لجريدة عمان:
2025-03-16@05:18:54 GMT

7 أكتوبر سقوط الغطرسة الإسرائيلية

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

سجلت المقاومة الفلسطينية تاريخا مجيدا في معركة طوفان الأقصى، ولقنت الجيش الإسرائيلي درسا قاسيا من خلال خطة عسكرية استراتيجية جعلت الكيان الإسرائيلي وقيادته العسكرية في ذهول، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب دهشوا من تلك العملية الفلسطينية التي شنتها على الكيان الصهيوني فجر يوم السبت السابع من أكتوبر، وهو تاريخ له رمزية وطنية في تاريخ العسكرية العربية، حيث سجلت القوات المسلحة المصرية نصرا كبيرا في السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ وهو عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصين.

وكذلك القوات السورية كان لها دور كبير في اختراقات الجولان عدا المساندة الكبيرة من القوات العراقية في الجولان.

ومن هنا فإن يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ دخل التاريخ العسكري العربي حيث تهاوت القواعد العسكرية الإسرائيلية في المستوطنات لتسجل إسرائيل أكبر النكسات العسكرية في تاريخها الحديث قياسا بالوضع الجغرافي لقطاع غزة المحاصر منذ عقدين وعدم وجود جغرافيا جبلية تساعد على الكر والفر كما هو الحال في جنوب لبنان. علاوة على أن إسرائيل تملك الإمكانات التقنية والمخابرات وتزويد حليفتها أمريكا لها بكل العتاد العسكري والدعم الاقتصادي.

إن سقوط الغطرسة الإسرائيلية يوم السابع من أكتوبر هو شيء مهم واستراتيجي في إطار الصراع العربي الإسرائيلي حيث إن الكيان الإسرائيلي ينتهك المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى المبارك والاعتداءات المتكررة على المصلين، وكذلك الحال في المسجد الإبراهيمي في الخليل.علاوة على التنكيل والقتل بالشعب الفلسطيني طوال سبعة عقود ومن هنا فإن المتسبب بكل الأحداث والحروب هم المتطرفون في إسرائيل من خلال الحكومات المتشددة وخاصة المتطرف نتنياهو الذي يواجه جملة من قضايا الفساد أمام المحاكم الإسرائيلية.

إن الحرب العسكرية والمواجهة المسلحة شيء وما تقوم به الآلة العسكرية من تدمير مساكن وبيوت المدنيين في قطاع غزة شيء آخر، حيث إن قصف وتدمير البنية الأساسية في غزة واستشهاد الأطفال والنساء والشيوخ هو عمل إرهابي وإجرامي من قبل تلك العصابة التي تحكم الكيان الإسرائيلي. وعلى المنظمات الحقوقية أن توثق تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الإجرامية والتي تدعو إلى قتل الفلسطينيين في قطاع غزة. كما أن الدعم الغربي والأمريكي ليس مستغربا في ظل سيطرة ونفوذ الصهيونية العالمية على القرار السياسي والنفوذ الاقتصادي منذ عقود. كما أن الغرب بداية من بريطانيا ووعدها المشؤوم عام ١٩١٧ وبعد ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا كلها ساهمت بالمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ سبعة عقود.

إن السابع من أكتوبر هو صرخة شعب مظلوم ضد الغطرسة والاستكبار الإسرائيلي والغربي الذي يتشدق بحقوق الإنسان ويتباكى على ضحايا الكيان الإسرائيلي، في حين أن الشعب الفلسطيني هو ضحية الإرهاب الإسرائيلي منذ عقود وعلى ضوء ذلك فإن المقاربة السياسية التي تدعو لها دوما الدبلوماسية العمانية لإنهاء هذا الصراع الدامي هو إقرار السلام الشامل والعادل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. عدا ذلك فليس هناك أمن لإسرائيل المعتدية. وإن كفاح الشعب الفلسطيني سوف يتواصل من خلال الأجيال المتعاقبة ومن خلال ردود الفعل الدولية، وإن دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا علاوة على الدول العربية كلها تؤيد الحق الفلسطيني، كما أن هناك روسيا الاتحادية والصين. ومن هنا فإن هذا الدرس العسكري والصدمة في إسرائيل ينبغي أن تكون دافعا لإقرار السلام بعيدا عن تلك الغطرسة التي تهاوت تحت أقدام أبطال معركة طوفان الأقصى. ومن هنا فإن الشعب الفلسطيني يتوق للسلام حالة مثل بقية شعوب العالم ولكن في ظل العدالة والكرامة ورجوع الحقوق وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، عدا ذلك فإن الصراع العسكري سوف يمتد لعقود ولأجيال ولن تنعم إسرائيل بالسلام والاستقرار في ظل احتلالها البغيض والذي يعد أبشع احتلال عرفه العالم في تاريخه الحديث.

إن الدول العربية وقياداتها أمام مسؤولية تاريخية لدعم الشعب الفلسطيني والمقاومة ولدحر العدوان الإسرائيلي من خلال خطوات ومواقف عملية في ظل الانحياز السافر لواشنطن والعواصم الغربية التي عميت أبصارها عن سلوك الكيان الإسرائيلي وهو يدمر المساكن والبيوت على رؤوس ساكنيها الآمنين.

إن الكيان الإسرائيلي مدان من قبل أحرار وشعوب العالم، وهو يرتكب جريمة إنسانية بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة ليعوّض خيبته وهزيمته المذلة التي دخلت تاريخ العسكرية وهو الجيش الجرار، الذي يواجه حركة مسلحة بإمكانات أقل بكثير من قدرات الجيش الإسرائيلي المتغطرس، لكن الفارق الكبيرة هو الإيمان والتضحية في مقابل الحرص على الحياة من قبل جنود الاحتلال. هنا يبرز الثبات والروح الإيمانية العالية ووجود عدالة القضية الفلسطينية. كما أن التخطيط والسرية كان لهما دور كبير في مباغتة العدو الإسرائيلي وباعتراف قياداته وأعلاه كبار الاستراتيجيين في الكيان الإسرائيلي الذين تحدثوا لشبكات التلفزيون في إسرائيل واعترفوا بأن حماس سجلت نصرا واضحا على الجيش الإسرائيلي الذي فقد توازنه في نصف ساعة.

إن ورقة الأسرى التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية هي كنز استراتيجي ومن خلالها يتم التفاوض على خروج كل الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي وهو بالآلاف وهذا سيكون انتصارا استراتيجيا إضافيا وهزيمة أخرى سياسية للكيان الإسرائيلي. أما مسألة القضاء وتصفية المقاومة الفلسطينية فهذا هو المستحيل، حيث من الصعب كسر إرادة الشعوب، والمقاومة هي جزء أصيل من الشعب الفلسطيني في كل محافظات فلسطين المحتلة. ومن هنا فإن التدمير وقصف وقتل المدنيين من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية هو تعبير عن العجز والصدمة والخذلان الذي حدث يوم السابع من أكتوبر الذي سيبقى أحد الأيام الخالدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وتاريخ الأجيال القادمة، وسوف يظل سلوك الكيان الإسرائيلي مشينا كما هو منذ سبعة عقود ملطخا بالدماء وانتهاك حقوق الإنسان تحية وطنية للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وأيضا للشعب العماني الذي خرج في مسيرة سلمية تضامنا مع إخوانه في فلسطين كما هو الحال مع بقية الشعوب العربية وأحرار العالم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الکیان الإسرائیلی السابع من أکتوبر الشعب الفلسطینی فی تاریخ من خلال کما أن من قبل

إقرأ أيضاً:

بيان مجموعة السبع لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي

(CNN)-- أصدر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، الجمعة، بيانا لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويشير بدلا من ذلك إلى ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني.

وكانت البيانات المشتركة الصادرة عن مجموعة السبع خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن تؤكد الالتزام بحل الدولتين. ومع ذلك، لم تُعرب إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دوناد ترامب عن دعمها لقيام "دولة فلسطينية". وقد أعرب الرئيس دونالد ترامب مرارا وتكرارا عن رغبته في "السيطرة" على غزة وتهجير سكانها - وهي فكرة رفضها الحلفاء الإقليميون، وفي حالة تطبيقها، قد تمثل جريمة حرب.

وكانت هناك شكوك حول إمكانية توصل وزراء خارجية مجموعة السبع إلى توافق في الآراء بشأن البيان المشترك خلال اجتماعهم في كيبيك.

وأكد بيان مجموعة السبع، الجمعة "على ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني، يتحقق من خلال حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يلبي الاحتياجات والتطلعات المشروعة لكلا الشعبين، ويعزز السلام الشامل والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط".

وأعرب وزراء خارجية المجموعة في البيان عن "قلقهم البالغ إزاء تصاعد التوترات والأعمال العدائية المتزايدة في الضفة الغربية، ودعوا إلى التهدئة".

وأكد البيان "دعم استئناف وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، ووقف إطلاق النار الدائم".

وجاء ذلك بعدما أوقفت الحكومة الإسرائيلية وصول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • تحقيق: هكذا فشل الجيش الإسرائيلي في حماية نير عوز بـ7 أكتوبر
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ” 
  • هل ينجح مقترح "تضييق الفجوات" في كسر "الغطرسة" الإسرائيلية وإنقاذ "صفقة غزة"؟!
  • بيان مجموعة السبع لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي: هذا سبب عدم وصول أي قوات إلى "نير عوز" بهجوم 7 أكتوبر
  • الخارجية الفلسطينية تُدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الحرم الإبراهيمي
  • القناة 14 الإسرائيلية: استنفار للجيش الإسرائيلي في غور الأردن للاشتباه في عملية تسلل
  • مجدداً.. الكيان الإسرائيلي في مواجهة الحصار اليمني
  • مصر أكتوبر: كلمة الرئيس السيسي بالأكاديمية العسكرية تعكس تقدير الدولة للشهداء
  • عاجل| لجنة التحقيق الأممية: الجيش الإسرائيلي استخدم وسائل عنف وأعمال إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني