عين ليبيا:
2025-03-04@03:35:13 GMT

طوفان الأقصى يغمر المستوطنات ويذهل الأعداء

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

في ذكرى حرب تشرين العربية الرسمية، تأتي حرب تشرين الفلسطينية وقد أزاحت جزءا من الغمة وبعثت الروح من جديد في الجسد الذي ترهّل بفعل ساستنا المنهزمين.

لخمسة لعقود لم يتعرض العدو الصهيوني لهجوم مكثف على الأراضي الفلسطينية التي احتلها العام 1967، ولم يسبق له أن خسر هذا الكم من القتلى والجرحى والأسرى، كما أنه لم يفقد أي من الأراضي التي احتلها ضمن فلسطين التاريخية، لم يتوقع أن تباغته المقاومة بإنزال على أشبه بالنوردماندي بمظلات بدائية الصنع يقودها أناس نذروا أنفسهم للوطن، قاموا بتصنيع وتطوير ما عجز عنه النظام الرسمي العربي الذي يتشدق بقومية المعركة وحرصه التام على الفلسطينيين.

لقد أثبت أصحاب الأرض أنهم يستطيعون فعل أي شيء فاليأس لم يجد طريقا إلى قلوبهم، ما قاموا به أذهل الجميع، بمن فيهم المحتل، وأثبتت المعركة أن الشعوب العربية رغم تطبيع ساستها مع النهج المقاوم للاحتلال واستعادة الأرض، بضعة حكام عرب مطبعين وصفوا علميات المقاومة بأنها ضد التهدئة، أي تهدئة تلك التي يتحدث عنها هؤلاء والشعب الفلسطيني يعاني وعلى مدى عقود كافة أساليب القمع والجوع والترحيل القسري عن أرض الأباء والأجداد، سكان غزة اليوم هم لاجئون من كافة بقاع فلسطين جمعهم المصير المشترك وانصهروا في بوتقة الوطن فأصبحوا جميعهم غزاويون حملوا على عاتقهم تحرير بقية الأراضي بعد أن أجبروا العدو على الخروج من القطاع صاغرا ذليلا، إنهم فتية أمنوا بربهم وأرضهم، واصلوا الليل بالنهار، فوق الأرض وتحت الأرض وأثبتوا للخانعين أن العزيمة تصنع المستحيل.

استطاعوا أن يحدثوا ثغرات في جدار غزة ويدخلوا الأراضي الفلسطينية المحتلة التي كانت محرمة عليهم وباغتوا المستوطنين ومن يحرسونهم، فقتلوا وأسروا أعدادا هائلة منهم وأجبرت آخرين على مغادرة الأرض التي وُعدوا الإقامة بها، انتشر المقاومون في أراضي تفوق بكثير مساحة غزة وأصبحوا على مشارف الضفة.

ندرك أن العدو ومن خلفه أمريكا والغرب يملكون أحدث أنواع الأسلحة، وبإمكانهم استخدامها وبكثافة وعنجهية ضد القطاع وقد يسببون عديد المآسي للمدنيين، فهؤلاء المجرمين لا يعترفون بالأعراف والمواثيق الدولية أثناء الحروب ومعاملة الأسرى لأنهم ببساطة غزاة محتلين يريدون إحياء أمجاد وهمية وتهجير شعب بأكمله ليعيش في الشتات بينما ينعم هؤلاء بخيرات مهد الحضارات وموطن الرسالات السماوية، ولكن رغم ذلك، فإننا على ثقة تامة بأن من أراد العيش بعزة وكرامة على أرضه وبذل كل جهد في سبيل تحقيق ذلك، لقادر على مجابهة الصعاب.

ونقول لضعاف النفوس الذين يحاولون تثبيط المقاومين وإثنائهم عن القيام بدورهم البطولي، والتهويل بالمصير المشؤوم، بأنهم لن يفلحوا وأن الأمة ستنهض رغم الركام، وضيق ذات اليد وخذلان من يدعون الأخوّة في العروبة والإسلام والإنسانية، وأن التطبيع مع الكيان لن يجدي الحكام نفعا، فما اصطلح على تسميته الربيع العربي ما هو إلا مخطط استعماري بتواطؤ محلي لأجل المحافظة على الكيان الصهيوني ودمجه في محيطه الذي لفظه ورفضه رغم مرور عقود على اتفاقيات كامب ديفيد واسلو ووادي عربة.

