طوفان الأقصى تكشف هشاشة إسرائيل وحجم الدعم الغربي
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
كشفت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري هشاشة الدولة المارقة إسرائيل واعتمادها على صانعيها وداعميها في الغرب وخاصة أمريكا، حيث لا يختلف اثنان بشأن العلاقة الاستراتيجية التي تربط إسرائيل والإدارات الأمريكية المتعاقبة التي ترسخت خلال العقود الماضية، نظرا للدور الذي لعبته إسرائيل في إطار المصالح الأمريكية الشرق أوسطية، وقد تكشفت تلك العلاقة أكثر من أي وقت مضى خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
شراكة في المجازر
يمكن للمتابع أن يتلمس ذلك من خلال مواقف إدارة بايدن إزاء المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة على مدار الساعة، وهي مواقف تؤكد مدى الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في العدوان. لم تتوقف وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة عن الدفاع عن الموقف الإسرائيلي الذي يعتبر القصف الإسرائيلي لغزة من قبيل الدفاع عن النفس، وأبعد من ذلك قامت بعض وسائل الإعلام الأمريكية بعملية تضليل إعلامي ممنهجة، حيث سلطت الضوء على حالة الخوف بين الإسرائيليين، دون ذكر للضحايا من الفلسطينيين وخاصة الأطفال والشيوخ والنساء منهم بعد تدمير الابنية فوق رؤوسهم.
لم تتوقف الإدارة الأمريكية عن تزويد آلة البطش الإسرائيلية بالأسلحة المتطورة والقذائف القاتلة، وقد أكد ذلك الرئيس بايدن وآخرون في إدارته. وتبعاً لذلك فإن إدارة بايدن هي شريكة إسرائيل في المجازر التي تُرتكب على مدار الساعة في قطاع غزة والضفة بما فيها القدس، سواء في قتل الاطفال، أو في عملية تدمير البنى التحتية ومدارس ومراكز أونروا الصحية في قطاع غزة خلال العدوان المستمر
فضلا عن ذلك، لم تتوقف الإدارة الأمريكية عن تزويد آلة البطش الإسرائيلية بالأسلحة المتطورة والقذائف القاتلة، وقد أكد ذلك الرئيس بايدن وآخرون في إدارته. وتبعاً لذلك فإن إدارة بايدن هي شريكة إسرائيل في المجازر التي تُرتكب على مدار الساعة في قطاع غزة والضفة بما فيها القدس، سواء في قتل الاطفال، أو في عملية تدمير البنى التحتية ومدارس ومراكز أونروا الصحية في قطاع غزة خلال العدوان المستمر، حيث زودت الإدارة الأمريكية الجيش الإسرائيلي بعدة أنواع من الذخائر والقذائف، ويعتبر ذلك مشاركة أمريكية مباشرة في المجازر.
واللافت أنه قد تمّ تزويد الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والعتاد العسكري الأمريكي من المستودعات العسكرية الأمريكية الموجودة في فلسطين المحتلة، وثمة أنباء عن جلب عتاد أمريكي من مناطق تواجد الجيش الأمريكي في مناطق أخرى قريبة، جنباً الى جنب مع الدعم المالي المستمر للاقتصاد الصهيوني للتعويض عن خسائره.
دعم سياسي ودبلوماسي
لم تكن الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في العدوان على الشعب الفلسطيني حديثة العهد، بل تجاوبت الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عام 1948 مع الاستراتيجية التي تقوم على تطوير التحالف مع إسرائيل وترسيخه في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية. وقد تجلّى ذلك بالدعم الأمريكي لإسرائيل في أروقة المنظمة الدولية، واستخدام الفيتو ضد أي محاولة لاستصدار قرار يدين ممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وقد اتضح التوجه الأمريكي لدعم إسرائيل خلال فترة انتفاضة الأقصى، وقبل ذلك الضغط الأمريكي على المنظمة الدولية التي ألغت القرار الذي يوازي بين العنصرية والصهيونية.
لكن المساعدات الأمريكية لإسرائيل برزت بكونها الأهم في إطار الدعم الأمريكي لإسرائيل، فحلت تلك المساعدات العديد من الأزمات الاقتصادية الإسرائيلية أو حدت منها على الأقل، ناهيك عن أثرها الهام في تحديث الآلة العسكرية الإسرائيلية وتجهيزها بصنوف التكنولوجيا الأمريكية المتطورة.
لم تكن أمريكا وغالبية النظم الغربية يوما مع حقوق الفلسطينيين رغم عدالتها، بل كانت منحازة الى جانب التصورات والسياسات الإسرائيلية وفي مقدمتها المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، ناهيك عن شراكة الغرب في تعميم الروايات الصهيونية الزائفة حول احتلال فلسطين وطرد شعبها
وفي هذا السياق، قُدرت قيمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل خلال الفترة (1948-2023) بنحو 146 مليار دولار، منها نحو 60 في المئة هي قيمة المساعدات العسكرية، و40 في المئة قيمة المساعدات الاقتصادية. ولم تتوان الإدارات الأمريكية المتعاقبة ومنها إدارة بايدن الحالية؛ ولو للحظة عن تقديم دعمها السياسي والمالي والعسكري والدبلوماسي والإعلامي لإسرائيل، وقد توضح ذلك بشكل جلي خلال عملية طوفان الأقصى والعدوان المستمر على قطاع غزة الذي أصاب البشر والحجر، الأمر الذي أكد ويؤكد إستراتيجية العدوان الإسرائيلي الأمريكي الغربي المشترك على الشعب الفلسطيني.
ولهذا، لم تكن أمريكا وغالبية النظم الغربية يوما مع حقوق الفلسطينيين رغم عدالتها، بل كانت منحازة الى جانب التصورات والسياسات الإسرائيلية وفي مقدمتها المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، ناهيك عن شراكة الغرب في تعميم الروايات الصهيونية الزائفة حول احتلال فلسطين وطرد شعبها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل الفلسطينيين إسرائيل امريكا فلسطين المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی إدارة بایدن فی قطاع غزة إسرائیل فی فی المجازر
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: الحوثيون يقاومون الحملة الأمريكية بعناد رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم (ترجمة خاصة)
أفاد تقرير أمريكي أن جماعة الحوثي في اليمن تقاوم بعناد الحملة التي تشنها الولايات المتحدة منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم.
وقال موقع "ذا ماريتايم إكزكيوتيف" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن البيانات التي جمعتها عمليات التجارة البحرية البريطانية في دبي تشير إلى أن هجمات الحوثيين على السفن قد توقفت إلى حد كبير، وكان آخر حادث مُسجل محاولة هجوم على سفينة من قِبل قراصنة يُشتبه في أنهم قراصنة في 15 أبريل.
وأضاف "يزعم الحوثيون أنهم هاجموا حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان (CVN-75) في البحر الأحمر، لكن يبدو أن البحرية الأمريكية لم تُلاحظ ذلك. مع ذلك، استمرت هجمات الحوثيين الصاروخية الباليستية على إسرائيل من حين لآخر".
وبحسب الموقع فإن الاستنتاج الوحيد المُؤكد في الوقت الحالي هو أن قدرات الحوثيين الصاروخية والطائرات المُسيّرة قد تراجعت، ولكن استئناف الهجمات على السفن قد يستمر.
يُشير الرأي السائد لدى الخبراء -حسب التقرير- إلى أن حملة جوية ضد الحوثيين لن تُضعف عزيمتهم الراسخة على القتال، إذ يُقاوم الحوثيون بعناد الخسائر والأضرار التي تُلحق بهم.
ولفت إلى أن هذه الانطباعات تعزز الحشود الكبيرة التي يتمكن الحوثيون من حشدها للتظاهرات السياسية، كما حدث في صنعاء في 18 أبريل.
وبشأن محاولات الحوثيين لوصف الضربات الأمريكية بأنها هجوم عشوائي على المدنيين، يقول الموقع الأمريكي إنها لم تُؤخذ على محمل الجد. سُجّلت إحدى أكبر حوادث قتل المدنيين في 20 أبريل، عندما تعرّض سوق الفروة في صنعاء القديمة لقصف صاروخي معيب، ليس من قِبل القيادة المركزية الأمريكية، بل من قِبل صاروخ حوثي مضاد للطائرات. ودحضت صور الحوثيين للمشهد محاولة وصف غارة على مستودع أسلحة في مبنى قيد الإنشاء في صعدة بأنها هجوم على عيادة لعلاج السرطان.
وطبقا للتقرير في المجمل، لم تُحدث الغارات الجوية الأمريكية تصاعدًا في الدعم لقيادة الحوثيين، ولا ثورةً شعبيةً لهم. يعتقد خصومهم اليمنيون أن الضغط يتزايد على الحوثيين، لكنهم لم يصلوا بعد إلى نقطة تحول.
في 24 أبريل/نيسان، كان رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، لا يزال يتحدث عن "مؤشرات واعدة على تحول في ميزان القوى" و"وحدة متنامية بين الفصائل المناهضة للحوثيين".
يقول التقرير "يبدو أن مخططي حملة القيادة المركزية الأمريكية يتفقون مع هذا التقييم. في الوقت الحالي، تُركز الضربات على قيادة الحوثيين، والبنية التحتية للصواريخ والطائرات المسيرة، ومصادر الإيرادات، والكوادر الفنية.
وقال "لا تُظهر بيانات الضربات من معهد دراسات الحرب وجمعها @VleckieHond حتى الآن أي تركيز على مواقع الحوثيين في الخطوط الأمامية، لا سيما في مأرب وحول الحديدة، حيث ستحتاج القوات الحكومية إلى اختراقها لاستعادة مناطق رئيسية استولى عليها الحوثيون".
لكن في غضون ذلك، يستمر إلحاق أضرار تراكمية. وبينما يستمر هذا الضغط على الحوثيين ويتزايد، لا تُبدي القيادة المركزية الأمريكية أي إشارة إلى نية لتقليص هجومها، على الرغم من استنزاف مخزونات الذخائر وطائرات MQ-9 Reapers. وفق التقرير.
يضيف التقرير"هكذا، تتجه الحملة نحو صراع إرادات، ويبدو أن الحوثيين هم الأضعف. على الرغم من سمعتهم بالصمود، فقد رضخ الحوثيون في الماضي للضغوط - ولكن فقط عندما هددهم خصومهم اليمنيون بخسارة الأراضي".
وخلص التقرير إلى القول "أما بالنسبة لعناد الحوثيين السياسي، فينبغي أن نتذكر أن الفصيل الملكي بقيادة الإمام محمد البدر في حرب اليمن الأهلية في ستينيات القرن الماضي انبثق من معقل الشيعة في صعدة، التي تُعدّ الآن معقل الحوثيين، وقد قبلوا في تلك الأيام الدعم العسكري من البريطانيين، بالإضافة إلى عمليات إسقاط الأسلحة العرضية من الإسرائيليين. وإذا أُريدَ القضاء نهائيًا على التهديد الموجه للشحن البحري، وهو ما ينعكس في تقييمات المخاطر وردود أفعال المجتمع البحري، فسيظل من الضروري إحداث تغيير سياسي جوهري في تفكير الحوثيين".