بوابة الوفد:
2024-09-17@10:15:07 GMT

عندما يحيا الموت أملاً!

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

إذا لم يدرك القادة فى العالم وكبار الساسة أن أى إنسان معدم، بسيط أو ثرى، مطلبه الأول فى الحياة ولا أقول أهم أحلامه العيش فى وطنه الحر، فوق أرض هى أرضه، بين أربع جدران فى بيته فى أمان، وأن أى مطلب آخر فى الحياة يتبع ذلك فى الأهمية أيا كانت هذه المطالب، إذا لم يدرك القادة والساسة ذلك فهم أغبياء بكل المقاييس مهما بلغ قدرهم ومكانتهم فى الحياة.

وعندما يقول رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لا حديث عن دولة فلسطينية، فهو بذلك قرر أن يصادر آخر أمل للفلسطينيين فى وطن حر مستقر، وطن له حدوده، جيشه، استقلاله، اقتصاده، مستقبله الذى هو مستقبل أبنائه، عندما يقول هذا معتقدا أنه وضع وجه شعب فلسطين كله بمواجهة جدار صلد لا ثغرة فيه لأمل ولا مستقبل، فهو غبى، لأنه بهذا يضع شعب فلسطين فى خيار وحيد، هو المقاومة حتى الموت بكرامة.

جاءت تصريحات إسرائيل بأنه لا حديث عن دولة فلسطينية محملة بالاستفزاز الدينى الذى دأبت إسرائيل على فعله فى العام أكثر من مرة باقتحام المسجد الأقصى، وإقامة شعائر صلواتهم واحتفالاتهم بعيد الشعانين وغيرها من أعيادهم، وتدنيس المسجد وباحته والاعتداء على المصلين بالضرب والطرد والاعتقال، ناهيك عن السياسات التى تسير على التوازى من الاستفزاز بالتوسع فى المستوطنات والإمعان فى تهويد القدس.

السند الذى تعتمد عليه دولة الاحتلال تلك الفرقة العربية التى استشرت مؤخرا والتى سببتها إسرائيل نفسها بجذب عدد من الدول العربية لمستنقع التطبيع بقوة، وان رفضت الشعوب العربية هذا التطبيع، إلا أن بعض قادة العرب أصبحوا يرون فى التطبيع مصلحة اقتصادية وسياسية، أنا شخصيا بصراحة اصاب بالغباء عندما أفكر مليا فى ماهية هذه المصالح وحقيقتها التى يمكن أن تحققها تلك الدول العربية جراء التطبيع مع دولة قاتلة للأطفال والشيوخ والنساء، دولة لا تعترف بمواثيق دولية ولا بمعايير إنسانية، وكل ما تتعامل به هو الصلف والغرور المذموم اعتمادا على قوتها النووية والدعم الأمريكى والغربى غير المشروط، إضافة إلى قناعتها الكاملة بازدواجية المعايير الدولية فيما يتعلق بالقانون الدولى وبكل المواثيق الدولية والأعراف، فقد تأكدت دولة الاحتلال منذ البداية أنه لا عقاب دولى سيفرض عليها إذا ما استولت على أراضى الغير، إذا ما سرقت مستقبل شعب وصادرت أحلامهم، إذا ما شنت غاراتها لإرهاب شعب أعزل وقتلت منهم الآلاف بين حين وآخر من أطفال وشيوخ ونساء لإرهاب شباب المقاومة، إذا ما دكت البيوت على رؤوس المدنيين، إنها واثقة من إفلاتها من العقاب وهى تمارس كل جرائم الحرب والتصفيات وأعمال الفصل العنصرى المقيت، ومن آمن العقاب أساء ليس فى الأدب فقط بل أساء لكل شىء وفى كل شىء.

فى الواقع أسانيد كثيرة تعتمد عليها إسرائيل لتمارس كل جرائمها ضد أصحاب الحق والأرض، لكن يبقى السؤال الذى تفشل دوما دولة أطول احتلال فى العالم الإجابة عنه، وهو هل تصمد قوة احتلال غاشم بكل أسلحة العالم أمام إرادة شعب فى التحرر، فى أن تكون له دولة مستقلة، فى أن يزيح كابوس الاحتلال الأسود الجاثم على صدره منذ عقود؟ علهم يسألون أنفسهم هذا السؤال ويتهربون من إجابته، أو لعل غرورهم بسند القوة والسلاح يدعهم لا يطرحون أصلاً هذا السؤال متجاهلين أن إرادة الشعوب تغير التاريخ، وتغير مسارات الدول، وتسقط الممالك، رغم قوة دولة الاحتلال، وتحكمها فى مراقبة الاتصالات وجواسيسها، ورجال استخباراتها، إلا أن كل هذا الزخم لم يتنبأ بمعركة طوفان الأقصى، لم ترصدها أجهزتهم، ولم يستعدوا لها، وهو ما يؤكد كلامى بأن ارادة الشعوب هى القوة الأعظم كما أثبت دوما التاريخ.

