لماذا الكيان وحده في مأزقٍ مصيريّ
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
لماذا #الكيان وحده في مأزقٍ مصيريّ
#فؤاد_البطاينة بداية إن استمرار #الحرب وتركيز الصهيوني على المدنيين المحاصرين في #غزة بما يشبه حرب الابادة بتشجيع غربي وصمت عربي دون مبادرات لوقف اطلاق النار من ناحية، واستمرار النمط الهجومي للمقاومة من ناحية أخرى يشيران لنقطتين. ـ ألأولى: أن هناك موقف لدى أمريكا والكيان بعدم وقف هذه الحرب قبل محاولة تحقيق تصور أخر لنتائجها العسكرية والانتقام للتخفيف من وقع الهزيمة والعار وربما في محاولة يائسة لكسر ارادة غزة.ـ والثانية: أن هناك سيناريو في مخطط #المقاومة الفلسطينية تريد إتمامه وربما يكون مرتبطاً بخطة لدى محور المقاومة. الآن، حملة طوفان الأقصى تتعمق بفشل جيش العدو في مواجهة المقاومين في معسكراته ومستوطناته وانتقاله للضغوطات على المجمعات البشرية في غزة ، ويترتب على تعمقها ما يوسعها ويخرجها عن نطاقها الجغرافي. والسؤال ماذا بعد، وكيف ستنتهي هذه الحرب. فبالنسبة للمقاومة الفلسطينية فمع أنها حققت نتائج كارثية على كيان الإحتلال، وأسقطت المراهنة على شعب مستعار وعلى تطبيع الحكام وسلطة أوسلو، ووثقت آلية واستراتيجية المقاومة للتفوق والتحرير وشرعية المقاومة في إدارة الصراع فإننا لا نعلم حدود الإطار الزمني لمعركتها وكيف ستستمر وعلى أي أسس ونتائج ستتوقف. أما للكيان المهزوم عسكريا بنتائج سياسية قاتلة لا يمكن القفز عنها فلن يستطيع وقف عملياته العسكرية دون أفق ما ، وهذا ليس لأن هجمات المقاومة مستمرة ، بل لأن وقف الحرب في ظروف فشل حكومته وجيشه ومقتل وأصابة الألاف وأسر المئات يعني ولادة أزمة عميقة ومدمرة في الكيان لن تنتهي على خير له.وهنا نذكر بأن حرب الكيان هذه المرة ليست مع جيش دولة بل هي مع مقاومة من شأنها وحدها أن تُبطل عملياً وعلى الأرض كل عناصر تفوقه العسكري التي تنفع مع جيش دولة أو دول لا مع مقاومة. الكيان في مأزق حقيقي ومصيري مركزيته في نتائج الحل الذي يتبناه في غزة ، بما يجره من توسيع للحرب وامكانية دخول حزب الله فيها وبما يقصم ظهره ، فشنه حرباً طويلة على غزة يعني استنزاف غزة المحاصرة باستخدام استراتيجية الأرض المحروقة في داخل غزة وارتكاب مجازر سيصمت عليها الغرب كله بحجة أنها مدفوعة الثمن مسبقاً بانتصار طوفان الأقصى ، والهدف هو فرضيتهم باستئصال المقاومة في هجومات وحشية خطيرة يشاهد العالم بداياتها ، وعلى خلفيتها اتخذ الكيان قرارا بإخلاء مستوطنات غلافها , وأرسلت له أمريكا مساعداتها العسكرية اللازمة لهذه الحرب القذرة على غزة بالذات. فأمام هذا الخيار المتوحش والغبي للكيان والهادف لاستئصال مقاومة غزة فإن حزب الله قد يتدخل بل أعلن بأنه لن يقف على الحياد. وهنا لا أحد يعرف طبيعة ومدى تدخل أو مشاركة حزب الله إن حصل، ولكن الكيان سيفترض منطقياً الأسوأ له، وهو دخول الحزب في حرب معه قد تكون مفتوحة وخاسرة له وربما فاصله. ولذلك فهو مواظب على وضع كل تصوراته التي يراها أمام أمريكا والتنسيق معها على مدار الساعة. وكما سمعنا فإن أمريكا أرسلت قواتها الضخمة في مفعولها لمياه فلسطين تحسبا أو استعدادا لمواجهة حزب الله، وهذا بالمناسبة ما لم تفعله في حرب أكتوبر. ونشير هنا الى أن التحذيرات الأمريكية للبنان وتحميله مسؤولية عدم تدخل حزب الله يؤشر على نية الحرب وإحداث تدمير في لبنان يمهد لفوضى فيها، مما يضيق خيارات حزب الله في قراراته. وبهذا أقول، أن الحرب إن استعرت باختلال الميزان العسكري في فلسطين وبما قد يشكله هذا من تهديد كبير لغزة ولمقاومتها فعلى الأغلب أن حزب الله سيضطر لدخولها رغم كل المحاولات لثنيه، وسيكون عندها في مواجهة تحالف أمريكا والكيان ،وهذا سيجعلها حرباً مرشحة وبقوة لتفتح حرباً اقليمية فيما إذا رأت أيران أن دخولها المباشر ضروري لأسباب في الميزان العسكري من ناحية، أو في حالة مهاجمتها من قبل الكيان. لا سيما وأن ايران تعتبر الحرب حربها رغم محاولات أمريكا لتحييدها. ولا ننسى هنا فرضية فتح جبهة الجولان. إذا كان هذا الكلام الخطير وصفاً لسيناريو قادم. فلابد أن يسبقه حسابات دقيقة في الكيان وفي أيران وعواصم عديدة متضررة. فدول المنطقة في مثل هذه الحرب الإقليمية كلها ستكون في أزمة قاسية وفي وسط النار بما في ذلك انعكاساتها على العالم. أما للكيان فستكون هذه الحرب مغامرة وجودية وقد تتحول الى محرقة حقيقية لمجتمعه الاستيطاني. فهو الوحيد في مأزق حقيقي ومصيري. ولذلك سيكون البحث عن حل دبلوماسي سريع لوقف التدهور خياراً على الطاولة إذا كان هناك متسع من الوقت ولم تكن هناك نوايا مبيتة لأمريكا أو الكيان أو حتى لمحور المقاومة في الحرب، وإذا ما حصل الجنوح للتفاوض ووقف اطلاق النار فسيبنى هذا على حشد دولي بدعم عربي لإقناع الكيان وجره لمؤتمر أو لمباحثات يبتلع فيها هزيمته ويدفع ما تبقى من مستحقاتها، فالتفاهم مع المقاومة هذه المرة لن يكون سهلا. وستبقى مسرحية أية قرارات سياسية أخرى تتخذ كنتيجة لوقف اطلاق النار حبراً على ورق. ويعود الوضع لطبيعته ولكن مضافاً اليه الحقائق التي ثبتها نصر المقاومة. وهذه الحقائق من المؤمل أن تنعكس إيجابيا على سلوك بعض الدول العربية وتؤدي إلى إعادة ترتيب البيت السياسي الفلسطيني في بناء مؤسساته واستعادة منظمة التحرير الفلسطينية على أسسها المقاومة. وسيكون هذا مقدمة لاستعادة التضامن الدولي الواسع مع القضية الفلسطينية. أما إذا تعنت الكيان مدفوعاً بالدعم الأمريكي وبتمسكه بمشروعه في ارتكاب جرائم الابادة على وهم استئصال المقاومة الغزية أو دخل غزة فإنه سيحفر قبره بيده وفي كل الحالات.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الكيان الحرب غزة المقاومة هذه الحرب حزب الله فی مأزق
إقرأ أيضاً:
لماذا ذهب السيد المسيح لبيت سمعان الفريسي وزكا العشار؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذهب السيد المسيح إلى بيت سمعان الفريسي وزكا العشار وجاء ذلك لعدة أسباب، وكل زيارة تحمل دلالة تعليمية ورمزية كبيرة في رسالته.
زيارة سمعان الفريسي (لوقا 7: 36-50)في هذه الزيارة، جاء المسيح إلى بيت سمعان الفريسي الذي كان يدعوه لحفل عشاء. وفي أثناء العشاء، دخلت امرأة خاطئة (غالبًا كانت من المدينة) وأخذت تبكي على قدمي يسوع، وتغسلهما بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها. عندها، علّم المسيح سمعان الفريسي درسًا عن المغفرة والحب والتوبة، حيث أظهر كيف أن المرأة التي كانت تُعتبر خاطئة أظهرت حبًا كبيرًا وتوبة صادقة، في حين أن الفريسي لم يُظهر نفس الاهتمام. هذه الزيارة كانت فرصة ليوضح المسيح أن الله ينظر إلى القلب والتوبة أكثر من المظاهر الدينية.
زيارة زكا العشار (لوقا 19: 1-10)زكا كان عشارًا (أي جامع ضرائب)، وكان يُعتبر في ذلك الوقت شخصًا غير محبوب ومرذولًا بسبب تعامله مع الاحتلال الروماني وتراكم الثروات بطريقة غير عادلة.
عندما علم زكا بقدوم يسوع إلى مدينته، تسلق شجرة ليراه، وهو كان قصير القامة. يسوع، رغم مكانته ومعرفته بكل شيء، دعا زكا لينزل من الشجرة ويستضيفه في بيته. هذه الزيارة كانت بمثابة إعلان عن محبة الله للأشخاص الذين يُعتبرون منبوذين أو غير محبوبين، وأظهرت رغبة المسيح في إصلاح القلوب وتحويلها من الشر إلى الخير بعد لقائه بالمسيح، قرر زكا التوبة وإعادة الأموال التي أخذها بطريقة غير عادلة.
المسيح أظهر اهتمامه بالقلوب التائبة والمحبّة لله، بغض النظر عن وضع الشخص الاجتماعي أو الديني.
زياراته إلى هذه الشخصيات كانت لتعليم الناس أن الرحمة والتوبة هي أساسية في ملكوت الله.
المسيح لم يأتِ ليخلص الأبرار بل الخطاة، كما جاء في قوله: “لَمْ آتِ لِأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ” (لوقا 5:32).
هذه الزيارات كانت بمثابة دعوة لجميع الناس إلى التوبة والإيمان، بغض النظر عن خلفياتهم أو أخطائهم السابقة.