الحوثي يتاجر بفلسطين.. الحرب في غزة و"الغنائم" بصنعاء
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
عدن (عدن الغد) العين الإخبارية:
لم يكتفوا بالمتاجرة بأوجاع اليمنيين، بل عبرت مخالبهم الحدود نحو غزة لجعلها مطية يحصدون عبرها الأموال تحت شعارات زائفة.
وكعادته، ركب الحوثي موجة الأحداث الساخنة في المنطقة، خصوصا الحرب الدائرة بين غزة وإسرائيل، لخدمة أجندته ومصالحه المشبوهة، مستغلا عواطف اليمنيين ومشاعرهم تجاه القضية الفلسطينية.
آخر تقليعات المليشيات، إطلاق حملة لجمع الأموال من التجار ورجال الأعمال في صنعاء ومناطق سيطرتها، بزعم دعم المقاومة الفلسطينية، بينما هي تسعى -بحسب مراقبين- للكسب المادي والإثراء من وراء هذه الممارسات.
والمليشيات بهذا الفعل تسير على خطاها في استغلال تعاطف اليمنيين مع القضية الفلسطينية، تماما كما استغلت من قبل رفضهم لتردي الأوضاع، واستثمرت احتجاجات شعبية عفوية وظفتها للانقلاب على الدولة.
وقالت مصادر يمنية في صنعاء لـ"العين الإخبارية"، إن "مليشيات الحوثي أجبرت عشرات التجار على دفع أموال من ملايين الريالات بزعم دعم المقاومة الفلسطينية".
وتداول ناشطون يمنيون صورة أحد السندات التي وزعتها مليشيات الحوثي في صنعاء تظهر شعار وختم حركة "حماس" في جمع الأموال من المواطنين والتجار في مناطق سيطرتها، معتبرين أن الحوثيين حوّلوا حرب غزة إلى غنيمة.
"مآرب دنيئة"
المحلل السياسي اليمني عبدالملك اليوسفي يرى أن "مليشيات الحوثي تعودت على توظيف القضايا المحورية لخدمة مآربها الدنيئة، فهي أساسا قائمة على توظيف الدين في سوق لا يجوز إقحامه فيه كونه من المقدسات، بهدف تجييش العواطف، ناهيك ببقية القضايا الأقل شأنا من الدين".
ويقول اليوسفي في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن "الحوثيين استغلوا مصطلحات كالوطنية والحديث عن الوطن كشعارات فقط، ثم هي تخرّب كل شيء له علاقة بالوطن، بل أنهكت المواطنين، وفعلت كل الخبائث بحق الشعب الذي تتغنى به كذبا".
وأضاف أن المليشيات قامت في انقلابها على أساس توظيف معاناة اليمنيين حين رفضوا "الجرعة السعرية” بعد اضطرابات عام 2011، واستغلتها كرافعة قادتها إلى اقتحام صنعاء في 2014، ثم ما لبثت أن ضاعفت معاناة المواطنين بشكل أسوأ بعد استيلائها على السلطة.
وتابع: "الحوثيون اليوم يوظفون القضية الفلسطينية لتجييش العواطف، رغم أن الحركة الحوثية أكبر عدو للقضية الفلسطينية، ولم تقدم لها أي شيء سوى الكلام والشعارات الفارغة”.
وأكد اليوسفي أن "اليمنيين معتادون على هذه الجماعة في توظيف كل شيء تحت راياتها الحقيرة، لكن الواقع يقول إن الناس باتت تدرك كذب وزيف هذه الجماعة الإرهابية، وأصبحت عندهم بديهيات مسلم بها أن الحوثيين إذا قالوا شيئا فإنهم يعرفون أن الحقيقة عكس ذلك".
شعارات واهية
من جانبه، يجزم الخبير في شؤون الجماعات الدينية والكاتب السياسي، صالح باراس، أن "الحوثيين مجرد أدوات في المنطقة، ولا يمكن لهم تحرير الوطن الفلسطيني مهما اشتغلت الماكينة الإعلامية لدولة إقليمية نافذة في استثمار دماء غزة".
ويقارن باراس في حديثه مع "العين الإخبارية"، بين "لافتات الحوثيين الجدارية التي ظنوا أنهم أرهبوا إسرائيل بها، وبين أهل فلسطين ممكن يتعرضون لحرب إسرائيلية الآن".
وأكد أن فلسطين "قضية كل عربي، لكن ليس مقبولا أن يتم استغلالها لصالح شعار فارغ يسمونه زورا مشروع المقاومة والممانعة".
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
المقاتلات الأميركية تتصيّد مقرات لمخابرات الحوثيين
ووسط إشاعات عن تلقي الحوثيين بلاغات مسبقة من جهة غير معروفة قبل استهداف بعض المواقع المهمة، أكدت مصادر وثيقة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن الضربات التي استهدفت حي 14 أكتوبر في مديرية السبعين في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء أصابت منزلاً يستخدم كمقر سري لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي الذي يقوده عبد الحكيم الخيواني، وقالت إنه تم إخلاء المنزل قبل ساعات من استهدافه.
ووفق هذه المصادر، فإنها ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها الحوثيون تحذيرات من استهداف بعض مواقعهم، بل إن ذلك حدث عدة مرات، مثلما حدث خلال سنوات المواجهة مع القوات الحكومية، حيث أفلت عدد من القادة العسكريين في الجماعة، ومجاميع من المقاتلين من ضربات دقيقة بسبب تلك التحذيرات التي مكنتهم من مغادرة أماكن وجودهم قبل استهدافها بوقت قصير.
وأكدت مصادر عسكرية يمنية حدوث مثل هذه الأمور في السابق، واتهمت أطرافاً إقليمية ودولية بمساعدة الحوثيين على الإفلات من ضربات مميتة بغرض إطالة أمد الصراع في البلاد. وذكرت المصادر أن عودة هذه التنبيهات خلال استئناف الولايات المتحدة ضرباتها على مواقع ومخابئ الحوثيين يظهر أن هناك من يسعى لإفشال خطط الإدارة الأميركية في تدمير القدرات العسكرية للحوثيين كما حدث مع الضربات الإسرائيلية ضد «حزب الله» اللبناني.
مع ذلك، بيّنت المصادر أن الضربات التي نُفذت خلال الـ72 ساعة الماضية تركزت على مواقع مفترضة لأجهزة مخابرات الحوثيين وقادة هذه الأجهزة في صنعاء وصعدة ومراكز القيادة المتقدمة في محافظات مأرب والجوف والحديدة.
واستهدفت الضربات مقراً سرياً آخر ملحقاً بمعسكر قوات الأمن المركزي يُستخدم كمكتب لوزارة داخلية الحوثيين ومقر لجهاز مخابرات الشرطة الذي استُحدث مؤخراً وعُين على رأسه نجل مؤسس الجماعة، كما استهدفت الغارات مخبأ لأحد قادة المخابرات في اتجاه مطار صنعاء.
ونشر سكان في صنعاء مقاطع مصورة أظهرت انفجارات ضخمة وتشكل سحباً من الدخان عقب الضربات الأميركية لهذه المواقع، كما سُمعت أصوات سيارات الإسعاف لعدة ساعات، فيما حرص الحوثيون على جرف المباني المستهدفة طوال الليل حتى لا تُعرف تفاصيلها مع حلول الصباح.
وطالت الغارات التي وصفها السكان بالأعنف منذ بدء هذه الضربات في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، مواقع مفترضة للقيادة والسيطرة في مديرية بني الحارث شمالي صنعاء، بعد استهداف مواقع للقيادة في المخابئ الجبلية في جبل نقم شرقي المدينة.
واستهدف القصف الجوي مواقع للقيادة والسيطرة ومخازن الأسلحة في محافظة صعدة، حيث توجد مخابئ متعددة لزعيم الجماعة ومراكز الأمن والمخابرات التي تتولى تأمينه والقيادات العسكرية والأمنية البارزة.
ونفذت القوات الأميركية أيضاً سلسلة غارات استهدفت مخابئ ومخازن وثكنات للحوثيين في المناطق الواقعة بين محافظتي مأرب وصنعاء، طالت مواقع تابعة لمديرية مجزر وأطراف رغوان وصرواح، ومديرية نهم بمحافظة صنعاء