لجريدة عمان:
2025-04-30@08:46:52 GMT

نوافذ :أجندات إعلامية

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

وأنا أتابع أحداث «طوفان الأقصى» والعملية العسكرية التي تقوم بها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، لفت نظري انقسام وسائل الإعلام في النظر إلى هذه العملية إلى قسمين، القسم الأول وهو المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه المغتصبة من العدو الإسرائيلي والداعم بشدة للعمليات التي تقوم المقاومة الفلسطينية بشنها على إسرائيل وقواتها العسكرية، أما القسم الثاني فهو المؤيد لإسرائيل الذي يعد «حماس» هي المعتدية بشن هجماتها على المدنيين الإسرائيليين وإقلاق راحة المستوطنين، وأن من حق إسرائيل الرد على أي هجوم يمكن أن يهدد وجودها ويحفظ أمنها واستقرارها.

قد لا يكون هنالك تغير يذكر في مواقف وسائل الإعلام من الصراع العربي الإسرائيلي، فمعظم هذه المواقف هي في الأصل نابعة من المواقف السياسية للدول، وبالتالي تنحى وسائل الإعلام منحى السياسات التي تتبعها دولها، فالدول العربية على الأغلب الأعم هي دول تدعم القضية الفلسطينية وتنافح عنها وتساندها، وبالتالي تنعكس هذه المواقف على الرسالة الإعلامية أو ما يسمى بالأجندات الإعلامية التي تعكس وجهة النظر المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه واستعادة حقوقه، في حين أن الأجندة الإعلامية الغربية والتي تقف وراءها سياسة الدول الغربية المنحازة إلى إسرائيل تمثل انحيازا في الرأي وتأييدا للممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

كما نقول نحن أن «لا حياد تام في الإعلام» ولا موضوعية في وسائل الإعلام، فلكل وسيلة إعلامية أجندتها الخاصة بها تحكم توجهاتها وتخدم مصالحها وسواء أكانت تلك الوسيلة عامة مملوكة للحكومة أو خاصة يمتلكها القطاع الخاص أو الأحزاب أو غيرهم.. فإن الأجندات الخاصة بتلك الوسائل تبرز في ما تنشره وتبثه من أخبار وتقارير تخدم مصالح الجهة المؤسسة لتلك الوسيلة حتى وإن ادعت تلك الوسيلة موضوعيتها وحيادها وتطبيقها للكثير من القيم والأخلاقيات الإعلامية، ولكن يبقى أن الوقوف على الحياد مطلب من الصعب تحقيقه إعلاميا.

الأجندة الإعلامية أو ترتيب الأولويات هي في الأصل نظرية من نظريات وسائل الإعلام المتعددة يعود جذرها لأكثر من أربعين عاما ويقوم مفهومها الأساس على فكرة أن وسائل الإعلام قد «لا تنجح في تعريف الناس كيف يفكرون، ولكنها تنجح في تعريفهم فيمَ يفكرون»، بمعنى آخر أن وسائل الإعلام قد تنجح في إثارة اهتمام الجمهور نحو قضية معينة وتزيد من اهتمامهم بتلك القضية في حين يمكنها في الوقت ذاته صرف النظر عن قضية أخرى بعدم التطرق إليها والاهتمام بها كي لا تثير اهتمامات الجمهور بها وهذا ما يسمى أيضا بترتيب الأولويات أي أن وسائل الإعلام هي من يقوم بترتيب أولويات الجمهور بناء على ما تبثه من رسائل إعلامية لجمهورها.

يطرح المختصون بالإعلام سؤالا محوريا وجوهريا وهو من يصنع الأجندة الإعلامية لوسائل الإعلام هو المالك لتلك الوسيلة أم الجمهور المتلقي لها أم المحرر صانع الخبر أم أنها سياسة الدولة ونهجها؟ يذهب العديد من المختصين إلى أن السياسة الصحفية للوسيلة الإعلامية هي على الأغلب من يضع تلك الأجندات باختلاف مضامينها وأهدافها غير أن ما يمكن الإشارة إليه أن العصر الرقمي الحديث وبروز وسائل التواصل والإعلام الإلكتروني ساهما بشكل كبير في التقليل من أهمية الأجندة الإعلامية باعتبار أن وسائل الإعلام الحديث استطاعت أن تكسر القيود التي فرضها الإعلام التقليدي على جمهورها كونه يسمح بتمرير ما يشاء من أجندات ويمنع ما يشاء، غير أن ما يؤخذ حتى على الإعلام الجديد هو وقوعه في شراك التضليل وعدم المصداقية والتدليس وغيرها من الصفات التي لا تتناسب مع القيم والأخلاقيات الصحفية والإنسانية.

كما أنه لا يوجد حياد مطلق في الحياة على الأغلب، فإنه لا يوجد حياد مطلق في وسائل الإعلام هكذا يمكن أن تسير الحياة ولكن ببعض القيم التي تحترم الإنسان والحياة والقارئ، وقد يكون من أبسط تلك الأمور الابتعاد عن التضليل والتدليس والكذب والخداع ومحاولة النظر إلى الصورة من جهاتها الأربع كي تبقى الأمور واضحة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مزيان: تأسيس جبهة إعلامية موحدة أصبح ضروريا

قال وزير الاتصال، محمد مزيان، أن تأسيس جبهة إعلامية واحدة وموحدة، أصبحت اليوم ضرورة ملحة للتصدي لما يحاك ضد الجزائر من محاولات تشويه صورتها.

وأضاف الوزير، خلال إشرافه اليوم الإثنين، بالعاصمة، على اللقاء الجهوي الرابع للصحفيين والإعلاميين. أن الصحافة الحرة مدعوة للوقوف كتلة موحدة للدفاع عن قيم المجتمع والدفع بوتيرة التنمية.

وأكد الوزير، أن الإعلام الجواري ضرورة إستراتيجية، نظرا لما يوفره من أخبار قريبة من المواطن، تجعله في مأمن من الأخبار المغلوطة. وهو رافد متميز للدفع بالتنمية المحلية.

ولفت الوزير، إلى أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يولي اهتماما بالغا بمهنة الصحافة.

هذا ويناقش الملتقى، الآفاق والتحديات التي تواجه مهنة الصحافة والمنتسبين إليها. ويخص الصحافيين والإعلاميين الذين ينشطون بولايات الوسط بعد لقاءات جهوية بغرب وشرق وجنوب الوطن.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • «التضامن» تستعرض تجربتها في بناء أول منظومة إعلامية حكومية بالذكاء الاصطناعي
  • حظر النشر بقضايا تصنيع الصواريخ والمسيرات والتجنيد والتدريب / وثيقة
  • زاد الصالحة
  • ‏بعنوان “الإعلام الحديث” دورة تدريبية للعاملين في المؤسسات الإعلامية بدمشق
  • الإعلامية روان أبوالعينين تشارك في المؤتمر الدولي لدور المرأة في التعليم والقيادة
  • في عيد ميلادها الـ78.. نجوى إبراهيم أيقونة الإعلام التي صنعت طفولة أجيال (تقرير)
  • توصيات طموحة لتعزيز القيم والارتقاء بأدوار وسائل الإعلام لترسيخ الهوية الوطنية
  • وسائل الإعلام العالمية تتناول إعلان روسيا وقف إطلاق النار في عيد النصر
  • الحكيم: الانتخابات تنقل العراق إلى الاستقرار المستدام
  • مزيان: تأسيس جبهة إعلامية موحدة أصبح ضروريا