حصن الخابورة.. وجهة سياحية بأنغام تراثية
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
د. محمود البلوشي
بحلته الجديدة ظهر حصن الخابورة الشهير الشامخ وانتعشت الحياة فيه من جديد بعد أن تم استثماره من قبل أحد رجال الأعمال بالولاية، وابتهج بذلك أبناء الخابورة رجالا ونساء كهولا وشبابا وبدت الخابورة كأنها تعيش حقبة حضارية جديدة لأقدم معلم في الولاية الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
واستُخدم حصن الخابورة قديمًا للحكم وإدارة شؤون الولاية نظرا لموقعه الاستراتيجي ويتكون حصن الخابورة من عدة غرف منها غرف الجلوس وغرف للزوار وغرف لتخزين المواد الغذائية والأسلحة وغرف لسكن حراس الوالي (عسكر الوالي) إضافة إلى السكن الخاص بالوالي وأسرته، والحصن مبني من الطوب الطيني وتم ترميمه من قبل وزارة التراث والثقافة عام 1994م ويوجد بالحصن أيضاً برجان الأول دائري الشكل والثاني مستطيل الشكل ويبلغ طول الحصن 53 مترا وعرضه 24 مترا ويطل بإطلالة مهيبة على بحر عمان، ويوجد بالحصن مكان يسمى البرزة مخصص للاجتماعات بين الوالي وشيوخ وأعيان ورشداء الولاية وأيضًا تستخدم البرزة للوقوف والفصل في النزاعات الدائرة بين أبناء الولاية وسجنا للمخالفين. وفي تلك البرزة اجتمع السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- مع شيوخ الولاية عام 1971، ومن بعد الاجتماع بالشيوخ والرشداء توجه السلطان لتناول وجبة الغداء ببيت الشيخ سلطان بن سيف الحوسني- رحمه الله- بالهجاري ومن ثم تابع السلطان الراحل رحلته إلى ولاية عبري عبر طريق وادي الحواسنة.
ومن المعالم البارزة والمجاورة للحصن من جهة الغرب مدرسة الحواري بن مالك، وهي أول مدرسة في الولاية ومن أقدم مديريها الحاج خميس بن محمود والأستاذ حمد بن خليفة والأستاذ راشد العدواني، والفرضة وهي مطلة على البحر مباشرة وتستخدم لتحصيل الجمارك سابقاً للسفن القادمة من الهند ومن أفريقيا وإيران ويديرها الحاج سعيد محمود البلوشي رحمة الله عليه والمعروف بين أبناء الولاية (راعي الفرضة).
أما من جهة الشرق فتوجد محكمة الخابورة القديمة وعلى البحر مباشرة يطل مستشفى الخابورة ونادي الخابورة الذي يُدار من شيوخ الولاية وهم أبناء الشيخ المرحوم سلطان بن سيف الحوسني وأولاده، ويوجد أيضا في نفس المنطقة سوق الخابورة القديم الشهير والذي يعد من أقدم الأسواق في السلطنة ويرتاده الناس إلى اليوم ومن أشهر تجاره أولاد الحاج حيدر وفي مقابل الحصن يوجد محل صغير بقالة لشخصية يعرفها أبناء الخابورة إلى اليوم بدكان "حياة يتوم".
ويوجد في ولاية الخابورة سبع قلاع وواحد وعشرون حصنًا، أشهرها حصن الخابورة، ومنها: (حصن الهجاري والقصبية والبديعة والعقلي وسور قطيط وسور الدواحنة وفلج بني ربيعة والخبت وخزام وسهيلة)، وبها أبراج شهيرة مثل: (برج القصف وبرج البديعة وبرج المثار وبرج البومة). وكانت تقام أمام مبنى الحصن مباشرة احتفالات السلطنة بالأعياد الوطنية، ويتم أيضًا من الحصن إطلاق المدفع أيام الأعياد وأيام شهر رمضان؛ حيث يوجد أمام مبنى الحصن مدفعان باتجاه بحر عمان، ويعد حصن الخابورة واجهة أمنية عسكرية لحماية الولاية من أي هجوم بحري وتسترشد به السفن القادمة إلى فرضة الخابورة لتنزيل وتحميل السلع.
واليوم والحمد لله وبناء على أوامر القيادة الرشيدة السامية بتشجيع الاستثمار ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على الاستفادة من المعالم الأثرية وتحويلها إلى معالم سياحية وحث أصحاب السعادة محافظي المحافظات على ذلك، يصبح حصن الخابورة اليوم وجهة سياحية تراثية جميلة وستبدأ الفعاليات والسمرات والندوات في ذلك الحصن الشامخ.
في الختام.. نتقدم الشكر الجزيل لمعالي وزير التراث والسياحة والشكر موصول إلى سعادة محافظ الباطنة شمال وسعادة والي الخابورة وكافة شيوخ ورشداء وأعيان الولاية، ونتمنى أن نرى قريبًا كافة الحصون والقلاع في السلطنة قد تحولت إلى وجهات سياحية ونزل تراثية يتم التسويق لها عالميًا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المحروقي: شراكات دولية واتفاقيات لتطوير مشاريع سياحية جديدة ضمن معرض سوق السفر العالمي بلندن
لندن- العُمانية
انطلقت أمس في العاصمة البريطانية لندن فعاليات معرض سوق السفر العالمي الذي تشارك فيه سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التراث والسياحة، ويستمر ثلاثة أيام.
ويترأس الوفد معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، وبمشاركة عدد من المسؤولين بالوزارة، وممثلي 32 من مؤسسات السفر والسياحة والفندقة إلى جانب مشاركة العديد من الشركاء الاستراتيجيين.
وتأتي مشاركة سلطنة عُمان في معرض سوق السفر العالمي 2024 بناءً على النمو الكبير الذي يشهده القطاع السياحي، فقد حققت سلطنة عُمان نتائج إيجابية ملحوظة في السنوات الأخيرة، فارتفع عدد السياح إلى ما يقارب 4 ملايين سائح في عام 2023، بزيادة قدرها 36.7% مقارنة بعام 2022م. وشهدت المؤشرات السياحية في سلطنة عُمان ارتفاعًا من يناير إلى يونيو 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي؛ حيث بلغ عدد الزوار القادمين إلى سلطنة عُمان حوالي مليوني زائر، بنسبة زيادة بلغت 3.2%.
وأوضح معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة: إن مشاركة سلطنة عُمان في معرض سوق السفر العالمي تأتي في إطار خطط الوزارة لتعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة سياحية رائدة في المنطقة والترويج للمقومات السياحية الطبيعية والتراث العريق والتعاون مع الشركات السياحية العالمية، وجذب الاستثمارات وعقد شراكات دولية جديدة، وإبرام اتفاقيات لتطوير مشاريع جديدة تسهم في تطوير القطاع السياحي، وضمان تقديم تجربة سياحية فريدة تلبي تطلعات المسافرين، ما يعزز من مكانة سلطنة عُمان كوجهة سياحية متكاملة ومستدامة.
وشهد جناح الوزارة العديد من اللقاءات المباشرة مع الوزراء والمسؤولين ممثلي الدول المشاركة؛ بهدف تعزيز علاقات التعاون في مجال السياحة واستقطاب السياح واستعراض فرص الاستثمار المتاحة بالقطاع السياحي بسلطنة عُمان، بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام الرائدة في القطاع. كما يعرض الجناح مجموعة من المبادرات والمشاريع السياحية الجديدة.