“فضل الشهادة ودور القوات المسلحة في نصر أكتوبر” ندوة بجامعة مطروح
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
شهد الدكتور مصطفى النجار رئيس جامعة مطروح، اليوم الثلاثاء الموافق العاشر من أكتوبر ٢٠٢٣، فعاليات ندوة بعنوان "فضل الشهادة ودور القوات المسلحة الباسلة في نصر أكتوبر المجيد"، بحضور الدكتور محمود عباس القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، عمداء الكليات، و الشيخ حسن عبد البصير مدير عام مديرية أوقاف مطروح، والعميد حاتم محمد المستشار العسكري لمحافظة مطروح، والعقيد محمد عبد الستار مدير إدارة التربية العسكرية بجامعة مطروح، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب، وذلك بمقر الحرم الجامعي.
رحب الدكتور مصطفى النجار بالحضور الكريم، مهنئًا الجميع بنصر أكتوبر المجيد، موضحًا أن الندوة تناولت فضل الشهادة ودور القوات المسلحة الباسلة في حرب أكتوبر المجيدة، مضيفًا أن النصر ليس حرب ولكن لابد أيضًا من المثابرة والتخطيط والانتصار للذات والقيم حتى نعبر من نجاحٍ إلى نجاح، مؤكدًا أن روح أكتوبر تعيش بداخل كل المصريين ونستلهم منها أسمى المعاني والدروس.
ودعا رئيس جامعة مطروح إلى ضرورة أن نمعن النظر في تلك الحرب التي تُدَرس في الأكاديميات العسكرية بالعالم، والتي قدمت درسًا متميزًا متكامل العناصر لهذا النصر العظيم، مشيدًا بصلابة الجيش المصري العظيم الذي بذل كل غالٍ ونفيس، مشيرًا إلى أن الإعمار الذي تشهده البلاد لم يكن إلا بسواعد هذا الجيش الفتيّ الأبيّ.
وأكد الدكتور مصطفى النجار على ضرورة أن نعيش نصر أكتوبر ونتعلم من دروسه وأن نستلهم منه الأمل والعزيمة، مشيرًا إلى أن التخطيط الاستراتيجي تكون نتيجته دومًا النجاح، فلا نصر مع التكاسل والتراخي، داعيًا الجميع للسعي والأخذ بالأسباب من أجل تحقيق النجاح، مقدمًا تحية إجلال وتقدير لجيش مصر العظيم الذي لم يقتصر على الحرب، بل توجه إلى التنمية المستدامة من أجل تحقيق نهضة شاملة بالبلاد.
وأشار الدكتور محمود عباس إلى أننا نحتفل بذكرى مرور خمسين عامًا على حرب استرداد العزة والكرامة، حيث رُدت الروح بعد معاناة الموت لمدة ست سنوات، مضيفًا أن يوم السادس من أكتوبر هو ثمرة تصميم شعب وإصراره على الحياة الكريمة، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمد شهداءنا الأبرار بواسع فضله ورحمته.
ومن جانبه توجه الشيخ حسن عبد البصير بخالص الشكر إلى الدكتور مصطفى النجار على هذه الدعوة الكريمة، مشيدًا بدور جامعة مطروح، مضيفا أنها تمثل قاطرة الثقافة في المحافظة، متنمنيًا لها ولقيادتها دوام التفوق والرفعة.
وأشاد مدير عام مديرية الأوقاف بمطروح بجهود الدولة في إنشاء المشاريع القومية العملاقة، مضيفًا أنه لولا حرب أكتوبر ما استطعنا أن نقوم بكل هذه الجهود في البناء والتعمير، فحرب أكتوبر لها العديد من الثمار منها: استرداد الكرامة والحفاظ على الأرض والعرض، كما أنها فتحت الباب للتنمية والاستقرار، داعيًا الجميع لوحدة الصف من أجل هذا الوطن القائد والرائد.
وتناول عبد البصير فضل الشهادة والمكانة العظيمة للشهيد في الدنيا والآخرة، فالشهداء أحياء حياة حقيقية عند ربهم يرزقون، مضيفًا أن أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة، فمصر قبل التاريخ وصانعة التاريخ وستظل بعد التاريخ، مقدمًا التحية لجيشنا العظيم الذي يدافع ويبنى ويعمر ولشهدائنا الأبرار، سائلًا المولى عز وجل أن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى
وأوضح عبد البصير أنه خلال حرب أكتوبر المجيدة وبفضل التخطيط والإرادة واستغلال لكافة الطاقات الكامنة من صبر وتحمل، فقد كانت النتيجة -بعد التوكل على الله تعالى- مبهرة، حيث تم كسر أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.
وهنأ العميد حاتم محمد الحضور بمناسبة مرور خمسين عامًا على نصر أكتوبر العظيم، داعيًا الجميع لعدم اليأس، مضيفًا أن أهم دروس حرب أكتوبر هو الأمل والثبات حتى نتغير للأفضل، فمصرنا الغالية بخير طالما جيشها العظيم بخير.
