رغم شهرتهم العالمية.. فنانو السيرك في منغوليا يكافحون من اجل البقاء
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
كان السيرك ولفترة طويلة أحد أكثر أشكال الترفيه شعبية في منغوليا، حيث كان يستقطب الجمهور من جميع أنحاء البلاد لمشاهدة العروض المذهلة.
يحلّق فنانو سيرك منغوليون شباب في الهواء، وهم مقيدون بحبال مربوطة بالسقف المتداعي لمبنى مهدد بالانهيار... وفي مواجهة نقص الموارد، يريد هؤلاء إحياء شغفهم بهذه العروض الحية التي اشتُهر بلدهم بها.
وفي العاصمة أولان باتور، أحد الأماكن القليلة التي لا يزال بإمكانهم ممارسة هذا الفن فيها لا تعدو كونها قاعة متداعية على شكل خيمة عمرها قرن، بأخشاب باهتة وطلاء مقشر ومعدات صدئة.
ومن الصعب أن نتخيل أن مئات الطلاب، بينهم كثر باتوا يقدمون عروضهم في أماكن مشهورة عالمياً مثل "سيرك دو سوليي"، بدأوا حياتهم المهنية هنا.
ويقول أوغانبايار نرقيباتار، وهو طالب يبلغ 18 عاماً ويحلم بالمشاركة في المسابقات الدولية مثل شقيقته "أريد أن أحاول أن أصبح فنان سيرك".
وحذرت السلطات المحلية من أن المبنى لم يعد آمناً تماماً بسبب حالته المتداعية.
لكن بالنسبة للفنانين، يظل هذا الهيكل ذو السقف المرتفع للغاية ضرورياً لإتقان حركاتهم البهلوانية المتهورة، والتي جعلت السيرك المنغولي مشهوراً في جميع أنحاء العالم.
وقال المدير الفني السابق للسيرك جيرلباتار يوندن لوكالة فرانس برس "كان السيرك يحظى بشعبية كبيرة في الماضي. نريد جميعا إحياءه. هذا واجبنا".
هجرة المواهب
ويوضح عميد كلية السيرك في المعهد الموسيقي المنغولي بولورتويا بولورتويا "عندما نشارك في المسابقات والمهرجانات الدولية، نُسأل دائماً عما إذا كان بإمكاننا تدريب الطلاب الأجانب" في منغوليا.
ويقول "لكننا نوضح بأدب أنه ليس لدينا ما يكفي من المعلمين أو الموارد البشرية"، و"ليس لدينا مكان للتدريب".لفترة طويلة، كان السيرك أحد أكثر وسائل الترفيه شعبية في منغوليا. وقد اجتذبت عروضه حشوداً من جميع أنحاء البلاد، من المولعين بالألعاب البهلوانية واستعراضات الحيوانات البرية.
وكان البهلوانيون يحظون بشهرة كبيرة.
ربما تكون القارة القطبية الجنوبية المكان الوحيد الذي لم يقدّم فيه فنانو السيرك المنغوليون أي عروض بعد.مع ذلك، وفي مواجهة الفرص المحدودة في بلادهم، سافر المئات من المواهب الشابة إلى الخارج في السنوات الأخيرة.
وبحسب الفنانين الذين أجرت وكالة فرانس برس مقابلات معهم، فإن 85% من زملائهم يعيشون ويعملون خارج منغوليا، بينهم 400 على الأقل في تركيا و500 في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويقول جيرلباتار مازحاً "ربما تكون القارة القطبية الجنوبية المكان الوحيد الذي لم يقدّم فيه فنانو السيرك المنغوليون أي عروض بعد".
وفي عام 2007، خصخصت الحكومة قاعة السيرك الحديثة الوحيدة في البلاد، وسلّمتها إلى داغفادوري دولغورسور، وهو مصارع منغولي شهير هيمن على عالم السومو في اليابان في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأعيدت تسمية القاعة "سيرك آسا"، وكان من المقرر أن تظل في متناول طلاب السيرك. لكن المبنى يُستخدم الآن بشكل رئيسي للحفلات والمناسبات.
مع ذلك، فقد كانت القاعة مكان التدريب المهني الحقيقي الوحيد لمدرسة السيرك المنغولية، وهي مؤسسة عامة تضم عشرات الطلاب و15 معلماً.
"جدير بالاسم"
هناك مكان جديد للتدريب قيد الإنشاء، لكن إنجاز الموقع تأخر عن الموعد المحدد أساساً بسنوات.
ويقول المدير الفني السابق يوندن "بمجرد أن تكون لدينا مدرسة سيرك جديرة بهذا الاسم، فإن السيرك المنغولي سيولد من جديد".
في مواجهة هذا الوضع، أنشأ العديد من الفنانين مدارس متخصصة صغيرة.
وفي إحدى هذه المؤسسات، ينكب طلاب على تمارين الالتواء، يلتفون في كل الاتجاهات ليشكلوا شخصيات بشرية غير عادية، وأرجلهم مرفوعة ورؤوسهم تخرج من بين الوركين، بحسب مشاهدات مراسلي وكالة فرانس برس.
ومع ذلك، بالنسبة لإردنيتستسيغ بادرتش، وهي مدرّسة وخبيرة بهلوانيات مخضرمة، فإن المرافق المتاحة غير كافية.
