هل تدين حماس وطوفان الأقصى؟.. عندما يطلب من الضحية إدانة نفسها
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
يتنقل السفير الفلسطيني في بريطانيا، حسام زملط، بين القنوات الإنجليزية ليتفاجأ بسؤال واحد، يطرحه معظم المقدمين بغض الطرف عن المؤسسة التي ينتمون إليها: هل تدين حركة "حماس" وعمليتها "طوفان الأقصى"؟
رغم أن الرجل كان ذكيا واستطاع بأجوبته وجرأته قلب الطاولة على المذيعين، الذين كانوا يودون انتزاع كلام منه يدين حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خاصة أنه سفير السلطة الوطنية الفلسطينية، ولكنه لم يتخيل أن يكون السؤال موحدا في مؤسسات تدعي أنها "أبو الصحافة وأمها": "هل تدين"؟
وأكثر من ذلك وجه السفير لهم أسئلة كانت كافية لفضح زيف ادعاءات الإعلام الغربي، بأنه مع الديمقراطية والحرية ولا يكيل بمكيالين.
وفي إحدى المقابلات يجيب حسام زملط عن سؤال "المليون دولار"، أن هناك "هوسا بإدانة الضحية ولوم الضحايا وإدانة من هم تحت الاحتلال والاستعمار والمحاصرين منذ سنوات طويلة".
السفير الفلسطيني الذي لمع نجمه، رأى بعض المتابعين أنه يخوض حربا إعلامية ضارية في وجه الحرب الإسرائيلية على غزة.
طلبت منه المذيعة أن يدين ما فعلته حماس في عملية #طوفان_الأقصى
لكنه فاجئها برد مفحم قوي، لخص فيه القضية الفلسطينية كاملة، ودافع عن موقف المقاومة
وفضح دور الغرب في دعمه الظالم لإسرائيل
حوار ماتع وذكي ومبدع مع السفير الفلسطيني بالمملكة المتحدة، السياسي "حسام زملط"
يستحق المشاهدة???? pic.twitter.com/n2vZduA8GE
— شيرين عرفة (@shirinarafah) October 8, 2023
السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط يختصر الكثير من الكلام.. pic.twitter.com/yftMpXSxFX
— Ammar Taqi عمار تقي (@AmmarTaqi) October 10, 2023
????مقابلة مع السفير الفلسطيني في #بريطانيا حسام زملط على قناة BBC pic.twitter.com/vivzAbDGHt
— المرصد العسكري ⧨ (@Military_OSTX) October 10, 2023
"وحشية حماس"
وفي جولة على الإعلام الغربي المكتوب والمقروء والمسموع، يظهر لنا التحيز والزوبعة الإعلامية التي أثاروها بسبب مقتل وجرح وأسر آلاف الإسرائيليين، في حين أن الصمت يسود عندما تدمر غزة عن بكرة أبيها، ويُقتل النساء والأطفال، وتُقصف المستشفيات والمساجد، ويُقتحم المسجد الأقصى، وتُنتهك حرمة مدينة القدس.
في صحيفة "تايمز" البريطانية -على سبيل المثال-، تعدّ الكاتبة البريطانية ميلينا فيليبس، أن "وحشية حماس هي الأسوأ منذ المحرقة".
وتضيف الصحفية -البالغة من العمر 72 عاما- وأغلب مقالاتها تُعنى بحقوق الإنسان والطفل، أن "الوضع الذي تكشف يوم السبت الماضي، هو أكثر من أسوأ كابوس إسرائيلي."
وزعمت أن "نحو 1000 من إرهابيي حماس اقتحموا السياج الحدودي، وهاجموا المجتمعات في البلدات والقرى والكيبوتسات في جميع أنحاء جنوب البلاد. وكان هدفهم القتل الجماعي للمدنيين الإسرائيليين".
وادّعت أنهم "انتقلوا من منزل إلى آخر وذبحوا ساكنيه وأحرقوا منازلهم. أطلقوا النار على الناس في سياراتهم. قتلوا كبار السن من الرجال والنساء والأطفال الصغار، وضربوا إسرائيليا حتى الموت بفأس".
ولم تُشر ميلينا في مقالها إلى حصار قطاع غزة أو حرمان سكانه من أيسر حقوقهم، وقصف مدنهم وقتل الأبرياء فيها، وجهة نظر واحدة في المقال منحازة بشكل كامل للاحتلال.
ماتوا وقتلواونبقى مع وسائل الإعلام البريطانية، فهيئة البث البريطانية "بي بي سي" تستخدم في وصف شهداء غزة فعل "ماتوا"، وفي وصف القتلى الإسرائيليين فعل "قتلوا"، في إشارة إلى أن الإسرائيليين قتلتهم حركة حماس، وضحايا غزة قُتلوا بالخطأ، أو أن الاحتلال لم يستهدفهم.
"بي بي سي" تستخدم فعل "ماتوا" للشهداء الفلسطينيين و"قتلوا" للقتلى الإسرائيليين (مواقع)ولم تبتعد صحيفة "إيكونومست" عن خط "التحيز الأعلامي" وتنشر مقالا بعنوان، "الرهائن الإسرائيليون يواجهون محنة مرعبة".
وتصف الصحيفة يوم انطلاق "طوفان الأقصى" بيوم الرعب وأن حماس "اختطفت عددا لا يحصى من الإسرائيليين، من مدنيين وجنود، وأعادوهم إلى غزة. وتم التعرف إلى عدد قليل منهم، إما من خلال المقاطع المرئية المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإما من خلال المقابلات الحزينة مع عائلاتهم على التلفزيون الإسرائيلي. ولا يزال كثير منهم دون أسماء".
بينما لم تكترث الصحيفة نفسها لآلاف المعتقلين من النساء والأطفال والشيوخ والشباب في السجون الإسرائيلية، ولا يُعرف مصيرهم، أو كيف يُعاملون؟
بكاء كيربيوإلى الإعلام الأميركي الذي خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها بعنوان، "الهجوم على إسرائيل يتطلب الوحدة والعزيمة".
وجاء في المقال أن "الهجوم الإرهابي الوحشي الذي شنته حماس على إسرائيل، هو مأساة قد تغير مسار الأمة والمنطقة بأكملها. فالإسرائيليون يترنحون ويشعرون بالصدمة إزاء عدد القتلى والجرحى، والمحتجزين رهائن، والعالم في حداد معهم".
وتابعت "كان الهجوم تذكيرا مأساويا ومؤلما بمدى ضعف إسرائيل دائما –وما زالت كذلك-، في وقت تتزايد فيه معاداة السامية العالمية. وأطلق العديد من الإسرائيليين على هذا الهجوم اسم 11 سبتمبر إسرائيلي".
شاهد الإنسانية المزدوجة عند الغرب..
المتحدث بإسم البيت الابيض "جون كيربي" يبكي على الصـ.ـهاينة وفي الجانب الآخر من الشاشة جيش الصـ.ـهيوني يقصف المدنيين في غزة.
هذا ممثل في هوليود… pic.twitter.com/ojsgst8z7R
— الرادع التركي ???????? (@RD_turk) October 10, 2023
ونبقى في بلاد العم سام، حيث خرج منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي على مقابلة مع قناة "سي إن إن" باكيا ولا يستطيع الرد على سؤال طرحه المذيع، عن "الصور التي أظهرت خطف الأطفال والفتيات، التي لم يسبق لها مثيل في المنطقة".
وقال كيربي، "أعتذر، ما حصل أمر صعب، ومن الصعب مشاهدة هذه المرئيات والصور، هؤلاء أناس لديهم عائلات وأقارب وأصدقاء وأخوة وأخوات".
وبما أن ازدواجية المعايير ليس حكرا على السياسة والإعلام، يروي الصحفي الفلسطيني إبراهيم خضرا، مراسل شبكة "بي إن سبورتس" الرياضية، ما حصل معه عندما كان يرتدي الكوفية الفلسطينية في مواجهة أرسنال ومانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز، الأحد الماضي.
عشت بالأمس سياسة الكيل بمكيالين حرفياً لمجرد ارتداء الكوفية الفلسطينية التي لم ترق لمراسل التلفزيون الاسرائيلي وادارة البريميرليغ في مباراة #ارسنال_مانشستر_سيتي ليطلبوا مني إزالتها تجنباً لأي رسائل سياسية حضرت عياناً بياناً في كل الملاعب إبان حرب روسيا على أوكرانيا ‼️ كفلسطيني لا… pic.twitter.com/10FzqsnUD0
— Ibrahim Khadra (@IbrahimKhadra) October 9, 2023
وغرد على حسابه في منصة "إكس" قائلا،"عشت بالأمس سياسة الكيل بمكيالين حرفيا لمجرد ارتداء الكوفية الفلسطينية التي لم ترُق لمراسل التلفزيون الإسرائيلي وإدارة البريميرليغ، ليطلبا مني إزالتها تجنبا لأي رسائل سياسية".
وتابع "حضرت عيانا بيانا في كل الملاعب إبان حرب روسيا على أوكرانيا، وكونك فلسطينيا لا يحق لك الدفاع عن نفسك، أو التعاطف مع ضحايا اعتداءات المحتل، حتى وإن كان ذلك بشكل رمزي، وهذا في بلد تدّعي الحرية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السفیر الفلسطینی pic twitter com
إقرأ أيضاً:
غزة والضفة.. مقتل عشرات الفلسطينيين واقتحامات للمسجد الأقصى والهدنة عالقة!
قتل أكثر من 52 فلسطينيا وأصيب 203 آخرين خلال الساعات الماضية في قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، كما قتل 10 أفراد من أسرة واحدة، بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في مدينة خان يونس جنوب القطاع، كما قتل مدير الدفاع المدني بمخيم النصيرات نضال أبو حجير، والصحفي أحمد بكر اللوح في قصف إسرائيلي لنقطة الدفاع المدني في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لترتفع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 45.028 قتيلا و106.962 إصابة.
من جهته، قال مدير عام الصحة بغزة، إن “الجيش الإسرائيلي اعتقل 350 من كوادر القطاع الطبي في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 وقتل 3 منهم داخل السجون الإسرائيلية”.
فيما أعلنت الأمم المتحدة، “أن النساء والأطفال شكلوا قرابة 70% من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بين نوفمبر 2023 وأبريل2024”.
قيادي بـ”حماس”: الحركة قدمت موقفا متقدما للوصول إلى التهدئة بغزة
كشف قيادي في حركة “حماس”، “عن آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى، معلنا أن الحركة قدمت موقفا متقدما للوصول إلى التهدئة”.
وقال القيادي لقناة “الشرق”ك إن “اتفاق التهدئة في قطاع غزة بات أقرب من أي وقت مضى إذا لم يقم (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بعرقلته”، لافتا إلى أن “المطلوب ضغط أمريكي على نتنياهو كي يتم التوافق على اتفاق التهدئة بغزة”.
وأكد أن “الحركة وافقت على وقف تدريجي للحرب وهو موقف متقدم للوصول لاتفاق تهدئة”، مشددا على أن “الحركة لن تتنازل عن المطالب الفلسطينية بأن يؤدي الاتفاق الى وقف دائم للحرب بغزة”.
وفي وقت سابق، نقلت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن التوصل إلى اتفاق جديد مع “حماس على تبادل الأسرى قد يكون ممكنا “في غضون شهر”، معتبرة أن ذلك “هدفا غير مستبعد”.
كما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن هناك “تقدما كبيرا” في المفاوضات، مبينا أن تفاصيل الصفقة المحتملة تبقى حاليا بعيدة عن الأضواء لـ”تجنب تدخلات سياسية قد تعرقلها”.
وقال المسؤول إن “رئيسي الموساد والشاباك أبلغا الكابينيت بوجود استعداد غير مسبوق من قبل حركة حماس للتوصل إلى صفقة”، معتبرا أن التقديرات تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع قليلة”.
ضابط إسرائيلي: لن نصل إلى آخر صاروخ لدى “حماس” حتى لو حاربناها 20 عاما
صرح ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، للقناة 12 العبرية، “بأن إسرائيل لن تنجح بالوصول إلى آخر صاروخ تملكه حركة “حماس”، حتى لو ظلت تحاربها 20 عاما في قطاع غزة”.
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، “إن وزير الأمن الغذائي وعضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي آفي ديختر صرح بأن جيش بلاده سيبقى في غزة لسنوات عديدة، ويقاتل العناصر الجديدة لحركة “حماس” وقد يكون مسؤولا عن توصيل المساعدات الإنسانية هناك”.
وأضافت الصحيفة أن “هذه التصريحات جاءت في الوقت الذي كشف جنود احتياط خدموا مؤخرا في غزة عن وجود بنية تحتية عسكرية جديدة بنتها إسرائيل تشمل معسكرات وطرقا جديدة واسعة في شمال ووسط غزة”.
وذكرت أن “التصريحات تشير إلى بقاء القوات الإسرائيلية داخل غزة لفترة طويلة، مع عدم وجود خطة فورية لأي إدارة أخرى لحكم 2.3 مليون شخص في المنطقة والبدء في إعادة الإعمار هناك”.
وقال ديختر: “نحن لسنا في البداية مرة أخرى لكننا بالتأكيد لسنا في بداية النهاية لأنه لا يزال أمامنا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به”، مضيفا “أعتقد أننا سنبقى في غزة لفترة طويلة، ومعظم الناس يدركون أن إسرائيل ستظل لسنوات تدخل وتخرج وربما تبقى على طول ممر نتساريم”.
وأضاف الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، أن “حماس لا تزال تمتلك بعض القدرات العسكرية لأن إسرائيل لم تصل إلى كل مكان في غزة”، مشيرا إلى أن “نحن نعلم أن حماس جندت المزيد من الناس، لديها قدرات أقل ولكن لديها أشخاص جدد”.
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية
اقتحم عشرات المستوطنين أمس الأحد، باحات المسجد الأقصى وأدّوا فيها طقوسا تلمودية، بحماية الشرطة الإسرائيلية.
وأفادت مصادر وشهود عيان، بأن “عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية”.
وانتشرت “الشرطة الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى، وأعاقت تنقل المواطنين في باحاته”.
هذ “ويتعرض المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة، لاقتحامات من المستوطنين، فيما تواصل القوات حصارها، من خلال تقييد دخول المصلين المسلمين إليه، وعبر تشديد إجراءاتها عند أبوابه، وعرقلة دخولهم”.
حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 16 فلسطينيا
شنت القوات الإسرائيلية منذ أمس وحتى صباح اليوم الاثنين، “حملة مداهمات واعتقالات جديدة طالت عدة مدن ومحافظات بالضفة الغربية، وأسفرت عن اعتقال 16 فلسطينيا”.
وأشار نادي الأسير الفلسطيني في بيان رسمي، “إلى أن حملة الاعتقالات توزعت على محافظات طولكرم والخليل ونابلس ورام الله وبيت لحم وجنين، لافتا إلى أن من بين المعقلين أسرى سابقين”.
ووفقا للبيان فقد “رافق المداهمات عمليات اعتداء على المواطنين وتخريب وتدمير واسعة في منازلهم، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني والتي تصاعدت مؤخرا تحديدا في محافظة الخليل”.
ولفت البيان إلى أن “عدد حالات الاعتقال منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر 2023 بلغت أكثر من 12 ألفا و100 مواطن من الضفة والقدس.
كما أشار البيان إلى أن القوات الإسرائيلية “تواصل اعتقال المدنيين من غزة وتحديدا من الشمال، وتنفذ جريمة الإخفاء القسري بحقهم، وترفض الإفصاح بشكل كامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم”.
وأكد أن “المؤسسات المختصة ومنذ بدء الحرب على غزة لم تتمكن من حصر حالات الاعتقال في القطاع والتي تقدر بالآلاف”.