جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-22@18:43:26 GMT

النصر لغزة ولدماء الشهداء

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

النصر لغزة ولدماء الشهداء

 

سالم بن محمد العبري

"الحمد لله الذي نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده"؛ له الحمد القائل جلّ في علاه: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"(الحج - 39)، وسبحان الله الناصر من ينصره الذي خاطبنا في قرآنه المنزّل على حبيبه محمد (صلى الله عليه وسلم) "وَاَعِدُّوْا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّنْ قُوَّةٍ وَّمِنْ رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُوْنَ بِهٖ عَدُوَّ اللّٰهِ وَعَدُوَّكُمْ وَاٰخَرِيْنَ مِنْ دُوْنِهِمْۚ لَا تَعْلَمُوْنَهُمُ اللّٰهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوْا مِنْ شَىْءٍ فِىْ سَبِيْلِ اللّٰهِ يُوَفَّ اِلَيْكُمْ وَاَنْتُمْ لَا تُظْلَمُوْنَ"(الأنفال - (60وهو الذي وعدنا بنصره المبين في في سورة الإسراء، من الآية الخامسة تحديدًا منها بقوله: ‏﴿‏فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ‏﴾‏.

حين وقعت المجزرة الإرهابية صباح الخميس الماضي يوم الخامس من أكتوبر في حفل تخريج كوكبة من أفراد الجيش السوري المجاهد المقاوم الصابر على أيدي أذناب المستعمر الغاشم ومحرفي الدين القويم اتصلت بالأخ إدريس سفير سوريا العربية العزيزة المعتمد لدى سلطنة عُمان لأعزّيه في الشهداء الضحايا، وقلتُ له: إن هذا العمل الجبان الغادر لا بد من قطع دابر هذا الإرهاب ودحر هذه التنظيمات المجرمة، وأن نستذكر الشاعر الفلسطيني أبو الطيب عبدالرحيم محمود (1913- 1947م) الذي استشهد وهو يقاتل الصهاينة في موقعة الشجرة ومازالت كلماته القوية الرنانة الآسرة تأسر قلوبنا وترددها ألسنتنا: [(سأحمل روحي علي راحتي // وأُلقي بها في مهاوي الردَي) (فإمَّا حياة تسر الصديق // وإمَّا ممات يغيظ العدى)].

ولما يدر بخلدي أن في صبيحة السبت 7 أكتوبر 2023؛ أي بعد نصف قرن على معجزة العبور العربي للجيشين المصري والسوري ظهيرة السبت، السادس من أكتوبر 1973 الضفة الشرقية لقناة السويس ودخول سيناء، أننا سنستيقظ على عبور جديد تقوم به المقاومة العربية الفلسطينية والوطنية وبتخطيط وتدريب وتنظيم لا يقل إنجازا عما فعله الجيشان السوري والمصري يوم عبور خط بارليف الحصين، ويعبر المقاومون (دشنات وحواجز) مضاهية لخط بارليف وربما أكثر تحصينا.

ثم عاودت الاتصال بالسفير السوري مرة أخرى للتأكيد له على أن هذا الرد انتقام عربي قام به رجال الله من البقعة المُباركة في غزة: إننا نبارك للمقاومة الفلسطينية ولكل المقاومين العرب أفرادا وجيوشا ولكل النظم العربية القابضة على الزناد الصابرة المجاهدة الصامدة في وجه العدو الصهيونيّ، ومن يدعمه ويتحالف معه من قوى الاستعمار والاستكبار ونبارك لكل قوى المقاومة العربية أفرادا وجماعات ولكل أحرار البشرية في مشرق الأرض ومغربها.

ونشد على أيدي المقاومين ونقول لهم: إن الأمة كلها معكم إن لم تكن بزنادها كما فعل الشرطي المصري بالأمس فإنِّهم معكم بقلوبهم وتبتهل إلى لله أن ينصركم ويجازي عدوكم ويجعل الدائرة عليه وينصركم نصرا عزيزا، ونقول لهم كما قال ربنا: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (آل عمران: 139) " ولا تلتفتوا للمرجفين وبياناتهم الملفقة المتصهينة التي ترتعش يدها وملجوم لسانها خوفًا على مصالحها الشخصية ومكاسبها وقبولها الوقوف في خانة الأعداء متكلة عليهم وخادمة لهم وراضية بوظيفتها في حراسته، وتحقيق مآربه. فالله معكم "وَلَنْ يَتِرَكُمْ" تحفكم ملائكته تثبيًا وطمأنة ودحرًا لعدوكم المهزوم بقوة الله وعونه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة  : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.

وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».

فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.

دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.

الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد :  »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».

وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.

الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ  :   »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».

ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.

ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.

قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.

علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.

مقالات مشابهة

  • ثبات “الموقف اليمني” يفشل مخططات “عزل غزة”
  • قيادي بأنصار الله: الهجمات ضدنا لن توقف إسنادنا لغزة
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • حزب الله يحاذر الرد على الخروقات الإسرائيلية وانتشال جثث الشهداء متواصل
  • المحويت تشهد 42 مسيرة ووقفة دعماً لغزة
  • الشرع: النصر الذي تحقق هو لجميع السوريين وليس لفئة دون أخرى
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد منية النصر بالدقهلية
  • دعاء يوم الجمعة الذي يغير الأقدار للأفضل
  • مسيرة في جامعة بيرزيت برام الله دعماً لغزة والمقاومة في الضفة