أرادت إسرائيل حماية نفسها من الهجمات من غزة بنظام حدودي كلف عدة ملايين من اليوروهات، لكن نظام التكنولوجيا الفائقة فشل.

 

مجلة “شبيغل” الإخبارية الألمانية، سلطت الضوء على قدرة إسرائيل على حماية نفسها عبر هذا الجدار ورصدت عبر خبراء ألمان أبرز ملامح هذا الفشل.

 

اختراق الحدود والذي أثار انتباه العالم، سلط الضوء على فشل إسرائيل الاستخباراتي، وعدم قدرتها على رصد تحركات حركة حماس بالرغم من التفوق التقني الهائل الذي تحوزه، بيد أن القليل من وسائل الإعلام سلط الضوء على ماهية الجدار نفسه والذي أقامته إسرائيل بغرض التحكم في قطاع غزة ومنع محاولات الدخول منه إلى البلدات الإسرائيلية المجاورة.

 

حسب “شبيغل” فإن فشل الجدار، لا يعود إلى اختراق جدار حدودي عادي، إذ أن إسرائيل زرعت أنظمة استشعار واستطلاع تكنولوجي فائق عبر هذا الجدار، حيث تباهت مجموعة التكنولوجيا الإسرائيلية “أي وان بيت” مرارا بقدرات هذا الجدار والنظام الذكي المدمج به، حيث تتم مراقبة المنطقة ليلاً ونهاراً بالكاميرات والرادارات من أبراج المراقبة الثابتة. إضافة إلى ذلك، هناك أجهزة استشعار مزروعة على الجدار أو حتى على المركبات المحيطة، والتي ترتبط بها كذلك شبكة من طائرات الاستطلاع من دون طيار والتي تراقب الوضع من الجو وترصد حتى عمليات الاتصال المحيطة وتنقلها إلى طاقم متخصص من أجل فك تشفيرها أو حتى اعتراضها وحتى الاتصالات من الجانب الآخر يمكن اعتراضها.

 

في نهاية المطاف، يتم تجميع جميع المعلومات معاً في مركز القيادة، حيث يقدم البرنامج الأمني توقعات ونصائح للمسؤولين بشأن التهديدات المحتملة التي يجب معالجتها وبأي ترتيب، ليتم توجيه فرق الاستجابة على الأرض إلى موقع انتهاك الحدود المحتمل. وكانت هناك تقارير كذلك عن وجود مركبات روبوتية مستقلة جزئيًا على الحدود مع غزة.

 

ومع ذلك، فإن الهجوم الضخم الذي شنه مقاتلو حماس على إسرائيل منذ نهاية الأسبوع قد أظهر بوضوح شديد قدرات متواضعة لما يمكن أن تحققه التكنولوجيا المتقدمة في مثل هذه المواقف. إذ تم الاجتياح ولم تتمكن إسرائيل من إرسال قوات برية إلى المعركة، وهو ما يشير إلى فشل كبير لهذه التكنولوجيا باهظة الثمن والتي عجزت عن التعامل مع ما حصل على الأرض. فحتى التكنولوجيا باهظة الثمن والمتطورة للغاية لم تتمكن من عرقلة الهجوم.

 

ووفقاً للمعلومات الحالية، قُتل ما لا يقل عن 900 شخص في إسرائيل على أيدي حماس وتم اختطاف عدد غير معلوم من الإسرائيليين والعودة بهم عبر الحدود، أي تم عبور الجدار بالاتجاهين لأكثر من مرة، وهو ما يشير إلى فشل الأجهزة لعدد كبير من المرات وليس لمرة واحدة فقط، فماذا حدث؟

 

كان هناك حاجز يبلغ طوله 65 كيلومترا يحمي الأراضي الإسرائيلية من الهجمات الآتية من غزة. ووصف وزير الدفاع آنذاك بيني غانتس المنشأة بأنها “جدار مصنوع من الحديد وأجهزة الاستشعار والخرسانة”، عند افتتاح مرحلة التوسعة الأخيرة قبل عامين تقريباً.

 

وكانت الحكومة فخورة ببنائها الذي عمل فيه 1200 عامل، وتم نقل حمولة 330 ألف شاحنة من الرمال والحجارة والتراب، وتركيب مليوني متر مكعب من الخرسانة، واستخدام 140 ألف طن من المعدن.

 

وقيل في ذلك الوقت إن هناك الكثير من حديد التسليح الذي يمكن استخدامه لتغطية الطريق من إسرائيل إلى أستراليا.

 

وحسب المجلة، فإن نظام الحدود المذكور هدف إلى تجنب المخاطر على الأرض.

 

إذ لم يكن الجدار، المجهز بعدد لا يحصى من أجهزة الاستشعار عالية التقنية، فوق الأرض فحسب، بل كان أيضاً يحتوي على أجهزة تحت الأرض لمنع محاولات الاختراق وحفر الأنفاق فوق الأرض، وكثيراً ما كانت حماس تتحدى إسرائيل بالانفاق. قبل 17 عاماً اختُطف الجندي جلعاد شاليط تحت الأرض، ولكن بعد توسيع المرافق الحدودية، لم يعد هذا موجودا.

 

المجلة الألمانية أجرت مقابلة مع خبير أمني متخصص يعمل في جامعة تتبع الجيش الألماني في ميونيخ. وقال: “أمر صادم أن يتم ترك الكثير من الفجوات مفتوحة ضمن جدار أمني يتم التحكم به عبر التكنولوجيا ومجموعة أمنية بشرية مساندة”.

