المترجمة العمانية ريم داوود: علينا التحلي بأمانة النقل لنفهم دوافع أحداث العالم والهويات الثقافية المتنوعة
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
لستُ من أنصار الهوامش الكثيرة في القصص القصيرة والروايات -
كنتُ أستبعد أن يهدّد التقدّم التكنولوجي مهنة الترجمة.. والآن لم أعد متأكّدة من ذلك!
هناك مترجمون أخلصوا للمجال وقدّموا أعمالا تشعرك بأنها النَصّ الأصلي -
الرقابة من كل الجهات من التحدّيات المستمرة التي نواجهها -
قرأتُ كتبًا لمترجمين كبار بها أخطاء في فهم المعنى الفعلي -
الترجمة عبر لغة وسيطة لا تقلل من قيمة العمل -
في الأعماق التي يغمرها صدى الكلمة وأصداء اللغات، يستيقظ عالم الترجمة بكل تفاصيله وتعقيداته.
تبدأ رحلتها الأدبية بترجمة رواية «دكان الساري» لروبا باجوا، لكن سرعان ما توسعت رؤيتها لتشمل مجموعة واسعة من الأعمال الأدبية المتنوعة والغنية، حيث ترجمت «القناص» لبلايز مينفسكي، ومجموعة «سبع ليال في حدائق الورد» ليي ماي، و«التطهير» لصوفيا أوكسانين، و«حديقة الكلاب» لصوفيا أوكسانين، و«الموت في بابل.. الحب في إسطنبول» لإسكندر بالا، و«سحر» لصلاح الدين دميرتاش، و«التعساء» لديمتري فيرهولست، و«فندق الغرباء» لديمتري فيرهولست، و«اسمي نور» لإلسا أوسوريو، و«زيارة لمكتبات العالم» لخورخي كاريون، و«لا صديق سوى الجبال» لبهروز بوتشاني، و«أمي عميلة سرية» لأوندراش فورجاتش، و«أحزان هندية» لعبدالله خان، و«سفر دانيال» لإي إل دوكترو.
في هذا الحوار تقدم ريم داوود وجهة نظرها حول التوازن المطلوب بين الدقة اللغوية والولاء للثقافة الأصلية، وفي زمن تقني نشهد فيه طفرة في الترجمة الآلية، تتحدث عن مكانة الإنسان في هذا المجال.. ونستكشف جوانب فن الترجمة ومواجهة التحديات التي تقابل المترجمين في عصرنا الراهن.
في أعماق فن الترجمة الثقافية، يواجه المترجمون تحديا معقدا، حيث يتعين عليهم التلاعب ببراعة بين الإلمام اللغوي المطلق واحترام السياق والخلفية الثقافية للنص. بصفتك مترجمة، بأي طريقة تمزجين بين هذين الجانبين الحيويين في عمليات الترجمة التي تقومين بها؟ وعندما تصطدم بالتحديات المتعلقة بذلك، ما القضايا التي تظهر أمامك وكيف توجهين جهودك لتجاوزها بكفاءة؟
الفكرة هي أن تنقل النَصّ، بكلّ مضامينه، التي تعكس ثقافة أخرى، مختلفة تمام الاختلاف عن ثقافة القارئ، في الأغلب، بأسلوب سلِس ولغة رشيقة، تجذب القارئ وتدفعه لمواصلة القراءة دون ضجر. لستُ من أنصار الترجمة الحرفية، وخاصّة عندما يستخدم المؤلف عبارات اصطلاحية تخصّ لغته. ترجمتُها كما هي تجعل النصّ العربي غريبًا وغير مفهوم، في معظم الأحيان، ويمكن حلّ ذلك بكتابة المعنى، دون الالتزام بترجمة كل كلمة في العبارة. نقل المعنى للقارئ، هو الأهمّ في رأيي، وخاصّة في الأعمال الأدبية.
كذلك، لستُ من أنصار الهوامش الكثيرة في القصص القصيرة والروايات، لشرح ما يقصده المؤلف. يمكن تجنّب ذلك عن طريق كتابة المعنى، والابتعاد عن ترجمة النَصّ حرفيًا. يحافظ ذلك على متعة القراءة.
الترجمة الأدبية هي إعادة صياغة للنَصّ الأصلي، بصورةٍ مقبولة وبعبارات مفهومة. لكي تنجح في ذلك عليك أن تمتلك لغة عربية سليمة، وأن تعرف اللغة التي تترجم عنها معرفة جيّدة، وأن تكون مُلِمًّا بثقافة المجتمع الذي يكتب عنه المؤلّف. يمكن تحقيق كل ذلك عن طريق القراءة باللغتين، إذ لا كتابة ولا ترجمة دون قراءة. الأخيرة هي الأساس لأعمالٍ أدبية حقيقية. على المترجم ألّا يكتفي بقراءة الكتب وحدها، وأن يسعى لزيادة حصيلة لغته ومفرداته ومعلوماته عبر مصادر الثقافة المختلفة، المتاحة له.
عادةً، لا تواجهني مشكلات من هذا النوع، إلّا إذا تناول العمل الأصلي موضوعات أنا غير مُلمّة بجوانبها على نحوٍ تامّ، كالحركات السياسية والأحزاب، على سبيل المثال. حدث ذلك عند ترجمتي لرواية «اسمي نور»، للكاتبة «إلسا أوسوريو»، وتكرّر ثانيةً عند ترجمة رواية «سِفر دانيال» للكاتب «إي إل دوكتورو». في المرّتين، اعتمدت على البحث والقراءة لاستكمال ما ينقصني من معلومات.
هناك مجالات لا أفهمها بتاتًا، مثل الاقتصاد. قبل سنوات قليلة، عُرضت عليّ ترجمة كتاب عن الاقتصاد، فاعتذرت عن عدم قدرتي على ذلك، حتى قبل الاطّلاع عليه؛ لإدراكي أن غيري سيخرجه بشكلٍ أفضل منّي بمراحل، وإنني لو ترجمته فسوف أسيء لنفسي وللمؤلّف والقارئ معًا.
بالنظر إلى التقدم التكنولوجي وتطور أدوات الترجمة الآلية، هل تعتقدين أن هناك تهديدًا لمستقبل مهنة الترجمة البشرية؟ وكيف يمكن للمترجمين البشريين البقاء ضروريين وملائمين في هذا السياق المتغير؟
الواقع أنني كنتُ أستبعد أن يهدّد التقدّم التكنولوجي مهنة الترجمة، لكنني لم أعد متأكّدة من ذلك الآن، حيث باتت كلّ المهن والوظائف والحِرَف مهدَّدة، كما أعتقد، لكنني، مع ذلك، أظن أن لا شيء يضاهي الحِسّ البشري في الأعمال الإبداعية، مهما تطوّرت الأدوات المستخدمة، قد يسهل الاعتماد على الترجمة الآلية في مجالات مثل الترجمة الطبّية والقانونية والاقتصادية، على سبيل المثال، لاعتمادها على قوالب وعبارات وصِيَغ محدّدة، ومتكررة؛ بينما تحتمل عبارات النصوص الإبداعية صياغتها بطرقٍ مختلفة عند ترجمتها.
.. لكن مع تزايد التواصل العالمي والتحولات السريعة في العالم الرقمي، هل تعتقدين أن الترجمة اللغوية تؤدي دورًا مهمًّا في تعزيز التفاهم الثقافي ومقارنة الثقافات وأن يؤدي الأدب العالمي دورًا مؤثرًا في تعريف هويات الثقافات المختلفة؟ وهل يمكن أن تسهم الترجمة في تجاوز الصعوبات والتحديات التي يمكن أن تنشأ من التفاعل الثقافي بين مختلف الثقافات في هذا الزمن الحديث؟
هذا بالضبط ما تفعله الترجمة، في رأيي، إنها تُخرج الإنسان من عزلته، واكتفائه بما يعرف، لعوالم أكثر اتساعًا ورحابة. تنقل القارئ إلى مجتمعات أخرى، وتعرّفه إلى بشر آخرين، وشخصيات وحكايات، وهو ما يُسهم في تقليص المساحات التي تفصله عن أفكار غيره من المجتمعات، وتجعله أكثر فهمًا وتقبّلًا لها. أقول دائمًا: إننا بحاجةٍ ماسّةٍ لفهم غيرنا من المجتمعات، وتقبّل عادات الناس وتقاليدهم ومعتقداتهم، دون رفضها أو الاستهانة بها. تؤدي الترجمة هذا الدور بنجاح، وتقدّم لنا ثقافات الشعوب المختلفة، في هيئة كتب تمتعنا وتحثّنا على التفكير.
في عالم الترجمة، يُلاحظ أن هناك تركيزًا كبيرًا على ترجمة الأعمال من الإنجليزية إلى لغات أخرى، بينما تكون نسبة ترجمة الأعمال من لغات أصولها أقل بشكل ملحوظ. ما الأسباب التي ترتبط بهذا التركيز؟ وما الآثار المحتملة لهذا الاتجاه على التنوع الثقافي والأدبي؟ وكيف يمكن ضمان أن الترجمة من لغات أصول النصوص تظل ممثلة دقيقة للأصل ولا تفقد من جودتها أو تعبيرها في الترجمة النهائية؟.. ما دور المترجمين في نقل التفكير الفلسفي والأدبي بدقة وإبداع؟
يعكس الأدب العالمي، الكلاسيكي والمعاصر، طبيعة المجتمع الذي ينتمي إليه المؤلّف، ولسنوات طوال، انحصر اهتمام دور النشر في ترجمة الأعمال المكتوبة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، إلى جانب بعض الأعمال الروسية المهمّة. قليلًا ما كنّا نجد أعمالًا مترجمة عن لغات أخرى. يعجبني حرص دور النشر المختلفة اليوم على ترجمة أعمال من شتى أنحاء العالم، حيث ساهم ذلك في تعريفنا بثقافات أوروبية وآسيوية وإفريقية.. صرنا نقرأ مؤلَّفات من فنلندا والنرويج ونيجيريا والمكسيك والبرازيل والهند والصين وكوريا والبرتغال وغيرها.. بعض هذه الأعمال مترجم من لغة الكتابة الأصلية، وبعضها الآخر مترجم من لغة وسيطة، هي الإنجليزية في معظم الأحيان. لدينا اليوم مترجمون متميزون، يجيدون الصينية والألمانية والإسبانية، ويترجمون منها مباشرةً أعمالًا رائعة، لكن لغة كالفنلندية -على سبيل المثال- تعاني من نقصٍ في المترجمين. من يجيدونها، تحدّثًا وكتابةً، لا يعملون في مجال الترجمة، أو يفتقرون إلى موهبة الترجمة، ونتيجةً لذلك تضطر دُور النشر للجوء إلى ترجمة النسخة الإنجليزية من الأعمال المكتوبة بالفنلندية، هذا ما حدث معي عندما ترجمتُ روايتيّ «التطهير» و«حديقة الكلاب» للكاتبة «صوفي أوكسانين».
لا أعتقد أن الترجمة عبر لغة وسيطة تقلّل من قيمة النَصّ الأصلي، فعادةً ما تهتمّ دور النشر الأجنبية بمراجعة وتصحيح الترجمات، قبل إصدارها؛ وعادةً كذلك ما تكون النسخ الإنجليزية مكتوبة بلغةٍ رفيعة. في حالة الشكّ في صحّة المعنى المقصود، بوسعي دومًا كمترجمة مراسلة دار النشر الأجنبية، أو من يمثّل المؤلّف، أو حتّى المؤّلف شخصيًّا -في بعض الأحيان- للتأكّد من المعنى.
تمتلئ الأعمال المعاصرة بمشاهد ومواقف تعكس التحرّر الديني والاجتماعي في المجتمعات غير العربية، فكيف تتعامل بعض دور النشر مع ذلك؟ تسارع بالتدخّل وحذف المقاطع التي تزعجها بالكامل، أو تحاول اختيار كلمات ومفردات بعينها. يزعجني ذلك -بصفةٍ شخصيةٍ- كمترجمة وكقارئة في آن. ما معنى وما جدوى الحذف، وتخفيف الكلمات والعبارات ونحن نعيش في زمنٍ صار بوسعك فيه الاطّلاع على كل ما تريد معرفته وقراءته ورؤيته وسماعه، بضغطةٍ خفيفةٍ على أزرار هاتفك؟!