تحية للمقاومين في عرسهم الجماهيري الذي يشترك فيه كافة أبناء الوطن، وإن هذه المعركة هي إحدى المعارك التي ستقود حتما إلى استرجاع الأرض وهيبة المواطن رغم المحن.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

«طوفان الأقصى» يفضح إخفاقات جيش الاحتلال| اعترافات إسرائيلية بالفشل الأمني والعسكري في التصدي للهجوم المباغت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت تحقيقات الجيش الإسرائيلي حجم الإخفاقات الأمنية والعسكرية التي تعرض لها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر، حيث نشر الجيش، مساء الاثنين، نتائج تحقيق موسّع حول ما جرى في مستوطنة "كفار عزا" وقاعدة "ناحل عوز" العسكرية. وأظهر التحقيق سلسلة من الثغرات العملياتية والاستخباراتية التي استغلّتها المقاومة الفلسطينية خلال تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والأسرى في صفوف المستوطنين والجنود.

وكشف التحقيق عن نقص حاد في عدد جنود الجيش المسلحين داخل القاعدة، إلى جانب "فشل استخباراتي كبير" تمثل في عدم إصدار أي تحذيرات من قبل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجهاز الأمن العام قبل الهجوم.

كما وثق التحقيق تفاصيل دقيقة عن سير المعارك في "كفار عزا" و"ناحل عوز"، مُسلطًا الضوء على الأخطاء القيادية، وسوء التنسيق بين القوات، والارتباك الذي ساد صفوف الجيش أثناء المواجهات.

تفاصيل الإخفاقات في "كفار عزا"

أكد التحقيق أن نحو 250 مقاتلًا من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اقتحموا مستوطنة "كفار عزا"، واستمرت المعارك هناك لمدة ثلاثة أيام.

وأشار التحقيق إلى "سلسلة من الإخفاقات القيادية" التي ساهمت في تعقيد الوضع الميداني، موضحًا أن "إدارة القتال في كفار عزا شهدت أخطاء فادحة، إلى جانب غياب التنسيق بين القوات.

كما كشف التحقيق أن "مقاتلي حماس تمكنوا من السيطرة على كفار عزا خلال الساعة الأولى من الهجوم"، بسبب النقص الحاد في عدد الجنود المتواجدين داخل المستوطنة، وحالة الفوضى التي سادت المنطقة مع بدء العملية العسكرية.

اجتياح قاعدة "ناحل عوز" وسقوطها في ساعات

أوضحت التحقيقات أنه في تمام الساعة 7:08 صباحًا، تمكن أكثر من 40 مقاتلًا من حماس من اختراق خط الدفاع الضعيف للموقع، وبدأوا في تمشيط المباني بالنيران. وأشار إلى أن ضابطة المراقبة شير إيلات، التي رصدت اقتراب المقاتلين من مركز القيادة، أصدرت أوامرها وفقًا للإجراءات العسكرية بإخلاء الموقع، ما أدى إلى بقاء عدد محدود من الضباط داخله دون المشاركة في القتال، حتى اجتاح مقاتلو حماس القاعدة بالكامل عند الساعة 08:54 صباحًا.

وكشف التحقيق عن تفاصيل صادمة، منها أن "جنديًا واحدًا فقط من الدرجة الثالثة كان يحرس قاعدة ناحل عوز"، بينما توزّع عدد قليل من الجنود داخلها لحراسة المناطق الداخلية خشيةً من السرقات، وأضاف التقرير أن "فرقة الاحتياط المكلّفة بحماية القاعدة لم تضم سوى قائد وثلاثة جنود"، مؤكدًا أن "التراخي في تنفيذ القواعد العسكرية وانعدام السيطرة داخل القاعدة كانا سائدين حتى قبل السابع من أكتوبر".