 

الخبير الألماني حلل مقاطع الفيديوهات الخاصة بالهجوم والتي يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي، ورصد قدرات متواضعة واختراقات تمت للتكنولوجيا الأمنية التي تدير الجدار.

 

وبين أن ما جرى هو أمر بسيط لكن مهم، العديد من الأمور تطورت، ومن الواضح أنه لم يتم تطوير أو إدخال بيانات جديدة للجدار.

 

وزاد: “من المدهش أن بعض الأشياء التي كانت تقلق الخبراء لسنوات لم تكن متوقعة على ما يبدو. على سبيل المثال، لم أكن أعتقد أنه من الممكن أن تتمكن طائرات من دون طيار بسيطة تحمل قنابل يدوية من تدمير صفوف من أبراج المراقبة وحتى دبابة”.

 

طائرات بلا طيار

 

وواصل: “كان ينبغي على الإسرائيليين أن يدركوا هذا الخطر، وأن يتفادوه إن أمكن”، موضحا أن “إرسال طائرات من دون طيار رخيصة الثمن محملة بالقنابل اليدوية إلى أهداف ثمينة هي استراتيجية معروفة أيضاً من حرب أوكرانيا. هذه الطائرات أو الأجهزة البسيطة كان من الممكن أن يراها شخص يحمل منظاراً على الفور، ولكن يبدو أنه تم الاعتماد الكامل أو الأكبر على التكنولوجيا الأمنية التي أظهرت فشلها”.

 

ومنذ نهاية الأسبوع الماضي “أصبح من الواضح أنه لا يمكن الاعتماد على هذه التكنولوجيا، جاء المهاجمون من البحر والجو، ومن البر: استخدموا الزوارق البخارية، والطائرات الشراعية الآلية التي تحلق ببطء، وسووا السياج بالأرض بالجرافات، والشاحنات الصغيرة والدراجات النارية، ودمروا تكنولوجيا المراقبة بطائرات من دون طيار، لقد فشل النظام بأكمله”، تبعا للخبير.

 

في الأسابيع والأشهر المقبلة، “سيتعين على المسؤولين في إسرائيل أن يحللوا كيف حدثت الكارثة وسيتحدث الناس عن فشل أجهزة المخابرات التي كان من المفترض أن تراقب اتصالات المسلحين وتسعى لاختراق مجموعاتهم”، وفق الخبير، الذي أضاف: “سيكون هناك جدل حول الدور الذي لعبته الاعتبارات الاستراتيجية العسكرية، ويشمل ذلك نقل القوات من الجنوب إلى الضفة الغربية من أجل ضمان السلام هناك، بعد أن أدت سياسات حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية بشكل متزايد إلى احتجاجات الفلسطينيين”.

 

سبب فشل رئيسي

 

واعتبر الخبير الألماني أن “الحلول الأمنية التي تعتمد فقط على التكنولوجيا غالباً ما تعتمد على افتراض أن العدو غير قادر على التفكير الموازي القادر على إبطال قدرة هذه الأجهزة، وهذا سبب فشل رئيسي”. وزاد: “بطبيعة الحال، هناك جدل حول مدى فعالية نظام الحدود عالي التقنية. المشكلة واضحة، الحلول الأمنية التي تعتمد فقط على التكنولوجيا غالبا ما تعتمد على افتراض أن العدو لا يطور نفسه بسرعة، وقدرات تفكيره محدودة، ولا يفكر في المستقبل ولا يتكيف معها”.

 

وتابع: “يبدو أن المهاجمين الذين طاروا ببطء وعلى ارتفاع منخفض باستخدام الطائرات الشراعية كانوا قادرين على التفوق على أجهزة الاستشعار؛ وكان من الممكن أن يرصدها شخص يستخدم منظارًا على الفور”.

 

وختم : “عدم وجود أشخاص في أبراج المراقبة كان أيضاً قراراً سياسياً. أدت الأتمتة واسعة النطاق لمراقبة الحدود إلى تقليل خطر تحول المواقع إلى أهداف للقناصة من غزة. ومع ذلك يبقى السؤال: لماذا لم تتمكن التكنولوجيا من حماية الإسرائيليين؟”.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة القدس الكيان الصهيوني الأمنیة التی من دون طیار

إقرأ أيضاً:

تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.

 

وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.

 

وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.

 

وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.

 

وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".

 

وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.

 

وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.

 

دولة، وليس قطاعاً غير حكومي

 

وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.

 

وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.

 

"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.

 

وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".

 

ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.

 

وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.

 

إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور

 

أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.

 

وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.

 

وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.

 

بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.

 

وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.

 

يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".

 

ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.

 

وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.

 

وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.

 


مقالات مشابهة

  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • معلومات جديدة عن قصف إسرائيل الأخير لمطار صنعاء.. لماذا تأجل مرتين؟
  • إسرائيل تستهدف "أسلحة حزب الله" على الحدود السورية اللبنانية
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة
  • السلام على الأرض ومحبة تتجاوز الحدود .. الكنائس تحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح.. صلوات وقداسات في فلسطين وسوريا لوقف نزيف الحرب
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • العراق وتركيا يبحثان تأمين الحدود المشتركة
  • العميد فدوي: خلال السنوات القليلة القادمة لن يكون هناك كيان يسمى إسرائيل
  • إسرائيل تصر على لعبة “إرهاب يعبر الأغوار”.. لماذا؟ الأردن في عمق “الابتزاز” ومخاطر التهجير
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة