تحدثت الكاتبة نورا ناجي عن روايتها الجديدة “ سنوات الجري في المكان ” وكشفت كواليس كتابتها للرواية وعن الأسباب التي دفعت للكتابة عنها وذلك في ندوة بصدى البلد.

التحضير لسنوات الجري في المكان في 10 سنوات 

قالت الكاتبة نورا ناجي قضيت سنواتٍ طويلة استعد فيها لكتابة رواية "سنوات الجري في المكان"، وهذه الفترة استغرقت مني الكثير من الجهد والوقت، ليس فقط في الكتابة بذاتها، ولكن في التحضير والتجهيز لها منذ عام 2011م وحتى فترة جائحة كورونا، وخلال تلك العشر سنوات، كنت أقوم بالتحضير لكتابة رواية "سنوات الجري في المكان"، وكل ما كتبته قبل ذلك كان تحضيرًا لها، سواء كانت مقالات على الفيسبوك أو كتب وقصص، واستغرقت الرواية مني جهدًا غير طبيعيٍ واستولت على وقتٍ كبيرٍ من حياتي، منذ عام 2020 وحتى صدورها في عام 2022، حيث سيطرت على حياتها كفكرةٍ ساحرة.

انطلاق معرض الشيخ زايد للكتاب تحت شعار "الثقافة والنصر" 50 عملا فنيا يوثق ملحمة 6 أكتوبر في معرض يوبيل النصر الشهيد أحمد بسيوني سبب كتابتي لرواية سنوات الجري في المكان

استطردت نورا كان لدي أصدقاء من كلية تربية فنية يعملون في مشروع الفن السمعي البصري، وفي ذلك الوقت، كان هذا النوع من الفن شيئًا جديدًا وغير متعارف عليه، إذ كانوا يستخدمون الصوت والضوء والموجدات لإنتاج معارضهم الفنية، وكان الفنان أحمد بسيوني هو الشخصية المشهورة في هذا المجال ووقتها كان يعمل معيد في تربية فنية فكنت أعرفه بشكلٍ جيدٍ شكله وأعماله من خلال المعارض، ولكن عندما رأيت  صورته في لوحة الشهداء في ثورة يناير، أصبت بصدمة كبيرة، ومنذ ذلك الحين، قررت أن اكتب عنه، ولكن طوال تلك الفترة، كنت افكر في كيفية كتابتها بدون أن أسقط في فخ الميلودراما الخاص بالثورة، وعلى الرغم من وجود العديد من الكتب والروايات التي تناقش الثورة، سواءً كانت رواياتٍ أدبيةٍ أو كتبًا توثيقيةً، إلا أني لم أجد  ما ابحث عنه بالضبط. ولذا، كان علي أن انتظر حتى يهدأ الوضع وتتضح الصورة بشكلٍ كامل.

ثبات مستمر في المكان

وتابعت على مدى 10 سنوات منذ بدء التفكير في كتابة الرواية وحتى صدورها، قمت بمقارنة التغيرات التي حدثت في حياتي وفي جيلي، وشعرت بالثبات المستمر في نفس المكان، حيث لم يتغير سوى المحيط الخاص بي، ومع زيارتي لمناطق وسط البلد المحيطة بميدان التحرير، كنت اشعر دائمًا بالمشي فوق اموات، وهذا الشعور كان يسيطر علي، على الرغم من وجود جمال المكان المحيط بي، ولم يغادرني هذا الشعور إلا من خلال الكتابة عنه، وهذا ما حدث بالفعل، فقد كرست حياتي لكتابة رواية "سنوات الجري في المكان" وتخليت وقتها عن أعمال وعلاقات شخصية بسبب هذا التفاني.

رواية تمجد الفن

وأضافت نورا كانت كتابة الرواية صعبة للغاية، حيث اردت أن تكون روايةً غير عادية عن الفن، تمجّد الفن وتمجّد الحياة التي لم نعيشها  والأحداث التي أثرت فينا، واردت أن تكون كتابتها تجريبية وفي نفس الوقت سلسة، وهنا تكمن التحديات، حيث أردت أن أكتب  كل فصل من الرواية كمعرض فني مكتمل، دون أن يحدث انقطاع للقارئ، وهذا ما استنفذني نفسيًا وعاطفيًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نورا ناجي سنوات الجري في المكان رواية الفن كتاب

إقرأ أيضاً:

حياة المضمار.. «البوابة نيوز» تنشر فصلًا من رواية «لمّاح»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تنشر «البوابة نيوز» فصلًا من رواية "لمّاح" للكاتب المصري منعم زيدان، والمأخوذة عن الفيلم الذي يحمل نفس الاسم للسيناريست الإماراتي عيسى الجناحي؛ والتي تُصدر قريبًا عن مؤسسة "الباشكاتب" للسيناريو والنشر والسينما.

وزيدان كاتب روائي وسيناريست مصري مقيم بالإمارات، صدرت له من قبل رواية "الدخان الأزرق"2018 عن دار الكتاب العربي؛ أما الجناحي، فهو عضو مسرح دبي الأهلي، وتعّد الرواية هي تجربته السردية الأولى بخلاف أعماله للكتابة في السينما والمسرح.

حياة المضمار

العلاقة بين راشد ولمّاح أكثر من مجرد علاقة فارس بحصانه، بل كانت ارتباطًا عميقًا يجمع بين روحين تتوحدان في الحب والاحترام. كان راشد يجد في لماح ليس مجرد حصان أصيل يمتلك القوة والجمال، بل رفيقًا وأخًا يقاسمه كل لحظة شغف وعزيمة. كان حين يقترب منه في الاسطبل، يلمح في عينيه لمعة فريدة، كأنه يُخبره بأنهما خُلِقا ليكونا معًا، وأن هذا الرباط الذي جمعهما ليس عابرًا، بل خالدًا كخُطاهما في الأرض.

حينما كان راشد يركب على ظهر لماح، كان يشعر بالتحام خاص، كأنهما كائن واحد يتحرك بتناغم كامل. لم يكن بحاجة إلى توجيه لماح؛ يكفي أن يُمسك اللجام بلطف حتى يفهم لماح ما يريده، وكأنه يقرأ أفكار راشد. كان هذا التناغم بينهما عجيبًا وساحرًا، بل صديق يفهمه من نظرة واحدة، يفهم مشاعره حتى قبل أن ينطق بها.

لماح بدوره كان يعشق راشد بلا حدود؛ كان يُسرع إليه متى ناداه، يلتف حوله، ويضع رأسه في يده كأنه يبحث عن لمسة حانية أو كلمة مُطمئنة. كانت مشاعر لماح تظهر بوضوح في تصرفاته الصغيرة، كالتفاتة حانية أو رعشة صغيرة عندما يسمع صوت راشد، وكأنه يقول له إنه دائمًا إلى جانبه، وأنه مستعد للانطلاق معه إلى أي مكان دون تردد.

في ساعات التدريب، كان راشد يجد في لماح الشريك المثالي الذي يساعده على تحقيق أهدافه. لم يكن راشد يخاف من المخاطر طالما كان لماح بجواره، لأنه كان يثق في قدرته وحكمته. كان يلاحظ كيف يتصرف لماح بذكاء وحنكة حينما يتعرض لموقف صعب، وكأن الحصان يعرف ما يجب فعله تمامًا. هذه الثقة المتبادلة بينهما جعلت من علاقتهما ليست فقط علاقة عمل أو شغف بالخيل، بل علاقة مفعمة بالإخلاص المتبادل.

كانت لحظات الغروب في المضمار تضيف بُعدًا جديدًا لهذه العلاقة؛ كان راشد يجلس بجانب لماح بعد يوم طويل من التدريب، يمرر يده على فرائه اللامع، ويتحدث إليه كما لو كان يتحدث إلى صديق عزيز. كان يحدثه عن آماله وطموحاته، وكان لماح ينصت بصمت، وكأنه يتفهم كل كلمة، ويشارك صاحبه تلك المشاعر، بروحه قبل أذنيه.

في السباقات، كان لماح يعطي أفضل ما لديه، ليس فقط ليحقق النصر، بل ليُسعد راشد ويشعره بالفخر. كان الحصان يدرك أن كل خطوة يخطوها وكل انطلاقة يحققها هي لأجل صاحبه الذي يعامله كرفيق، وليس مجرد وسيلة لتحقيق انتصار. وعندما يتوج بالنصر، كان راشد يُشع فرحًا وفخرًا، يحتضن لماح ويهمس له بكلمات الامتنان، كأنه يُعبر له عن مكانته في قلبه وأن ما يربطهما أكبر من مجرد فوز أو خسارة.

هذه العلاقة العميقة التي جمعت بين راشد ولماح كانت عنوانًا للإخلاص والتفاهم، فرغم أن لماح حصان لا ينطق، كان يُعبر عن مشاعره بأفعاله، بينما كان راشد يبادله المحبة والتقدير. وفي كل لحظة يقضيانها معًا، كانا يعلمان أن هذه الصداقة ليست مجرد صحبة، بل رابطة خالدة تجسد معنى الوفاء بين الإنسان وحصانه.

كانت الشمس تتسلل بين الغيوم البيضاء، ترسم على الرمال الدافئة خطوطًا ذهبية تزين مضمار السباق الصغير. وقف راشد، بطل المنطقة في الفروسية، على ظهر حصانه “لماح”، متأهبًا كما اعتاد. إلى جانبه، وقف صديقاه يتبادلان الابتسامات قبل أن تنطلق إشارة البداية. كان السباق وديًا، مجرد تحدٍّ بين الأصدقاء، لكن في عيون راشد، كل سباق هو فرصة لإثبات مهارته ولإبهار شخص واحد فقط، 

العلاقة بين راشد ولمّاح أكثر من مجرد علاقة فارس بحصانه، بل كانت ارتباطًا عميقًا يجمع بين روحين تتوحدان في الحب والاحترام. كان راشد يجد في لماح ليس مجرد حصان أصيل يمتلك القوة والجمال، بل رفيقًا وأخًا يقاسمه كل لحظة شغف وعزيمة. كان حين يقترب منه في الاسطبل، يلمح في عينيه لمعة فريدة، كأنه يُخبره بأنهما خُلِقا ليكونا معًا، وأن هذا الرباط الذي جمعهما ليس عابرًا، بل خالدًا كخُطاهما في الأرض.

غلاف رواية “لمّاح”

حينما كان راشد يركب على ظهر لماح، كان يشعر بالتحام خاص، كأنهما كائن واحد يتحرك بتناغم كامل. لم يكن بحاجة إلى توجيه لماح؛ يكفي أن يُمسك اللجام بلطف حتى يفهم لماح ما يريده، وكأنه يقرأ أفكار راشد. كان هذا التناغم بينهما عجيبًا وساحرًا، بل صديق يفهمه من نظرة واحدة، يفهم مشاعره حتى قبل أن ينطق بها.

لماح بدوره كان يعشق راشد بلا حدود؛ كان يُسرع إليه متى ناداه، يلتف حوله، ويضع رأسه في يده كأنه يبحث عن لمسة حانية أو كلمة مُطمئنة. كانت مشاعر لماح تظهر بوضوح في تصرفاته الصغيرة، كالتفاتة حانية أو رعشة صغيرة عندما يسمع صوت راشد، وكأنه يقول له إنه دائمًا إلى جانبه، وأنه مستعد للانطلاق معه إلى أي مكان دون تردد.

في ساعات التدريب، كان راشد يجد في لماح الشريك المثالي الذي يساعده على تحقيق أهدافه. لم يكن راشد يخاف من المخاطر طالما كان لماح بجواره، لأنه كان يثق في قدرته وحكمته. كان يلاحظ كيف يتصرف لماح بذكاء وحنكة حينما يتعرض لموقف صعب، وكأن الحصان يعرف ما يجب فعله تمامًا. هذه الثقة المتبادلة بينهما جعلت من علاقتهما ليست فقط علاقة عمل أو شغف بالخيل، بل علاقة مفعمة بالإخلاص المتبادل.

كانت لحظات الغروب في المضمار تضيف بُعدًا جديدًا لهذه العلاقة؛ كان راشد يجلس بجانب لماح بعد يوم طويل من التدريب، يمرر يده على فرائه اللامع، ويتحدث إليه كما لو كان يتحدث إلى صديق عزيز. كان يحدثه عن آماله وطموحاته، وكان لماح ينصت بصمت، وكأنه يتفهم كل كلمة، ويشارك صاحبه تلك المشاعر، بروحه قبل أذنيه.

في السباقات، كان لماح يعطي أفضل ما لديه، ليس فقط ليحقق النصر، بل ليُسعد راشد ويشعره بالفخر. كان الحصان يدرك أن كل خطوة يخطوها وكل انطلاقة يحققها هي لأجل صاحبه الذي يعامله كرفيق، وليس مجرد وسيلة لتحقيق انتصار. وعندما يتوج بالنصر، كان راشد يُشع فرحًا وفخرًا، يحتضن لماح ويهمس له بكلمات الامتنان، كأنه يُعبر له عن مكانته في قلبه وأن ما يربطهما أكبر من مجرد فوز أو خسارة.

هذه العلاقة العميقة التي جمعت بين راشد ولماح كانت عنوانًا للإخلاص والتفاهم، فرغم أن لماح حصان لا ينطق، كان يُعبر عن مشاعره بأفعاله، بينما كان راشد يبادله المحبة والتقدير. وفي كل لحظة يقضيانها معًا، كانا يعلمان أن هذه الصداقة ليست مجرد صحبة، بل رابطة خالدة تجسد معنى الوفاء بين الإنسان وحصانه.

كانت الشمس تتسلل بين الغيوم البيضاء، ترسم على الرمال الدافئة خطوطًا ذهبية تزين مضمار السباق الصغير. وقف راشد، بطل المنطقة في الفروسية، على ظهر حصانه “لماح”، متأهبًا كما اعتاد. إلى جانبه، وقف صديقاه يتبادلان الابتسامات قبل أن تنطلق إشارة البداية. كان السباق وديًا، مجرد تحدٍّ بين الأصدقاء، لكن في عيون راشد، كل سباق هو فرصة لإثبات مهارته ولإبهار شخص واحد فقط.

مقالات مشابهة

  • نورا القبيسي بطلة ختام مهرجان أبوظبي للقدرة
  • حياة المضمار.. «البوابة نيوز» تنشر فصلًا من رواية «لمّاح»
  • المايسترو سليم سحاب: الفن لا يورث.. وموسيقى العالم خرجت من «الفلكلور»
  • اختلافات طرأت على شخصية النُص في العمل الفني غابت عن الرواية الأصلية
  • “الرواية: التأثير والتأثر”.. ورشة عمل في معرض جازان للكتاب
  • المكان في روايات نجيب محفوظ بنقاشات قصور الثقافة بأسوان
  • مروة ناجي بحفل كامل العدد في عيد الحب.. صور
  • مروة ناجي تغني لمصر بحفل عيد الحب: «يا أغلى اسم في الوجود»
  • الحشود ملأت ساحة الشهداء والاعلام اللبنانية ترفرف في المكان
  • مروة ناجي تحيي حفل عيد الحب على المسرح الكبير بالأوبرا