معلومات استخباراتية دقيقة لدى المقاومة

وتضمن التحقيق تفاصيل عن الوضع داخل معسكر "ناحل عوز"، حيث كان يتمركز في صباح يوم الهجوم 162 جنديًا، بينهم 81 مقاتلًا فقط. 
وأشار التحقيق إلى أن حماس "كانت تمتلك معلومات استخباراتية دقيقة عن القاعدة، بما في ذلك أماكن نوم القادة، وموقع غرفة الطعام، والمسارات الزراعية التي يمكن أن تؤخر تقدمها".

وأضاف التحقيق أن "خطة الاقتحام التي وضعتها المقاومة استهدفت السيطرة على القاعدة خلال 15 دقيقة فقط، وهو ما كاد أن يتحقق رغم مقتل قائد سرية النخبة خلال المواجهات". 
وأوضح أن نصف القوة التي اقتحمت القاعدة قُضي عليها خلال القتال، بينما تمكن باقي المقاتلين من الانسحاب إلى غزة.

أما بخصوص مستوطنة "كفار عزا"، فقد كشف التحقيق أن "العشرات من مقاتلي حماس من القوة الأولى كانوا في مركباتهم على أهبة الاستعداد مقابل الحدود منذ الساعة 6:00 صباحًا، بانتظار الضوء الأخضر"، وهو ما تحقق مع إطلاق وابل من 960 صاروخًا وقذيفة هاون في الساعة 6:29 على مواقع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ووفق التحقيق، فإن "السياج المحيط بالمستوطنة تم اختراقه في ثلاث نقاط بين الساعة 6:35 و6:43، ما سمح للمقاتلين بالتوغل سريعًا".

وذكر التقرير أن "نصف عناصر كتيبة ناحل عوز، المكلّفة بحماية كفار عزا، كانوا في إجازة نهاية الأسبوع، ما أدى إلى تأخير وصول القوة العسكرية الأولى إلى الكيبوتس لساعتين كاملتين، رغم أن المسافة بين القاعدة وكفار عزا لا تتجاوز ثلاثة كيلومترات". وأضاف أن "هذا التأخير منح المقاومة ميزة كبيرة، حيث تمكنت قوة من النخبة التابعة لحماس، قوامها أكثر من 200 مقاتل، من السيطرة الكاملة على الكيبوتس قبل وصول أي تعزيزات إسرائيلية".

كما أشار التحقيق إلى أن معظم سكان كفار عزا وجدوا أنفسهم محاصرين خلال اليومين الثاني والثالث من القتال. وأضاف أن "تعامل الجيش الإسرائيلي مع السكان في بعض المناطق كان غير مناسب، حيث لم يتم إنقاذ المصابين إلا عند مدخل المستوطنة، كما أن جثث القتلى لم يتم إخلاؤها إلا في وقت متأخر".

ووثّق التحقيق أن "عمليات الإجلاء كانت غير منظمة وغير آمنة"، ما اضطر الناجين إلى مشاهدة مشاهد مروعة أثناء الإخلاء، في ظل حالة من الفوضى التي عكست عمق الإخفاقات العسكرية الإسرائيلية خلال الهجوم.

وأشار إلى أن الإخفاقات العسكرية التي واجهها الجيش الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر ليست سوى جزء صغير من أزمة أعمق تعصف بالمؤسسة العسكرية.

وأكد أن ما تم الإعلان عنه لا يشكل سوى 10% فقط من حجم الفشل الحقيقي، مشير إلى أن نقاط الضعف هذه متجذرة في بنية الجيش وتمتد لعقود.

مقالات مشابهة

  • «طوفان الأقصى» يفضح إخفاقات جيش الاحتلال| اعترافات إسرائيلية بالفشل الأمني والعسكري في التصدي للهجوم المباغت
  • شاهد | بعد ربع قرن.. الحاج صدقي يذوق طعم الحرية في أجواء رمضان مع عائلته في الخليل
  • شاهد | الأسير الفلسطيني المحرر جلال الفقيه بعد 22 عاماً في سجون العدو يتنسم عبق الحرية بغزة
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي
  • تأكيداً لاتفاقية جنيف..سويسرا تنظم مؤتمراً دولياً عن حماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية
  • محللون: إقرار جيش إسرائيل بفشل 7 أكتوبر يطمس حقائق طوفان الأقصى
  • سويسرا تستضيف مؤتمرا حول الأراضي الفلسطينية المحتلة