تعويذة عمرها آلاف السنين.. لماذا يضع عراقيون الـسبع عيون على ممتلكاتهم؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ يضع الكثير من العراقيين تعويذة الـ"سبع عيون" على واجهات البيوت والمحال التجارية والأطفال المولودين حديثاً، حتى أنها دخلت في حُلي النساء والأطفال، في ظاهرة اجتماعية تاريخية تعود إلى العهد البابلي قبل آلاف السنين، اعتقاداً منهم أنها تقيهم شر الحسد.
والـ"سبع عيون" هي فخارية دائرية الشكل فيها سبعة ثقوب بمثابة العيون السبع، وفي أعلاها حلقة من السلك ليتم تعليقها على الجدار، وهي مطلية باللون الأزرق لما لهذا اللون من خصائص.
وكان البابليون القدماء يعتقدون أن الحسد ينبعث من عين الحاسد على شكل شعاع يتشتت وينقسم إلى سبعة أقسام ليفقد قابليته وقوته عند تشتته، لذلك قاموا بتعليق هذه التعويذة المسماة "سبع عيون" أمام الناظرين حتى تفقد عين الحاسد قوتها وضررها ويتشتت الحسد.
تراث متوارث
وما يزال الكثير من العراقيين يستعملون الـ"سبع عيون" كما هو الحال مع أم علي من محافظة كربلاء، التي علقتها على واجهة دارها مؤمنة بأنها قد تُبعد الحسد، مشيرة خلال حديثها لوكالة شفق نيوز إلى أن "(سبع عيون) أصبحت جزءاً جميلاً من التراث الذي تتوارثه الأجيال".
من جهته، يقول الموسوعي والمؤرخ، علي النشمي، إن "(سبع عيون) هي من الأساطير القديمة ترتبط بسبعة أقمار اعتبرها العراقيون القدماء الآلهات السبعة القادرة على الحماية وإزالة الحسد والسحر، فهي في الأصل خرافة، أما الرقم سبعة فهو سومري".
ويبين لوكالة شفق نيوز، بشأن اختيار اللون الأزرق "لأنه يشتت النظر، وهذا ما ثبت علمياً".
سرّ اللون الأزرق
وبحسب الدراسات الحديثة، فقد وجدت أن اللون الأزرق له القابلية على امتصاص الأشعة المنبعثة من العين وتشتيتها وجعلها غير فعّالة، ولهذا نرى أن تعويذة الـ"سبع عيون" عادة ما تكون زرقاء اللون، ما يدل على أن القدماء كان لهم الحق في معتقداتهم وتقاليدهم آنذاك.
وفي هذا السياق، تقول الخبيرة في علم الطاقة، إسراء عباس، إن "اللون الأزرق فيه موجات كهرومغناطيسية تصد الموجة الحارقة أو الحمراء المؤذية التي تصدر من الحاسد بهدف إلحاق الضرر بالآخر وزوال نعمته، وهذه تنتج عن عين القرين الحارة، واللون الأزرق له القدرة على صد هذه الموجات الحارقة".
وتضيف عباس لوكالة شفق نيوز "لذلك نرى التميمة أو الخرزة زرقاء اللون، وبصورة عامة فإن الأزرق لون روحاني عالي الطاقة، يريح النفس والاعصاب، ويهدأ الاضطرابات، كما يوازن الهرمونات ويزيد الأنوثة عند النساء".
أحجام وأنواع مختلفة
من جانبها تقول الفنانة التشكيلية وصاحبة بيت الـ"سبع عيون"، سهام طارق، التي تعمل في مجال صناعة الـ"سبع عيون"، إن "هناك أحجاماً مختلفة لـ(سبع عيون)، من سنتيمتر واحد إلى 20سم".
وتوضح طارق لوكالة شفق نيوز، أن "(سبع عيون) على أنواع، إذ هناك القديم المصنوع من السيراميك (الطين المفخور)، والجديد التجاري المصنوع من البلاستيك أو الزجاج، أما الأكثر طلباً فهي على القديمة ذات الشكل الدائري، رغبة بالتراث".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي لوکالة شفق نیوز اللون الأزرق
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مقبرة عمرها 3900 عام في أسيوط
اكتشف عالم المصريات الألماني يواخيم كال، مع فريق من الباحثين بقيادته الصيف الماضي مقبرة لكاهنة مصرية قديمة عمرها ما يقرب من 3900 عام ومحفوظة جيدا في أسيوط بصعيد مصر.
وتقع المقبرة في جبل من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعه حوالي 200 متر، ودفن فيه حوالي 10 آلاف شخص في عصر الفراعنة، بحسب تقديرات كال. وهناك كان يجرى دفن الأثرياء على وجه الخصوص. وقد أغفل الباحثون قبر الكاهنة إيدي لعدة قرون. واعتبر كال هذا الاكتشاف ضربة حظ بحتة، حيث قال: "من النادر العثور على مقبرة في مصر اليوم بكامل محتوياتها نسبيا".
ويذكر أن إيدي كانت كاهنة للإلهة حتحور، وحملت لقب "سيدة البيت"، وهو ما يثبت أنها امرأة من عائلة ثرية. ويقدر العلماء أنها عاشت حوالي 40 عاما.
وأوضح عالم المصريات كال: "هذه أكبر مقبرة غير ملكية في عصرها في مصر".
وأضاف: يعمل حوالي 20 عالما وما بين 40 إلى 80 عامل تنقيب مصري في أسيوط كل عام في الفترة من منتصف أغسطس( آب) إلى منتصف أكتوبر (تشرين الأول) وتجرى أعمال التنقيب بالتعاون مع جامعة سوهاج (مصر) وجامعة كانازاوا (اليابان) والأكاديمية البولندية للعلوم.
وذكر: "نحن نعيد بناء تاريخ هذه المدينة القديمة، بالاستعانة بكل ما نجده على الجبل"، موضحا أن أعمال البحث مستمرة منذ 21 عاما، فالأمر يتعلق بحوالي 6 آلاف عام من التاريخ، منذ 4 آلاف عام قبل الميلاد حتى اليوم، مشيرا إلى أن مدينة أسيوط نفسها مبنية بالكامل فوق أطلال، ما يجعلها عصية على التنقيب والبحث، موضحاً أنه يتم لذلك التنقيب في جبل في أسيوط، الذي لم يكن مجرد مقبرة للناس فحسب، بل كان أيضا مدفنا للحيوانات، وكان مقصدا للزيارات وموقعا للأديرة، مضيفا في المقابل أنه أصبح اليوم منطقة عسكرية، وقال: "لذلك نحن نعمل طوال الوقت تحت حماية الشرطة وبتواجد جنود على الجبل".
وقال: أن أسيوط لعبت دورا كبيرا في الذاكرة الثقافية لمصر القديمة، قائلا "هذا الاكتشاف ليس أكثر ولا أقل من مجرد لبنة صغيرة لفهم تاريخ أسيوط بشكل أفضل"، موضحا في المقابل أن ما أثر فيه هو الصبغة الشخصية التي منحتها إيدي للاكتشاف، حيث قدمت النقوش والرسومات الكثير من المعلومات عنها، مضيفا أن أكثر ما يبهره في عمله هو استيعاب حضارة المصريين القدماء في مجملها.
ولاحقاً سيجرى فحص اكتشافات غرفة الدفن من قبل خبراء في تحليل المواد الخشبية وعلماء آثار وعلماء أنثروبولوجيا ومصورين وفنيي تنقيب وعلماء مصريات. وعن مصير إيدي بعد اكتمال الفحوص، قال كال: "ستتم إعادتها إلى الجبل".