صحيفة الجزيرة:
2024-07-08@15:52:09 GMT

القصف الإسرائيلي الهمجي يحول غزة إلى ركام

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

أمضى مازن محمد ليلته في مدخل المبنى الذي يسكن فيه، مع عائلته وعدد من الجيران، للاحتماء من القصف الإسرائيلي. عندما خرجوا صباحا، لم يصدقوا ما رأوه: مبان مدمرة وركام في شوارع خالية في غزة.
ويروي محمد (38 عاما) وهو أب لثلاثة أطفال “ما إن شاهدنا الحي، تساءلت أنا وزوجتي معا: هل هذا حقيقي؟. شعرنا أننا في مدينة أشباح وكأننا الناجون الوحيدون”.

وتقطن العائلة في حي الرمال في غرب غزة الذي تعرّض لمئات الغارات الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية. ويقول محمد “لم نستطع المغادرة أو البقاء في الشقة لأنها في الطابق العاشر، وقد تحطم زجاج النوافذ وتناثرت الشظايا”.

ويقول سكان إن الغارات ترافقت خلال الليلة الساخنة مع قصف متواصل من زوارق بحرية، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي ولخطوط الانترنت والمياه.

مع طلوع الصباح، خرجت مئات العائلات الى الشوارع. كان كثيرون يحملون حقائب وأكياسا وضعوا فيها ملابس وأغراضا شخصية، وكانوا يسيرون بمعظمهم على الأقدام لندرة سيارات الأجرة. بينما ركب آخرون سياراتهم التي سلمت من القصف، وقد وضعوا على أسطحها فرشات اسفنجية يمكن استخدامها للنوم حيث سيجدون مكانا لاستقبالهم.
ويقول مازن محمد الذي كان يقود سيارة “صُدمت عندما شاهدت أحياء كاملة مدمرة والركام يغلق العديد من الشوارع الرئيسية”، ما اضطره لأخذ شوارع التفافية للوصول الى وجهته في حي النصر في وسط مدينة غزة حيث ستقيم العائلة لدى أصدقاء موقتا.

وقتل في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت 900 شخص، وفق سلطات قطاع غزة. بينما بلغ عدد القتلى في إسرائيل نتيجة العملية العسكرية التي شنتها حركة حماس أكثر من 900.

“لم أعد إنسانة”
ويعيش كثيرون في غزة في هاجس الموت.

خارج مستشفى الشفاء في غرب غزة، يجهش رجال بالبكاء بعد أن نقلوا أحباء أو اصدقاء لهم الى المستشفى وما لبثوا أن فارقوا الحياة.

وخلفت الغارات الإسرائيلية دمارا واسعا في محيط مستشفى الشفاء، المستشفى الرئيسي في القطاع، بعد أن دُمّرت عمارة سكنية من ستة طوابق قربه.

وتقول مي يوسف (34 عاما) “أشعر أنني قريبة من الموت، إن لم أكن أنا، فموت آخرين أهتم لأمرهم”.

وتتابع السيدة، وهي أم لطفلين، “أشعر أنني لم أعد إنسانة، أنني عاجزة. لم أستطع تهدئة أطفالي، ابنتي الصغيرة أصابتها حمى من شدة الخوف. وجدنا صعوبة كبيرة لإيجاد صيدلية لشراء مسكّن وخافض للحرارة”.

وأغلقت أيضا جميع المحال التجارية، باستثاء عدد قليل منها التزم أصحابها بفتحها لساعات قليلة لإعطاء المواطنين فرصة لشراء مواد تموينية.

وحاولت وزارة الاقتصاد في غزة طمأنة المواطنين عبر بيانات صحافية قالت في أحدها “إن السلع الأساسية في السوق تكفي لمدة ثمانية شهور، بينما تكفي كميات الطحين لثلاثة شهور”.

ويشغل التزوّد بالغذاء بال المواطنين، خصوصا مع قرار السلطات الإسرائيلية إغلاق معبر كرم أبو سالم (إيريز) التجاري الذي تمر عبره البضائع حتى إشعار آخر، وتشديدها الحصار على قطاع غزة.

