تشارك مؤسسة حمد الطبية، بوصفها شريكا بلاتينيا رئيسيا، في مؤتمر منظمة "بلانتري" الدولية حول الرعاية المرتكزة على الفرد 2023 في نسخته الحادية والثلاثين، المنعقد في بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية.

ومنظمة "بلانتري" هي منظمة أمريكية مرموقة متخصصة في مجال الخدمات الاستشارية في الرعاية الصحية، ويعد مؤتمرها السنوي من الفعاليات الرائدة المتخصصة في مجال الرعاية المرتكزة على المريض.

ويعتبر مفهوم الرعاية المرتكزة على المريض منهجية متكاملة لتقديم الرعاية الصحية التي يتم خلالها منح الأولوية للمشاركة الفعالة للمرضى وأسرهم في الرعاية الصحية المقدمة لهم، مع التركيز على مبادئ الشراكة، والتعاطف والشفافية والإنصاف.

ويسلط برنامج المؤتمر لهذا العام، والذي يختتم أعماله غدا الأربعاء، الضوء على الارتباط بين الجودة والسلامة والرعاية المرتكزة على الفرد، مع التركيز على رفاهية وسلامة مقدمي الرعاية واستدامة الرعاية الصحية، وذلك بمشاركة نخبة من المتخصصين في مجال الرعاية الصحية والرواد في مجال الرعاية المرتكزة على الفرد من جميع أنحاء العالم.

وقال السيد ناصر النعيمي نائب الرئيس لقطاع الجودة بمؤسسة حمد الطبية ومدير معهد حمد لجودة الرعاية الصحية إن تعزيز الرعاية المرتكزة على الفرد في مؤسسة حمد يهدف إلى إحداث تحول في كيفية تقديم الرعاية للمرضى.

وأضاف أن الرعاية المرتكزة على الفرد تتصدر برنامج جهود المؤسسة الشامل لتحسين الجودة في مختلف المجالات وتسهم في تشجيع فرق العمل على إيجاد طرق مبتكرة لتعزيز تجربة المريض وضمان حصوله على أفضل رعاية ممكنة.

واستعرضت مؤسسة حمد الطبية خلال مشاركتها في المعرض المصاحب للمؤتمر جهودها في تطوير المنهجية التي تقدم بها الخدمات من خلال ترسيخ ثقافة الرعاية المتمركزة على المريض في منظومة الرعاية الصحية بالمؤسسة.

بدورها نوهت الدكتورة سوزان فرامبتون رئيس منظمة بلانتري الدولية بالشراكة مع مؤسسة حمد الطبية في مؤتمر بلانتري 2023 حيث تلتزم مؤسسة حمد بإضفاء الطابع الإنساني على تجربة الرعاية الصحية المقدمة لمرضاها من خلال ترسيخ ثقافة الرعاية المتمركزة حول الفرد، ويسهم هذا الالتزام في تحسين تجربة الرعاية الصحية للمرضى والموظفين والمجتمع ككل.

وأضافت أنه انطلاقا من أن مؤسسة حمد الطبية شريك في المؤتمر فهي تعمل على توسيع هذا الدور الريادي من خلال المساعدة في تشكيل مجتمع عالمي من داعمي الرعاية المرتكزة على الفرد من أجل توسيع نطاق اعتماد منهجية الرعاية المرتكزة على الفرد حول العالم.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: مؤسسة حمد الطبية مؤسسة حمد الطبیة الرعایة الصحیة فی مجال

إقرأ أيضاً:

الفضيلة والتخويف

سبتمبر 27, 2024آخر تحديث: سبتمبر 27, 2024

دارين المساعد

كاتبة سعودية

ما الذي يجبر الإنسان على الصمت وتجاهل السؤال إذا كان يملك الاجابة؟  إنهما الحياء والجهل لأنهما صفتان لا تلتقيان بالمعنى إنما تشتركان بالحاجة الى المعرفة والتطوير. فإن تسليط الضوء بالتوعية على كل جوانب الحياة يغلق المسافات بينهما فلا تشتركان في شيء. لكن في موضوع الثقافة الجنسية بالتأكيد يتولّد الجهل من الحياء والحرج من السؤال وطلب الفهم للمعاني والرغبات والاطلاع على الحاجات ومسبباتها.

أما القلق من حكم الآخرين هو قناع تشكل رغما عنّا في الطفولة وارتديناه طوال سنوات حياتنا. بتفعيل الوالدين لثقافة العيب والحرام هذا مما جعل من الأجيال الناشئة على مر عقود يشعرون بالغرابة من أنفسهم ومما يحدث في داخلهم من استعداد لاتخاذ الدور المادي في عملية الخلق.

الكُل في مجتمعاتنا بلا استثناء نشأ على معتقدات العار من غريزته الطبيعية. مرّت عقود وعاش البعض ومات الاكثرية دون فهم لهذه المشاعر وتوجيهها بالطريقة السليمة. تحقيقاً للضوابط الاجتماعية فإن التوعية الأولية مهمة الوالدين لكنهما أيضاً يحملون نفس المعتقد بأن الجنس مرتبط بالعار ويبثون هذا الموروث من خلال التخويف والتهديد بالعواقب والأمراض والموت الى ابنائهم ظناً منهم أن هذا هو أنسب سلوك لتعزيز العفة.

وتبعاً لذلك فإن الخوف لم يمنع الشباب من الممارسات العابرة وتفعيل التعلق بها لسريّتها بل حرر طاقات سيئة للمجتمع من قضايا اغتصاب وتحرش لا يردعها قانون أو عرف.  صورة عن انفجار غريزة وتمرّد يَجُبُ ما قبله. وهو نتيجة حتمية للكبت الطويل تحت حراسة الجهل والخزي. لأن إخفاء المشاعر والتعامل معها بسريّة يساهم في تدفق الأفكار الظلامية وينمّي الشيطان من خلال هذا التدفق كل حزن وألم ويقود الإنسان إلى الرغبة في تفريغ اوجاعه بالآخرين واعتبارهم أجساد لتلقي الملامة بحجة اللذة لا اشخاص يتشاركون معه العاطفة والسلام. السلوكيات الشاذة والعنيفة نشأت من الصمت وانعدام التنوير والحوار.

عمود النور والمكان المقدس تعبر عن الأعضاء التناسلية للجنسين باللغة السنسكريتية وهي لغة قديمة من اللغات الأربعة بعد الثمانين في الهند .

ونلاحظ الإشارة هنا إلى أهمية نقاوة التعبير عن هذه الأعضاء وذكرها بطريقة مُلهمة يحفز انتمائنا لها وارتباطها بمشاركتنا الفعالة في حفظ النوع البشري. الكلمة أداة تعبر الى القلب والعقل دون تصريح مسبق حسب ماتحمله من معنى. والتعبير السليم برمجة لغوية من ركائز التوعية بالثقافة الجنسية. ثم من خلال التعبير يفهم الفرد من مرحلة الطفولة المتقدمة بأن الجسد ملكية خاصة لا يجوز لمخلوق التعدّي عليه او التنمر على شكله او تهميش مهمته السامية الممنوحة له من الخالق سبحانه وتعالى.

الجسد مادة نتعامل بها مع الأشياء والأشخاص، ويؤثر بالآخرين مادياً ومعنوياً من خلالنا، ويتأثر بنا بطريقة تفكيرنا، يخزن مشاعرنا في العظام والعضلات وفي القلب والأعصاب والشرايين. وهذا يفعل الانسجام الفكري بين الشريكين عند اللقاء ويعزز الارتباط ويفعّل لغة تواصل أكثر حميمية وألفة يمكن استغلالها في توطيد العلاقة وفهم الذات وتحرير المشاعر والتعبير عن المحبة والانسجام وهي لغة مباشرة من الخافية _ العقل الباطن _ تستقبل وترسل الترسبات والموروثات والتوجهات الفكرية والأحاسيس الوجدانية وتتعامل معها باللذة والاستمتاع.

وهذه التأثيرات القريبة يجب أن تكون واضحة لكل البالغين حتى يختار كل منهم شريكه دون خوض للعلاقات المتعددة وانتقال الكثير من الصدمات والأفكار عبرها حتى يرهق الجسد والوجدان معاً وتتكرر عليهما البصمات من خوض التجارب العشوائية.

العلاقات العابرة تجعل من الألم رغبة ومن الحزن احتياج، تختلط المفاهيم وتغيب الحقيقة عن العقل. ويقود القلب طوال المرحلة أعمى البصيرة يجر أذيال الخيبة بعد كل استغلال، يبحث الفرد عن نفسه في الآخرين، ويتعلق الإشباع الغريزي تحت مسمى الحب دون توافق فكري تبنى على أساسه علاقة صحيّة يدرك أطرافها واجباتهم وحقوقهم، تتفشّى التسليّة بالقلوب والوعود وتعظم صغائر التصرفات وتصغر الكبائر في عين المذنب العاشق، وكل الكلمات وما يعقبها من احساس مشروط بالجنس ويتفرع عنه باعتباره نواة العلاقة.

إنقاذ هذا الجيل يبدأ من التوعية ومن انفتاح العائلة على الحديث الصريح وتخطي الاحراج ومتابعة الأبناء وتنقية مكتسباتهم العلمية. العفة جزء من مصفوفة القيم التي تبدأ من معرفة الفرد لحقوقه الإنسانية والاجتماعية والوعي بحاجاته وكيف يلبيها باستحقاق عالي ومنزه عن الخطأ والاستغلال والحرام، الفضيلة لا يمكن فرضها بالتخويف لكنها تنبت حيث يجد المرء قيمته الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • “من أسوأ العواصف بالتاريخ الحديث”.. 60 قتيلاً حصيلة الإعصار هيلين بالولايات المتحدة
  • الإمارات شريكاً رئيسياً في مكافحة الجرائم المالية العالمية
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يشارك في مؤتمر الأهرام الرابع للدواء
  • الفضيلة والتخويف
  • وزير الصحة اللبناني: أكثر من 40 عاملا في مجال الرعاية الصحية استشهدوا في العدوان الإسرائيلي
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان» تشارك في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل
  • مذكرة تفاهم مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لتقديم خدمات هيئة الرعاية الصحية لهم
  • «الرعاية الصحية»: توقيع مذكرة تفاهم مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين الأجانب
  • الإمارات.. خبراء يؤكدون أهمية الرعاية الصحية لأصحاب الهمم
  • المؤتمر العالمي للتأهيل.. خبراء يؤكدون أهمية الرعاية الصحية لدعم أصحاب الهمم