الإيكونوميست: طوفان الأقصى خرب استراتيجية بايدن للشرق الأوسط
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
اعتبرت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن هجوم "طوفان الأقصى" الذي تشنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، منذ فجر السبت الماضي على إسرائيل، ربما خربت خطط الرئيس الأمريكي جو بايدن المتعلقة بالشرق الأوسط لاسيما فيما يتعلق بالتطبيع بين الرياض وتل أبيب وإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
إضافة لذلك، رأت المجلة أن هجوم حماس فجر أزمة حادة في الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي كانت تراها إدارته يعيش فترة أهدأ فترة منذ عقدين، وتضاف الحرب إلى الأزمة المزمنة في أوكرانيا وتلك التي تلوح بالأفق في تايوان.
وفي 29 سبتمبر/ أيلول قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن "الشرق الأوسط هادئ اليوم وأكثر مما كان عليه قبل عقدين"، لكن يبدو أن هجوم حماس غير هذا المفهوم وينذر بترددات محتملة في الشرق الأوسط ربما تكون خارجة عن السيطرة.
وذكرت المجلة أن جهود بايدن للتوسط في صفقة تطبيع بين إسرائيل والسعودية، أصبحت متوقفة الآن، وبات منظور حل الدولتين الذي تبنته إدارته بعيد المنال.
كما أن تطلعات بايدن لتخفيض التوتر مع إيران أصبحت غير محتملة، وتلاشت آماله بالتحول عن الشرق الأوسط وتركيز جهوده لمواجهة القوى العظمى مثل الصين.
وقبل أقل من أسبوعين من هجوم حماس، قال سوليفان في مؤتمر نظمته مجلة "أتلانتك" بحس راض عن نفسه إن "حجم الوقت الذي كرسته للأزمة والنزاع في الشرق الأوسط، مقارنة مع أسلافي بفترة ما بعد 9/11 خفض بشكل واضح".
اقرأ أيضاً
طوفان الأقصى يجبر الفدائي على الانسحاب من كأس ميرديكا الودية
وفيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائل، قالت المجلة إن ولي العهد السعودي صرح الشهر الماضي أن السلام قريب مع إسرائيل، ولكن وزير الخارجية السعودية حمل إسرائيل مسؤولية هجوم حماس نظرا للإحتلال وحرمانها الفلسطينيين من حقوقهم.
وظلت المطالب السعودية عائقا أمام انضمام السعودية لنادي اتفاقيات إبراهيم، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيواجه خطر انهيار ائتلافه لو قدم تنازلات للفلسطينيين بموجب الصفقة المتوقعة.
وقال آرون ديفيد ميلر من مركز كارنيجي للسلام العالمي إن قدرة الولايات المتحدة تحقيق صفقة سعودية- إسرائيلية انخفضت إلى صفر، على الأقل الآن.
وأكدت المجلة أن أي زعيم إسرائيلي لن يقدم تنازلات للفلسطينيين في الظرف الحالي، ولن يسارع محمد بن سلمان لعقد صفقة مع زعيم إسرائيلي قد يخسر منصبه، واستسلم بايدن للتأخير، وقال مسؤول أمريكي "هناك طريق طويل أمام العملية".
وعلى صعيد أخر، فقد فقد كان الخطر الأكبر على بايدن هو الغضب ضد إيران، ويقول المسؤولون الأمريكيون والحكومة الإسرائيلية إنه لا توجد أدلة تربط طهران مباشرة بالهجمات الأخيرة، لكن الجمهوريين يحاولون الربط بين الهجوم على إسرائيل وسياسات بايدن من النظام الديني في إيران.
فقد جاء إلى السلطة على أمل إحياء الاتفاقية النووية التي وقعها باراك أوباما وخرج منها دونالد ترامب والحد من نشاطات إيران النووية، لم يحقق صفقة وإيران باتت قريبة من القنبلة النووية.
وهاجم الجمهوريون بايدن لأنه خفف من السياسة المتشددة تجاه إيران، التي فرضها ترامب وقراره الإفراج عن 6 مليارات دولار من عوائد النفط المستحقة على كوريا الجنوبية مقابل إفراج إيران عن رهائن أمريكيين، مع أن الأموال المفرج عنها محفوظة لدى قطر.
وبحسب المجلة فإنه في الوقت الحالي سيحتضن بايدن بناء على معتقد سياسي أو ضرورة إسرائيل، وهو ما شكره نتنياهو عليه، ولو افترضنا أنه بالإمكان تدمير حماس، فلا بايدن أو نتنياهو لديه الجواب على ما سيحدث بعد انتقام إسرائيل، من سيحكم غزة؟ وماذا سيكون وضع الفلسطينيين في العقلية الإسرائيلية؟
وخلصت المجلة أنه كما تعلمت إسرائيل من مغامرتها الفاشلة في لبنان 1982 وأمريكا من العراق وأفغانستان، فمن السهل أن تنجر في حرب ضد ما أسمتهم "الإرهابيين"، ولكن من الصعب الخروج منها.
