طوفان الأقصى.. ارتفاع أسعار السلع يطارد متاجر المستوطنات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
خلال اليوم الرابع من عملية طوفان الأقصى، انتشرت مقاطع فيديو للمتاجر في المستوطنات الإسرائيلية وهي خالية أرففها من السلع والمواد الغذائية، بسبب حالة الهلع وخوف المستوطنين من مجهول يحيط بهم.
وبدأ سكان عاصمة الكيان الصهيوني في شراء المواد الغذائية بكميات كبيرة من المتاجر عقب إطلاق حركة حماس عملية «طوفان الأقصى»، حيث اختفت البضائع الأساسية كالخبز والحليب والبيض والطحين والحبوب من رفوف المتاجر.
وأمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مواطنيها، بالتزوّد بالغذاء والماء والدواء ما يكفيهم لمدة 72 ساعة كاملة.
وفي مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، تصرخ امرأة إسرائيلية في وجه موظف في «شوبرسال» بسبب ارتفاع الأسعار المتزامن مع الحرب وأزمة التوريد، وإلغاء التخفيضات التي كان من المفترض أن تظل سارية حتى نهاية الشهر الحالي، فيما اعتبرته «استغلالا للأزمة».
وبعد استدعاء قوات الاحتلال ما يقرب من 360 ألف جندي من سلاح الاحتياط، حدث شلل لوجيستي شبه كامل في قطاع الصناعة بسبب التعبئة العسكرية الكاملة التي فرضتها الحرب، حيث يشغل المئات منهم مهنًا أساسية في سلسلة التوريد، في المصانع والشحن والتوزيع وإدارة قطاع الصناعة.
في حين أن غلق المدارس دفع العديد من الأمهات والآباء البقاء في المنازل لرعاية الأطفال الذين أصبحوا دون رعاية لأجل غير مسمى.
الإعلان عن الحد الأقصى لشراء الطعاممن جانبها، أعلنت كبرى سلاسل التجزئة في المستوطنات الإسرائيلية حدًّا أقصى لشراء السلع الأساسية في إعلان رسمي، يحتوي على 30 بيضة لكل زبون و36 لتر مياه و3 لتر حليب و2 ربطة خبز، سعيا لتخفيف الأزمة وتوفير السلع لعدد أكبر من الناس.
اقرأ أيضاًعاجل.. استهداف مجنزرة للاحتلال الإسرائيلي بصاروخ
بعد تفاقم الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.. بوتين يتهم أمريكا بانتهاج سياسة فاشلة في الشرق الأوسط
أخبار فلسطين الآن.. العثور على جثث 100 إسرائيلي بغلاف غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية المستوطنات الإسرائيلية القصف الإسرائيلي المستوطنات الطيران الإسرائيلي عملية طوفان الأقصى طوفان الأقصى مستوطنات الضفة الغربية
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
الضفة الغربية - خاص صفا
عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، دخلت "إسرائيل" منعطفاً لم تسلكه منذ عام 1948، وباتت الدولة التي كان يروج ساستها أنها المكان الأكثر أماناً، تحت نار صواريخ المقاومة وضغط الحرب.
وأفادت تقارير بمغادرة نحو نصف مليون "إسرائيلي" بعد بدء الحرب على قطاع غزة، وتجاوز عدد "الإسرائيليين" الذين قرروا العيش خارج حدود دولة الاحتلال أعداد العائدين بنسبة 44%.
وأظهرت البيانات انخفاضاً بنسبة 7% في عدد العائدين إلى "إسرائيل" بعد العيش في الخارج، حيث عاد 11 ألفاً و300 إسرائيلي فقط خلال عام 2023، مقارنة بمتوسط 12 ألفاً و214 في العقد الماضي.
وتتصاعد الهجرة العكسية في "إسرائيل" لأسباب أمنية واقتصادية، ما يضع الاحتلال أمام انعطافة ديموغرافية تهدد مستقل الدولة اليهودية.
وأفاد المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، بأن اتجاهات الهجرة بدأت ترتفع مع وجود حكومة اليمين ومحاولات تغيير النظام السياسي "الإسرائيلي" من خلال مشروع الانقلاب القضائي.
وقال في حديثه لوكالة "صفا"، إن ارتفاع مؤشرات الهجرة بشكل ملحوظ بعد طوفان الأقصى، يأتي بسبب زعزعت فكرة الوطن القومي الآمن لليهود، التي كان يروج لها الاحتلال على مدار عقود لاستقطاب يهود العالم.
أن صواريخ ومسيرات المقاومة وصلت كافة الأراضي المحتلة، وخلقت واقعاً يتنافى مع العقيدة الأمنية للاحتلال، التي ترتكز على تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنين.
وأشار أبو غوش إلى أن الأزمة الاقتصادية والخسائر التي يتكبدها الاحتلال في انفاقه على الحرب، والضغط على جنود الاحتياط واستمرار خدمتهم لفترات طويلة، فضلاً عن تغلغل اليمين المتطرف في مفاصل الحكومة، عوامل ساهمت مجتمعة في تشجيع الهجرة العكسية لليهود.
وبيّن أن الهجرة الداخلية من القدس إلى تل أبيب، كانت دائماً موجودة من قبل الفئات الليبرالية بسبب القيود التي يفرضها اليهود المتدينين "الحريديم" على الحياة اليومية.
وتتركز الهجرة في أوساط الليبراليين العلمانيين، والمهنيين الذين يديرون عجلة اقتصاد الاحتلال، بحسب أبو غوش، مرجحاً الأسباب إلى اتساع سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة، وكلفة الحرب وتبيعاتها الاقتصادية التي يدفع فاتورتها المستوطنين.
وأكد على أن الهجرة العكسية هي الكابوس الأكبر الذي من شأنه أن ينهي حلم الدولة للكيان الصهيوني، إذ تتحول "إسرائيل" تدريجياً إلى دولة متطرفة لا ديموقراطية فيها، بعدما كان نظامها الليبرالي الديموقراطي أبرز عناصر قوتها وجذبها ليهود العالم.
وأضاف "إن هيمنة اليهود المتدينين وتغلغلهم في الحكم، وهم فئة غير منتجة ومساهمتها صفرية في الاقتصاد، إلى جانب رفضها الانضمام إلى الجيش، ستحول إسرائيل إلى دولة عالم ثالث تعتمد على المساعدات".
وهدمت الحرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأظهرت ضعف "إسرائيل" واعتمادها التام على الدعم الأمريكي، وكشفت حقيقة الاحتلال المجرم للعالم، وفق أبو غوش، مبيّناً أن كل هذه العوامل أسقطت ثقة المستوطنين في حكومتهم ودفعتهم إلى الهجرة إلى أماكن أكثر أماناً واستقراراً.
ويتكتم الاحتلال على حقيقة الأرقام المتعلقة بالهجرة العكسية أو عودة اليهود إلى أوطانهم الحقيقية، إلا أن الأرقام التي تتضح في مفاصل أخرى للدولة مثل مؤسسات التأمين الصحي تظهر عزوفاً وتراجعاً في الرغبة بالعيش داخل "إسرائيل".
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف "إسرائيلي" هاجروا إلى كندا هذا العام، في حين حصل حوالي 8 آلاف إسرائيلي على تأشيرات عمل، وهي زيادة كبيرة عن أعداد العام الماضي، كما تقدم أكثر من 18000 "إسرائيلي" بطلب جنسية ألمانية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
وأفاد تقرير لـ "هآرتس" بأن من يغادرون هم رأس مال بشري نوعي، ومغادرتهم تعرض استمرار النمو الاقتصادي في "إسرائيل" للخطر، إذ بلغت الزيادة في نسبة الأثرياء الباحثين عن الهجرة نحو 250%، ليتراجع أعداد أصحاب الملايين في "إسرائيل" من 11 ألف إلى 200 مليونير فقط.