النصر لغزة ولدماء الشهداء
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
سالم بن محمد العبري
"الحمد لله الذي نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده"؛ له الحمد القائل جلّ في علاه: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"(الحج - 39)، وسبحان الله الناصر من ينصره الذي خاطبنا في قرآنه المنزّل على حبيبه محمد (صلى الله عليه وسلم) "وَاَعِدُّوْا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّنْ قُوَّةٍ وَّمِنْ رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُوْنَ بِهٖ عَدُوَّ اللّٰهِ وَعَدُوَّكُمْ وَاٰخَرِيْنَ مِنْ دُوْنِهِمْۚ لَا تَعْلَمُوْنَهُمُ اللّٰهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوْا مِنْ شَىْءٍ فِىْ سَبِيْلِ اللّٰهِ يُوَفَّ اِلَيْكُمْ وَاَنْتُمْ لَا تُظْلَمُوْنَ"(الأنفال - (60وهو الذي وعدنا بنصره المبين في في سورة الإسراء، من الآية الخامسة تحديدًا منها بقوله: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾.
حين وقعت المجزرة الإرهابية صباح الخميس الماضي يوم الخامس من أكتوبر في حفل تخريج كوكبة من أفراد الجيش السوري المجاهد المقاوم الصابر على أيدي أذناب المستعمر الغاشم ومحرفي الدين القويم اتصلت بالأخ إدريس سفير سوريا العربية العزيزة المعتمد لدى سلطنة عُمان لأعزّيه في الشهداء الضحايا، وقلتُ له: إن هذا العمل الجبان الغادر لا بد من قطع دابر هذا الإرهاب ودحر هذه التنظيمات المجرمة، وأن نستذكر الشاعر الفلسطيني أبو الطيب عبدالرحيم محمود (1913- 1947م) الذي استشهد وهو يقاتل الصهاينة في موقعة الشجرة ومازالت كلماته القوية الرنانة الآسرة تأسر قلوبنا وترددها ألسنتنا: [(سأحمل روحي علي راحتي // وأُلقي بها في مهاوي الردَي) (فإمَّا حياة تسر الصديق // وإمَّا ممات يغيظ العدى)].
ولما يدر بخلدي أن في صبيحة السبت 7 أكتوبر 2023؛ أي بعد نصف قرن على معجزة العبور العربي للجيشين المصري والسوري ظهيرة السبت، السادس من أكتوبر 1973 الضفة الشرقية لقناة السويس ودخول سيناء، أننا سنستيقظ على عبور جديد تقوم به المقاومة العربية الفلسطينية والوطنية وبتخطيط وتدريب وتنظيم لا يقل إنجازا عما فعله الجيشان السوري والمصري يوم عبور خط بارليف الحصين، ويعبر المقاومون (دشنات وحواجز) مضاهية لخط بارليف وربما أكثر تحصينا.
ثم عاودت الاتصال بالسفير السوري مرة أخرى للتأكيد له على أن هذا الرد انتقام عربي قام به رجال الله من البقعة المُباركة في غزة: إننا نبارك للمقاومة الفلسطينية ولكل المقاومين العرب أفرادا وجيوشا ولكل النظم العربية القابضة على الزناد الصابرة المجاهدة الصامدة في وجه العدو الصهيونيّ، ومن يدعمه ويتحالف معه من قوى الاستعمار والاستكبار ونبارك لكل قوى المقاومة العربية أفرادا وجماعات ولكل أحرار البشرية في مشرق الأرض ومغربها.
ونشد على أيدي المقاومين ونقول لهم: إن الأمة كلها معكم إن لم تكن بزنادها كما فعل الشرطي المصري بالأمس فإنِّهم معكم بقلوبهم وتبتهل إلى لله أن ينصركم ويجازي عدوكم ويجعل الدائرة عليه وينصركم نصرا عزيزا، ونقول لهم كما قال ربنا: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (آل عمران: 139) " ولا تلتفتوا للمرجفين وبياناتهم الملفقة المتصهينة التي ترتعش يدها وملجوم لسانها خوفًا على مصالحها الشخصية ومكاسبها وقبولها الوقوف في خانة الأعداء متكلة عليهم وخادمة لهم وراضية بوظيفتها في حراسته، وتحقيق مآربه. فالله معكم "وَلَنْ يَتِرَكُمْ" تحفكم ملائكته تثبيًا وطمأنة ودحرًا لعدوكم المهزوم بقوة الله وعونه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رمضان عبد المعز يروي قصة الصحابي الذي باع نفسه ابتغاء مرضاة الله
روى الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، قصة الصحابي الجليل خبيب بن عدي الذي ضحى بنفسه في سبيل الله، موضحًا كيف أن خبيب كان أحد الصحابة الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم لتعليم الناس القرآن في منطقة نجد. وقد أُسر خبيب على يد المشركين في مكة وواجه مصيرًا قاسيًا عندما تم صلبه.
وتسائل الداعية الإسلامي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين: كيف أن خبيب لم يبدِ أي خوف من الموت، بل أصر على التمسك بعقيدته، قائلاً: "ما سلمت من الأذى ولا أصاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى ولو تساقطت قطرة دم من أنفه".
وأضاف أن خبيب بن عدي أصر على إتمام صلاته قبل تنفيذ قتله، ليعلمنا درسًا في الصبر والإيمان، حتى في أصعب الظروف.
وأوضح أن خبيب بن عدي كان مثالًا حيًا للصحابي الذي باع نفسه لله، كما ذكر في القرآن الكريم عن الذين يبيعون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله.