شهد قصر ثقافة العريش محاضرة بعنوان "القضايا والتحديات التى تواجه المرأة في الحفاظ على الموروث الثقافي" ضمن فعاليات الملتقى  الثالث عشر لثقافة وفنون المرأة للمحافظات الحدودية، المقام ضمن مشروع "أهل مصر" برعاية د.نيڤين الكيلاني وزير الثقافة، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، تحت شعار" يهمنا الإنسان" حتى يوم ١٣ من الشهر الحالي.

 

تحدث د. عصام عطية عبد الفتاح - وكيل كلية التربية للدراسات العليا والبحوث جامعة العريش سابقاً، عن مفهوم التراث الثقافي، مشيرا أنه كل ما ينتقل من جيل إلى آخر، سواء عادات، أو تقاليد أو آداب، أو فنون شعبية ومنها منها الشعر، الغناء، الموسيقى، المعتقدات، وكذلك العادات المختلفة التي تتوارثها الأجيال.

 

وأضاف أن الموروث الثقافي يتميز بتنوعه وثرائه، فهو يعكس تنوع الثقافات والحضارات التي تأثرت بها هذه المجتمعات، ويسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال جذب السياح والزوار. كما أنه يخلق شعورا بالتميز لدى أفراد المجتمع، لشعورهم بأنهم جزءا من مجتمع له هويته الثقافية الخاصة.

 

وعن دور المرأة فى الحفاظ على الموروث الثقافي، قال تعد عاملا أساسيا في الحفاظ على التراث في المجتمعات الحدودية، كونها تتحمل مسؤوليات متعددة في الأسرة والمجتمع، وتواجه العديد من التحديات، مشيرا إلى أن هناك عدة خطوات لتعزيز دور المرأة في الحفاظ على التراث، ومنها التوعية بأهمية الموروث الثقافي، المشاركة فى الفعاليات الثقافية، السياسية والاجتماعية، وتوفير فرص تعليمية وتدريبية في المجالات المختلفة.

 

من ناحية أخرى ناقشت د. عزة حسن، بقسم الصحة النفسية بجامعة العريش، معايير اختيار شريك الحياة، في لقاء جاء بعنوان "أهمية اختيار شريك الحياة فى استقرار الأسرة والمجتمع".
أوضحت خلاله أن الأسرة هي الوحدة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، وهي المؤسسة الاجتماعية التي تعتمد على كائنين لا غنى لأحدهما عن الآخر ..هما الرجل والمرأة.
وأضافت أن معايير اختيار شريك الحياة تختلف من بيئة لأخرى ومن مجتمع لأخر، ولكن هناك معايير ثابتة فى اختيار الشريك أهمها التوافق الفكرى والعلمي والاجتماعي، وكذلك الشعور بالارتياح النفسي، والأمان.

وأكدت على ذلك د. دينا هويدي، مدير عام ثقافة المرأة والمشرف التنفيذي لفعاليات الملتقى، بتعقيبها على اللقاء، موضحة أهمية اختيار الشريك المناسب من أجل حياة مستقرة ومجتمع مستقر.

عقب ذلك توجهت المشاركات إلى معصرة الزيتون السيناوي، للتعرف على آليات صنع الزيت عن كثب، كونه الأنقى فى مصر والأجود بأنواعه المختلفة.
وخلال الزيارة تعرفن على أماكن انتشار أشجار الزيتون في سيناء ومنطقة الشيخ زويد، وأسرار جودة الزيت، وكذلك طرق فرز حبات الزيتون، وتجهيزه بدءا من مرحلة الغسل، و مرورا بمرحلة التنقية من الشوائب وحتى مرحلتي العصر و الفلترة .

واختتم م. عادل شريف الزيارة بحديث حول أفضل طرق لتخزين لزيت الزيتون، موضحا أنه يتم حاليا استخدام العبوات البلاستيكية أو الزجاجية بدلا من الصفائح المصنوعة من الاستانلس التي كانت تستخدم فى الماضي، والأهم في حفظ الزيت هو عدم تعرض المنتج للحرارة أو الضوء حتى لا تتأثر جودته.

يعد مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقامة لأبناء المحافظات الحدودية، للتعريف بالتراث والثقافة المحلية، والحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز قيمة الانتماء للوطن.
ويضم في لجنته العليا المخرج هشام عطوة مستشار وزارة الثقافة لشئون الأنشطة الثقافية والفنية، وتقام فعاليات الملتقى بالعريش بتنظيم الإدارة العامة لثقافة المرأة، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة أمل عبد الله، وفرع ثقافة شمال سيناء. من خلال الدمج الثقافي لسيدات وفتيات ٦ محافظات وهي مطروح، الوادي الجديد، أسوان، البحر الأحمر، شمال سيناء وجنوب سيناء، إلى جانب حي الأسمرات بالقاهرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أهل مصر نيڤين الكيلاني وزير الثقافة جامعة العريش الموروث الثقافی فی الحفاظ على

إقرأ أيضاً:

هل تسهم المهرجانات الفنية في تعزيز الإبداع أم تروج للسلعة الثقافية؟


تعتبر المهرجانات الفنية أحد أهم الأحداث التي تجمع الفنانين والجمهور من مختلف أنحاء العالم، حيث يتم تقديم أعمال فنية متنوعة في مجالات السينما، والموسيقى، والفنون التشكيلية، والمسرح، وغيرها. ولكن مع ازدياد عدد المهرجانات الفنية وانتشارها في كافة أنحاء العالم، تطرح العديد من الأسئلة حول دور هذه الفعاليات: هل تسهم المهرجانات في تعزيز الإبداع الفني وتطويره، أم أنها أصبحت مجرد منصات تروج للسلعة الثقافية وتتحول إلى سوق تجارية؟ وبين هذه الأسئلة المعقدة، يظهر تساؤل أساسي: هل المهرجانات الفنية قادرة على حفظ قيم الفن الأصيلة أم أنها تسهم في تسليع الثقافة وتحويلها إلى منتج استهلاكي؟

المهرجانات الفنية: ملتقى الإبداع والتبادل الثقافي

في الأصل، كانت المهرجانات الفنية تهدف إلى تقديم الإبداع الفني في مجالاته المختلفة، ومنح الفنانين منصة لعرض أعمالهم وتبادل الأفكار والخبرات. كانت هذه المهرجانات تسهم في فتح أفق الجمهور على أشكال جديدة من الفن والثقافة، وتساهم في تعزيز الحوار الثقافي بين مختلف الشعوب والمجتمعات. ومن خلال هذه المهرجانات، كان يتم تسليط الضوء على أعمال فنية مبتكرة تساهم في تطوير الصناعة الفنية وتوسيع نطاق التأثير الفني على المجتمعات.
على سبيل المثال، مهرجان كان السينمائي أو مهرجان فينيسيا للأفلام يعكسان دور المهرجانات في دعم السينما والفنانين المستقلين، وتقديم فرصة لهم للوصول إلى جمهور عالمي. بينما المهرجانات الموسيقية مثل "مهرجان كوتشيلا" أو "غلاستونبري" توفر منصات للموسيقيين والفنانين الشباب لتقديم موسيقاهم، مما يعزز التنوع الثقافي ويسهم في خلق حوار بين مختلف الأجيال والأساليب.

هل أصبحت المهرجانات سلعًا ثقافية؟

مع مرور الوقت، وتحت ضغوط العولمة والتجارة، بدأت المهرجانات الفنية تتحول بشكل تدريجي من منصات إبداعية إلى سلع ثقافية تُروج وتُسوق. في العديد من الحالات، أصبحت المهرجانات تركز بشكل أكبر على جذب السياح والمستثمرين أكثر من تسليط الضوء على الفن نفسه. كما أن بعض المهرجانات تروج لنجوم الفن العالميين وتعرض أعمالًا تركز على جذب الجمهور، في حين تُغفل الأعمال الفنية المستقلة أو التجريبية التي لا تملك القدرة على جذب حشود ضخمة أو تحقيق إيرادات كبيرة.
هذه التحولات قد تؤدي إلى فرض قيود على الإبداع، حيث يصبح الفنانون مجبرين على تقديم أعمال تناسب متطلبات السوق وتواكب الاتجاهات السائدة. وبدلًا من أن تكون المهرجانات مساحة مفتوحة للابتكار والتجديد، تتحول إلى فعاليات تروج لمنتجات ثقافية تُسوق بطريقة تجارية.

الربح والتسويق: هل يضر ذلك بالفن؟

إن أحد أبرز التحديات التي تواجه المهرجانات الفنية في العصر الحالي هو التوازن بين الفن والربح. فبينما يُعد الجانب التجاري جزءًا من أي حدث كبير في العصر الحديث، فإن المهرجانات الفنية التي تركز بشكل أكبر على الربح قد تؤدي إلى تهميش الفنون التي لا تجذب الانتباه الجماهيري أو التي لا تملك القدرة على تحقيق أرباح ضخمة.
المهرجانات التي تُركز على استعراض الأسماء الكبيرة، سواء في السينما أو الموسيقى أو المسرح، قد تساهم في تعميم فكرة أن الفن هو مجرد منتج قابل للاستهلاك. بدلًا من تكريم الأعمال التي تسعى لإحداث تغيير ثقافي أو اجتماعي، يتم تقديم الأعمال التي تتوافق مع الذوق العام وأذواق الجماهير الواسعة، مما يجعل المهرجانات أقل إبداعًا وأقل تحفيزًا للفنانين الجدد أو المبتكرين.
علاوة على ذلك، فقد تحول بعض المهرجانات إلى مناسبات تجارية موجهة نحو السياحة، حيث يهيمن الجانب التجاري على التنظيم والبرمجة. في هذا السياق، يتم التركيز على جلب الزوار، مما قد يؤدي إلى تقليص فرص الفنانين المحليين أو الجدد في عرض أعمالهم في تلك الفعاليات.

المهرجانات الفنية كمنصات للتميز الثقافي

رغم هذه الانتقادات، تبقى المهرجانات الفنية أماكن مهمة لتسليط الضوء على التميز الثقافي والفني. فهي توفر فرصة للفنانين والمبدعين للتعبير عن أنفسهم والتفاعل مع جمهور عالمي، مما يعزز فهم الثقافات المختلفة. بعض المهرجانات، مثل "مهرجان القاهرة السينمائي" و"مهرجان دبي السينمائي"، على سبيل المثال، لعبت دورًا هامًا في دعم السينما العربية وتقديم أعمال مستقلة تحكي قصصًا متنوعة وتنقل رسائل قوية حول قضايا مجتمعية وإنسانية.
وتعتبر المهرجانات أيضًا منصات لتقديم الفنون التي تعكس الهويات الثقافية المختلفة وتساعد على الحفاظ عليها من الاندثار. ومن خلال التفاعل بين الفنانين والجمهور، يتم تبادل القيم الثقافية والفنية بين المجتمعات المختلفة، مما يساهم في بناء جسر من الفهم المتبادل.

هل يمكن للمهرجانات أن تعزز الإبداع دون الوقوع في فخ السوق؟

على الرغم من الضغوط التجارية التي تواجهها المهرجانات الفنية، يمكن أن تسهم هذه الفعاليات في تعزيز الإبداع بشرط أن تبقى المهرجانات ملتزمة بمهمتها الأصلية في دعم الفن والفنانين بعيدًا عن الضغوط التجارية. يمكن للمهرجانات أن تخلق مساحة للفنانين الجدد والمبتكرين، وتساعد في تقديم أعمال فنية تثير النقاش والتفكير النقدي لدى الجمهور. في هذا السياق، فإن المهرجانات التي تركز على الجودة الفنية وتركز على تقديم أعمال متنوعة تجذب الجمهور من خلال الإبداع، لا تجلب الفائدة للفنانين وحسب، بل تساعد أيضًا في تطوير الثقافة والفنون في المجتمع.
من خلال توفير منصات لعرض الأعمال المستقلة والمبتكرة، قد تسهم المهرجانات في تحفيز الحوار بين الأجيال المختلفة، وتعزيز التنوع الثقافي. كما يمكن أن تركز المهرجانات على تسليط الضوء على الفنانين الذين يتناولون قضايا اجتماعية أو بيئية هامة، مما يساهم في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع من خلال الفن.

الخاتمة: المهرجانات الفنية بين الإبداع والتجارة

المهرجانات الفنية، في مجملها، تظل ساحة حيوية يمكن أن تساهم بشكل كبير في تعزيز الإبداع الثقافي والفني. ومع ذلك، فإنها لا تخلو من التحديات التي قد تؤثر في توازنها بين الفن والربح. إذا كانت المهرجانات تهدف إلى أن تكون منصات للفن الحقيقي والابتكار، فإنها بحاجة إلى الالتزام برسالتها الأصلية والتركيز على دعم الأعمال الفنية ذات القيمة الثقافية والفكرية، بدلًا من الاكتفاء بالتجارة والربح السريع. وفي النهاية، تظل المهرجانات الفنية بحاجة إلى التوازن بين إرضاء الجمهور وتحقيق الأرباح وبين الحفاظ على الأصالة الفنية وتشجيع الإبداع المتجدد.

مقالات مشابهة

  • ما حكم الزكاة في مال الميراث قبل استلامه؟.. دار الإفتاء تجيب
  • "الإيسيسكو" تدعو إلى الحفاظ على التراث اللبناني من مخاطر العدوان
  • أوقاف شمال سيناء تشهد حفل تخرج دفعة جديدة من خريجي المركز الثقافي
  • دعمًا للحرف اليدوية .. الصندوق الثقافي يصنع فرص التمكين في “بنان”
  • الشارقة تحتفل بالمحافظة على التراث الثقافي
  • هل تسهم المهرجانات الفنية في تعزيز الإبداع أم تروج للسلعة الثقافية؟
  • الثقافة تختتم ملتقى أهل مصر لفتيات المحافظات الحدودية في الوادي الجديد
  • قصور الثقافة تختتم ملتقى أهل مصر لفتيات المحافظات الحدودية في الوادي الجديد
  • وكيل صحة سيناء يشهد اختيار عدد من الممرضات الجدد بالمحافظة
  • “الثقافي البريطاني” يعزز العلاقات الثقافية بين الإمارات وبريطانيا