يتنقل السفير الفلسطيني في بريطانيا، حسام زملط، بين القنوات الإنجليزية ليتفاجأ بسؤال واحد، يطرحه معظم المقدمين بغض الطرف عن المؤسسة التي ينتمون إليها: هل تدين حركة "حماس" وعمليتها "طوفان الأقصى"؟

رغم أن الرجل كان ذكيا واستطاع بأجوبته وجرأته قلب الطاولة على المذيعين، الذين كانوا يودون انتزاع كلام منه يدين حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خاصة أنه سفير السلطة الوطنية الفلسطينية، ولكنه لم يتخيل أن يكون السؤال موحدا في مؤسسات تدعي أنها "أبو الصحافة وأمها": "هل تدين"؟

وأكثر من ذلك وجه السفير لهم أسئلة كانت كافية لفضح زيف ادعاءات الإعلام الغربي، بأنه مع الديمقراطية والحرية ولا يكيل بمكيالين.

وفي إحدى المقابلات يجيب حسام زملط عن سؤال "المليون دولار"، أن هناك "هوسا بإدانة الضحية ولوم الضحايا وإدانة من هم تحت الاحتلال والاستعمار والمحاصرين منذ سنوات طويلة".

السفير الفلسطيني الذي لمع نجمه، رأى بعض المتابعين أنه يخوض حربا إعلامية ضارية في وجه الحرب الإسرائيلية على غزة.

طلبت منه المذيعة أن يدين ما فعلته حماس في عملية #طوفان_الأقصى
لكنه فاجئها برد مفحم قوي، لخص فيه القضية الفلسطينية كاملة، ودافع عن موقف المقاومة
وفضح دور الغرب في دعمه الظالم لإسرائيل

حوار ماتع وذكي ومبدع مع السفير الفلسطيني بالمملكة المتحدة، السياسي "حسام زملط"
يستحق المشاهدة???? pic.twitter.com/n2vZduA8GE

— شيرين عرفة (@shirinarafah) October 8, 2023

السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط يختصر الكثير من الكلام.. pic.twitter.com/yftMpXSxFX

— Ammar Taqi عمار تقي (@AmmarTaqi) October 10, 2023

????مقابلة مع السفير الفلسطيني في #بريطانيا حسام زملط على قناة BBC pic.twitter.com/vivzAbDGHt

— المرصد العسكري ⧨ (@Military_OSTX) October 10, 2023

 

"وحشية حماس"

وفي جولة على الإعلام الغربي المكتوب والمقروء والمسموع، يظهر لنا التحيز والزوبعة الإعلامية التي أثاروها بسبب مقتل وجرح وأسر آلاف الإسرائيليين، في حين أن الصمت يسود عندما تدمر غزة عن بكرة أبيها، ويُقتل النساء والأطفال، وتُقصف المستشفيات والمساجد، ويُقتحم المسجد الأقصى، وتُنتهك حرمة مدينة القدس.

في صحيفة "تايمز" البريطانية -على سبيل المثال-، تعدّ الكاتبة البريطانية ميلينا فيليبس، أن "وحشية حماس هي الأسوأ منذ المحرقة".

وتضيف الصحفية -البالغة من العمر 72 عاما- وأغلب مقالاتها تُعنى بحقوق الإنسان والطفل، أن "الوضع الذي تكشف يوم السبت الماضي، هو أكثر من أسوأ كابوس إسرائيلي."

وزعمت أن "نحو 1000 من إرهابيي حماس اقتحموا السياج الحدودي، وهاجموا المجتمعات في البلدات والقرى والكيبوتسات في جميع أنحاء جنوب البلاد. وكان هدفهم القتل الجماعي للمدنيين الإسرائيليين".

وادّعت أنهم "انتقلوا من منزل إلى آخر وذبحوا ساكنيه وأحرقوا منازلهم. أطلقوا النار على الناس في سياراتهم. قتلوا كبار السن من الرجال والنساء والأطفال الصغار، وضربوا إسرائيليا حتى الموت بفأس".

ولم تُشر ميلينا في مقالها إلى حصار قطاع غزة أو حرمان سكانه من أيسر حقوقهم، وقصف مدنهم وقتل الأبرياء فيها، وجهة نظر واحدة في المقال منحازة بشكل كامل للاحتلال.

ماتوا وقتلوا

ونبقى مع وسائل الإعلام البريطانية، فهيئة البث البريطانية "بي بي سي" تستخدم في وصف شهداء غزة فعل "ماتوا"، وفي وصف القتلى الإسرائيليين فعل "قتلوا"، في إشارة إلى أن الإسرائيليين قتلتهم حركة حماس، وضحايا غزة قُتلوا بالخطأ، أو أن الاحتلال لم يستهدفهم.

"بي بي سي" تستخدم فعل "ماتوا" للشهداء الفلسطينيين و"قتلوا" للقتلى الإسرائيليين (مواقع)

ولم تبتعد صحيفة "إيكونومست" عن خط "التحيز الأعلامي" وتنشر مقالا بعنوان، "الرهائن الإسرائيليون يواجهون محنة مرعبة".

وتصف الصحيفة يوم انطلاق "طوفان الأقصى" بيوم الرعب وأن حماس "اختطفت عددا لا يحصى من الإسرائيليين، من مدنيين وجنود، وأعادوهم إلى غزة. وتم التعرف إلى عدد قليل منهم، إما من خلال المقاطع المرئية المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإما من خلال المقابلات الحزينة مع عائلاتهم على التلفزيون الإسرائيلي. ولا يزال كثير منهم دون أسماء".

بينما لم تكترث الصحيفة نفسها لآلاف المعتقلين من النساء والأطفال والشيوخ والشباب في السجون الإسرائيلية، ولا يُعرف مصيرهم، أو كيف يُعاملون؟

بكاء كيربي

وإلى الإعلام الأميركي الذي خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها بعنوان، "الهجوم على إسرائيل يتطلب الوحدة والعزيمة".

وجاء في المقال أن "الهجوم الإرهابي الوحشي الذي شنته حماس على إسرائيل، هو مأساة قد تغير مسار الأمة والمنطقة بأكملها. فالإسرائيليون يترنحون ويشعرون بالصدمة إزاء عدد القتلى والجرحى، والمحتجزين رهائن، والعالم في حداد معهم".

وتابعت "كان الهجوم تذكيرا مأساويا ومؤلما بمدى ضعف إسرائيل دائما –وما زالت كذلك-، في وقت تتزايد فيه معاداة السامية العالمية. وأطلق العديد من الإسرائيليين على هذا الهجوم اسم 11 سبتمبر إسرائيلي".

شاهد الإنسانية المزدوجة عند الغرب..

المتحدث بإسم البيت الابيض "جون كيربي" يبكي على الصـ.ـهاينة وفي الجانب الآخر من الشاشة جيش الصـ.ـهيوني يقصف المدنيين في غزة.

هذا ممثل في هوليود… pic.twitter.com/ojsgst8z7R

— الرادع التركي ???????? (@RD_turk) October 10, 2023

ونبقى في بلاد العم سام، حيث خرج منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي على مقابلة مع قناة "سي إن إن" باكيا ولا يستطيع الرد على سؤال طرحه المذيع، عن "الصور التي أظهرت خطف الأطفال والفتيات، التي لم يسبق لها مثيل في المنطقة".

وقال كيربي، "أعتذر، ما حصل أمر صعب، ومن الصعب مشاهدة هذه المرئيات والصور، هؤلاء أناس لديهم عائلات وأقارب وأصدقاء وأخوة وأخوات".

وبما أن ازدواجية المعايير ليس حكرا على السياسة والإعلام، يروي الصحفي الفلسطيني إبراهيم خضرا، مراسل شبكة "بي إن سبورتس" الرياضية، ما حصل معه عندما كان يرتدي الكوفية الفلسطينية في مواجهة أرسنال ومانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز، الأحد الماضي.

عشت بالأمس سياسة الكيل بمكيالين حرفياً لمجرد ارتداء الكوفية الفلسطينية التي لم ترق لمراسل التلفزيون الاسرائيلي وادارة البريميرليغ في مباراة #ارسنال_مانشستر_سيتي ليطلبوا مني إزالتها تجنباً لأي رسائل سياسية حضرت عياناً بياناً في كل الملاعب إبان حرب روسيا على أوكرانيا ‼️ كفلسطيني لا… pic.twitter.com/10FzqsnUD0

— Ibrahim Khadra (@IbrahimKhadra) October 9, 2023

وغرد على حسابه في منصة "إكس" قائلا،"عشت بالأمس سياسة الكيل بمكيالين حرفيا لمجرد ارتداء الكوفية الفلسطينية التي لم ترُق لمراسل التلفزيون الإسرائيلي وإدارة البريميرليغ، ليطلبا مني إزالتها تجنبا لأي رسائل سياسية".

وتابع "حضرت عيانا بيانا في كل الملاعب إبان حرب روسيا على أوكرانيا، وكونك فلسطينيا لا يحق لك الدفاع عن نفسك، أو التعاطف مع ضحايا اعتداءات المحتل، حتى وإن كان ذلك بشكل رمزي، وهذا في بلد تدّعي الحرية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: السفیر الفلسطینی pic twitter com

إقرأ أيضاً:

الجزيرة تدين اعتداء أمن السلطة الفلسطينية على مراسلها بالضفة.. وحماس تعلق

أدانت شبكة "الجزيرة" الإعلامية، الجمعة، اعتداء عنصر في جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة على مراسلها ليث جعار خلال عمله على تغطية القصف الإسرائيلي العنيف على مخيم طولكرم.

وكان جعار تعرض للاعتداء عليه بالضرب من قبل أحد عناصر الأمن الفلسطيني، مساء الخميس، قبل أن يتم إيقافه بعد ساعات قليلة من الحداثة، التي تزامن مع ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة في طولكرم، استشهد على إثرها  18 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء.

ولاحقا، أفادت الجزيرة بإطلاق الأمن الفلسطيني سراح مراسلها ليث جعار بعد احتجازه ساعات في أحد مقار الشرطة بطولكرم.

ونقل بيان الشبكة الإعلامية ،عن جعار قوله إن "عنصر الأمن أحمد غسان قوزح، قام بالاعتداء عليه بالضرب وتهديده بإطلاق النار عليه".


وأضاف البيان، أن "الشبكة، تدين احتجاز وتوقيف أجهزة الأمن للزميل ليث أثناء تقديمه شكوى ضد عنصر الأمن الذي اعتدى عليه، في ظل حملة تحريض ممنهجة ضد الزميل ليث وضد تغطية قناة الجزيرة".

واعتبرت الجزيرة، "هذا الاعتداء والتوقيف تصعيدا خطيرا وانتهاكا واضحا لحقوق الصحفيين يضاف لسلسلة الاستهداف الممنهج التي يتعرض إليها صحافيونا في الأراضي الفلسطينية لا سيما بعد إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لمكتب الجزيرة في رام الله".

وشددت على "ضرورة حماية الصحفيين وضمان قدرتهم على أداء واجبهم المهني دون تهديد أو ترهيب، فلا يمكن التسامح مع أي اعتداء يمسّ هذا الحق"، مطالبة "بفتح تحقيق عاجل وشامل في هذه الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عن واقعة الاعتداء والتحريض بأقصى درجات الجدية والشفافية".

كما شددت على "ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة الصحفيين ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات، مؤكدا "التزامها الدائم بنقل الحقيقة وتسليط الضوء على كل الانتهاكات، وأنها لن تتراجع عن رسالتها الإعلامية مهما كانت التحديات والضغوطات".

في السياق، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الاعتداء الجسدي الذي تعرض له مراسل قناة الجزيرة بالضفة الغربية المحتلة خلال عمله على تغطية جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الحركة، في بيان، "نستنكر حملة التحريض والتشويه المتعمد التي يتعرض لها الصحفي ليث جعار مراسل قناة الجزيرة في الضفة الغربية، كما ندين تعرضه للاعتداء الجسدي من أحد عناصر أجهزة السلطة الأمنية، ومن ثم توقيفه واحتجازه أثناء تقديمه شكوى ضد العنصر الذي اعتدى عليه".


وأضافت "إننا إذ ندين هذه الممارسات المرفوضة بحق الصحفي جعار، لنعتبر أن هذه السلوكيات من شأنها تهديد حياة الصحفيين والتضييق عليهم ومنعهم من ممارسة عملهم وتأدية رسالتهم، خاصة في ظل الظرف الميداني الحساس الذي تمر به الضفة الغربية وما تتعرض له من عدوان صهيوني متصاعد".

وطالبت حماس، "قيادة السلطة بكف يد أجهزتها الأمنية عن الصحفيين، ومحاسبة المعتدين لضمان عدم تكرار أي اعتداء، والعمل على توفير البيئة الآمنة للعمل الصحفي، وضمان سلامة الصحفيين وعدم التعرض لهم أو ملاحقتهم".

ودعت إلى "التوقف عن حملة التحريض بحق كافة الصحفيين والنشطاء، وتركيز الجهد ضد الاحتلال وجرائمه المستمرة بحق شعبنا وأرضنا"، حسب تعبيرها.

مقالات مشابهة

  • الأردن تدين اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى
  • "أوقفوا الإبادة" وسم تضامني مع اكتمال عام على "طوفان الأقصى"
  • الجزيرة تدين اعتداء أمن السلطة الفلسطينية على مراسلها بالضفة.. وحماس تعلق
  • الرئاسة الفلسطينية تدين المجزرة الإسرائيلية في طولكرم
  • من يكون الفلسطيني الضحية الوحيد الذي سقط بصواريخ إيران في الضفة الغربية؟(صورة)
  • حماس تدين جريمة إغلاق المسجد الإبراهيمي من قبل العدو الصهيوني
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء غزة لـ 41788 وإصابة 96794 آخرين
  • الشرطة الألمانية تعتدي على مشجع أسكتلندي لأنه يحمل العلم الفلسطيني
  • إبراهيم عيسى: الربط بين نصر أكتوبر وطوفان الأقصى سفالة وجنون
  • "الضحية الرسمية الوحيدة"..دفن الفلسطيني الذي قتله صاروخ إيراني