عمال فلسطينيون في إسرائيل يغادرون للضفة لمواجهة مصير مجهول
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
اضطر عبد الرحمن بلاطة للتوجه إلى الضفة الغربية بعدما غادر إسرائيل حيث كان يعمل بعد اندلاع الحرب، ليجد نفسه عالقاً مع عشرات العمال من قطاع غزة يخنقهم القلق على عائلاتهم الموجودة في القطاع تحت القصف.
في غرفة فندق متواضع في رام الله حيث لا معارف له، يجلس عبد الرحمن (42 عاماً) مع عمال آخرين لمتابعة الأخبار دون انقطاع، واصفين شعورهم بالعجز والخوف على مصير عائلاتهم في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ السبت، رداً على هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل.ويشير بلاطة الى أنه قرّر مغادرة تل أبيب حيث يعمل كفني كهرباء خوفاً من تعرّضه لأي اعتداء انتقامي. ويقول لوكالة فرانس برس "اضطررت مع ثلاثة من العمال للمغادرة الأحد باستخدام سيارة أجرة"، وبما أنه "لا توجد أي وسيلة للذهاب إلى غزة، توجهنا إلى الضفة الغربية".
ويضيف "لا أعرف أحداً هنا. لم يستقبلنا أحد. ذهبنا إلى مبنى المحافظة التي أنزلتنا في هذا الفندق".
ويشير عدد من العمال إلى إنهم لم يسبق لهم الدخول إلى الضفة الغربية من قبل. ولا يوجد تواصل جغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية.
ويروي عمال آخرون أن الجيش الإسرائيلي أخذهم قسراً إلى الضفة الغربية بعد احتجازهم لساعات.
في مقر محافظة رام الله والبيرة، جلس عشرات من العمال من قطاع غزة في غرفة في انتظار نقلهم إلى مكان ينامون فيه.
وتقول المحافظة ليلى غنام "هم أبناء شعبنا ولا يمكن أن نتخلى عنهم في هذه الظروف الاستثنائية، أمننا لهم على الأقل الحد الأدنى من مقومات الحياة".
محافظ رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام: تامين العشرات من عمال غزة الذين طردهم الاحتلال الإسرائيلي من أماكن عملهم بالداخل#غزه_تحت_القصف pic.twitter.com/LLxYISi5Dx
— وكالة سوا الإخبارية (@palsawa) October 9, 2023 ويقول بسام الكتارنة (41 عاماً) إن عائلته أبلغته ب "استشهاد" نجله سهيل (23 عاماً) في غارة جوية على جباليا في اليوم السابق.ويروي الرجل الموجود في رام الله لفرانس برس عبر الهاتف كيف قام الجيش الإسرائيلي بمداهمة مقر عمله حيث كان نائماً في بلدة غديرا. ويقول إن الجيش أخذ بصماته وصادر هاتفه وأوراقه الشخصية قبل أن تتم إعادتها بعد نقله الى حاجز مؤدٍّ إلى مدينة رام الله.
ويتابع "أنا في رام الله، لكن لا أعرف. لست في غزة ولا هنا"، مضيفاً "زوجتي عالقة في العريش بمصر، وأنا هنا. نتمنى أن نراه قبل دفنه".
وتفرض اسرائيل منذ 2007 حصاراً على القطاع البالغ عدد سكّانه نحو 2,3 مليون نسمة والذي يعاني نسبة بطالة تزيد على 50 في المئة. وأعلن مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الشهر الماضي أن إسرائيل أصدرت تصاريح عمل لنحو 18,500 فلسطيني من القطاع.
وأكد مكتب العمل الفلسطيني المسؤول عن العمالة الفلسطينية في إسرائيل "إخراج عشرات العمال الفلسطينيين من أماكن عملهم في إسرائيل" منذ بدء التصعيد.
وأوضح مسؤول المكتب عبد الكريم مرداوي لوكالة فرانس برس "بدأنا منذ السبت بجمع أعداد كبيرة من العمال العائدين من داخل إسرائيل عند الحواجز".
هجوم حماس المُفاجئ على إسرائيل يغير قواعد المواجهة https://t.co/5aaggmMyBm
— 24.ae (@20fourMedia) October 10, 2023 ويروي جواد (43 عاماً) الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل، وهو من حي الشجاعية في غزة وكان يعمل في البناء والنظافة في إسرائيل، "السبت، قام المشغّل بحجزنا في غرفة في طبرية حفاظاً على سلامتنا ثم جاء صباح الأحد ووضعنا في حافلات، وقال لنا إنه سيرسلنا إلى الضفة. لم يعطنا أي اموال، وعندما طلبنا منه أن يدفع لنا، هددنا بتسليمنا إلى الشرطة".بعد أن وصل إلى معبر الجلمة في شمال الضفة الغربية قرب جنين، توجه جواد إلى نابلس، ثم إلى رام الله، ويقول "الجميع في جنين ونابلس أخبرونا أن الوضع خطر".
وشهدت الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967 خلال الأشهر الأخيرة تصاعداً في وتيرة أعمال العنف شمل عمليات عسكرية إسرائيلية متكرّرة وتنفيذ فلسطينيين هجمات ضدّ إسرائيليين ومواجهات، لا سيما في مدينتي نابلس وجنين اللتين تعتبران معقلاً للفصائل الفلسطينية المسلّحة . وقتل 18 فلسطينياً جراء الصدامات مع إسرائيليين منذ بدء التصعيد.
ويصف جواد وضعه ب"المذل"، موضحاً "لا نملك أي مال. الوضع صعب للغاية. أهلي في غزة وأولادي يتصلون بي وهم يبكون ويسألونني متى سأعود".
ويضيف "لو تتاح لي الفرصة الآن للعودة إلى غزة، سأذهب فوراً. أولادي وزوجتي تحت القصف وأنا في رام الله. في حال استشهادهم لن أستطيع رؤيتهم. أفضل أن أكون هناك معهم ونموت معا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الضفة الغربیة فی رام الله فی إسرائیل إلى الضفة من العمال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو إلي مسيرات حاشدة في الضفة الغربية دعمًا لغزة ورفضًا لحرب الإبادة
دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جماهير الشعب الفلسطيني، وخاصة طلبة الجامعات في الضفة الغربية المحتلة، إلى النفير والمشاركة الواسعة في المسيرات والفعاليات الجماهيرية المقررة اليوم الثلاثاء، تعبيرًا عن الدعم لقطاع غزة ورفضًا لحرب الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرًا.
دعوة للنفير الطلابي وتصعيد المواجهةوجّه القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد دعوة عبر منشور على منصة "تلغرام"، جاء فيها: "ندعو أحرار شعبنا وطلبة جامعات الضفة الغربية المحتلة للنفير والحشد الواسع في المسيرات الغاضبة المقررة انطلاقها، الثلاثاء، نصرة لقطاع غزة ورفضًا لحرب الإبادة التي يواصل الاحتلال شنها على شعبنا".
سياسي يهودي: “حماس مثل مانديلا… وصمونا بالإرهاب ثم أنصفه التاريخ” حماس: تصريحات الاحتلال بفرض السيادة على الضفة الغربية انتهاكا صارخا للقانون الدوليوشدد شديد على أهمية الدور المحوري للحركة الطلابية في الضفة الغربية في مواجهة الاحتلال، مؤكدًا أن الوقت قد حان لاستنفار كل الطاقات والجهود للوقوف إلى جانب غزة في معركة الوجود والكرامة.
دور المقاومة الطلابية في معركة طوفان الأقصىأكد شديد أن الضفة الغربية وجامعاتها كانت وما زالت حاضرة في كل معارك المقاومة، ولها دور فاعل ومؤثر رغم محاولات الاحتلال لإضعافها من خلال الاقتحامات والاعتقالات والملاحقات الأمنية. وقال: "لن يثنينا القمع والاعتقال عن أداء واجبنا الوطني، وسنظل سندًا لغزة في مواجهة العدوان".
ولفت إلى أن الآلاف من الفلسطينيين، بينهم مئات من طلبة الجامعات، تعرضوا للاعتقال خلال الأشهر الماضية، ضمن حملة ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الشباب الفلسطيني وتحييدهم عن ميادين المواجهة.
دعوة لتصعيد العمل المقاوم ومواجهة مخططات التهجيردعا شديد إلى تصعيد جميع أشكال العمل المقاوم في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ومواجهة مخططاته التوسعية والتهجيرية في كل من غزة والضفة الغربية والقدس. وأكد أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال من قتل وتجويع وحصار ممنهج تستوجب ردًا جماعيًا وحراكًا شعبيًا واسعًا.
وأشار إلى أن اعتداءات المستوطنين في تصاعد مستمر، وخاصة في الضفة الغربية، وهو ما يتطلب، حسب قوله، "استنفارًا في كل الساحات للدفاع عن الأرض والمقدسات، وردع الاحتلال وقطعان مستوطنيه".
ضحايا حرب الإبادة في غزة والضفةمنذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أمريكي كامل، حيث أسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 168 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى فقدان أكثر من 11 ألف شخص تحت الأنقاض أو في ظروف غير معروفة.
وفي الضفة الغربية، تترافق حرب غزة مع تصعيد خطير في الاعتداءات التي يشنها جيش الاحتلال والمستوطنون، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 955 فلسطينيًا وإصابة ما يقارب 7 آلاف آخرين، وفق ما أكدته بيانات فلسطينية رسمية. كما تم تسجيل أكثر من 16 ألفًا و400 حالة اعتقال، طالت العديد من الطلبة والنشطاء.