تشكّل الرقابة التي يفرضها بعض الناشرين، بالإضافة إلى جهات أخرى، جانبًا من التحدّيات المستمرة التي يواجهها المترجم، وعلينا أن نتحلّى بأمانة النقل، كي يتسنّى لنا كقرّاء فهم الهويات الثقافية المتنوعة، وفهم دوافع أحداث العالم، التي تمسّنا وتؤثّر على حيواتنا بطريقةٍ أو بأخرى.
عند عملية تحرير الترجمات، هناك توجهان مختلفان: هناك من يرون التحرير ضروريًّا لتحسين جودة الترجمة وضمان تناسق الأسلوب، بينما يعتبر البعض الآخر أن تحرير الترجمة يمكن أن يشوش على صوت وأسلوب المترجم. في ضوء هذا التحدي الثنائي، كيف يمكن تحقيق التوازن المثالي بين دور المترجم ودور المحرر؟ وما المبادئ التوجيهية التي يمكن أن تساعد في تحديد نقاط البداية والانتهاء لكلٍ منهما؟
أحترم المحرّرين وأقدّر دورهم، وأقوم بتحرير عدد من كتابات أصدقائي، عندما يطلبون منّي ذلك، وأنا مع إخضاع النصوص لعملية تحرير، لتخرج بشكلٍ لائقٍ، في صورتها النهائية. شريطة أن يكون تدخّل المحرّر محدودًا، وأن يتمّ عقب مراجعة المترجم، وبالتنسيق معه، وأن يستمع كل طرف لوجهة نظر الآخر، قبل التعديل. قرأتُ كتبًا لمترجمين كبار، بها أخطاء في فهم المعنى الفعلي، وخاصّة عند ترجمة كلمة أو مصطلح تحتمل أكثر من معنى، وبها عيوب في الصياغة كذلك، وهي أمور كان يمكن تلافيها لو أن النصّ مرّ على محرّر يفهم طبيعة عمله؛ لكن بعض دور النشر تكتفي بشهرة المترجم، ولا تهتم بمراجعة الكتب قبل إصدارها.
جانب كبير من عملية الترجمة يعتمد على الموهبة؛ فالمترجم في حقيقته كاتب. إذا انتفت لديه هذه الصفة، خرجت ترجمته ركيكة، وآلية، لا روح فيها. المحرّر يضبط كتابة المترجم، لكنه سيفشل في هذه المهمّة لو كانت كتابة المترجم رديئة من الأساس.
يظل البعض من المترجمين غير الظاهرين أو المجهولين في مواقعهم بينما ينجح آخرون في إضفاء بصمة شخصية فريدة على ترجماتهم. ما العوامل التي تمكن بعض المترجمين من تحقيق هذه الهوية الفردية المميزة في ترجماتهم؟ وهل يمكن تقديم أمثلة على مترجمين نجحوا في بناء هذه البصمة الشخصية؟ وكيف أثر ذلك على تقدير القراء والمستفيدين من ترجماتهم؟
هناك أسماء أخلصت للترجمة، وقدّمت أعمالًا تشعر وأنت تقرأها بأنها النَصّ الأصلي الذي لم يخضع لإعادة كتابة أو إعادة صياغة. بوسعي ذِكر أسماء كثيرين، لكنني سأكتفي بذكر اسم الدكتور أبو بكر يوسف، أستاذ الأدب الروسي، الذي قرأتُ بفضله أعمال كبار المؤلفين الروس، باستمتاع شديد، وخاصّة أعمال أنطون تشيخوف. ولكن هل أضاف لجمالها جمالًا؟ لا أدري، حقيقةً؛ لأنني لم أقرأها بالروسية، لجهلي باللغة، بطبيعة الحال، لكنني قرأتُ لاحقًا نصوصًا منها بالإنجليزية، فلم تجذبني بالدرجة التي جذبتني بها النسخة العربية التي قام أبو بكر يوسف -رحمه الله- بترجمتها، في السلسلة القديمة الصادرة عن دار نشر «رادوغا».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: دور النشر أعمال ا یمکن أن فی هذا وخاص ة
إقرأ أيضاً:
ثورة وزلزال وقرار تاريخي.. أحداث غيّرت التاريخ في أسبوع مارس الثاني
ففي التاسع من مارس/آذار عام 1919، اندلعت ثورة شعبية في مصر ضد الاحتلال البريطاني، بعد اعتقال ونفي قادة الحركة الوطنية وعلى رأسهم الزعيم سعد زغلول إلى جزيرة مالطا.
وكانت الشرارة الأولى للثورة من طلاب الجامعات، وسرعان ما انتقلت إلى جميع فئات الشعب، حيث أضرب عمال السكك الحديدية والورش والمطابع، وانضم إليهم موظفو الكهرباء والبريد وسائقو سيارات الأجرة، بل وحتى القضاة والمحامون.
كما خرجت النساء بقيادة هدى شعراوي في مظاهرات حاشدة تهتف برفض الاحتلال، ولم تكن هذه الثورة وليدة اللحظة، بل كانت نتاج سنوات من الاضطهاد والظلم الذي عاناه المصريون تحت الاحتلال البريطاني، والذي بدأ بعد فشل الثورة العرابية عام 1882.
وقد سبقت هذه الثورة حادثة دنشواي عام 1906، التي أثارت غضب المصريين بعد أن أعدم البريطانيون فلاحين مصريين بتهمة قتل جندي بريطاني، وهذا جعل دنشواي رمزا للمقاومة ضد الظلم.
وبعد سنوات من الكفاح، نجحت الثورة في تحقيق الاستقلال لمصر عام 1922، وصدر أول دستور مصري عام 1923، وتشكلت أول حكومة برئاسة سعد زغلول.
أشهر دميةوفي عالم مختلف تماما، ظهرت في التاسع من مارس/آذار عام 1959 أشهر دمية في العالم، "باربي"، خلال معرض الألعاب الأميركية في نيويورك.
إعلانبدأت قصة باربي بفكرة من روث هاندلر، التي لاحظت أن ابنتها باربرا تفضل اللعب ببطاقات تصور نساء بالغات بدلا من الدمى التقليدية التي تجسد الأطفال.
وبعد محاولات فاشلة لإقناع شركتها، وجدت هاندلر الإلهام في دمية ألمانية تدعى "ليلي"، والتي كانت في الأصل شخصية كاريكاتيرية للبالغين، ومن هنا ولدت باربي، التي حققت نجاحا هائلا وبيعت منها أكثر من مليار دمية حتى اليوم.
لكن النجاح الكبير لباربي لم يخلُ من الانتقادات، حيث وُصفت بأنها تجسد صورة مثالية غير واقعية للجمال، ومع مرور الوقت، حاولت الشركة تعديل صورة باربي بإصدار دمى ذات بشرة سوداء وأجسام ممتلئة، في محاولة لعكس تنوع العالم الحقيقي.
كارثة طبيعيةوفي 11 مارس/آذار عام 2011، ضربت واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية اليابان، حيث وقع زلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر قبالة سواحل توهوكو، تسبب في تسونامي بارتفاع 40 مترا.
وأدى الزلزال إلى انهيار 3 مفاعلات نووية في محطة فوكوشيما، وتسبب في مقتل أكثر من 19 ألف شخص، وإجلاء نصف مليون آخرين. كما دمر الزلزال آلاف المباني وألحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية والزراعة، ولا تزال آثار الكارثة ماثلة حتى اليوم، حيث لم تعد بعض المناطق القريبة من فوكوشيما صالحة للسكن.
وفي نفس اليوم، اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا تاريخيا بحظر اختبار مستحضرات التجميل على الحيوانات، بعد سنوات من الضغط من قبل نشطاء حقوق الحيوان.
وكانت الحيوانات تُستخدم في تجارب قاسية تشمل التغذية الإجبارية والحبس والحرق، وهذا أثار جدلا أخلاقيا واسعا.
ورغم وجود بدائل مثل المحاكاة الرقمية، لا تزال التجارب على الحيوانات قانونية في 80% من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين.
9/3/2025