جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-03@08:22:04 GMT

فلسطين صبرًا

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

فلسطين صبرًا

 

 

مدرين المكتومية

"حين يفقد الإنسان حريته لا يصبح إنسانًا"، فما بالك أن تفقد دولة بأكلمها حريتها؟ لسان الحال هذا يستنطق واقعا مريرا قاسيا تحياه منذ ثلاث ليال غزة الهُوية والعروبة، تلك البقعة المكلومة، جراء تصعيد غاشم لعدو غاصب محتل، منح نفسه صك القتل والعربدة، فسلب حرية مهد الرسالات، مُمارسًا بكل غطرسة إجراءات عقابية كما زعم ردًا على انتفاضة نسور حماس المقاتلين في عملية "طوفان الأقصى"، محولًا المكان من سجن كبير منذ 1948، ليصبح اليوم بمثابة "الزنزانة الانفرادية" الأكبر في العالم.

زنزانة انفرادية تضم بين جنباتها 2.3 مليون أبيٍّ يتطلعون لحرية مشروعة، تنسموا وتنسمنا معهم رائحتها فجر السبت الماضي مع تلك المشاهد البطولية وهم يفجرون غضبهم الكامن في النفوس لاستعادة حقهم المسلوب، قبل أن يمارس المحتل سوءته، فقصف ودمر، وقطع الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، وعاثت صواريخه في الأرض فسادا، وكأنَّه صاحب أرض، وهي منه براء، فهو لا يشبهها ولا هي تقبل أن يطأ ترابها الطاهر.

لقد كان للأحداث المتراكمة على مدى عقود وسنوات دور كبير ومؤثر في استعداد المقاومة لعملية "طوفان الأقصى"، سواء في القصف الإسرائيلي بين الفينة والأخرى، أو ما هو أشد مثل الحصار الظالم على أهالي قطاع غزة، وتدنيس المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، ومساعي التهويد والبطش بكل ما هو فلسطيني، وكذلك التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي ومصادرتها، فضلًا عن هدم البيوت على رؤوس ساكنيها. كل هذه الضغوط وكل ذلك الإرهاب الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي، بجانب انسداد الأفق السياسي في التوصل لحل سلمي للقضية الفلسطينية، دفع بالأحداث لما آلت إليه منذ السبت الماضي.

لكن في المُقابل، اكتشفنا كيف أن إسرائيل التي كانت تتغنى زعمًا وكذبًا بأنها "قوة لا تُقهر"، انهارت في أقل من 6 ساعات، وهرب مستوطنوها مثل الجرذان في غمضة عين، والكثير منهم حمل حقائبه وسارع إلى مطار بن جوريون الذي تحول إلى كتلة بشرية هائلة بسبب العدد المهول من الراغبين في الهروب خارج إسرائيل فرارًا من قصف المقاومة. انهار جيش الاحتلال في ساعات قليلة، واستطاعت المقاومة الباسلة أن تأسر أعدادا كبيرة جدا من الإسرائيليين، ومنهم قادة عسكريون كبار.

هذا يدفعنا إلى التوصل إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل لم تتكبد الهزيمة الساحقة فقط على أرض الميدان، لكن أيضًا تجرعت مرارة الهزيمة النفسية بعد فشل منظومتها الاستخباراتية، إذ يزعمون أن جهاز مخباراتهم "الموساد" وجهاز أمنهم الداخلي "الشاباك" من أشرس وأقوى الأجهزة في العالم.. لكن هذه الأسطورة تحطمت بأيدي الأبطال البواسل من المقاومة الفلسطينية المُخلصة لقضيتها مهما كلفها من أرواح.

الآن تنفذ إسرائيل وبكل وحشية غارات همجية على القطاع، متسببةً في استشهاد المئات من الفلسطينيين العُزل، لكن هيهات هيهات أن يُثني ذلك المقاومة عن مواصلة معركتها "طوفان الأقصى"؛ إذ ردت بصواريخ في العمق الإسرائيلي، وتزامن مع ذلك قصف من جنوب لبنان على شمال الأراضي المحتلة، والقادم ما زال يكتنفه الكثير من التفاصيل التي سنراها خلال الأيام المقبلة.

إنني لأبعث برسالة تحية وتقدير إلى كل فلسطيني صابر ومُقاوم ومُحتسِب، يتحمل البربرية الإسرائيلية، ويتمسك أكثر وأكثر بقضيته، ويعمل على استعادة حقه بشتى السبل، حتى وإن كان الثمن حياته فداءً لوطن السلام في أرض السلام..

وأختم بهذه الكلمات من أغنية "زهرة المدائن" التي ألفها الأخوان رحباني وأبدعت في غنائها قيثارة الشرق السيدة فيروز:

البيت لنا والقدس لنا

وبأيدينا سنعيد بهاء القدس

بأيدينا للقدس سلام آتٍ

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دعوات عالمية لمسيرات حاشدة يوم الجمعة في ذكرى طوفان الأقصى

تتواصل الدعوات العالمية للنفير العام والمشاركة الحاشدة في المسيرات التي ستخرج يوم الجمعة المقبل، في الذكرى السنوية الأولى لمعركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ودعا نشطاء وفصائل فلسطينية إلى التصعيد الشامل من خلال الاشتباك المفتوح مع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، والمشاركة في الدعوات العالمية للنفير في ذكرى "طوفان الأقصى".

وأكدت الدعوات على ضرورة الخروج الحاشد والنفير العام الجمعة المقبل الموافق 4 أكتوبر 2024، وذلك بعد عام على "طوفان الأقصى" الذي ارتفعت فيه رايات "العزة".

وجاء في الدعوات: "يا أبناء الأمة الإسلامية في كل بقاع الأرض.. يا من تحملون في قلوبكم حب الأقصى والقدس.. ندعوكم بصوت الإيمان والعزة.. للنفير العام والمشاركة في الانتفاضة الكبرى.. يوم الجمعة الموافق 4 أكتوبر".

وأعلن الشباب الثائر في فلسطين النفير العام من أجل تصعيد المواجهة والاشتباك مع قوات الاحتلال، في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، ونصرة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتنديدا بحرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة ولبنان، ورفضا للتورط الأمريكي المباشر في العدوان.



ودعا الشباب الفلسطيني الثائر إلى تصعيد المواجهة يوم الجمعة الموافق 4 أكتوبر - تشرين الأول 2024، من كافة الميادين والمساجد باتجاه نقاط التماس مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتتصاعد دعوات النفير لالتحام الضفة الغربية والقدس المحتلة مع المقاومة في غزة ولبنان، إلى جانب إشعال الغصب في وجه الاحتلال عبر العمليات النوعية.

وتأتي هذه الدعوات على وقع تصاعد العدوان الإسرائيلي في غزة ولبنان، وتزامنا مع هجمات صاروخية غير مسبوقة وجهاتها إيران أمس، صوب أهدف للاحتلال الإسرائيلي.

وهاجمت إيران بنحو 300 صاروخ باليستي مواقع عسكرية ومطارات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقالت إنه جاء ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، بمبدأ الدفاع عن النفس وحفظ الأمن.

واستخدمت إيران في هجومها الأخير وللمرة الأولى، صواريخ فرط صوتية من طراز "فاتح" في هجومها على الأهداف العسكرية للاحتلال الإسرائيلي.

وتعدّ هذه الصواريخ من أبرز إنجازات الصناعات العسكرية الإيرانية، حيث تم الكشف عنها لأول مرة، في حزيران/ يونيو من عام 2023، خلال استعراض عسكري٬ بحضور الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، الذي أشاد بالصاروخ الجديد٬ ووصفه حينذاك بأنه "من مكونات الاقتدار الوطني".

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ363 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عام على طوفان الأقصى: من ربح ومن خسر؟
  • دعوات عالمية إلى مسيرات حاشدة يوم الجمعة في ذكرى طوفان الأقصى
  • غزة في عام.. تغطية خاصة للجزيرة نت ترصد عاما بعد طوفان الأقصى
  • دعوات عالمية لمسيرات حاشدة يوم الجمعة في ذكرى طوفان الأقصى
  • قيادات إسرائيلية أطاح بها طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ362 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • إخوان الأردن يدعون للنفير الجمعة دعما لـطوفان الأقصى في ذكراها الأولى
  • أبرز 10 مجازر إسرائيلية بغزة بعد عام من طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ361 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة