوريات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” في كل البلدات الملاصقة لحدود جنوبي لبنان بعد انسحاب جيش الاحتلال منها.

وشهدت تلك البلدات عودة الأهالي إليها بعد أكثر من عام من النزوح، ليجدوا دمارا كبيرا خلّفه جيش الاحتلال.

بلدات بلا حياة

وقال حسين سرحان وهو مدرس: “عدنا إلى بلدتنا كفركلا يوم الأربعاء الماضي (عقب الانسحاب الإسرائيلي بيوم واحد)، وجدناها مدمرة كليا لا توجد حياة أبدا فيها حاليا لكنها ستعود”.

وأضاف: “نسبة الدمار في البلدة تبلغ مئة بالمئة، حيث دمر الحجر واقتلعت أشجار الزيتون التي يبلغ عمرها مئات السنوات وهذه خسارة كبيرة”.

وتابع سرحان: “الطريق التي نقف عليها هي ليست التي كانت إنما هذه أراض ملك لناس افتتحها العدو الإسرائيلي حتى يلغي الطريق الأساسية القريبة من الجدار الحدودي حيث يقع موقع عسكري لهم”.

سنعمرها بسواعدنا

ولفت سرحان إلى أن “هذه الطريق مؤقتة وسنعاود فتح الطريق الأساسية التي طمرها العدو بالركام”.

وأشار إلى أنه “يملك قطعة أرض تقع على مسافة صفر من موقع إسرائيلي في مستعمرة المطلة اقتلعت أشجار الزيتون منها ولا نستطيع الوصول إليها وهذا ما يحزننا”.

وقال: “بسواعدنا سنعيد إعمار بلدتنا لنجعلها أجمل مما كانت عليه، ولكن نحن بحاجة إلى بعض الوقت والصبر والتعاون”، مناشدا “الدولة اللبنانية والدول المانحة دعم البلدات الحدودية لأننا بحاجة لمبالغ طائلة لإعادة الاعمار”.

90 بالمئة دمار والباقي حريق

أما الرجل المسن محمد سلمان الشامي (86 عاما) من بلدة كفركلا أيضا فقال: “كان لدينا مبنيان من ثلاثة طوابق ومنزل مستقل جميعهم دمروا بالكامل، إضافة إلى أرض قريبة من الحدود كانت مزروعة بالزيتون”.

ولفت إلى أن إسرائيل لا تسمح له بالذهاب إلى أرضه حتى الآن لتفقدها وأنه لا يعرف حتى الآن أي شيء عن حالة أشجار الزيتون خاصته.

وقال الشامي، إن “نسبة الدمار في الممتلكات بلغت 90 %، بينما العشرة بالمئة الباقية فعمد العدو الإسرائيلي إلى إحراقها (..) لم يتركوا لنا شيئا”.

وأضاف: “عدنا إلى بلدتنا لأننا مشتاقون إلى رائحة ترابها حتى لو تعرضنا للقتل”.

وتابع الشامي: “الآن لا يوجد أحد من السكان يعيش هنا لأنه لا يوجد مكان مؤهل للسكن حيث لا يوجد ماء ولا كهرباء أو اتصالات (..) الحياة معدومة لكننا سنحييها”.

مقالات مشابهة

  • تراجع ترامب عن خطاب التهجير.. ما الذي حدث؟
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • ‎العنب يحول عضلات الإناث إلى عضلات ذكورية!
  • بلدات حدودية في لبنان.. حولتها إسرائيل إلى ركام
  • مَن هو الأسير الإسرائيلي الذي قبَّل رأس جنود حماس؟.. «المظروف» لم يكن هدية
  • من الأسير الإسرائيلي هشام السيد الذي ستسلمه القسام دون مراسم؟
  • من الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو الذي ظهر لأول مرة بعد 10 سنين؟
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • استجابة لشكاوي المواطنين.. إزالة 3 مواقف عشوائية وحجز 22 سيارة مخالفة بالجيزة
  • أهالي غزة.. معاناة لا تنتهي مع السرطان