اقرأ أيضاًتقاريراكتشاف موقع يُعد من أهم مواقع ما قبل التاريخ بجبل عراف في حائل

وتبدو المخابز الأمكنة الوحيدة التي يخاطر سكان بالتواجد أمامها، ويقف العشرات في طوابير لشراء الخبز.

في أحد الأفران، يطلب رجل خمس ربطات من الخبز، إلا أن العامل يخبره بأنه لا يحق له بأكثر من ربطتين لتلبية حاجات الجميع.

ويتواصل انطلاق صافرات سيارات الاسعاف وسيارات الدفاع المدني ليلا نهارا في جميع مناطق القطاع. وتقول وزارة الصحة في غزة إن 15 سيارة إسعاف تعرضت للاستهداف.

ويرغب كثيرون من سكان قطاع غزة بمغادرة القطاع المحاصر، والذي في ظل إغلاق كل المعابر منه الى إسرائيل، لا يربطه بالخارج إلا معبر رفح مع مصر الذي تعرّض للقصف ثلاث مرات منذ بدء التصعيد.

ويقول عدد من الغزاويين إنهم دفعوا مئات الدولارات لتسجيل أسمائهم عبر شركة “يا هلا ” التي تنظم رحلات الخروج عبر رفح. والمعبر مفتوح إجمالا فقط للحالات الإنسانية ومقابل أذونات.

وقال أحد العاملين في الشركة لفرانس برس إن “الإقبال شديد والحجز مكتمل لأسبوع كامل على الأقل”.

ودفع القلق أبو أحمد الشنطي (47 عاما) للتوجه الى حي الرمال لتفقّد محله لبيع الملابس. ويقول “لم أتمكّن من العبور بسيارتي الى الشارع الذي يتواجد فيه محلي. مشيت حتى المكان لأرى محلي مدمرا ومحلات كثيرة مدمرة قربه وقد سوّيت بالأرض”.

ويتابع “إسرائيل تقصد تدمير كلّ شيء في غزة وإبادتها”.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

اليقين بالنصر.. لافتات عاشوراء ترتفع فوق منازل دمرها القصف الإسرائيلي بلبنان (صور)

رفع أبناء بلدات حدودية في جنوب لبنان، لافتات تحمل شعارات ذكرى عاشوراء المقبلة على أنقاض منازلهم المدمرة بقصف إسرائيل المستمر في إشارة للتحدي ويقينهم بالنصر. يشار إلى أنه في حال ولادة هلال شهر محرّم للعام الهجري الجديد في يومه المتوقع فإنه يوم عاشوراء سيصادف يوم الاثنين القادم 15 يوليو 2024.

ومنذ إطلاق حركة "حماس" في 7 أكتوبر عملية "طوفان الأقصى"، يقوم "حزب الله" بمهاجمة المجتمعات الإسرائيلية والمواقع العسكرية على طول الحدود بشكل شبه يومي، "دعما لغزة" ولـ"خلق جبهة مساندة لها"، ويؤكد الحزب أن توقف عملياته رهن بتوقف الهجوم الإسرائيلي على القطاع.

وفي سياق ذلك يظل خطر اتساع رقعة الحرب قائما بدرجة كبيرة، في وقت تحاول فيه الإدارة الأمريكية الضغط على الجانبين اللبناني والإسرائيلي من أجل حل الأزمة بالسبل الدبلوماسية.   ادناه الصور:  


مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 38193 شهيداً
  • 40 شهيدا بمجازر جديدة في غزة.. وتواصل عمليات القصف الدموية
  • قطاع غزة .. لم يبق شجر ولا زرع
  • محمد طلبة: جوازات السودان يمسك الجواز ويقول لي ام الدنيا
  • المملكة تدين القصف الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأونروا
  • الأونروا تدين القصف الإسرائيلي لمدرسة تابعة لها في غزة
  • اليقين بالنصر.. لافتات عاشوراء ترتفع فوق منازل دمرها القصف الإسرائيلي بلبنان (صور)
  • أكثر من 10 آلاف مفقود تحت ركام غزة.. وانتشالهم يواجه تحديات هائلة
  • سقوط شهداء جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة
  • الإرهاب الإجرامي.. نحو رؤية مغايرة لمفهوم الإرهاب