منظمة حقوقية تكشف تفاصيل أوضاعًا مأساوية في منطقة العيلفون
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
الخرطوم- تاق برس- قال مرصد شرق النيل لحقوق الإنسان، إن جنود قوات الدعم السريع، استمروا في استباحة أحياء مدينة العيلفون لليوم الرابع على التوالي، حيث مازالت الإنتهاكات مستمرة ضد المواطنين العُزّل، مع تواصل حملة الاعتقالات للشباب، الذين يتم اقتيادهم لمعتقلات داخل وخارج المدينة.
واشار المرصد إلى أن موجات النزوح لا تزال مستمرة نحو الأحياء الطرفية والمناطق المجاورة، يحدث ذلك على الرغم من الإنعدام الكامل لوسائل المواصلات، ولتوفر الممرات الآمنة، مما جعل المئات من الأسر عالقة داخل الأحياء تخشى الخروج إلى مصير مجهول، وقد تسبب ذلك بوفيات لعدد من كبار السن والمرضى داخل منازلهم.
وأشار إلى أن كل مقومات الحياة باتت شبه معدومة بالمدينة نظراً لانقطاع التيار الكهربائي وإنعدام المياه وغياب شبكات الإتصالات وشح المواد التموينية، خاصةً بعد عمليات السرقة والنهب اللذين طالا المحال التجارية والمنازل والسيارات، بالإضافة لسوء الأوضاع الأمنية وحدوث بعض الإشتباكات بصورة متقطعة.
المصدر: تاق برس
إقرأ أيضاً:
كيف أصبح ترامب خصما لشباب الأحياء الفقيرة بالسنغال؟
في الجنوب الشرقي من العاصمة دكار، يستلقي حي تياروي مكتظا بخلق كثير ينخرطون كل صباح، شيبا وولدانا، في كفاح مرير ضد الفقر الذي يطبق على 36% من سكان السنغال.
ولا يبدو من سمات الحي أن لدى سكانه أي علاقة بسير الأمور في الولايات المتحدة الواقعة على الضفة الثانية من الأطلسي وعلى بعد آلاف الكيلومترات عن السنغال.
ولكن اللقاء بالعشريني شيخ بمبا يكشف مدى عمق علاقة سكان هذا الحي بالولايات المتحدة الأميركية، وربما ينخرطون في شأنها أكثر من السنغال التي تشهد حاليا انتخابات تشريعية توصف بأنها حاسمة في تحديد وجهة البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة.
أرقام صعبةوفقا لأرقام رسمية أميركية، فإن نحو 60 ألف مهاجر غير نظامي وصلوا الولايات المتحدة في عام 2023 عبر خط نيكاراغوا-المكسيك، ومن بين هؤلاء نحو 20 ألفا من السنغال وحدها.
وقد خاطر هؤلاء الشباب بحياتهم من أجل الانضمام لنحو 2.4 مليون مهاجر أفريقي يقيمون أصلا في الولايات المتحدة ويعملون في مختلف المجالات.
ويمثل الشباب 75% من سكان السنغال البالغ تعدادهم 18 مليونا، 36% منهم يعانون من الفقر، وفق أرقام البنك الدولي في العام 2022.
وتعتمد الكثير من الأسر الفقيرة في السنغال على تحويلات المهاجرين التي تجاوزت 2.4 مليار دولار أميركي في 2022.
وقد كان شيخ بمبا يأمل السير على درب نيكاراغوا-المكسيك للوصول إلى بلاد العم سام والالتحاق بأقرانه "الذين تمكنوا من تغيير حياتهم تماما وأصبحوا من طبقة محترمة في السنغال"، مما يعزز إيمانه بأن أميركا "هي الفرصة التي لا يمكن تفويتها" لأي شاب يريد التحرر من أغلال الفقر.
ولكن عودة دونالد ترامب للسلطة أربكت خطط الفتى الذي التقته الجزيرة نت مع أربعة من أقرانه تحت جسر ماليبو المطل على المحيط الأطلسي حيث يتجمع شباب الأحياء الفقيرة للبحث عن عمل بأجر زهيد، وربما لمداعبة فكرة ركوب الموج باتجاه الغرب.
يوضح شيخ بمبا أنه لم يكن يتمنى فوز ترامب بالرئاسة بسبب خطابه المعادي للمهاجرين، لكنه يأمل أن تكون تصريحاته مجرد وعود انتخابية سيتخلى عنها عندما يستلّم الحكم يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
الفتى السنغالي شيخ بمبا مصر على الوصول للولايات المتحدة بغض النظر عن المخاطر التي قد تواجهه (الجزيرة) لا تعودوا للسنغالوفي السنغال ومحيطها، تعيش أوساط المهاجرين قلقا كبيرا من احتمال ترحيل ترامب الأفارقة الذين وصلوا للولايات المتحدة عبر المكسيك بطريقة غير شرعية.
ويدعو شيخ بمبا أصدقاءه في أميركا لبذل كل ما في وسعهم للبقاء هناك لأن "العودة إلى السنغال ستكون خسارة كبيرة لهم".
ومثل شيخ بمبا، تورط العديد من فتية الأحياء الفقيرة السنغالية في الشأن السياسي الأميركي، ووجدوا أنهم تلقوا خسارة مدوية في الانتخابات التي فاز بها المليادير الجمهوري المعادي للمهاجرين.
لكن ممدو جالو، البالغ من العمر 25 عاما، يقول بثقة إنه يؤمن بأن أميركا ستظل تفتح أبوابها أمام كل الحالمين بحياة أفضل، "وأنا لا أزال في استعداد كامل لرحلتي إلى هناك برا أو جوا".
ويأمل جالو أن تكون تصريحات ترامب عن المهاجرين مجرد دعاية انتخابية لا أكثر لأن "الولايات المتحدة دولة ديمقراطية وأي قرار يتعلق بالمهاجرين لا بد أن يمر بمراحل عديدة قبل تنفيذه، كما أنني أعرف أن الشعب الأميركي يحب ويقدر المهاجرين الأفارقة".
ورغم وعيهم بقرب بدء مرحلة صارمة في تعامل أميركا مع المهاجرين، فإن هؤلاء الفتية يؤكدون إصرارهم على الوصول للولايات المتحدة عبر حدودها مع المكسيك.
فتية سنغاليون يحلمون بالهجرة إلى الولايات المتحدة(الجزيرة) اقتصاد شبكات التهريب
وتعتمد العديد من رحلات الهجرة حاليا على شبكات تهريب تتخذ من نيكاراغوا نقطة عبور رئيسية، ومنها ينتقل المهاجرون عبر الحدود إلى المكسيك وصولا إلى الأراضي الأميركية.
وتتراوح تكلفة الوصول للحدود المكسيكية الأميركية بين 8 آلاف و10 آلاف دولار للشخص الواحد، مما يعكس وجود نشاط اقتصادي سنغالي مرتبط بالهجرة غير النظامية تستفيد منه شبكات التهريب بشكل أساسي.
وانطلاقا من كون الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما أفريقي الأصل، يرى الأربعيني السنغالي عمر جوف أن على الحكومات الأميركية أن تقر بتجذر الروابط بين الأفارقة والولايات المتحدة، مطالبا ترامب بالتحلي بالشفقة والرحمة في تعاطيه مع اللاجئين والمهاجرين.
ولا يوافق جوف ترامب على أن المهاجرين يشكلون مصدرا للفوضى والجريمة، قائلا إن الشباب المنحدرين من منطقة رفيسك السنغالية يشكلون نموذجا في التنظيم والانضباط، ويتكفلون باستضافة مواطنيهم الواصلين حديثا للولايات المتحدة، ويعملون على توعيتهم بالقوانين ومتطلبات سوق العمل.
ورغم إيمانه بأن السنغال في طريقها للتطور والقدرة على احتضان جميع أبنائها، فإن عمر جوف يعترف بأن الحلم الأميركي يسكنه منذ أمد بعيد، وبأنه يتمنى الآن الحصول على إقامة شرعية في الولايات المتحدة.
ومثل عمر جوف، يعتقد الكثير من الشباب أن السنغال في طريقها لقفزة تنموية بعد وصول حزب باستيف للحكم وتعهده قائده رئيس الوزراء عثمان سونكو بمحاربة الفساد وخلق فرص العمل ومراجعة اتفاقات عقود النفط والغاز مع الشركات الغربية.
لكن هذا التفاؤل لا يغطي على خيبة العديد من شباب الأحياء الفقيرة إزاء تعهد الرئيس الجمهوري المنتخب بإغلاق بوابة الحلم الأميركي في وجه المهاجرين بشكل عام.
ترامب تعهد بإغلاق الحدود الأميركية في وجه المهاجرين (رويترز) نداء إنسانيوتفاعلا مع هذه المخاوف، أعربت منظمة "السنغال بلا حدود" -التي تعنى بشؤون المهاجرين- عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع المتعلقة بالمهاجرين في الولايات المتحدة.
وحثت المنظمة ترامب على التخلي عن تنفيذ تعهداته المعادية للهجرة، وطالبته بالتعامل مع المهاجرين بروح من الرحمة والشفقة.
كما دعت المنظمة السلطات السنغالية والأفريقية إلى التحرك العاجل لبحث القضية مع السلطات الأميركية قبل اتخاذ أي إجراءات قد تؤثر سلبا على المهاجرين السنغاليين والأفارقة عامة.
وكذلك دعت منظمات أفريقية أخرى إلى وضع حلول تحمي حقوق المهاجرين وتبعدهم من السجال الدعائي الانتخابي، انطلاقا من روح التضامن الدولي.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حمل المهاجرين المسؤولية عن الفوضى والجريمة في الولايات المتحدة، وتعهد بإغلاق الحدود في وجوههم، ووضع حد لسياسة التساهل معهم التي اعتمدها الرئيس المنتهية ولايته جو بادين.
لكن الفتى العشريني شيخ بمبا شدد على أنه ماض في طريقه نحو الحلم الأميركي. ورغم كل المخاطر والعقبات التي قد تواجهه عند الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، فإنه ختم حديثه للجزيرة نت بالقول "أؤمن بأنني سأحصل على حياة أفضل هناك".