هل يدخل حزب الله اللبناني الحرب مع اسرائيل؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
10 أكتوبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: قبل أيام قلائل كان سكان جنوب لبنان يستعدون لقطف الزيتون، لكن كثيرين منهم يفرون الآن، خوفا من صراع مدمر آخر مع إسرائيل بعد ساعات من أشد الأيام دموية على الحدود منذ حرب عام 2006.
وأعادت اشتباكات يوم الاثنين إلى أذهان القرويين في جنوب لبنان ذكريات الحرب المدمرة عام 2006 بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، مع امتداد الصراع بين إسرائيل ومسلحين فلسطينيين على بعد 200 كيلومتر جنوبا حتى أعتاب منازلهم.
وعلى الجانب الإسرائيلي من الحدود بدت القرى مهجورة يوم الثلاثاء، وهي نتيجة محتملة لاحتماء السكان داخل منازلهم بدلا من إخلائها. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يصدر لهم أي أوامر بالمغادرة لكن بعض الناس قالوا إنهم سينتقلون جنوبا كإجراء احترازي مؤقت.
وانتشرت دبابات إسرائيلية في بلدة المطلة الحدودية في أقصى الشمال مع هطول الأمطار بالقرب من الحدود شديدة التحصين.
وقُتل ستة أشخاص يوم الاثنين، ثلاثة منهم من أعضاء حزب الله وضابط إسرائيلي واثنان من المسلحين الفلسطينيين اللذين أثارا أعمال العنف بعد أن عبرا الحدود إلى إسرائيل من لبنان.
وقال شربل علم وهو حلاق في بلدة رميش الحدودية “كنت هنا عام 2006. كانت تلك مشاهد مرعبة. وكان القصف بالأمس عنيفا للغاية”. وأضاف أن مئات الأشخاص غادروا معظمهم عائلات لديها أطفال أو أقارب مسنون.
وقال علم، في إشارة إلى الأزمة المالية التي أدت إلى إفقار العديد من اللبنانيين خلال السنوات الأربع الماضية، “الناس معها أطفال، غادروا لأنه في عام 2006 لم يكن هناك خبز ولا حليب ولا دواء. لبنان هكذا بالفعل الآن، لذا تخيل كيف سيكون الأمر إذا تصاعدت الأمور”.
وقالت ناظمية دموش، وهي امرأة عجوز، إن الأطفال نقلوا إلى قاعدة قريبة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خلال قصف يوم الاثنين. وأضافت “أنا لا أخاف من القصف بهذه الطريقة، لكنك تخاف على الأطفال”.
ويمثل هذا أخطر تصعيد بمنطقة مرتفعات وعرة على الحدود المضطربة منذ حرب الصيف قبل 17 عاما والتي أودت بحياة 1200 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين، و157 إسرائيليا، معظمهم جنود.
وتصاعد التوتر منذ أن شنت حماس هجوما مفاجئا على إسرائيل من قطاع غزة يوم السبت مما أودى بحياة 900 إسرائيلي وأسر العشرات منهم وبدء حرب قتل فيها نحو 700 فلسطيني.
وبدأت أعمال العنف يوم الاثنين على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عندما تسلل مسلحون من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تقاتل إلى جانب حماس في غزة عبر الحدود من لبنان إلى إسرائيل.
وقتلت القوات الإسرائيلية اثنين من المسلحين في المواجهة التي تلت ذلك، والتي قتل فيها الضابط الإسرائيلي أيضا. وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن عدد القتلى الإسرائيليين يتجاوز العدد الذي أعلنته إسرائيل حتى الآن.
ثم قُتل مقاتلو حزب الله خلال القصف الذي شنته إسرائيل ردا على هذه العملية. ورد حزب الله بإطلاق النار على موقعين للجيش الإسرائيلي دون وقوع إصابات، فيما وصفته الجماعة بأنه رد فعل أولي، مما يشير إلى تنفيذ المزيد من هذه العمليات في المستقبل.
وبينما ساد الهدوء شوارع القرى والبلدات اللبنانية القريبة من الحدود اليوم مع إغلاق المدارس، تسببت عاصفة في حالة من الذعر للكثيرين إذ اعتقدوا خطأ أن صوت الرعد قصف إسرائيلي.
ويشعر الناس أيضا بالتوتر في كريات شمونة، وهي بلدة بشمال إسرائيل قريبة من المطلة. وقال أحد سكانها ويدعى أوريل سيجون “هذا ليس أفضل شعور في العالم… لقد شهدنا الصواريخ هنا، لقد مررنا بالكثير، ولكن هذه المرة نشعر بأنه ستكون هناك فوضى”.
* مصاعب اقتصادية
يرتبط حزب الله بعلاقات وثيقة مع الجماعات الفلسطينية التي تقاتل إسرائيل.
وعبر حزب الله عن دعمه للفلسطينيين قائلا “سلاحنا وصواريخنا معكم”. وأطلق حزب الله يوم الأحد النار على ثلاثة مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المتنازع عليها على الحدود، معلنا أن ذلك جاء تضامنا مع الفلسطينيين. ولم يسفر هذا الهجوم عن وقوع إصابات بين الإسرائيليين.
لكن حزب الله المدجج بالسلاح لم يفتح حتى الآن جبهة ثانية كبرى ضد إسرائيل.
وأمضى لبنان سنوات في إعادة الإعمار بعد حرب 2006 التي قصفت خلالها إسرائيل جنوب لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله، كما دمرت فيه إسرائيل مناطق واسعة من معقل الجماعة في ضواحي بيروت الجنوبية.
وساعد تبادل التهديدات بشن هجمات في درء الكثير من المخاطر منذ ذلك الحين غير أن سوريا المجاورة كانت بمثابة مسرح للصراع بين إسرائيل وحزب الله.
لا يستطيع لبنان تحمل حرب كبرى أخرى مع إسرائيل بعد أربع سنوات من الانهيار المالي الذي أدى إلى انتشار الفقر وإصابة مؤسسات الدولة بالشلل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: یوم الاثنین على الحدود حزب الله عام 2006
إقرأ أيضاً:
الرئيس عون أجرى سلسلة لقاءات في القاهرة... وهذا ما أبلغه غوتيريش بشأن اسرائيل
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في حضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ظهر اليوم في مقر اقامته في فندق توليب في القاهرة، الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش مع وفد من المنظمة، وعرض معه عدداًامن المواضيع المتعلقة بالتطورات الاخيرة في المنطقة، وعمل منظمات الامم المتحدة في لبنان، والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية.
خلال اللقاء، شكر الرئيس عون غوتيريش على "الدعم الذي تقدمه الامم المتحدة لمساعدة لبنان، لاسيما المهمات الكبيرة التي تقوم بها القوات الدولية في الجنوب على رغم الصعوبات التي تواجهها".
واعتبر الرئيس عون "ان بقاء الاسرائيليين في عدد من التلال على الاراضي اللبنانية وعدم تمركز الجيش فيها من شأنه ان يعيق تحقيق الاستقرار وتنفيذ القرار الدولي 1701، واتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 27 تشرين الثاني 2024، ثم في 18 شباط الماضي".
كما تم التطرق ايضا الى عمل المنظمات التابعة للامم المتحدة في لبنان، حيث اكد غوتيريش "ان الامم المتحدة جاهزة للمساعدة في عملية النهوض التي بدأت مع انتخاب الرئيس عون".
وأبدى غوتيريش استغرابه لبقاء القوات الاسرائيلية في عدد من المناطق الجنوبية، معتبرا ان "هذا الامر لا يصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة".
واثار الرئيس عون مع الأمين العام للأمم المتحدة موضوع النازحين السوريين وضرورة عودتهم الى بلادهم بعد انتفاء الاسباب التي ادت الى نزوحهم.
وبعد اللقاء، صرح غوتيريس الى الصحافيين بالآتي:"اغتنمت فرصة اللقاء بالرئيس عون لأؤكد على تضامني العميق مع الشعب اللبناني، وانا سعيد جداً بتشكيل الحكومة الجديدة ونيلها ثقة مجلس النواب، وبالتزام لبنان حالياً سياسة اصلاح فعالة بهدف النهوض باقتصاده ومجتمعه. والمطلوب الآن هو احترام سلامة اراضي لبنان، ولا يجب بقاء اي قوات اجنبية عليها باستثناء قوات اليونيفيل.
وعن موقفه من دعوة الرئيس ترامب الى ترحيل الفلسطينيين من غزة، قال :"اننا هنا اليوم لبحث المقترح المصري مع دول الجامعة العربية بهدف الحصول على ضمانات لاعادة بناء غزة، ومن الواضح ان لأهل غزة الحق في البقاء في أرضهم".
وضم الوفد المرافق لغوتيريس كلاً من: السيد فيليب لازاريني وكيل الأمين العام والمفوض العام لوكالة الأونروا، السيدة سيغريد كاغ وكيلة الأمين العام ومنسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، والسيد خالد خياري مساعد الأمين العام لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة، والسيد مهند إبراهيم أحمد هادي نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط والمنسق للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والسيدة إلينا بانوفا منسقة الأمم المتحدة المقيمة في مصر، والسيد أغوينالدو بابتيستا كبير مسؤولي الشؤون السياسية في مكتب الأمين العام .
واستقبل الرئيس عون بعدها في حضور الوزير رجي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد محمد العليمي،الذي نقل تهنئة الشعب اليمني بانتخاب الرئيس عون، واوضح انه "اراد هذا اللقاء للتعارف من جهة، ولبحث العلاقات الثنائية بين البلدين".
وتطرق العليمي الى معاناة الشعب اليمني ، داعيا الى عمل عربي مشترك لوضع حد لها.
وأعرب الرئيس عون عن امله ب"أن ينعم اليمن قريباً بالسلام والأمان ويستعيد شعبه عافيته وازدهاره"، مشددا على "ان مصلحة الدول العربية ان تكون متضامنة، وان يكون الجسم العربي واحدا".
وتم الاتفاق على استمرار التواصل بين البلدين في المرحلة المقبلة.
والتقى رئيس الجمهورية نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد الذي هنأه لمناسبة إنتخابه، مشددا على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين التي "تعود الى فجر التاريخ" والتي "يتطلع العراقيون بكافة أطيافهم الى مواصلتها لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين، بنفس القوة والزخم المتواصلين."
وأكد الرئيس رشيد "ان العراق يولي أهمية للوضع في لبنان ويتطلع الى مواصلة آفاق التعاون في مختلف المجالات".
وتناول البحث الوضع في المنطقة لا سيما في سوريا وفلسطين، وما يؤمل من قرارات تصدر عن القمة العربية في هذا الصدد.
من جهته، شكر الرئيس عون الرئيس العراقي على زيارته له، مثنيا على "وقوف العراق الدائم الى جانب لبنان في مختلف الظروف على صعد متنوعة من سياسية وإقتصادية ونفطية وإنسانية".
ونوه رئيس الجمهورية بالتعاون النفطي مع العراق، متمنيا ان تتعزز العلاقات أكثر فأكثر بين الشعبين بالنظر الى وجود صفات متشابهة بينهما، ومنها التعددية.
وبالنظر الى الوضع في المنطقة، إعتبر رئيس الجمهورية "ان وحدة الموقف العربي أساسية في هذه المرحلة لمواجهة كافة التحديات لا سيما المصيرية منها".
ووجه الرئيس العراقي دعوة رسمية للرئيس عون لزيارة العراق الذي رد شاكرا لنظيره الدعوة التي وجهها إليه واعدا بتلبيتها.
وحضر اللقاء وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وسفير لبنان لدى جمهورية مصر العربية ومندوب لبنان الدائم لدى الجامعة العربية علي الحلبي.
كما استقبل الرئيس عون، الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط يرافقه الأمين العام المساعد حسام زكي، الذي وضع الرئيس عون في أجواء المداولات التي سبقت الجلسة الافتتاحية اليوم ومشروع البيان الذي تم الاتفاق عليه. وحضر اللقاء الوزير رجي.