من ارشيف الحوادث| "التوربيني" من مجرم لبطل شعبي
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
يتسأل البعض منا حول "كيف لقاتل متسلسل العيش وسط المواطنين، دون ان يشعروا ان اليد التي تتلقى السلامات يومأ ذاتها التي تدفت جثمان شاب اول طفل في مقتبل عمره دون أدني حق يُعقل، كيف لا يُكتشف أمره" وخلال التقرير الأسبوع تعرض "بوابة الوفد" لمتابعيها أبرز الجرائم والقتلى المتسلسلين في مصر “من ارشيف الحوادث"
.ناهد القفاص "المرأة والسطور"
وفي اللأسطر التالية نسرد لكن تفاصيل قصة جريمة جديدة كانت سبب في نشر الرعب والذعر في قلوب المواطنين في بدأية الألفينات.
بدأت تفاصيل قصتنا القصة يوم الاثنين 27 نوفمبر 2006، وكان يوم لعمال مترو الأنفاق مثل أي يوم أخر اثناء إنشاء محطة مترو شبرا، وأثناء الحفر عثر العمال على أشلاء طفل داخل سرداب أسفل المحطة، وهي أحد أكثر الأحياء اكتظاظًا بالسكان في محافظة القاهرة، ويتم إخطار رجال الأمن بما تم العثور عليه، ما اثار دهشة ورعب المواطنين بتلك المنطقة.
ليتفاجأ الجميع بعدها أشلاء طفل آخر بالاسكندرية، ثم طفل ثالث في مدينة طنطا وكانت تفصل اماكن العثور على تلك الجثث عشرات الكيلومترات، لكن يجمعها شيئان، الأول أنهم أطفال متقاربين في السن، والثاني أنهم فارقوا الحياة على قضبان السكة الحديد.
ما جعل الشرطة تبدأ حملة مكبرة وقتها في أنفاق القطارات الممتدة ليصل عدد تلك الجثث الى 12 جثة جديدة، ما وضعهم الشعب المصري حينها في حيرة بل والرطة ايضاً حول هل هذا سفاح أم ان تلك الجثث لا علاقة لها ببعضها البعض؟، هل لشخص واحد ذلت البصمة قتل هولاء الضحايا؟، بل ولما الأطفال؟، وما سر السكة الحديد باتلك الجرائم؟.
أسئلة كثيرة أثارتها تلك الجثث في ذلك الوقت، ولم يمر وقت طويل حتى وصلت البحث الجنائي لمرتكب هذه الجرائم البشعة، وذلك بعدما شنت حملات موسعة على أماكن تجمع المشردين وأطفال الشوارع، وفي واحدة من هذه الحملات تم القبض على "بقو" احد اطفال الشوارع المتشردين والناجي الوحيد من السفاح "التوربيني" زعيم العصابة التي كان ينتمي إليها.
وفي ذات الوقت كان قسم شرطة شبرا الخيمة بالقاهرة، بدأ التحقيق والتحريات الموسعة مع المدعو "بقو" والذي كان عمره وقتها لا يتجاوز 16 سنة، وفي نفس الوقت تم إلقاء القبض على ناجي جديد ويسمى "السويسي" بمدينة طنطا والذي اعترف بدوره بانضمامه لنفس العصابة ليكشف تفاصيل أكثر عن جرائم "التوربيني".
وصرح حينها احد المحققين المسؤولين عن التحقيق في تلك الواقعة، أن شكل الجثث كانت العامل الأساسي لعدم نومه لما كانت عليه من حال بشعة، واصفاً اياها انها كانت كالقماش الممزق لا تصلح بأي شكل من الأشكال، علاوة على حالة الذعر التي قذفتها في قلوب المواطنين بل في شوراع الجمهورية، وذلك لما تردد بين المواطنين من وجود سفاح ينتقي الأطفال ليرضي شهوته من القتل والدم، وبعدما تم القبض على "بقو" و"السويسي" تبين لهم أن "التوربيني" هو السفاح الذي يبحثون عنه، وبالتعاون من أفراد عصابته والذين تم القبض عليهم واحدا تلو الآخر، تم رصد ومعرفة تحركات "التوربيني" وتم نصب له العديد من الأكمنة والمصايد إلى أن تم القبض عليه.
"رمضان عبد الرحيم منصور" صاحب الـ 27 عاماً والمشهور بـ"التوربيني" صنعت منه الظروف سفاحاً متسلسل، وبالتفتيش في خبايا "رمضان" فقد اضطر للعمل في عمره 12 لمساعدة أسرته، بكافيتريا السكة الحديد في طنطا لدى رجل ظالم اسمه "عبده التوربيني" والذي رفض إعطاءه أجره بعد أشهر من العمل، وعندما ألح "رمضان" عليه، صحبه الرجل في جولة على سطح قطار وهناك قام باغتصابه وألقاه من فوق القطار، ليخلق أشرس مجرم ارتكب في حق الأطفال جرائم لا غُفران لها.
وفي اوقات كثيرة تضعك الظروف في خانات مظلمة لا نور لها ولا خروج منها، "رمضان" لم يمت جسده ولكن ماتت روحه وأدميته سُلبت حياته على يد مجرم، ولكن أصيب بعاهة مستديمة في عينه جعلته "أحول" مع إصابات متفرقة في جسمه جعلته يقتن في المستشفى لمدة شهر، ليخرج بعدها مصاباً بالحزن والاكتئاب والانطواء، قبل أن يقرر أن ينتقم، لم ينتقم من المعلم عبده التوربيني، بل قرر أن يكون "توربيني" جديد.
بدأ حينها "رمضان" في تكوين عصابته وتكرار ما حدث له من جديد مع أطفال لا يزيد عمرهم عن 12 سنة فقط، ليحاول مُعالجة روحه الميته، واختار قطار "التوربيني" تحديداً ليكون مسرحا لجرائمه، وكما اختار اسم "التوربيني" نسبتاً لقطار فرنسي دخل الخدمة في مصر سنة 1982 وكان مشهورا بسرعته وشكله المميز وطلائه بألوان علم مصر، أما بالنسبة لـ"لتوربيني" السفاح كان يتميز أيضا بوجود مكان منخفض عند عربة التكييف كان يحب ممارسة جرائمه فيه.
أما في أعترافات "التوربيني" فقال أنه كان يقنع الأطفال بأنه سيأخذهم معه لنزهة فوق القطار، ليصعد وأثناء اهتزاز القطار يبدأ في تهديده واغتصابه وتعذيبه، قبل أن يلقيه من فوق القطار، أثناء التحقيقات ذكر "التوربيني" قصص 32 طفلاً ممن القاهم من فوق القطار، وتم ايجاد جثثهم بالفعل، بعضهم كان في سراديب سكك الحديد، وبعضهم كان تم دفنهم بالفعل باعتبارهم جثث مجهولة وقامت النيابة باستخراج جثثهم وإعادة تشريحها من جديد.
"فرج سمير" وشهرته "حناطة" وهو أحد مساعدي "التوربيني" قال في اعترافاته أمام النيابة: "رمضان كان يقنع العيال الصغيرة أنه يخرجهم ويفسحهم في إسكندرية، ولما كنا بنطلع فوق القطارات ونتحرك يبدأ في هتك عرضهم وبعدين يحدفهم على السكة والقطار متحرك، وأنا فاكر أن رمضان تبول في فم واحد من الضحية قبل لحظات من مقتله في القليوبية."
لم يكن كل ضحايا التوربيني من الأطفال الذكور، فالتوربيني أعجب بفتاة صغيرة كانت تبيع الصحف في القطارات وتدعى "عزة بربش" وأقنعها بالزواج عرفيًا ثم أجبرها على العمل في الدعارة واستقطاب فتيات أخريات للعمل معها، "التوربيني" كان يبدأ تعارفه مع اي فتاة جديدة باغتصابها، واعترف أنه قام بقتل ثلاثة فتيات بعد اغتصابهم، واحدة في محافظة البحيرة وواحدة في القاهرة قتلها بالقرب من موقف عبود وهو واحد من أكثر الأماكن ازدحامًا في القاهرة، أما الثالثة فقتلها في محافظة بني سويف.
إعدام "التوربيني"
وتم إعدام "التوربيني" و"حناطة" شنقًا يوم 16 ديسمبر 2010، بينما قضت المحكمة بأحكام سجن متنوعة على باقي العصابة منها السجن 15 سنة "للسويسي" و"بقو"، كما أحالت بعض اعضاء العصابة لمحكمة الأحداث وذلك لعدم وصولهم السن القانوني.
أما عن دفاع "التوربيني" فاعتبر أن الاعترافات التي أدلى بها "التوربيني" جاءت تحت التعذيب والإكراه من قبل رجال المباحث، وأكد الدفاع على أن "التوربيني" و"حناطة" وغيرهم هم ضحايا الدولة التي "تخلت عن دورها في حماية أطفال الشوراع."
أما بعد انتشار قصة "التوربيني" في الجرائد المصرية فتم تسمية بعض المطاعم والسندويشات باسم "التوربيني" كما أن أصحاب محلات البقالة في مسقط رأسه بطنطا قاموا بتسمية مشاريعهم بالتوربيني. كما أعطى تجار الأغنام اسم "التوربيني" إلى لحم الضأن الكبير غالي السعر، بالإضافة إلى أنه قام بعض السائقين بتسمية تكاتكهم بـ"التوربيني."
بالنظر إلى قضية التوربيني، فالطفل رمضان كان ضحية اغتصاب ومحاولة قتل مما لا شك ترك أثره العميق والمؤلم وحوله من طفل يبحث عن عَمل لسفاح يرغب بالانتقام، قد يكون التوربيني مريضاً عقلياً قبل حادثة الاغتصاب، وربما هذا ما شجع "التوربيني" المجرم الأصلي باغتصابه، أو أنه أصيب باضطراب ما بعد الصدمة بعد اغتصابه، وكانت أفعاله ردة فعل على ما تعرض له، وفي حين يتفق كثيرون على أن إعدامه كان تحقيقاً للعدالة، وخاصة أنه اعترف بجرائمه (تحت التعذيب بحسب الدفاع) ولكن من منظور آخر، كان يستحق أن يتم التعامل معه كمريض نفسي، وطفل شوارع تعرض للظلم والتعذيب ومحاكمته على هذا الأساس.
للمزيد من اخبار الحوادث اضغط هنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أبرز الجرائم لقاتل متسلسل الإسكندرية طنطا تلک الجثث تم القبض
إقرأ أيضاً:
ما مدى خطورة السفر الجوي في عام 2025؟ إليكم ما يجب معرفته
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من اصطدام طائرة تجارية بمروحية تابعة للجيش الأمريكي، وانقلاب طائرة إقليمية أثناء الهبوط، ووفاة عائلة مكونة من خمسة أفراد بعد سقوط مروحية في نهر هدسون بأمريكا، كل هذه الحوادث الثلاثة وأكثر من حوالي 100 غيرها وقعت خلال الجزء الأول من هذا العام، مما زاد من قلق المسافرين جواً.
وقد أبلغت شركات الطيران عن تراجع في مبيعات التذاكر بعد سلسلة الحوادث البارزة، حيث أعرب العديد من العملاء عن خوفهم من السفر جواً.
وهذا يطرح السؤال: هل يُعد هذا العام من أخطر الأعوام للطيران؟
أظهر تحليل التقارير الذي أجرته CNN بالاستناد إلى بيانات المجلس الوطني لسلامة النقل أن عدد تحقيقات الحوادث قد انخفض خلال الربع الأول من عام 2025. حيث قاد المجلس 171 تحقيقًا في حوادث الطيران المدني بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار 2025، شملت الطائرات التجارية، والعامة، والمروحيات، والطائرات الخاصة.
خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، كان هناك 185 تحقيقًا. وبلغ متوسط عدد التحقيقات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الأعوام 2010 إلى 2019 نحو 215 تحقيقًا.
وقالت محللة شؤون النقل في CNN ماري شيافو إن تراجع الثقة بسلامة الطيران يعود إلى اللحظات المصورة التي أرعبت الجميع، من بينها حادث الاصطدام الجوي الذي وقع في يناير/ كانون الثاني بين مروحية تابعة للجيش الأمريكي وطائرة ركاب إقليمية تابعة لشركة الخطوط الجوية الأمريكية أثناء هبوطها في مطار رونالد ريغان الوطني بالعاصمة الأمريكية واشنطن، والذي التقطته كاميرات المراقبة.
ولفتت شيافو إلى أن هناك 15,214 حادثة اقتراب خطير اكتشفها المجلس بين عامي 2021 و2024، حيث اقتربت الطائرات لمسافة ميل بحري واحد من الاصطدام في مطار ريغان الوطني. وتابعت: "هذا أمر صادم، لم نكن لنعرف ذلك".
الدليل في البياناتبصفتها المفتش العام لوزارة النقل الأمريكية بين العامين 1990 و1996، عملت شيافو عن قرب مع كلا الحزبين وإدارة الطيران الفيدرالية آنذاك.
وأوضحت، كانت معدلات الحوادث، والحوادث الجزئية، وانحرافات الطيارين متاحة للجمهور، بل ومفصّلة بحسب معايير كل نوع من المشغلين.
وأضافت: "أما الآن، فقد توقفت إدارة الطيران الفيدرالية عن نشر هذه البيانات على الأقل بشكل علني".
وقد تواصلت شبكة CNN مع إدارة الطيران الفيدرالية للتعليق، لكنها أشارت فقط إلى قواعد بياناتها المنشورة عبر الإنترنت.
رغم سلسلة الحوادث الأخيرة، لا يزال العديد من المسؤولين العموميين يؤكدون أن الطيران يظل أكثر وسائل السفر أمانًا.
وحتى الحادث المميت الذي وقع في يناير/ كانون الثاني، لم تُسجل أمريكا أي حادثة تحطم لطائرة تجارية كبرى منذ أن دُمرت طائرة تديرها شركة "كولغان للطيران" بسبب اصطدامها في منزل أثناء اقترابها من مدينة بوفالو بولاية نيويورك في عام 2009.
في عام 2013، تحطمت طائرة تابعة لشركة "خطوط آسيانا الجوية" في مطار سان فرانسيسكو الدولي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينما نجا 287 شخصًا.
رغم وقوع حوادث طيران أخرى حول العالم أسفرت عن مقتل أمريكيين، إلا أنه لم تسجل أي حوادث مميتة كبرى داخل الولايات المتحدة منذ ذلك الحين.
وأشارت شيافو إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية بحاجة إلى تطوير "معيار موضوعي" لما يعنيه أن يكون السفر آمنًا، موضحة أن الوكالة بحاجة إلى وضع قياسات كمية للسلامة لتمكين الجمهور من فهم كيفية تعريفها للأمان.
لا تزال حوادث المركبات الخاصة هي الوسيلة الأكثر تسببًا بالوفيات في وسائل النقل. وقُتل حوالي 40 ألف شخص في حوادث مرورية في الولايات المتحدة منذ عام 2023، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن إدارة السلامة الوطنية على الطرق العامة التابعة لوزارة النقل الأمريكية.
من المهم التمييز بشكل دقيقرغم تعدد الحوادث التي وقعت هذا العام، قال حسن شهيدي، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة سلامة الطيران، إنه من المهم للمسافرين التمييز بين الحوادث الصغيرة في مجال الطيران وحوادث الطيران التجاري الكبرى.
بالإضافة إلى الحادث الذي وقع في مطار ريغان الوطني في يناير/ كانون الثاني، كانت هناك أيضًا طائرة إقليمية تابعة لشركة "خطوط دلتا الجوية" انقلبت أثناء الهبوط في مدينة تورونتو الكندية. وقد نجا جميع الركاب وأفراد الطاقم، لكن الحادث يُعد واقعة مهمة تخضع حاليًا لتحقيق من قبل مجلس سلامة النقل الكندي.
تُعد هذه حوادث مختلفة تمامًا عن حادث تحطم الطائرة المروحية السياحية، التي سقطت في نهر هدسون وأسفرت عن مقتل عائلة مكونة من خمسة أفراد، أو تحطم طائرة الإسعاف الجوي التي سقطت في أحد أحياء فيلادلفيا وأودت بحياة جميع من كانوا على متنها، أو حادث تصادم طائرتين صغيرتين في الأجواء فوق ولاية أريزونا ما أسفر عن مقتل شخصين.
وأضاف شهيدي: "هذه فئات مختلفة وقضايا مختلفة. من وجهة نظرنا، لا يمكن وضعها جميعًا في سلة واحدة. تُعتبر عمليات الطائرات المروحية فريدة من نوعها، ولها معدات مختلفة وتخضع لعوامل خاصة أخرى، لذا يجب التعامل معها بطريقة مختلفة عن حوادث طائرات الركاب".
لا تزال التحقيقات التي تجريها هيئة السلامة الوطنية للنقل في جميع حوادث هذا العام جارية، ومع ذلك، أوقفت إدارة الطيران الفيدرالية غالبية رحلات الطائرات المروحية بالقرب من مطار واشنطن ريغان الوطني.
أكد شهيدي أن كل حادث في مجال الطيران التجاري يُعد فريدًا من نوعه. ورغم الحوادث المميتة، إلا أن هذا العام يُعتبر مشابهًا نسبيًا للسنوات السابقة.
أمريكاحوادث الطيرانشركات طيراننشر الاثنين، 28 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.