جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-01@01:39:36 GMT

فرحة النصر

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

فرحة النصر

 

د. سالم عبدالله العامري

لم أكن أتوقع أو أحلم بأن أرى أو أعيش فرحة النصر التاريخي للمُقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني، النصر الذي أعزنا الله به ليغسل عن الأمة عار الهزيمة والذل الذي طال لعقود من الزمن، إذ لم نشعر بالنصر منذ 50 سنة في حرب 6 أكتوبر 1973.. فمُنذ صباح السبت الموافق 7 أكتوبر لعام 2023، تفاجأ العالم بهجمات أبطال القسام على غلاف غزة واقتحامهم للمستوطنات الإسرائيلية والتسلل عبر السياج  الأمني والجدار الفاصل ليعبروا الحدود باستخدام أساليب وخطط محكمة ودقيقة.

هذا المشهد التاريخي تابعه المؤمنون والمتعاطفون مع القضية الفلسطينية بفرحة عارمة شاهدوا من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي توالت عبر وسائل الإعلام والتواصل المختلفة الأعمال البطولية التي وثقها الإعلام العسكري لكتائب القسام، وهم يقتحمون الحدود ويأسرون الجنود، ويجهزون على العدو، ويجرجرون جنود الصهاينة على الأرض، ويقصفون الطائرات، ويغنمون معدات وآليات الجيش الإسرائيلي الهارب من قواعده ومناطق الاشتباك، "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه"؛ فعرفوا حق المعرفة أنَّ الله وحده هو الغالب والقاهر؛ فآمنوا بأنَّ النصر من عند الله فثبتهم ونصرهم " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" وأن الله هو القوي العزيز فأعزهم وأثابهم إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".  

تواترت الأنباء على شاشات التلفاز وفي مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، الجميع كان منبهرًا حقًا من هذه المشاهد التي يراها وكأنها حلم بعيد المنال، ولكنه كان واقعُ جميلُ اسمه طوفان الأقصى، أحيا في الأمة الإسلامية روح النصر والثبات والقوة والتمكين، بث في ضمائر اليائسين والمحبطين الذين أسرفوا على أنفسهم ذنوب الخيبة واليأس والخذلان والحسرة أن لا تقنطوا من رحمة الله "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".

وعلى النقيض تمامًا، وفي الوقت الذي شاهد فيه أحرار العالم والمؤمنون بحقوق الشعب الفلسطيني هذه المشاهد المفعمة بمظاهر النصر والعزة والكرامة تلقى اليهود والموالون لهم في كل أصقاع العالم صدمة كبيرة وذهولاً غير مسبوق وخيبات وحسرات جراء ما لقوه وشاهدوه من قتل وأسر وتشريد وهروب إلى ملاجئ الذل والعار والهزيمة، كان هذا الذهول بمثابة زلزال دمر كل ما تملكه إسرائيل من قوة وعتاد، ولطخ سمعة جيشها الذي يدعى بأنه لا يقهر، وما هي إلا ساعات قليلة حتى استباح الأحرار أبطال المقاومة الفلسطينية مساحات شاسعة من أرض العدو المحتل، وتوغل الأبطال برًا وبحرًا وجوًا في كل المستوطنات المتاخمة لغلاف غزة ينشرون الرعب والخوف في قلوب الجيش الإسرائيلي المدجج بالسلاح والعتاد والذي يصنف على أنه من أقوى جيوش العالم خصوصًا في مجال التقنية العسكرية، إلّا أن صبيحة يوم السبت 7 أكتوبر كشفت قناع الزيف والخداع عن وجه جيش إسرائيل الحقيقي، وإنه مجرد وهم مصنوع لإخافة المقاومة والأنظمة العربية والإسلامية.

إن هذا الطوفان الذي زلزل إسرائيل وضربها في مقتل هذه المرة يختلف تمامًا عن باقي العمليات العسكرية السابقة التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية،  لقد غير هذا الطوفان  معادلة الصراع وأحيا الأمل لدى الشعوب والجيوش العربية بالتحرير الكامل لأرض فلسطين، تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، والقبة الحديدية التي لا تخطئ، اهتزت ثقة المجتمع الإسرائيلي بجيشه، وقاداته، وأمنه، واستخباراته، عبرت الصحف الإسرائيلية عن خيبتها واستيائها لما جرى صبيحة اليوم الأسود كما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متوعدًا حماس بالانتقام جراء ما ألحقته بإسرائيل وشعبها من ذل وعار، الشيء الذي أثار ردة فعل شعبية كبيرة تكشف عن حجم الكارثة والصدمة التي يعيشها الكيان الصهيوني جراء عملية طوفان الأقصى.

خلاصة القول.. نختم بما نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية لمقال بعنوان "إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة" للكاتب آري شبيت؛ إذ يقول: "يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تنشر صورة لهرم قيادة حزب الله الذي قضت عليه

نشرت إسرائيل، يوم السبت، صورة لقادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم منذ شهر، وذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي رسميا تمكنه من اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله في الغارات التي استهدفت مقر قيادة الجماعة المرتبطة بإيران في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة.

وغداة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر قيادة حزب الله، استعرض حساب "إسرائيل" التابع لوزارة الخارجية على منصة "إكس" صور أبرز القادة الذين اغتالتهم إسرائيل على رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، إلى جانب مسؤول جبهة الجنوب علي كركي إلى إبراهيم عقيل، قائد وحدة الرضوان، وفؤاد شكر الذي كان مسؤولا عن كافة عمليات الحزب الحربية، ووسام الطويل الذي تولى قبل عقيل وحدة الرضوان.

 كما ضمت القائمة طالب سامي عبد الله مسؤول وحدة النصر، ومحمد ناصر مسؤول وحدة عزيز، بالإضافة إلى قياديين آخرين سقطوا خلال المواجهات بين حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر الماضي.

وقال حساب "إسرائيل": لن يتمكن نصر الله بعد الآن من إرهاب العالم".

بدأت العملية الإسرائيلية بسلسلة من الضربات الاستباقية الدقيقة، والتي هدفت إلى شل القيادة العسكرية لحزب الله، وإضعاف صفوفه، تقويض قدراته على التواصل الفعال.

 ووصلت هذه العملية إلى ذروتها مع هجوم واسع النطاق في بيروت، الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إنه أدى إلى مقتل الأمين العام للحزب، حسن نصر الله.

ويأتي القصف الضخم على ضاحية بيروت الجنوبية، عقب أسبوع، شهد غارات جوية تعد من أوسع العمليات العسكرية نطاقاً في القرن الحادي والعشرين، وفقا للصحيفة البريطانية.

 وانطلقت الحملة الإسرائيلية بضربة قوية في الصيف، حيث استهدفت غارة جوية إسرائيلية فؤاد شكر، القائد العسكري العام لحزب الله، في معقله بجنوب بيروت، مما أسفر عن مقتله.

قبل أن تأتي الضربة الأكثر تأثيرا، الجمعة، بإعلان الجيش الإسرائيلي مقتل نصر الله، الذي قاد الجماعة المصنفة إرهابية بالولايات المتحدة ودول أخرى، لمدة 32 عاما.

مقالات مشابهة

  • من يكون حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي اغتالته إسرائيل باستخدام 85 طنا من القنابل؟
  • لشكر: خطاب القضية الفلسطينية يجب أن يكون عقلانيا وكفى من مخاطبة النخاع الشوكي بالحماس وباللاءات التي تسقط!
  • من هو علي كركي..القيادي البارز في حزب الله الذي اغتالته إسرائيل؟
  • من الشخص الذي زوّد إسرائيل بمعلومات عن نصر الله؟.. صحيفة تكشف التفاصيل
  • صدى العدوان الإسرائيلي على لبنان: ما الذي قد يخفيه موقف اليمن؟
  • ”فرحة في شوارع محافظة يمنية: حلويات احتفالاً بسقوط زعيم حزب الله تحت نيران إسرائيل”
  • الفصائل الفلسطينية تستهدف دبابة ميركافا تابعة للاحتلال الإسرائيلي في رفح
  • وزير الخارجية الإسرائيلي عن إغتيال نصرالله: أكثر الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل تبريراً
  • أمناء حزب الله من التأسيس .. نصر الله الأمين العام الثاني الذي تغتاله (إسرائيل)
  • إسرائيل تنشر صورة لهرم قيادة حزب الله الذي قضت عليه