وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إساءة معاملة الأسرى الإسرائيليين الذين خطفهم مسلحوا حركة حماس بأنها "فظيعة ومؤلمة للغاية". وقال تورك: "أدعو الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى إطلاق سراح جميع المدنيين الذين تم أسرهم وما زالوا محتجزين على الفور ودون شروط. إن القانون الدولي يحظر أحتجاز رهائن ".

وأضاف تورك: "إنه لأمر فظيع ومؤلم للغاية أن نرى صور هؤلاء الذين خطفتهم الفصائل الفلسطينية المسلحة لدى إساءة معاملتهم، فضلا عن التقارير بشأن قتلهم وانتهاك حرمة جثثهم".

ودعا المفوض السامي جميع الحكومات النافذة في المنطقة إلى اتخاذ خطوات لنزع فتيل توتر الوضع الذي قد ينفجر في أي لحظة.

وكانت حركة حماس قد شنت هجوما إرهابيا على إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى"، يوم السبت الماضي، تضمن إطلاق صواريخ واقتحام السياج الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل وأسرت عددا من الأشخاص واقتادتهم إلى القطاع. وردت إسرائيل بإعلان الحرب على الحركة وشن غارات جوية عنيفة على القطاع.

وفي سياق متصل، أكّدت الأمم المتحدة الثلاثاء (10 تشرين الأول/أكتوبر 2023)، أن القانون الدولي الإنساني يحظر فرض الحصار الكامل على قطاع غزّة الذي أعلنته إسرائيل الإثنين. وقال المفوض فولكر تورك، إنّ "فرض حصار يعرّض حياة المدنيين للخطر من خلال حرمانهم من السلع الأساسية للبقاء، محظور بموجب القانون الدولي الإنساني".

مختارات بعد اعتراضات.. المساعدات الأوروبية للفلسطينيين تخضع لإعادة التقييم الادعاء الألماني يفتح تحقيقا حول تورط حماس في جرائم قتل وخطف هل يصب هجوم حماس في مصلحة آلة الدعاية الروسية؟

وردا على هذه الانتقادات، أكدت البعثة الإسرائيلية للأمم المتحدة في جنيف في رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلت إلى الصحافيين أن الحصار يأتي في أعقاب "مذبحة غير مسبوقة ضد إسرائيليين أبرياء، وأن لإسرائيل كل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هذه الوحشية". كما أعربت عن أسفها لعدم وصف المفوض السامي هجمات حماس الأخيرة بأنها "إرهاب".

وقال فولكر تورك إنه "يشعر بالصدمة والغضب العميقين إزاء الاتهامات بتنفيذ إعدامات بإجراءات موجزة للمدنيين، وفي بعض الحالات، مجازر مروّعة يرتكبها أعضاء الجماعات المسلّحة الفلسطينية". وطالب هذه الجماعات بـ"الإفراج" الفوري وغير المشروط عن جميع المدنيين الذين تمّ أسرهم وما زالوا محتجزين"، مشدّداً على أنّ "أخذ الرهائن محظور بموجب القانون الدولي".

وتصنف حركة حماس، وهي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، كمنظمة إرهابية في عدة دول منها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

لجنة التحقيق الدائمة تتابع

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الثلاثاء، إنّ الحرب أدت أيضاً إلى نزوح أكثر من 187,500 شخص داخل قطاع غزة منذ السبت.

كذلك، أفادت لجنة التحقيق الدائمة التي أُنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العام 2021 للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بأنها "تقوم بجمع وحفظ الأدلة على جرائم حرب ارتكبتها جميع الأطراف" منذ الهجمات التي نفذتها حركة حماس السبت الماضي.

وأشارت اللجنة في بيان لها إلى أنّ "هناك أدلّة واضحة على أنّ جرائم حرب قد تكون ارتكبت خلال أعمال العنف الأخيرة في إسرائيل وغزة، ويجب محاسبة جميع الذين انتهكوا القانون الدولي واستهدفوا المدنيين على جرائمهم". وأكدت اللجنة أنّ "أخذ المدنيين رهائن واستخدام المدنيين دروعًا بشرية، تعدّ جرائم حرب".

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان إن الهجمات الجوية لإسرائيل، وهي الأسوأ في تاريخ صراعها مع الفلسطينيين المستمر منذ 75 عاما، أصابت أيضا "مباني تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)"، مضيفا أن القتلى والجرحى من بينهم مدنيون.

خ.س/ف.ي (د ب أ، أ ف ب، رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: إسرائيل غزة انتهاكات القانون الدولي جرائم حرب الأمم المتحدة حقوق الإنسان إسرائيل غزة انتهاكات القانون الدولي جرائم حرب الأمم المتحدة حقوق الإنسان القانون الدولی الأمم المتحدة حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي: الأسواق الغذائية في غزة "في حالة تدهور" مع احتمالية المجاعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتواصل التقارير حول القصف المستمر، والمجاعة المحتملة، واليأس في غزة، حيث حذرت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، أمس لأربعاء، من أن العديد من المواد الغذائية الأساسية "تكاد تكون غير موجودة".

وفي تنبيه لها، وصفت برنامج الأغذية العالمي الأسواق بأنها "في حالة تدهور" في القطاع، وفقا للموقع الرسمي للأمم المتحدة، منوهة عبر منصة التواصل الاجتماعي"إكس": "الأطعمة الطازجة والبيض واللحوم بالكاد موجودة، وقد وصلت أسعار أي طعام متاح إلى مستويات قياسية"، وذلك بعد أيام قليلة من تحذير خبراء المجاعة المدعومين من الأمم المتحدة من احتمال تجاوز مستويات المجاعة في شمال غزة، أو أنها قد تتجاوز قريبًا.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، في آخر تحديث له، بأن كل محاولة من قبل الأمم المتحدة للوصول إلى المناطق المحاصرة في شمال غزة لتقديم الطعام والخدمات الصحية لدعم عشرات الآلاف من الأشخاص الذين بقوا هناك قد تم رفضها أو إعاقتها حتى الآن في نوفمبر.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية في شمال غزة اليوم /الأربعاء/، حيث كررت فرق الأمم المتحدة الإغاثية أن الأشخاص الذين يفرون من الهجمات ومن أوامر الإخلاء في بيت حانون إلى مدينة غزة يلجأون في مدارس غير آمنة قد تنهار في أي لحظة.
وسجلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) 64 هجومًا على المدارس خلال أكتوبر وحده، وكانت أغلبها تؤوي نازحين.
ووفقا لمكتب الشؤون الإنسانية، فقد تم نزوح ما يصل إلى 130 ألف شخص من شمال غزة بسبب تصاعد الهجمات الإسرائيلية، التي تستهدف المباني السكنية وتكرار أوامر الإخلاء.
وقد أبلغ مسؤولو الإغاثة الإنسانية، عن مشاهد الكلاب تهاجم الجثث التي تركت في العراء، بينما تظل الرعاية الصحية في غزة في وضع صعب، وأشارت وكالة الأمم المتحدة للصحة الإنجابية إلى زيادة حديثة في حالات الولادة المبكرة والوفيات بين الأمهات.
وذكرت وكالة الأمم المتحدة للصحة الإنجابية:"أكثر من 155 ألف من الأمهات المنتظرات والأمهات الجديدات يجدن أنفسهن في معركة لا هوادة فيها تميزها الإرهاق، الصدمات، والجوع الشديد".
ومنذ هجمات حماس قبل 13 شهرا، تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 43 ألفا و469 شخصا في غزة، معظمهم من المدنيين، ولا يزال ما لا يقل عن 10 آلاف شخص محاصرين تحت أنقاض منازلهم وملاجئهم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وتقتل الغارات الإسرائيلية العشرات يوميا في لبنان، حيث حذرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، من أن ما لا يقل عن 241 شخصا قتلوا وأُصيب 642 آخرين في الأسبوع المنتهي في 11 نوفمبر "بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية".
وإستنادًا إلى السلطات اللبنانية، أضاف آخر تحديث من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن الأزمة، أن ما يقرب من 3300 شخص قتلوا، من بينهم 203 أطفال و644 امرأة، وأصيب 14 ألفا و222 منذ 8 أكتوبر 2023. 
وتابع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: "على الأقل طفل واحد قتل و10 أطفال أصيبوا يوميا في لبنان خلال أكتوبر 2024 وحده"، مسلطًا الضوء على نداء وكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) للأطراف المتحاربة "للالتزام بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وحماية الأطفال".
ورغم هذه النداءات، استمرت الضربات الإسرائيلية في أنحاء لبنان مستهدفة مقاتلي حزب الله، إلى جانب ضربات من الجماعة اللبنانية على إسرائيل.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن العنف "يستمر في إزهاق الأرواح، وتشريد المجتمعات، وتدمير المنازل والبنية التحتية الحيوية".
وأشار المكتب، إلى أن "تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية كان له آثار كبيرة في جنوب لبنان، ومحافظات النبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان".
وأفادت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي تراقب الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، اليونيفيل، عن "انتهاكات عديدة" منذ تصاعد العنف في أواخر سبتمبر.
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن "هذا يشمل أكثر من نصف دزينة من الهجمات المباشرة على قوات حفظ السلام".
ووقعت آخر حادثة في 8 نوفمبر، عندما أفادت التقارير بأن جرافتين عسكريتين إسرائيليتين، دمرا جزءا من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لليونيفيل في رأس الناقورة.
ومنذ منتصف سبتمبر 2024، أبلغ نظام مراقبة الهجمات على الرعاية الصحية عن وقوع 44 هجوما ضد الرعاية الصحية، مما أسفر عن 63 إصابة و91 وفاة، ليرتفع إجمالي الهجمات على الرعاية الصحية إلى 103 حوادث، أسفرت عن 123 إصابة، و145 وفاة منذ 8 أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • مسؤول سابق بالأونروا: إسرائيل تستهدف الوكالة لمحو الوجود الفلسطيني
  • مسؤول أمريكي: قدرات حزب الله تضررت لكن قوته على الحدود سليمة
  • مسؤول برئاسة النيابة العامة: جميع المنشورات الرقمية التي لا تتوفر فيها شروط الصحافة تخضع للقانون الجنائي
  • تقرير أممي: الأسواق الغذائية في غزة "في حالة تدهور" مع احتمالية المجاعة
  • يخدم 1.4 مليون شخص.. ترحيب أممي بتمديد فتح معبر أدري لإيصال المساعدات إلى السودان
  • بالصور.. مسؤولٌ أممي يزور جنوب لبنان وهذا ما فعله
  • حديث أممي حول وقف لإطلاق النار في غزة والسعودية تحذّر من مخططات الضفة
  • رئيس الحكومة اللبنانية يبحث مع مسؤول أممي آخر المستجدات في لبنان
  • تقرير أممي: خطر المجاعة يلوح في قسم كبير من السودان
  • تقرير أممي: خطر المجاعة يلوح في قسم كبير من السودان