اقرأ أيضاً
ذا إنترسبت: اتفاقيات أبراهام تنهار بسبب طوفان الأقصى.. وبايدن يتحمل المسؤولية
المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين طوفان الأقصى إسرائيل جو بايدن الشرق الأوسط طوفان الأقصى الشرق الأوسط هجوم حماس
إقرأ أيضاً:
وثيقة تضرب إسرائيل.. الإعلام العبري يكشف كواليس وتفاصيل مثيرة عن هجوم 7 أكتوبر
زعمت وسائل الإعلام العبرية أنه تم العثور على وثيقة عملياتية خلال العمليات البرية في غزة، تكشف تفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر "طوفان الأقصى" الذي نفذته المقاومة الفلسطينية، ردا على انتهاكات الاحتلال في الضفة الغربية والمسجد الأقصى.
ويقول الإعلام العبري، إن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف هو من قام بإصدار الوثيقة وتم توزيعها في 23 سبتمبر 2023 على 25 قائدًا رفيع المستوى في حماس، حيث قام بإعطاء أوامر الهجوم أي قبل أسبوعين من هجوم 7 أكتوبر.
تفاصيل الوثيقة
وتحتوي الوثيقة، وفق الإعلام العبري، على خطة شاملة للهجوم، تشمل توقيت الهجوم، وتوزيع القوات، والأهداف الدقيقة لكل وحدة، في خطوة تكشف عن استعدادات مكثفة كانت تجري خلف الكواليس. وعلى الرغم من توزيعها على عدد كبير من القادة العسكريين، إلا أنها لم تتسرب إلى أجهزة الأمن للاحتلال الإسرائيلي.
وتقول هيئة البث الإسرائيلية إنه: "بحسب الوثيقة، كان من المخطط تنفيذ الهجوم على ثلاث موجات: أولاً قوات نخبة، تليها قوات نخبة وقوات نظامية مشتركة، وأخيراً ما أطلق عليه "موجة المدنيين المتطوعين".
أول تعليق من حماس حول تسليم أسرى إسرائيل أمام صور "محمد الضيف"بيان من حزب الله تعليقا على إعلان حماس عن استشهاد محمد الضيفوفاءً لروح محمد الضيف .. حماس تدعو لهذا الأمر بعد صلاة الجمعةمحمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصىيبعث على الافتخار .. "الحوثي" يعلق على استشهاد الضيف ورفاقهوأشارت إلى أن "الخطة تضمنت تفاصيل دقيقة عن مراحل الهجوم: من إطلاق الصواريخ المكثفة، واستخدام الطائرات الشراعية والطائرات بدون طيار لتعطيل أنظمة المراقبة الإسرائيلية، إلى الاجتياح البري".
وقالت: "كما حددت الوثيقة بدقة البلدات والمواقع الإسرائيلية التي ستغزوها كل قوة، بناء على التقسيم الجغرافي".
سرية تامة
ولفتت هيئة البث الإسرائيلية إلى إشكالية عدم وصول أي معلومة إلى إسرائيل عن الهجوم وموعده، رغم صدوره قبل أسبوعين من تنفيذه.
وأضافت الصحيفة العبرية، أنه "في اجتماع تقييم الأوضاع الذي عُقد في 27 سبتمبر، أي قبل عشرة أيام من الهجوم، قدّر كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون حاليفا، ووزير جيش الاحتلال السابق يوآف جالانت أن الفصائل الفلسطينية تسعى إلى تسوية طويلة الأمد مع إسرائيل"، مما يشير إلى أن التخطيط للهجوم كان يجري بسرية تامة دون أن يتم اكتشافه من قبل الاستخبارات الإسرائيلية.
وسخرت الصحيفة من القدرات الاستخباراتية للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حيث قالت إن هذه المعلومات تؤكد على مستوى التخطيط والتنسيق العالي داخل حركة حماس، وقدرتها على الحفاظ على سرية تحركاتها حتى عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وفي جميع تصريحاتهم، يقول المسؤولون الإسرائيليون إن زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار هو من أصدر قرار الهجوم.
ولكن هيئة البث الإسرائيلية قالت: "شهدت الوثيقة، التي تم الكشف عنها خلال القتال داخل أنفاق حماس، أنه على عكس التقديرات السابقة، كان محمد ضيف، وليس يحيى السنوار، هو المسؤول الرئيسي عن الهجوم".