أكد الدكتور عمرو علام، وكيل كلية الآداب جامعة المنوفية، أهمية الوثائق التي صدرت عن جولدا مائير رئيس الوزراء الإسرائيلي وقت حرب أكتوبر، ووزير الدفاع موشي ديان وطبيعتها، إذ تعتبر الوثيقة بمثابة شهادة دامغة لا شك فيها، وتلك الوثائق المكتوبة باللغة العبرية، توثق بشكل حقيقي لأحداث حرب أكتوبر، ترجمها مجموعة من المترجمين على مدار سنوات عديدة.

وأوضح خلال كلمته بالندوة التي نطمها قسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة عين شمس، بعنوان «حرب أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية»، أن هذا العمل المضني، أسفر عن آلاف الصفحات التي تصدر تباعًا عن المركز القومي للترجمة، ونشرت هذه الوثائق لأول مرة عام 2013، واستمرت في الظهور حتى عام 2015م، وهي نتاج لجنة أجرانات التي حققت في هزيمة إسرائيل في حرب السادس من اكتوبر.

ولفت إلى أن من أهم توصيات لجنة أجرانات «مجلس الوزراء المصغر» الكابينت الذي يجتمع فيه الوزراء المسئولين عن الأمن القومي لإسرائيل، في حال تعرض إسرائيل للخطر، كشفت الوثائق عن موقع تصنت في سيناء، كانت إسرائيل تتجسس من خلاله على الجيش المصري، والذي قام الجيش المصري بتدميره، ما أربك الجيش الإسرائيلي.

وقال «علام»: كانت إسرائيل تستخدم اختصارات لأسماء القادة والمواقع، غير مفهومة بهدف التضليل، وكيف عكف الفريق المصري على ترجمة تلك الاختصارات، ولم يدخر جهدًا في فك تلك الرموز، حتى تتضح الرؤية في ترجمة تلك الوثائق، كشفت تلك الوثائق عن عمليات غير أخلاقية تمت داخل الجيش الإسرائيلي، وإهمال من أفراد الجيش الإسرائيلي ساهم على هزيمة إسرائيل في الحرب.

وناقشت هذه الوثائق أيضًا، مسألة الثغرة التي أُطلق عليها باللغة العبرية (الفخ)، والمقصود بها استغاثة قادة إسرائيل بأمريكا ظنًا منهم بأن إسرائيل ستتم إبادتها تمامًا، وكيف تدخلت أمريكا الممثلة وقتها بزيارة كسينجر لمصر والذي تدخل لدعم إسرائيل، فأملى الرئيس محمد أنور السادات شروطه عليه.

وأشار الى عبقرية الجيش المصري في التعامل مع تلك الثغرة، وكيف وظف الجيش المصري تلك الثغرة لخدمة مصر، مشيرا لما يسمي بعجز النصر، الذي يتمثل في شعور إسرائيل بالعجز حتى في أوقات انتصارها، وكشف عن أهمية هذه الوثائق في دحض الادعاءات الكاذبة التي تشكك في نصر أكتوبر، فقد مثلت حرب أكتوبر 1973م كارثة على إسرائيل بكل المقاييس، التي كادت تطيح بهذا الكيان الفاسد.

وأثبتت أن لا قوة تقف أمام الجيش المصري، مشيرا إلى أن الجندي المصري يُقاتل بكل ما يستطيع من قوة لنصرة وطنه، والذي دخل الحرب بمبدأ روحي فداءً لوطني.

وعن ما يحدث الآن في غزة، ويُعرف بـ«طوفان الأقصى»، أوضح أن الكتابات العبرية في الصحف الإسرائيلية، تشير بشكل واضح لهزيمتهم في حرب أكتوبر، وتربط بينها وبين الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية، الذي وصفته الصحف الإسرائيلية بأبشع وأسوأ هجوم تتعرض له إسرائيل منذ حرب أكتوبر عام 1973م.

وأوضح أنه أخطر فشل أمني عسكري إسرائيلي منذ حرب 1973م، وعقد أحد الصحفيين الإسرائيليين مقارنة بين الهزيمة والإذلال بين أحداث 1973م، و2023م، وأن ما حدث في إسرائيل الآن، أمر جلل سيظل في الذاكرة كهزيمة أمنية وعسكرية.

كما أشارت الصحافة الإسرائيلية، إلى أن الجيش الإسرائيلي يأخذ العبرة من حرب أكتوبر 1973م، وفي نهاية حديثه دعى الباحثين والطلاب في مجال اللغة العبرية باستلهام الدروس من هذه الوثائق.

كما دعى خبراء علم النفس والاجتماع، بدراسة تلك الترجمات للوقوف على السمات النفسية والاجتماعية للجيش الإسرائيلي، كما شكر قسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة عين شمس على تنظيم تلك الندوة، وجدد شكر كل الحضور الكرام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هزيمة اسرائيل الأمن القومي الإسرائيلي إسرائيل الوزراء الجیش الإسرائیلی الجیش المصری هذه الوثائق حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

فورين بوليسي: إسرائيل تعاني من تآكل الشرعية وضعف الاستراتيجيات منذ طوفان الأقصى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الحكومة الإسرائيلية الموحدة سرعان ما تفككت وتعرضت لانقسامات داخلية بعد ما قامت به من عمليات عسكرية ردًا على عملية "طوفان الأقصى".

وأشارت المجلة إلى أن زيادة نفوذ العناصر اليمينية المتطرفة بعد عملية طوفان الأقصى أسهمت في تصاعد التوترات داخل المجتمع الإسرائيلي.

وأوضحت المجلة أن إسرائيل، تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، شنت حربًا على غزة دون دعم دولي أو شرعية دبلوماسية، مما زاد من الانتقادات العالمية لسياساتها. 

ولفتت المجلة إلى أن هذه الخطوة أضعفت شرعية إسرائيل على الساحة الدولية، وجعلت ردودها تبدو عشوائية وغير مدروسة، حيث غابت الأهداف السياسية الواضحة عن الحملة العسكرية، مما أدى إلى تصعيد الصراع بدلًا من تحقيق السلام أو الاستقرار.

وعلاوة على ذلك، تسببت هذه السياسات في تدهور العلاقات مع الحلفاء، حيث أدت الأخطاء الاستراتيجية إلى تفاقم العزلة الدولية لإسرائيل.. وفي الداخل، سيطرت العناصر اليمينية المتطرفة على الحكومة، مما أثر سلبًا على التوازن الاجتماعي وعمّق الفجوات بين مختلف فئات المجتمع الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • من ثمرات طوفان الأقصى.. ربع الإسرائيليين يفكرون في الهجرة
  • في عام طوفان الأقصى.. ربع الإسرائيليين يفكرون في الهجرة
  • فورين بوليسي: إسرائيل تعاني من تآكل الشرعية وضعف الاستراتيجيات منذ طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ366 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • حماس: العبور المجيد في 7 أكتوبر كشف ضعف جيش الاحتلال
  • باحث: طوفان الأقصى أول عملية عسكرية داخل العمق الإسرائيلي منذ 1948
  • باحث سياسي: إسرائيل تُضرب في مقتل لأول مرة
  • بدء الدراسة ببرنامجي «الترجمة التخصصية» بـ«آداب المنوفية»
  • تطورات اليوم الـ365 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ364 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة