وكيل «آداب المنوفية»: كتابات الإسرائيليين عن طوفان الأقصى الأخطر منذ حرب أكتوبر
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
أكد الدكتور عمرو علام، وكيل كلية الآداب جامعة المنوفية، أهمية الوثائق التي صدرت عن جولدا مائير رئيس الوزراء الإسرائيلي وقت حرب أكتوبر، ووزير الدفاع موشي ديان وطبيعتها، إذ تعتبر الوثيقة بمثابة شهادة دامغة لا شك فيها، وتلك الوثائق المكتوبة باللغة العبرية، توثق بشكل حقيقي لأحداث حرب أكتوبر، ترجمها مجموعة من المترجمين على مدار سنوات عديدة.
وأوضح خلال كلمته بالندوة التي نطمها قسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة عين شمس، بعنوان «حرب أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية»، أن هذا العمل المضني، أسفر عن آلاف الصفحات التي تصدر تباعًا عن المركز القومي للترجمة، ونشرت هذه الوثائق لأول مرة عام 2013، واستمرت في الظهور حتى عام 2015م، وهي نتاج لجنة أجرانات التي حققت في هزيمة إسرائيل في حرب السادس من اكتوبر.
ولفت إلى أن من أهم توصيات لجنة أجرانات «مجلس الوزراء المصغر» الكابينت الذي يجتمع فيه الوزراء المسئولين عن الأمن القومي لإسرائيل، في حال تعرض إسرائيل للخطر، كشفت الوثائق عن موقع تصنت في سيناء، كانت إسرائيل تتجسس من خلاله على الجيش المصري، والذي قام الجيش المصري بتدميره، ما أربك الجيش الإسرائيلي.
وقال «علام»: كانت إسرائيل تستخدم اختصارات لأسماء القادة والمواقع، غير مفهومة بهدف التضليل، وكيف عكف الفريق المصري على ترجمة تلك الاختصارات، ولم يدخر جهدًا في فك تلك الرموز، حتى تتضح الرؤية في ترجمة تلك الوثائق، كشفت تلك الوثائق عن عمليات غير أخلاقية تمت داخل الجيش الإسرائيلي، وإهمال من أفراد الجيش الإسرائيلي ساهم على هزيمة إسرائيل في الحرب.
وناقشت هذه الوثائق أيضًا، مسألة الثغرة التي أُطلق عليها باللغة العبرية (الفخ)، والمقصود بها استغاثة قادة إسرائيل بأمريكا ظنًا منهم بأن إسرائيل ستتم إبادتها تمامًا، وكيف تدخلت أمريكا الممثلة وقتها بزيارة كسينجر لمصر والذي تدخل لدعم إسرائيل، فأملى الرئيس محمد أنور السادات شروطه عليه.
وأشار الى عبقرية الجيش المصري في التعامل مع تلك الثغرة، وكيف وظف الجيش المصري تلك الثغرة لخدمة مصر، مشيرا لما يسمي بعجز النصر، الذي يتمثل في شعور إسرائيل بالعجز حتى في أوقات انتصارها، وكشف عن أهمية هذه الوثائق في دحض الادعاءات الكاذبة التي تشكك في نصر أكتوبر، فقد مثلت حرب أكتوبر 1973م كارثة على إسرائيل بكل المقاييس، التي كادت تطيح بهذا الكيان الفاسد.
وأثبتت أن لا قوة تقف أمام الجيش المصري، مشيرا إلى أن الجندي المصري يُقاتل بكل ما يستطيع من قوة لنصرة وطنه، والذي دخل الحرب بمبدأ روحي فداءً لوطني.
وعن ما يحدث الآن في غزة، ويُعرف بـ«طوفان الأقصى»، أوضح أن الكتابات العبرية في الصحف الإسرائيلية، تشير بشكل واضح لهزيمتهم في حرب أكتوبر، وتربط بينها وبين الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية، الذي وصفته الصحف الإسرائيلية بأبشع وأسوأ هجوم تتعرض له إسرائيل منذ حرب أكتوبر عام 1973م.
وأوضح أنه أخطر فشل أمني عسكري إسرائيلي منذ حرب 1973م، وعقد أحد الصحفيين الإسرائيليين مقارنة بين الهزيمة والإذلال بين أحداث 1973م، و2023م، وأن ما حدث في إسرائيل الآن، أمر جلل سيظل في الذاكرة كهزيمة أمنية وعسكرية.
كما أشارت الصحافة الإسرائيلية، إلى أن الجيش الإسرائيلي يأخذ العبرة من حرب أكتوبر 1973م، وفي نهاية حديثه دعى الباحثين والطلاب في مجال اللغة العبرية باستلهام الدروس من هذه الوثائق.
كما دعى خبراء علم النفس والاجتماع، بدراسة تلك الترجمات للوقوف على السمات النفسية والاجتماعية للجيش الإسرائيلي، كما شكر قسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة عين شمس على تنظيم تلك الندوة، وجدد شكر كل الحضور الكرام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هزيمة اسرائيل الأمن القومي الإسرائيلي إسرائيل الوزراء الجیش الإسرائیلی الجیش المصری هذه الوثائق حرب أکتوبر
إقرأ أيضاً:
ندوة في ثقافي أبو رمانة عن الأدب المقاوم بعد عملية طوفان الأقصى
دمشق-سانا
أقام المركز الثقافي العربي في أبو رمانة ندوةً عن الأدب المقاوم بعد عملية طوفان الأقصى شارك فيها الدكتور الناقد ثائر عودة، والأديب سامر خالد منصور، سلطت الضوء على موقف الشعب الفلسطيني وحقه، وموقف الشعب السوري الثابت من الحق الفلسطيني في المقاومة والتحرير والعودة.
وتم خلال الندوة قراءة ستة نصوص وقصص قصيرة لكوكبة من كتاب فلسطين معظمهم من فئة الشباب، هي “حلاق الحرب لعلي أبو ياسين، ولادة أيلول لأكرم الصوراني، طريق المدرسة لخالد جمعة، غزة تشتاق ملامحها لشُجاع الصفدي، الاستسلام لآلاء القطراوي، السادسة وعشرُ دقائق لمريم غوش، قرأتها الكاتبتان الشابتان نور الله صالح ورؤى نمورة، والكاتب الشاب محمد نور كيشي”.
وفي تصريح خاص لـ سانا أكد الدكتور عودة أننا نشهد اليوم نماذج مختلفة ومتطورة ليس فقط على صعيد إنجازات طوفان الأقصى الميدانية بل وعلى صعيد الأدب المقاوم الذي يُكتب في غزة.
وأشار إلى عدم حاجة الكاتب الفلسطيني الموجود تحت العدوان إلى الخيال لأنه يعيش واقعاً كالخيال، ويكفيه أن يسرد ما يجري جراء العدوان الوحشي والهمجي ليُقدِّم نصوصاً غير مألوفة وغير مطروقة.
كما لفت الدكتور عودة إلى أن من لا يعرف ما يجري في غزة قد يحسب هذه النصوص تنتمي إلى ما يُسمى بالواقعية السحرية، ومن يُدرك ما يتعرض له الشعب الفلسطيني يعرف أن هذه نصوص واقعية تُوثّق بطريقة أو بأخرى واقعاً عجائبيَّاً من الصمود والتمسك بالأرض والأمل برغم كل العدوان الحاصل.
بدوره تحدث الأديب سامر منصور عن رؤيته وتجربته في الكتابة للأدب المقاوم، مبيناً أن النصوص الأفضل عبر العصور التي تناولت حقبةً ما من الحروب هي تلك التي مزجت بين الخاص والعام والحالات الإنسانية والصراعات كرواية البؤساء.
ثم قدّم الأديب منصور نموذجين من كتاباته القصصية في مجال الأدب المقاوم.
وفي الختام فُتح باب المداخلات والتعليقات للحضور من كتاب وإعلاميين ومهتمين.
محمد خالد الخضر