طوفان الأقصى يضع إسرائيل على المحك، يجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تقول لا حديث عن دولة فلسطينية، لن يكون هناك حل إلا بالتفاوض السياسى العادل، إلا بإعلان دولة فلسطينية على حدود ٦٧ إلا بحصول شعب فلسطين على كافة حقوقة، أما سياسة القوة واعتماد لغة التحدى، والدخول فى معارك حتى لو كانت غير متكافئة القوة، فإن الكل خاسر، والمدنيون ينزفون دماءهم ولا تنسى أسرة فلسطينية ولا إسرائيلية أن غباء ساسة إسرائيل وصلفهم سبب فقدهم أبناءهم وأحباءهم، والغضب الساطع قادم قادم، لأجلك يا مدينة القدس، لأجل الشهداء والأطفال المشردين، لأجل الأرض والحق الذى لا يموت.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد حكومة الاحتلال الإسرائيلي شعب فلسطين دولة فلسطینیة إذا ما

إقرأ أيضاً:

الشرط السعودي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل: تصريحات الأمير تركي الفيصل

 كشف الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، في تصريحات حديثة، عن الشرط الرئيسي الذي تضعه المملكة العربية السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. 

جاء ذلك خلال حوار أجراه في معهد "تشاثام هاوس" يوم الجمعة الماضي، حيث تناول موضوع تطبيع العلاقات والضغوط التي تمارس على السعودية في هذا الصدد.

التصريحات الرئيسية للأمير تركي الفيصل

شرط المملكة للتطبيع:

أوضح الأمير تركي الفيصل أن الشرط الأساسي للمملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل هو اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية. وأضاف الفيصل: "إذا كانت هناك دولة فلسطينية تقبل إسرائيل بوجودها، عندها يُمكننا الحديث عن التطبيع مع إسرائيل."

موقف المملكة من المحادثات:

قال الفيصل إن المملكة قد دعت وفدًا فلسطينيًا لمناقشة الأمور مع الأمريكيين بشأن ما يمكن أن يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية. ومع ذلك، أشار إلى أنه لم يكن لديه تفاصيل عن هذه المحادثات، لكنه أكد أن موقف المملكة كان دائمًا يقتضي أن يتحدث الفلسطينيون عن مصالحهم بأنفسهم.

تأثير أحداث 7 أكتوبر:

أشار الفيصل إلى أن الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر وضعت نهاية لتلك المحادثات. وأوضح أنه رغم ذلك، فإن الجانبين السعودي والأمريكي قد أعربا عن رغبتهما في استمرار المحادثات حول الأمن والاقتصاد والقضايا الأخرى.

استمرار المحادثات:

أكد الفيصل أن هناك رغبة من الجانبين السعودي والأمريكي في استمرار الحوار، سواء على أساس ثنائي أو كجزء من اتفاقات تشمل قضايا متنوعة.التطورات الحالية:

الضغوط الأمريكية:

تتعرض السعودية لضغوط من الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما ردت عليه المملكة بتوضيح شروطها الأساسية.

موقف الفلسطينيين:

المملكة العربية السعودية تشدد على ضرورة أن يتحدث الفلسطينيون بأنفسهم عن قضاياهم، ويجب أن يكون هناك تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية قبل أي تطبيع مع إسرائيل.

سفير #السعودية السابق لدى واشنطن تركي الفيصل: "في هذه الحالة يمكننا الحديث عن #التطبيع مع إسرائيل" pic.twitter.com/SHXuMRCGAU

— فضائية النجاح - An-Najah Nbc (@newsnajah) September 15، 2024

مقالات مشابهة

  • غوتيريش ينتقد “العقاب الجماعي” بغزة وخبراء: إسرائيل قد تصبح دولة منبوذة
  • غوتيريش ينتقد العقاب الجماعي بغزة وخبراء: إسرائيل قد تصبح دولة منبوذة
  • أول دولة عربية أمام مجلس الأمن في مهاجمة إسرائيل
  • الشرط السعودي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل: تصريحات الأمير تركي الفيصل
  • أمير سعودي يحدد شرطا للتطبيع مع إسرائيل (فيديو)
  • أستاذ علاقات دولية: نتنياهو يدفع إسرائيل إلى الهاوية
  • زراعة الإنحطاط …!
  • خبير السياسات الدولية ب«المتحدة»: إسرائيل تواصل مجازرها ضد الشعب الفلسطيني
  • ضربة للغرب.. دولة جديدة تنضم لقضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تفتقد الوحدة الداخلية حول قرار حرب لبنان