ضابط استخبارات مصري يرسم سيناريوهات لما بعد إرسال أمريكا دعما عسكريا كبيرا وعاجلا لإسرائيل
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
أكد عضو مجلس النواب المصري السابق ولواء الاستخبارات العسكرية الأسبق اللواء تامر الشهاوي، في تصريحات خاصة لـRT، أن كل المعطيات على الأرض تؤكد الفشل الاستخباراتي لإسرائيل.
وقال الشهاوي: "هل فشلت إسرائيل في مواجهة حركة مسلحة سواء حماس أو الجهاد حتى تستنجد بالولايات المتحدة؟ الأخيرة ترسل حاملة طائرات إلى شرق المتوسط وبوارج بحرية وتهدد صراحة باستخدام الطائرات وصواريخ الكروز".
وأضاف: "أنا أفهم استنجاد إسرائيل بأمريكا في حرب 1973 مثلاً لأنها واجهت جيشا نظاميا استطاع تدمير الجيش الإسرائيلي في 6 ساعات، لكن استدعاء أمريكا لحرب حركة مسلحة مهما كان قدراتها أراه أمرا غريبا، وإن دل على شيء فإنه يدل على تهلهل الجيش الإسرائيلي وعدم قدرته على مواجهة الحركات المسلحة منفرداً".
وأردف بالقول: "ما يحدث الآن أعاد للأذهان سيناريو حادثة 11 سبتمبر 2001 والمعروف بحادث استهداف برج التجارة العالمي في نيويورك، والذي أعطى الحق والشرعية للولايات المتحدة الأمريكية بغزو أفغانسان والعراق بدعوى الحرب على الإرهاب".
وختم متسائلا: "فهل نحن الآن أمام 11 سبتمبر جديدة؟".
ناصر حاتم ـ القاهرة
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الحرب على غزة طوفان الأقصى عرب إسرائيل قطاع غزة الجهاد الإسلامي الجيش الأمريكي الجيش الإسرائيلي حركة حماس
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
لا يمكن الفصل بين لقاء الموفد الأمريكي لمفاوضات وقف إطلاق النار مع وفد حركة حماس، وبين اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة في السابع من أكتوبر، ففي عالم السياسة تصير الوقائع الميدانية هي صاحبة القرار، وهي التي تفرض الحقائق السياسية، فجاء القرار الأمريكي بلقاء قادة حركة حماس في الدوحة تتويجاً لمرحلة طويلة من المواجهات الميدانية، وحروب الإبادة التي أسفرت عن معطيات ميدانية تؤكد استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية، واستحالة التخلص من الفكرة التي قامت عليها حركة حماس، وغيرها من حركات المقاومة.
لقاء المبعوث الأمريكي بوفد حركة حماس استسلام أمريكي لواقع غزة التي ترفض الهزيمة، وترفض التهجير، وترفض الموت على فراش المذلة والانكسار، إنه الخضوع الأمريكي للواقع، ولإرادة الشعوب الحرة، وهذا ليس بالجديد على السياسة الأمريكية الواقعية، والتي ترى مصالحها الاستراتيجية من خلال المعطيات الميدانية، وهي كالأفعى تؤمن بنظرية الدوران 180 درجة سياسية بغرض اللدغ، وتحقيق الهدف، وهدف أمريكا في هذه المرحلة، ولاسيما بعد العناد الذي أبدته قيادة حركة حماس، وبعد الصمود الذي أظهره الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هدف أمريكا هو التهدئة في المنطقة العربية المتفجرة، من خلال تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، وهذه السياسة الواقعية تتعارض مع مجمل تهديدات الرئيس الأمريكي بصب الجحيم على رأس أهل غزة، وتهجيرهم من بلادهم، والتي تكشف زيفها، وبانت كتهديدات عرضية، الهدف منها الضغط على الأنظمة العربية، وابتزاز المفاوض الفلسطيني.
هذه السياسة الأمريكية الواقعية نجحت قبل عشرات السنين مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تمثل الإرهاب من وجهة نظر أمريكا وإسرائيل، وكانت منبوذة دولياً، وكانت محاربة من أمريكا قبل أن تحاربها إسرائيل، حتى إذا جاءت انتفاضة الحجارة 1978م، وركبت قيادة منظمة التحرير على ظهرها، وأوصلت قناعتها إلى السياسة الأمريكية والإسرائيلية، بأن قيادة المنظمة التحرير الفلسطينية هي الوحيدة القادرة على ضبط الشارع الفلسطيني، وهي الممثل القادر على التساوق مع السياسة الأمريكية، والقادر على تمرير الاتفاقيات التي تستجيب للشروط الإسرائيلية.
وتم التوقيع على اتفاقية أوسلو 1993م في ساحة البيت الأبيض، وصار اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل على حدود 1948م، مقابل الاعتراف الإسرائيلي والأمريكي بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وعلى هذا الأساس جاء قادة منظمة التحرير ومن رضوا عنه إلى الأراضي المحتلة، جاءوا حكاماً وأسياداً ومسيطرين ومنتفعين من مميزات الحكم، حتى وصل بهم الأمر، وبعد أكثر من ثلاثين سنة على اتفاقية أوسلو أن ارتضوا بمهمة المحلل الشرعي للاحتلال، والوكيل الحصري لأمن المستوطنين، وهذا ما يتوجب على حركات المقاومة الفلسطينية أن تنتبه إليه، وأن تأخذه بعين الحذر والانتباه، فأمريكا لا تعطي لقاءات مع حركة تحرر مجاناً، ولا تعترف بمنظمة تصفها بالإرهاب قبل أن تجبي منها الثمن، وأمريكا هي راعية التدجين والترويض في المنطقة، ولا تمد أمريكا بساطها الأخضر مجاناً.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني