لماذا عليك تشجيع طفلك على ممارسة الرياضات والنشاطات الجماعية؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
تتجاوز أهمية ممارسة الأطفال للرياضات والنشاطات الجماعية الفوائد الصحية الجسدية؛ إذ توفر لهم منافع اجتماعية وعاطفية كذلك، ذلك أن الألعاب الرياضية تعدّ طريقة ممتازة للتفاعل الاجتماعي بين الأطفال.
ويقول الدكتور ماثيو ساكو، الأخصائي النفسي للصحة والرياضة، إن "الفوائد الجلية لممارسة الرياضة تتمثل في النشاط البدني، خاصة في وقتنا الراهن، الذي يقضي فيه الأطفال أوقاتا طويلة في متابعة الشاشات، بالإضافة إلى كثير من الفوائد الاجتماعية والعاطفية أيضا".
ويستعرض الدكتور ماثيو -الأخصائي النفسي في مستشفى كليفلاند كلينك بأميركا- في حديث لوكالة الأنباء الألمانية، أهم 5 أسباب يمكن للرياضات الجماعية أن تسهم من خلالها في إعداد الأطفال لتحقيق إنجازات كبيرة في الحياة، سواء في طفولتهم، أو بعد أن يكبروا.
تعدّ الرياضة طريقة ممتازة للتفاعل الاجتماعي بين الأطفال، وإذا كان الطفل غير قادر على تنظيم عواطفه أو التفاعل مع الآخرين، فإن الهيكلية المنظمة للرياضات الجماعية، تستطيع المساعدة في تهيئة بيئة آمنة يمكنه من خلالها تعلم مهارات اجتماعية مهمة.
وأضاف ماثيو، "يتوجب على الأطفال عند المشاركة في اللعب الجماعي تعلم كيفية إيجاد حلول للمشكلات التي تواجههم أثناء اللعب، والتعاون فيما بينهم، وعليهم -أحيانا- تعلم كيفية التحكم بمشاعر الإحباط، التي قد يشعرون بها بسبب أفراد الفريق، الذين لا يؤدون أدوارهم على النحو المطلوب".
وبيّن ماثيو أنه يمكن إسقاط هذه المهارات على كل مجالات الحياة، بدءا من المدرسة مرورا بحياتهم المستقبلية في مكاتب العمل وغيرها، ولذلك فإن تعلم هذه المهارات في مرحلة الطفولة، يمكن أن يزودهم بتجارب وتفاعلات إيجابية في المستقبل.
يساعد العمل الجماعي على تحقيق هدف مشترك؛ مثل: الفوز بمباراة، وذلك مما يكسب الأطفال مهارات مهمة تستمر معهم طوال الحياة، ومنها كيفية قيادة الآخرين أو اتباعهم، والتفاوض معهم.
ويضيف، "قد يكون من الصعب تدريس هذا النوع من المهارات في ظروف أخرى. وعلى الرغم من أن تعلم هذه المهارات يتم -كذلك- في المدارس، فإن الطبيعة السريعة والنشطة للرياضة توفر بيئة ذات مساحات حرية أكبر".
3- الاستفادة من تنظيم البيئةوأوضح ماثيو أن الأطفال يحتاجون إلى أوقات منظمة وأخرى غير منظمة لممارسة اللعب؛ حيث يسهم كل منها في تطورهم بطريقة مختلفة، مشيرا إلى أن بناء الصفات الشخصية؛ مثل: المثابرة والمصداقية سيكون له فوائد طويلة الأمد تخدم الأطفال في المراحل اللاحقة من حياتهم.
وتابع، "تقدم الرياضة بيئة عالية التنظيم تتيح للأطفال التنبؤ بما سيحدث لاحقا، من حيث التمارين وجدول الألعاب، الأمر الذي يوفر لهم الفرصة لممارسة الرياضة بانتظام".
وقال الدكتور ماثيو، "لدى كل فرد من أفراد الفريق في الرياضات الجماعية دور يؤديه. وهكذا فإن الأطفال يتعلمون كيفية الاعتماد على الآخرين في المهارات، ومواطن القوة الخاصة بهم. كما يمكن لهذه الرياضات أن تسهم في تشجيعهم على الخروج من القوقعة الخاصة بهم، من خلال اندماجهم أكثر في أجواء الفريق".
وفي حال كان الأطفال خجولين أو يفتقرون إلى الثقة بالنفس، فإن المشاركة في رياضة جماعية، توفر الفرصة المواتية لكي ينظروا بإيجابية إلى أنفسهم.
5- إبعاد شبح الاكتئابوأوضح الدكتور ماثيو أنه "قد تبقى التجارب السلبية في مرحلة الطفولة عالقة في ذاكرة الفرد مدى الحياة، ولكن الأبحاث بيّنت أن ممارسة الرياضة لها آثار إيجابية طويلة الأمد على الصحة النفسية للأطفال، الذين يعيشون ظروفا صعبة في منازلهم؛ مثل: سوء المعاملة، أو انفصال الوالدين، أو تعاطي المخدرات".
وأشار إلى دراسة أجريت في 2019، خلصت إلى أن المشاركة في الرياضات الجماعية يمكن أن تساعد الأطفال في إبعاد شبح الاكتئاب؛ إذ أوضحت البيانات المأخوذة لنحو 9 آلاف و700 طفل أن من بين الأطفال، الذين عاشوا تجارب سيئة في طفولتهم، فإن أولئك الذين مارسوا الرياضات الجماعية، يتمتعون بصحة نفسية أفضل في مرحلة الرشد، ولم يتعرضوا للاكتئاب مع تقدمهم في العمر بالمستويات نفسها التي تعرّض لها أولئك الذين لم يشاركوا في نشاطات، أو رياضات جماعية.
وتابع قائلا، "نعلم أن النشاطات البدنية لها تأثير إيجابي في المزاج ومستويات القلق، إلا أن كون الفرد جزءا من فريق قد يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية بصورة خاصة؛ إذ تساعد نشاطات الفريق الأطفال على الشعور بأن صوتهم مسموع، وأن لديهم منظومة دعم قوية يمكنهم الاعتماد عليها في الأوقات الصعبة".
وأشار الدكتور ماثيو إلى أنه في حال كان الطفل لا يحب ممارسة الرياضة، فإن هناك العديد من المجموعات الأخرى، التي يمكنه الانضمام إليها للحصول على فوائد نفسية مماثلة.
وأوضح ماثيو قائلا، "يمكن أن يكتسب الأطفال المهارات الاجتماعية والقيادية من نشاطات أخرى كذلك؛ مثل: المشاركة في المخيمات الصيفية، أو المجموعات المهتمة بالتمثيل، أو العزف في الفرقة الموسيقية للمدرسة؛ إذ إن هذه الفوائد ليست محصورة في الرياضة أو النشاطات البدنية فقط؛ بل تعدّ هيكلية الفريق أساسية توفر للأطفال الفرصة للمشاركة مع أقرانهم، وصقل مهاراتهم الاجتماعية، وتعلم العمل الجماعي مع الآخرين لتحقيق هدف مشترك".
وينصح الآباء والأمهات بمساعدة أطفالهم على إيجاد طريقة تسهم في ممارستهم لنشاطات بدنية، و"بغض الطرف عن النشاط الذي يختاره الطفل، يجب أن يكون الهدف منه تحقيق المتعة، وأن يجعله نشيطا من الناحية البدنية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ممارسة الریاضة المشارکة فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
صيفي تواصل ونماء .. استثمار ناجح في مواهب الطلبة
بعد النجاح الذي حققه في النّسخ السابقة؛ يأتي البرنامج الصيفي لطلبة المدارس (تواصل ونماء) 2025/2024م هذا العام، والذي تُشرف عليه وزارة التربية والتعليم ويُنفّذ بالمديريات العامة بالمحافظات التعليمية في مختلف الولايات بسلطنة عمان، ليحظى بمشاركة واسعة من المجتمع المحلي والتعليمي والمؤسسي؛ نظرًا لتنوع الأنشطة والمجالات وثراء البرامج التدريبية والمهارية التي يحتضنها.
وتعد المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة إحدى المحافظات التعليمية التي تعمل على إثراء ونجاح البرنامج الصيفي كل عام؛ حيث تُنفّذ الفعاليات والأنشطة التدريبية العلمية والعملية والمهارية المتنوعة في كافة ولايات المحافظة، وتضم أنشطة وأوراق عمل تطبيقية متنوعة في المجالات العلمية والتقنية والفنية والأدبية والاجتماعية والرياضية والكشفية والسياحية والاقتصادية والإعلامية والتطوعية، بمشاركة واسعة من طلبة المدارس والمختصين في تنفيذه، وتستمر أسبوعين.
ونسلط الضوء في السطور القادمة على أهمية تطبيق البرنامج ومدى الاستفادة منه، والفئات المستهدفة، والمختصين القائمين على تنفيذه، والأماكن التي يحتضنها، كذلك أبرز الأنشطة والفعاليات المتنوعة وأوراق العمل التدريبية والمهارية، ونقف على التعاون والشراكة المُثرية بين مختلف القطاعات والمؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية والتطوعية، ونُبيّن آراء المشاركين والمنفذين والمستفيدين.
6 ولايات
تُقام فعاليات البرنامج الصيفي لطلبة المدارس (تواصل ونماء) في الأندية الرياضية والثقافية، والملاعب الخضراء، وجمعيات المرأة العُمانية، والمدارس، والحدائق، والقاعات، ومركز التدريب، بست ولايات بمحافظة جنوب الباطنة، هي: الرستاق، والعوابي، ونخل، ووادي المعاول، وبركاء، والمصنعة، إضافة إلى المغامرات، والمسير الجبلي، والتسلق، والإنزال بالحبال، والإسعافات الأولية، واكتشاف الأودية والمعالم السياحية والطبيعية، وكذلك الرحلات العلمية وغيرها الكثير، حيث تُشرف لجنة الإعداد والتنظيم للبرنامج الصيفي لطلبة المدارس (تواصل ونماء) 2025م بتعليمية جنوب الباطنة على إقامة وتنفيذ البرنامج بالتعاون والشراكة مع المختصين في ذلك.
أهداف
وقالت آمنة بنت محمد البلوشية، مديرة دائرة التوجيه المهني والإرشاد الطلابي بتعليمية جنوب الباطنة، رئيسة فريق الإعداد والتنظيم للبرنامج الصيفي بالمحافظة: إن البرنامج الصيفي يهدف إلى استثمار أوقات الفراغ، ورعاية الموهوبين، وصقل المهارات، وتنمية المواهب، وتبادل الخبرات، إضافة إلى تعزيز روح التعاون والتفاعل والعمل الجماعي، وتنمية الجوانب الشخصية والقيادية والاجتماعية والمهارية، كذلك توحيد الجهود والتعاون البنّاء مع المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية، لا سيما تأصيل الانتماء والهوية الوطنية والثقافية، وإبراز كافة الجوانب التنموية والمعالم التراثية والسياحية بسلطنة عمان.
وأضافت البلوشية: يحظى البرنامج الصيفي كل عام بمشاركة واسعة لطلبة مدارس المحافظة، والذي بلا شك يُنمي قدراتهم ويُكسبهم المهارات المتنوعة العلمية والعملية؛ حيث يُركز على التطبيق العملي واكتساب المهارات والعمل بها، ويُنفذه مختصون ومدربون في مختلف المجالات.
اكتشاف المواهب
وبيّن مختار بن محمد السالمي، مدير مساعد بدائرة التوجيه المهني والإرشاد الطلابي بتعليمية المحافظة قائلًا: يسعى البرنامج الصيفي سنويًا لخلق فرص أكبر لاكتشاف المواهب لدى الطلبة وصقلها بما يُوائم التقدم المتسارع والبرامج التي تناسب تطلعات التعليم وفرص العمل، كما يُتيح الفرص لمختلف شرائح المجتمع المحلي في المشاركة الفاعلة والمثرية، كتقديم أوراق عمل تدريبية في مختلف المجالات بإشراف المختصين بتعليمية المحافظة وتوفير البيئة المناسبة؛ حيث يجمع عددًا من الموهوبين والراغبين والمهتمين من الطلبة والمعلمين والإداريين والمهتمين وغيرهم من فئات المجتمع، ويشمل تقديم عدد من الأنشطة والبرامج التدريبية والمحاضرات والمسابقات وبرامج العلوم والابتكار وتقنية المعلومات والترفيه والفنون والأدب والثقافة والتراث والمغامرات والسياحية وغيرها، في المجالات العلمية والتكنولوجية والتقنية والثقافية والأدبية والفنية والرياضية والاقتصادية والإعلامية والمجال القيمي والمجال الريادي.
تنوع وثراء
من جانبه، قال خميس بن سليمان بن محمد الشكيلي، مشرف أنشطة بتعليمية المحافظة: تتنوع البرامج التدريبية العلمية والعملية والمهارية، والتي يتم تنفيذها من قبل المختصين؛ منها: تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والحساب الذهني، والطابعات ثلاثية الأبعاد، والروبوت، والتقنيات الحديثة، والمغامرات الجبلية، والتسلق، والسباحة، والأنشطة الرياضية المتنوعة، والإسعافات الأولية، وأساسيات التصوير بالدرون والهاتف، واستخدام الكاميرات، والمناظرات، والمسابقات الثقافية، والتمثيل، وألعاب متنوعة، والمدارس الخضراء، وإعادة التدوير، والسعفيات، والفخاريات، والخزف، والرسم، وغيرها الكثير، حيث يكتسب المشارك المهارات العملية من خلال التطبيق المباشر.
آراء
وبيّنت عفراء بنت جابر بن زيد المعولية، مشرفة أنشطة مدرسية والمشرفة على تنفيذ البرامج قائلة: في إطار تنفيذ البرنامج الصيفي لصقل المواهب واستثمار الإجازة الصيفية، تتسم الفعاليات بتنوع الأنشطة مع تركيز خاص على تنمية المهارات الحياتية والتفكير الإبداعي، وقد أسهم هذا التنوع في صقل شخصية المشاركين وتعزيز الوعي، ومن أبرز محاور التميز في البرنامج نجاحه في بناء شراكات مجتمعية فاعلة، إضافة إلى خلق جيل مبدع ومنتج وقيادي.
وقال سعود بن مسعود بن خلف الذهلي، أحد المدربين المختصين في المغامرات الجبلية والتسلق، في لقاء معه: يأتي هذا العام بعد نجاح تطبيق نشاط المغامرات الجبلية والتسلق والإنزال والإسعافات الأولية في الأعوام السابقة؛ حيث بدأنا في البرنامج بقرية بلد سيت بوادي بني عوف بولاية الرستاق منذ سنتين، ثم قمنا بتطبيقه بوادي السحتن ووادي مستل في العام الماضي، ويُنفذ هذا العام بولاية العوابي وولاية نخل وولاية وادي المعاول، ويركز البرنامج على التطبيق العملي والتدريب المباشر واكتساب المشاركين مهارات متعددة ومتنوعة.
وقالت علياء محروس السيد، إحدى المدربات ومقدمات أوراق العمل في المجال الفني: لمست شغف الطالبات وتطور مهاراتهن يومًا بعد يوم، حيث أبدعن في تنفيذ تصاميم فنية جميلة أظهرت قدراتهن وإبداعهن في هذا المجال؛ لذلك نسعى لاستمرار تقديم البرامج العملية.
من جانبه، قال خالد بن سيف المعولي، نائب رئيس نادي الشباب: يتعاون نادي الشباب مع فريق إعداد وتنفيذ البرنامج الصيفي لطلبة المدارس؛ حيث تستضيف القاعة الرياضية بالنادي مجموعة من الفعاليات والأنشطة الرياضية التي يُنفذها عدد من المدربين، مستهدفين طلبة المدارس ذكورًا وإناثًا.
وأوضح الطالب أحمد بن سامي البحري قائلًا: من البرامج المهمة والمثرية لدى الطلبة هو البرنامج الصيفي الذي يُقام كل عام؛ حيث يعمل على استغلال أوقات الفراغ، واكتساب المهارات، وتعزيز القيم، وصقل وتنمية المواهب، وتبادل الخبرات؛ لذلك أنصح الطلبة الاستفادة من هذه البرامج والمجالات المتنوعة والمثرية، ويعد من برامج التنمية المستدامة.
فيما قالت الطالبة هاجر بنت أحمد بن إبراهيم المعولية: استفدت كثيرًا من مشاركتي في البرنامج الصيفي؛ منها التواصل مع الآخرين بصورة فعالة، واكتساب خبرات جديدة، ومهارات متنوعة، وتطبيقها في الحياة اليومية.
حرص واهتمام
هذا وتحرص وزارة التربية والتعليم ممثلة في المديريات التعليمية بالمحافظات على الاهتمام بالطلبة خلال الإجازة الصيفية، وتقديم برامج وأنشطة هادفة من شأنها تنمية وصقل قدراتهم، فضلًا عن تزويدهم بالمهارات والمعارف المختلفة العملية التدريبية والتطبيقية، كذلك تأصيل قيم المواطنة وتعزيز السمات القيادية لديهم، ويأتي البرنامج الصيفي هذا العام بشعار (تواصل ونماء) ليؤكد الاستدامة ونجاح البرنامج في النسخ السابقة، لا سيما الشراكة الواسعة والنتائج التي يعمل على تحقيقها.