وأوضح العقيد محمد عبد الستار أننا نحتفل في هذا العام باليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر المجيدة، متناولًا الموقع الخاص الذي دارت فيه أحداث المعركة، والدول المتحاربة، والدوافع السياسية والاقتصادية للحرب لكل طرف، وأهداف كل جانب من خوض القتال، والأعمال الخداعية التي قام بها الجانب المصري خلال الحرب، كما ضرب أمثلة عن خداع العدو، والآثار العسكرية والسياسية والاقتصادية الناجمة عن الحرب، حيث تم إسقاط نظرية الأمن الإسرائيلية، وإعادة الثقة في الجيش المصري العظيم، وتغير النظرة إلى العرب، كما تساقطت هالات كثيرة عن الشعب الإسرائيلي، كما تم إنهاء حالة اللاحرب واللاسلم، واستعاد الشعب العربي ثقته في قيادته وقوته.
وقدم مدير إدارة التربية العسكرية تحية تقدير وإجلال إلى أبطال حرب أكتوبر الذين خلدهم التاريخ، كما تم عرض فيلم تسجيلي عن حرب أكتوبر المجيدة.
“فضل الشهادة ودور القوات المسلحة في نصر أكتوبر” ندوة بجامعة مطروح IMG-20231010-WA0024 IMG-20231010-WA0022 IMG-20231010-WA0023 IMG-20231010-WA0021 IMG-20231010-WA0020المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مطروح جامعة مطروح ندوة نصر اكتوبر الدكتور مصطفى النجار رئيس جامعة مطروح أکتوبر المجیدة حرب أکتوبر نصر أکتوبر ا الجمیع IMG 20231010 داعی ا
إقرأ أيضاً:
تاح تاح تاح تحسك بالسلاح”: الأغنية السياسية في الحرب (2-2)
ملخص
جاء الغناء عن حب الوطن في السودان مدراراً ومن بابين، الأول هو حب مطلق مثل “أمتي يا أمة الأمجاد والماضي العتيق”، أما الثاني فهو ما نعى فيه المغنيون غربتهم عن الوطن في المهاجر وذاع ذيوعاً كبيراً خلال أيامنا في واقع النزوح الاستثنائي المأسوي بعد الحرب.
أما سيدة الأغنية السياسية ليومنا للقوات المسلحة فهي الفنانة ندى القلعة. فلا يمر يوم إلا ولها عبارة عن طبيعة الجيش من جهة خوضه الحرب العادلة ومؤسسيته مقارنة بـ”الدعم السريع”، أو جغرافيا المعارك وانتصارات الجيش. فميزت القوات المسلحة بميلادها في شرعية الدولة وتخرج ضباطها في الكلية الحربية “مصنع الرجال” في قولهم، واستحقوا صفة “جنابو” بخلاف ضباط “الدعم السريع” الذين نالوا رتبهم كفاحاً بما عرف بـ”رتب الخلاء”:
حبابو
القالو ليهو جنابو
حباب القوة الجايا بالشرعية
حباب الكاكي الدخلو ليه الكلية
وتطرق الفنانة ندى باب التاريخ الوطني لتضع انتصارات القوات المسلحة في سياقها، بل لترد على مزاعم “الدعم السريع” مثل أنه خرج ليقضي على دولة 56 التي ظلمت هامش السودان ظلماً كثيراً، فقالت:
ستة وخمسين دحرنا ظلم وحقب
العلم رفرف وأزهرينا خطب
و”أزهرينا” هو الزعيم إسماعيل الأزهري أول رئيس لوزراء السودان خلال الفترة الانتقالية 1954-1956، والذي اشتهر بأنه رافع علم استقلال السودان. ثم جاءت بواقعتين من نضال السودانيين ضد القوى الأجنبية، فكانت الأولى هي اغتيال المك نمر زعيم شعب الجعليين على النيل الأوسط، لإسماعيل باشا نجل الخديوي محمد علي باشا في 1822. فكان إسماعيل بعد غزو السودان التقى بالمك وطالبه بضرائب أثقلت عليه، ولما احتج رمى إسماعيل بغليونه على وجه المك فأضمرها المك وقبل بدفع ما عليه. وليرضى عنه إسماعيل دعاه لتناول العشاء بداره، وأحسن الطعام لهم والشراب، وكان قومه يزربون ديوانه بالحطب في هذا الأثناء، وبإشارة منه أشعلوا النار فيها لتحرق إسماعيل ومن معه. فقالت ندى “حرقناه فحم”.
أما إشارتها الثانية فكانت إلى مستر هارولد ماكمايكل مفتش شمال مديرية كردفان خلال العشرينيات والسكرتير الإداري للحاكم العام الإنجليزي لاحقاً، الذي أمضى أمراً أغضب الناظر عبدالله وجاد الله، زعيم شعب الكواهلة والمقاتل تحت راية مهدي السودان، فنزع قلم المفتش من يده وكسره. وصار الناظر يعرف بـ”كسار قلم مكميك” (ماكمايكل). وفي فروسيته نظمت مستورة بت كوكو أغنية لا تزال موضع إعجاب كثير. وقالت ندى القلعة عنه “رايو مكملو كسار قلم مكميك”. وللأغنية مطلع:
احترامو وجب
دا شعب صعب
رغم أنو عظيم إلا غضبو كعب (كأب، قبيح).
مين بيقدرنا، “أفارقة زنج عرب”
وتعقد ندى القلعة فتوح القوات المسلحة عقداً في غنائها. فلها أغنية تبدأ بـ”العصا” (أي المطلع) التقليدي لأغنية الفروسية:
أنا يا ليل هوي الليلة
وهي التي يرقص الرجال “العرضة” على وحي حماستها رقصة يبدون فيها على مشية الصقر الفخور.
وتحصي في أغنياتها المدن التي استردها الجيش من “الدعم السريع” كل بصفتها، فأم درمان مثلاً “بناسها مركز الفراسة”. وقالت عن مدينة مدني، خشو (أي “الدعم السريع”) مدني غلطة وكانت أكبر ورطة.
وتعود في أخرى لتطلع فيها بـ”عزة تفخر بأولادها”، و”عزة” هذه عائدة إلى شاعر الحركة الوطنية خليل فرح الذي تقدم ذكره، فـ”عزة” عنده هي الوطن. ومضت ندى القلعة تعدد متحركات القوات المسلحة الأخيرة التي فكت الحصار عن معسكرات القوات المسلحة، فتذكر أنه بفضل هذه المتحركات “الإشارة (سلاح) قالدت القيادة”. ونوهت بتسلم الجيش لمصفى الجيلي. وتذكر أسلحة الجيش واحداً بعد واحد، المدفعية والعمل الخاص وأمن يا جن (هكذا يصف أفراد جهاز الأمن والاستخبارات مؤسستهم). ووثقت لاندياح الجيش شمال مدينة الخرطوم بحري:
شرق النيل دي بجيها جية
بخش الشمس حية
دي بحري بجيها جية
شمبات دي بجيها جية
وللدعامة غرزة وكية
وتتسرب عبارات القوات المسلحة إلى غنائها، فذاع في أوقات حصول الجيش على تسليح أحدث جاء في وقته عرف بـ”العدة الجديدة”، فقالت ندى:
أديك النجيضة
وكلو بالعدة الجديدة
بل وتتوقف عند لحظات درامية في المعركة. فكان الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقف في فيديو راج عند كبري بيكة بمدينة مدني، وقال إنه قال للطيار إن كان بوسعه أن يرسل صاروخاً يدخل في فجوة في الجسر اختفى فيها جماعة من “الدعم السريع”، ففعل. فقالت ندى:
طيارنا سويت البدع
صاروخك بالملي بيقع
سوخوينا (السوخوي) والميج الطلع
الدعامي من صوتو اتخلع
لا أعتقد أن مساعي المجتمع الدولي لإيقاف الحرب في السودان عدت هذه الأغاني السياسية التي تغذي الحرب باستنفار بوسيط الإبداع لقيم الفروسية في المحاربين وغير المحاربين. وليست هذه التعبئة قاصرة على القوات المسلحة. فبين قوات “الدعم السريع” جنس من غناء الفروسية تضطلع بها نساء عرفن بـ”الحكامات” (مفردها حكامة). بل ذاع قبل مدة أن واحدة منهن خلعت لباسها وقالت إنها لن ترتديه إلا حين يأتي لها فرسانها وعليهم غار النصر. بل كان أول الالتفات لدور هؤلاء الحكامات خلال نزاع دارفور في العقد الأول من هذا القرن. فعادة ما حملت مقررات مجالس الصلح التي سعت إلى طي الخلاف توصية بإقناعهن بالتوقف عن تلك الحماسة الضارة للرجال. فالحرب لا تخاض في ميدانها، إنها تخاض غناء كذلك. فلهؤلاء الفنانات قول حتى في أدق دقائق الحرب. فلما حمل المجتمع الدولي على القوات المسلحة لتفاوض خرجت الفنانة ميادة قمر الدين بأغنية “ملوك القل”:
تاح تاح تاح تحسم بالسلاح
ما في مفاوضات ودا الكلام الصاح
للحرب القائمة في السودان ثقافة، وهي ثقافة للحماسة واستحقار الموت للقضية. فترى جنود القوات المسلحة والمستنفرين والجمهور “يعرضون” على وقعها متشربين معانيها ريثما يعودون للميدان من جديد. وهي ثقافة محجوبة عن “المبعوث الخاص” الذي يعتقد أنه يعرف كيف يطوي صفحة حربنا بأمر تكليفه العالي.
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب