جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-22@07:37:34 GMT

فرحة النصر

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

فرحة النصر

 

د. سالم عبدالله العامري

لم أكن أتوقع أو أحلم بأن أرى أو أعيش فرحة النصر التاريخي للمُقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني، النصر الذي أعزنا الله به ليغسل عن الأمة عار الهزيمة والذل الذي طال لعقود من الزمن، إذ لم نشعر بالنصر منذ 50 سنة في حرب 6 أكتوبر 1973.. فمُنذ صباح السبت الموافق 7 أكتوبر لعام 2023، تفاجأ العالم بهجمات أبطال القسام على غلاف غزة واقتحامهم للمستوطنات الإسرائيلية والتسلل عبر السياج  الأمني والجدار الفاصل ليعبروا الحدود باستخدام أساليب وخطط محكمة ودقيقة.

هذا المشهد التاريخي تابعه المؤمنون والمتعاطفون مع القضية الفلسطينية بفرحة عارمة شاهدوا من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي توالت عبر وسائل الإعلام والتواصل المختلفة الأعمال البطولية التي وثقها الإعلام العسكري لكتائب القسام، وهم يقتحمون الحدود ويأسرون الجنود، ويجهزون على العدو، ويجرجرون جنود الصهاينة على الأرض، ويقصفون الطائرات، ويغنمون معدات وآليات الجيش الإسرائيلي الهارب من قواعده ومناطق الاشتباك، "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه"؛ فعرفوا حق المعرفة أنَّ الله وحده هو الغالب والقاهر؛ فآمنوا بأنَّ النصر من عند الله فثبتهم ونصرهم " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" وأن الله هو القوي العزيز فأعزهم وأثابهم إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".  

تواترت الأنباء على شاشات التلفاز وفي مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، الجميع كان منبهرًا حقًا من هذه المشاهد التي يراها وكأنها حلم بعيد المنال، ولكنه كان واقعُ جميلُ اسمه طوفان الأقصى، أحيا في الأمة الإسلامية روح النصر والثبات والقوة والتمكين، بث في ضمائر اليائسين والمحبطين الذين أسرفوا على أنفسهم ذنوب الخيبة واليأس والخذلان والحسرة أن لا تقنطوا من رحمة الله "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".

وعلى النقيض تمامًا، وفي الوقت الذي شاهد فيه أحرار العالم والمؤمنون بحقوق الشعب الفلسطيني هذه المشاهد المفعمة بمظاهر النصر والعزة والكرامة تلقى اليهود والموالون لهم في كل أصقاع العالم صدمة كبيرة وذهولاً غير مسبوق وخيبات وحسرات جراء ما لقوه وشاهدوه من قتل وأسر وتشريد وهروب إلى ملاجئ الذل والعار والهزيمة، كان هذا الذهول بمثابة زلزال دمر كل ما تملكه إسرائيل من قوة وعتاد، ولطخ سمعة جيشها الذي يدعى بأنه لا يقهر، وما هي إلا ساعات قليلة حتى استباح الأحرار أبطال المقاومة الفلسطينية مساحات شاسعة من أرض العدو المحتل، وتوغل الأبطال برًا وبحرًا وجوًا في كل المستوطنات المتاخمة لغلاف غزة ينشرون الرعب والخوف في قلوب الجيش الإسرائيلي المدجج بالسلاح والعتاد والذي يصنف على أنه من أقوى جيوش العالم خصوصًا في مجال التقنية العسكرية، إلّا أن صبيحة يوم السبت 7 أكتوبر كشفت قناع الزيف والخداع عن وجه جيش إسرائيل الحقيقي، وإنه مجرد وهم مصنوع لإخافة المقاومة والأنظمة العربية والإسلامية.

إن هذا الطوفان الذي زلزل إسرائيل وضربها في مقتل هذه المرة يختلف تمامًا عن باقي العمليات العسكرية السابقة التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية،  لقد غير هذا الطوفان  معادلة الصراع وأحيا الأمل لدى الشعوب والجيوش العربية بالتحرير الكامل لأرض فلسطين، تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، والقبة الحديدية التي لا تخطئ، اهتزت ثقة المجتمع الإسرائيلي بجيشه، وقاداته، وأمنه، واستخباراته، عبرت الصحف الإسرائيلية عن خيبتها واستيائها لما جرى صبيحة اليوم الأسود كما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متوعدًا حماس بالانتقام جراء ما ألحقته بإسرائيل وشعبها من ذل وعار، الشيء الذي أثار ردة فعل شعبية كبيرة تكشف عن حجم الكارثة والصدمة التي يعيشها الكيان الصهيوني جراء عملية طوفان الأقصى.

خلاصة القول.. نختم بما نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية لمقال بعنوان "إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة" للكاتب آري شبيت؛ إذ يقول: "يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"التعاون الإسلامي" تدين استمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات، اليوم السبت، استمرار جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، التي أسفرت عن استشهاد 92 شخصًا وإصابة 219 آخرين خلال الـ 48 ساعة الماضية، والإجمالي إلى 51،955 شهيد و123،034 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأكدت المنظمة - حسبما ذكرت وكالة أنباء السعودية (واس) أن استمرار هذه الجرائم يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية وانتهاكًا صارخًا لكل المواثيق والقوانين والقرارات الدولية والقيم الإنسانية، داعيةً إلى ضرورة وقف العدوان ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي عن جرائمه.
وجددت المنظمة تحذيرها من تصاعد وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى المبارك من قبل مجموعات المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً أن المسجد الأقصى مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن مدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة فلسطين، مشددةً على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة، خصوصًا المسجد الأقصى المبارك.
وجددت دعوتها لمجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف جميع جرائمه وبشكل شامل، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • ذكرى تحرير سيناء| يوم النصر والصمود الذي يجسد إرادة الشعب المصري.. ويحفز الأجيال القادمة على البناء والتنمية
  • إسرائيل تلغي تأشيرات 27 نائبا فرنسيًا على خلفية تصريحات ماكرون حول الدولة الفلسطينية
  • طوفان الأقصى.. بيرل هاربر الفلسطينية التي فجّرت شرق المتوسط
  • إسرائيل تلغي تأشيرات 27 مسؤولاً فرنسياً قبيل زيارتهم للأراضي الفلسطينية
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مخيم نور شمس بالضفة الغربية
  • الجنرال الأميركي الذي لا تريد إسرائيل ضرب إيران دون وجوده
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • هكذا شددت إسرائيل من تضييقها على تحركات قيادات السلطة الفلسطينية
  • ساعر: إسرائيل سترد بشكل أحادي إذا اعترفت فرنسا بالدولة الفلسطينية
  • "التعاون الإسلامي" تدين استمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة