بوابة الوفد:
2024-12-26@03:50:29 GMT

من ارشيف الحوادث| "التوربيني" من مجرم لبطل شعبي

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

يتسأل البعض منا حول "كيف لقاتل متسلسل العيش وسط المواطنين، دون ان يشعروا ان اليد التي تتلقى السلامات يومأ ذاتها التي تدفت جثمان شاب اول طفل في مقتبل عمره دون أدني حق يُعقل، كيف لا يُكتشف أمره" وخلال التقرير الأسبوع تعرض "بوابة الوفد" لمتابعيها أبرز الجرائم والقتلى المتسلسلين في مصر “من ارشيف الحوادث"

من أرشيف الحوادث.

.ناهد القفاص "المرأة والسطور" أشهر الجرائم مخالب إجرامية تعتدي على فتاة العتبة (1)

وفي اللأسطر التالية نسرد لكن تفاصيل قصة جريمة جديدة كانت سبب في نشر الرعب والذعر في قلوب المواطنين في بدأية الألفينات.

 

بدأت تفاصيل قصتنا القصة يوم الاثنين 27 نوفمبر 2006، وكان يوم لعمال مترو الأنفاق مثل أي يوم أخر اثناء إنشاء محطة مترو شبرا، وأثناء الحفر عثر العمال على أشلاء طفل داخل سرداب أسفل المحطة، وهي أحد أكثر الأحياء اكتظاظًا بالسكان في محافظة القاهرة، ويتم إخطار رجال الأمن بما تم العثور عليه، ما اثار دهشة ورعب المواطنين بتلك المنطقة.

 

ليتفاجأ الجميع بعدها أشلاء طفل آخر بالاسكندرية، ثم طفل ثالث في مدينة طنطا وكانت تفصل اماكن العثور على تلك الجثث عشرات الكيلومترات، لكن يجمعها شيئان، الأول أنهم أطفال متقاربين في السن، والثاني أنهم فارقوا الحياة على قضبان السكة الحديد.

 

ما جعل الشرطة تبدأ حملة مكبرة وقتها في أنفاق القطارات الممتدة ليصل عدد تلك الجثث الى 12 جثة جديدة، ما وضعهم الشعب المصري حينها في حيرة بل والرطة ايضاً حول هل هذا سفاح أم ان تلك الجثث لا علاقة لها ببعضها البعض؟، هل لشخص واحد ذلت البصمة قتل هولاء الضحايا؟، بل ولما الأطفال؟، وما سر السكة الحديد باتلك الجرائم؟.

 

أسئلة كثيرة أثارتها تلك الجثث في ذلك الوقت، ولم يمر وقت طويل حتى وصلت البحث الجنائي لمرتكب هذه الجرائم البشعة، وذلك بعدما شنت حملات موسعة على أماكن تجمع المشردين وأطفال الشوارع، وفي واحدة من هذه الحملات تم القبض على "بقو" احد اطفال الشوارع المتشردين والناجي الوحيد من السفاح "التوربيني" زعيم العصابة التي كان ينتمي إليها. 

 

وفي ذات الوقت كان قسم شرطة شبرا الخيمة بالقاهرة، بدأ التحقيق والتحريات الموسعة مع المدعو "بقو" والذي كان عمره وقتها لا يتجاوز 16 سنة، وفي نفس الوقت تم إلقاء القبض على ناجي جديد ويسمى "السويسي" بمدينة طنطا والذي اعترف بدوره بانضمامه لنفس العصابة ليكشف تفاصيل أكثر عن جرائم "التوربيني".

 

وصرح حينها احد المحققين المسؤولين عن التحقيق في تلك الواقعة، أن شكل الجثث كانت العامل الأساسي لعدم نومه لما كانت عليه من حال بشعة، واصفاً اياها انها كانت كالقماش الممزق لا تصلح بأي شكل من الأشكال، علاوة على حالة الذعر التي قذفتها في قلوب المواطنين بل في شوراع الجمهورية، وذلك لما تردد بين المواطنين من وجود سفاح ينتقي الأطفال ليرضي شهوته من القتل والدم، وبعدما تم القبض على "بقو" و"السويسي" تبين لهم أن "التوربيني" هو السفاح الذي يبحثون عنه، وبالتعاون من أفراد عصابته والذين تم القبض عليهم واحدا تلو الآخر، تم رصد ومعرفة تحركات "التوربيني" وتم نصب له العديد من الأكمنة والمصايد إلى أن تم القبض عليه.

من هو "التوربيني"

"رمضان عبد الرحيم منصور" صاحب الـ 27 عاماً والمشهور بـ"التوربيني" صنعت منه الظروف سفاحاً متسلسل، وبالتفتيش في خبايا "رمضان" فقد اضطر للعمل في عمره 12 لمساعدة أسرته، بكافيتريا السكة الحديد في طنطا لدى رجل ظالم اسمه "عبده التوربيني" والذي رفض إعطاءه أجره بعد أشهر من العمل، وعندما ألح "رمضان" عليه، صحبه الرجل في جولة على سطح قطار وهناك قام باغتصابه وألقاه من فوق القطار، ليخلق أشرس مجرم ارتكب في حق الأطفال جرائم لا غُفران لها.

 

وفي اوقات كثيرة تضعك الظروف في خانات مظلمة لا نور لها ولا خروج منها، "رمضان" لم يمت جسده ولكن ماتت روحه وأدميته سُلبت حياته على يد مجرم، ولكن أصيب بعاهة مستديمة في عينه جعلته "أحول" مع إصابات متفرقة في جسمه جعلته يقتن في المستشفى لمدة شهر، ليخرج بعدها مصاباً بالحزن والاكتئاب والانطواء، قبل أن يقرر أن ينتقم، لم ينتقم من المعلم عبده التوربيني، بل قرر أن يكون "توربيني" جديد.

 

بدأ حينها "رمضان" في تكوين عصابته وتكرار ما حدث له من جديد مع أطفال لا يزيد عمرهم عن 12 سنة فقط، ليحاول مُعالجة روحه الميته، واختار قطار "التوربيني" تحديداً ليكون مسرحا لجرائمه، وكما اختار اسم "التوربيني" نسبتاً لقطار فرنسي دخل الخدمة في مصر سنة 1982 وكان مشهورا بسرعته وشكله المميز وطلائه بألوان علم مصر، أما بالنسبة لـ"لتوربيني" السفاح كان يتميز أيضا بوجود مكان منخفض عند عربة التكييف كان يحب ممارسة جرائمه فيه.

أما في أعترافات "التوربيني" فقال أنه كان يقنع الأطفال بأنه سيأخذهم معه لنزهة فوق القطار، ليصعد وأثناء اهتزاز القطار يبدأ في تهديده واغتصابه وتعذيبه، قبل أن يلقيه من فوق القطار، أثناء التحقيقات ذكر "التوربيني" قصص 32 طفلاً ممن القاهم من فوق القطار، وتم ايجاد جثثهم بالفعل، بعضهم كان في سراديب سكك الحديد، وبعضهم كان تم دفنهم بالفعل باعتبارهم جثث مجهولة وقامت النيابة باستخراج جثثهم وإعادة تشريحها من جديد.

 

"فرج سمير" وشهرته "حناطة" وهو أحد مساعدي "التوربيني" قال في اعترافاته أمام النيابة: "رمضان كان يقنع العيال الصغيرة أنه يخرجهم ويفسحهم في إسكندرية، ولما كنا بنطلع فوق القطارات ونتحرك يبدأ في هتك عرضهم وبعدين يحدفهم على السكة والقطار متحرك، وأنا فاكر أن رمضان تبول في فم واحد من الضحية قبل لحظات من مقتله في القليوبية."

 

لم يكن كل ضحايا التوربيني من الأطفال الذكور، فالتوربيني أعجب بفتاة صغيرة كانت تبيع الصحف في القطارات وتدعى "عزة بربش" وأقنعها بالزواج عرفيًا ثم أجبرها على العمل في الدعارة واستقطاب فتيات أخريات للعمل معها،  "التوربيني" كان يبدأ تعارفه مع اي فتاة جديدة باغتصابها، واعترف أنه قام بقتل ثلاثة فتيات بعد اغتصابهم، واحدة في محافظة البحيرة وواحدة في القاهرة قتلها بالقرب من موقف عبود وهو واحد من أكثر الأماكن ازدحامًا في القاهرة، أما الثالثة فقتلها في محافظة بني سويف.

 

إعدام "التوربيني"

 

وتم إعدام "التوربيني" و"حناطة" شنقًا يوم 16 ديسمبر 2010، بينما قضت المحكمة بأحكام سجن متنوعة على باقي العصابة منها السجن 15 سنة "للسويسي" و"بقو"، كما أحالت بعض اعضاء العصابة لمحكمة الأحداث وذلك لعدم وصولهم السن القانوني.

 

أما عن دفاع "التوربيني" فاعتبر أن الاعترافات التي أدلى بها "التوربيني" جاءت تحت التعذيب والإكراه من قبل رجال المباحث، وأكد الدفاع على أن "التوربيني" و"حناطة" وغيرهم هم ضحايا الدولة التي "تخلت عن دورها في حماية أطفال الشوراع."

من سفاح لبطل شعبي

 

أما بعد انتشار قصة "التوربيني" في الجرائد المصرية فتم تسمية بعض المطاعم والسندويشات باسم "التوربيني" كما أن أصحاب محلات البقالة في مسقط رأسه بطنطا قاموا بتسمية مشاريعهم بالتوربيني. كما أعطى تجار الأغنام اسم "التوربيني" إلى لحم الضأن الكبير غالي السعر، بالإضافة إلى أنه قام بعض السائقين بتسمية تكاتكهم بـ"التوربيني."

 

بالنظر إلى قضية التوربيني، فالطفل رمضان كان ضحية اغتصاب ومحاولة قتل مما لا شك ترك أثره العميق والمؤلم وحوله من طفل يبحث عن عَمل لسفاح يرغب بالانتقام، قد يكون التوربيني مريضاً عقلياً قبل حادثة الاغتصاب، وربما هذا ما شجع "التوربيني" المجرم الأصلي باغتصابه، أو أنه أصيب باضطراب ما بعد الصدمة بعد اغتصابه، وكانت أفعاله ردة فعل على ما تعرض له، وفي حين يتفق كثيرون على أن إعدامه كان تحقيقاً للعدالة، وخاصة أنه اعترف بجرائمه (تحت التعذيب بحسب الدفاع) ولكن من منظور آخر، كان يستحق أن يتم التعامل معه كمريض نفسي، وطفل شوارع تعرض للظلم والتعذيب ومحاكمته على هذا الأساس.

 

للمزيد من اخبار الحوادث اضغط هنا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أبرز الجرائم لقاتل متسلسل الإسكندرية طنطا تلک الجثث تم القبض

إقرأ أيضاً:

وفاة 4 أشخاص في الحوادث خلال يوم

توفي 4 أشخاص، في حوادث المرور التي وقعت بمختلف ولايات الوطن، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.

وحسب حصيلة للمديرية العامة للحماية المدنية، بلغ إجمالي التدخلات خلال نفس الفترة، 2833 تدخلًا، بمعدل تدخل كل 31 ثانية.

وبالنسبة لحوادث المرور، سجلت مصالح الحماية المدنية، 208 تدخلًا، أسفرت عن وفاة 4 أشخاص، وجرح 211 آخرين.

وفيما يخص حوادث الإختناق بالغاز، سجلت مصالح الحماية المدنية، 8 تدخلات، تم خلالها إسعاف 16 شخصًا.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • اختفاء أربعة أطفال يهز الإكوادور والتحقيقات تقود إلى تورّط عناصر عسكرية
  • مسير شعبي لدفعة خريجي دورات التعبئة في القناوص بالحديدة دعماً لفلسطين
  • وقفة تعبئة واستنفار شعبي في إب لمواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي
  • النزيل رقم «صفر»
  • “واشنطن بوست” تسلط الضوء على مقابر جماعية قرب دمشق
  • مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بترعة بالشرقية
  • وفاة 4 أشخاص في الحوادث خلال يوم
  • المقابر الجماعية في سوريا تشعل الغضب والمنصات تطالب بمحاسبة الأسد
  • بالصور.. استقبال شعبيّ لميقاتي في القليعة وجديدة مرجعيون
  • “مرشح الضرورة”.. جوزيف عون يطرح كخيار شعبي في لبنان وسط انقسامات حادة