وتوضح قائلة "لكي يصبح المرء فنان سيرك، عليه أيضاً أن يتعلم "تصميم الأزياء، والتعبير المسرحي، ولغة الجسد".
وتضيف "لا أستطيع تدريس كل شيء في مدرستي الصغيرة".
وعلى الرغم من موهبة الطلاب الواضحة، فإن فرص العمل تكاد تكون معدومة، على ما يؤكد معلّم آخر، إلا في حال تدخلت الدولة بحسب تعبيره.
ويقول بود تومورباتار، وهو مدرّس لفنون السيرك، لوكالة فرانس برس "إن بلدنا يتجاهل فنانيه الأكثر موهبة"، و"لهذا السبب يغادر الفنانون المنغوليون منغوليا إلى بلدان أخرى للاستفادة من ظروف ودخل أفضل".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اختبارات سريرية للقاح مضاد لحساسية القطط قيادي فلسطيني: ألفا مقاتل من حماس شاركوا في "طوفان الأقصى" من أصل 40 ألف مجند في غزة وفاة جنفياف دو فونتني المشرفة لعقود على مسابقة "ملكة جمال فرنسا" مسابقات سيرك منغوليا ظروف العمل تراث ثقافي أزياءالمصدر: euronews
كلمات دلالية: مسابقات سيرك منغوليا ظروف العمل تراث ثقافي أزياء إسرائيل حركة حماس غزة قطاع غزة قصف فلسطين فرنسا الشرق الأوسط ضحايا الصين مجتمع إسرائيل حركة حماس غزة قطاع غزة قصف فلسطين طوفان الأقصى یعرض الآن Next فی منغولیا فرانس برس
إقرأ أيضاً:
بعد إزاحته من اتصالات المغرب.. أحيزون يصارع البقاء على رأس جامعة ألعاب القوى
زنقة 20 | الرباط
تعالت مؤخرا دعوات لاقالة عبد السلام أحيزون، رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى بعد 19 عاما على رأس الجامعة.
وتجددت الدعوات لاستقالة أو إقالة أحيزون من اتحاد ألعاب القوى، بعد إزاحته من رئاسة اتصالات المغرب، وهو المنصب الذي شغله لمدة 27 عاما.
و يعمل أحيزون حاليا على خوض حملة للفوز بولاية سادسة على رأس جامعة ألعاب القوى، ليحطم بذلك الرقم القياسي ، متجاوزا الراحل الجيلالي العوفير، الذي قاد الجامعة من 1957 إلى 1971، لمدة 14 عاما.
وعرفت ألعاب القوى المغربية شهرة واسعة في عام 2005، قبل تعيين أحيزون رئيسًا للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى.
وفي تلك السنة، حصد المغرب ثلاث ميداليات، ميدالية ذهبية بفضل جواد غريب في الماراثون، وميداليتين فضيتين بفضل حسناء بن حاسي (800 متر) وعادل الكوش (1500 متر) على التوالي خلال مشاركته في النسخة العاشرة من بطولة العالم في هلسنكي.
و منذ عام 2006، عندما تولى أحيزون المنصب، بدأت ألعاب القوى المغربية تنحدر تدريجيا إلى الهاوية.
ولم يتمكن المغرب من الحصول على بطاقة التأهل لنسخ برلين 2009 ودايجو 2011 وموسكو 2013.
في عام 2015، فاز عبد العاطي إيكيدير بميدالية في بكين 2015. وحقق سفيان البقالي بعد ذلك ميدالية ذهبية في سباق 3000 متر موانع في نسخة لندن 2017 و البرونزية في الدوحة 2019.
وأنقذ سفيان البقالي بعد ذلك شرف ألعاب القوى المغربية في أوجين 2022، بفوزه بالميدالية الذهبية الأولى في عهد أحيزون، بفوزه بسباق 3000 متر موانع.
وفي عام 2023، عادت ألعاب القوى المغربية إلى الحياة من جديد: ميداليتان حصل عليهما في بطولة العالم في بودابست، بفضل سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع وفاطمة الزهراء الكردادي في سباق الماراثون للسيدات.
2024: انتهت مشاركة الرياضيين المغاربة في الألعاب الأولمبية بباريس بفشل جميع المشاركين في الحصول على اي ميدالية.
و لم يتمكن سوى البطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي من إنقاذ شرف ألعاب القوى المغربية بعد انتكاسات عديدة.
بالإضافة إلى الأداء الضعيف لفترات طويلة، هزت فضائح المنشطات جامعة ألعاب القوى.
في مارس 2020، حذر الاتحاد الدولي لألعاب القوى المغرب من حالات المنشطات التي تورط فيها بعض العدائين المغاربة.
و تم وضع المملكة على قائمة الدول الأكثر مراقبة فيما يتعلق بالمنشطات.
وحثت وحدة نزاهة ألعاب القوى الاتحاد المغربي لألعاب القوى على مضاعفة جهوده لمكافحة تهديد المنشطات المتزايد.
وبسبب العقوبات، منع رياضيون مثل أمين لعلو (1500 متر)، وحنان أوحادو (3000 متر موانع)، وعبد الرحيم الغومري (الماراثون)، ويحيى برابح (القفز الطويل)، عن المشاركة في الألعاب الأولمبية في لندن.