لجريدة عمان:
2024-11-09@02:49:47 GMT

نوافذ :أجندات إعلامية

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

وأنا أتابع أحداث «طوفان الأقصى» والعملية العسكرية التي تقوم بها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، لفت نظري انقسام وسائل الإعلام في النظر إلى هذه العملية إلى قسمين، القسم الأول وهو المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه المغتصبة من العدو الإسرائيلي والداعم بشدة للعمليات التي تقوم المقاومة الفلسطينية بشنها على إسرائيل وقواتها العسكرية، أما القسم الثاني فهو المؤيد لإسرائيل الذي يعد «حماس» هي المعتدية بشن هجماتها على المدنيين الإسرائيليين وإقلاق راحة المستوطنين، وأن من حق إسرائيل الرد على أي هجوم يمكن أن يهدد وجودها ويحفظ أمنها واستقرارها.

قد لا يكون هنالك تغير يذكر في مواقف وسائل الإعلام من الصراع العربي الإسرائيلي، فمعظم هذه المواقف هي في الأصل نابعة من المواقف السياسية للدول، وبالتالي تنحى وسائل الإعلام منحى السياسات التي تتبعها دولها، فالدول العربية على الأغلب الأعم هي دول تدعم القضية الفلسطينية وتنافح عنها وتساندها، وبالتالي تنعكس هذه المواقف على الرسالة الإعلامية أو ما يسمى بالأجندات الإعلامية التي تعكس وجهة النظر المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه واستعادة حقوقه، في حين أن الأجندة الإعلامية الغربية والتي تقف وراءها سياسة الدول الغربية المنحازة إلى إسرائيل تمثل انحيازا في الرأي وتأييدا للممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

كما نقول نحن أن «لا حياد تام في الإعلام» ولا موضوعية في وسائل الإعلام، فلكل وسيلة إعلامية أجندتها الخاصة بها تحكم توجهاتها وتخدم مصالحها وسواء أكانت تلك الوسيلة عامة مملوكة للحكومة أو خاصة يمتلكها القطاع الخاص أو الأحزاب أو غيرهم.. فإن الأجندات الخاصة بتلك الوسائل تبرز في ما تنشره وتبثه من أخبار وتقارير تخدم مصالح الجهة المؤسسة لتلك الوسيلة حتى وإن ادعت تلك الوسيلة موضوعيتها وحيادها وتطبيقها للكثير من القيم والأخلاقيات الإعلامية، ولكن يبقى أن الوقوف على الحياد مطلب من الصعب تحقيقه إعلاميا.

الأجندة الإعلامية أو ترتيب الأولويات هي في الأصل نظرية من نظريات وسائل الإعلام المتعددة يعود جذرها لأكثر من أربعين عاما ويقوم مفهومها الأساس على فكرة أن وسائل الإعلام قد «لا تنجح في تعريف الناس كيف يفكرون، ولكنها تنجح في تعريفهم فيمَ يفكرون»، بمعنى آخر أن وسائل الإعلام قد تنجح في إثارة اهتمام الجمهور نحو قضية معينة وتزيد من اهتمامهم بتلك القضية في حين يمكنها في الوقت ذاته صرف النظر عن قضية أخرى بعدم التطرق إليها والاهتمام بها كي لا تثير اهتمامات الجمهور بها وهذا ما يسمى أيضا بترتيب الأولويات أي أن وسائل الإعلام هي من يقوم بترتيب أولويات الجمهور بناء على ما تبثه من رسائل إعلامية لجمهورها.

يطرح المختصون بالإعلام سؤالا محوريا وجوهريا وهو من يصنع الأجندة الإعلامية لوسائل الإعلام هو المالك لتلك الوسيلة أم الجمهور المتلقي لها أم المحرر صانع الخبر أم أنها سياسة الدولة ونهجها؟ يذهب العديد من المختصين إلى أن السياسة الصحفية للوسيلة الإعلامية هي على الأغلب من يضع تلك الأجندات باختلاف مضامينها وأهدافها غير أن ما يمكن الإشارة إليه أن العصر الرقمي الحديث وبروز وسائل التواصل والإعلام الإلكتروني ساهما بشكل كبير في التقليل من أهمية الأجندة الإعلامية باعتبار أن وسائل الإعلام الحديث استطاعت أن تكسر القيود التي فرضها الإعلام التقليدي على جمهورها كونه يسمح بتمرير ما يشاء من أجندات ويمنع ما يشاء، غير أن ما يؤخذ حتى على الإعلام الجديد هو وقوعه في شراك التضليل وعدم المصداقية والتدليس وغيرها من الصفات التي لا تتناسب مع القيم والأخلاقيات الصحفية والإنسانية.

كما أنه لا يوجد حياد مطلق في الحياة على الأغلب، فإنه لا يوجد حياد مطلق في وسائل الإعلام هكذا يمكن أن تسير الحياة ولكن ببعض القيم التي تحترم الإنسان والحياة والقارئ، وقد يكون من أبسط تلك الأمور الابتعاد عن التضليل والتدليس والكذب والخداع ومحاولة النظر إلى الصورة من جهاتها الأربع كي تبقى الأمور واضحة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

من هي الإعلامية جيلان حمزة؟.. عاصرت أساطين الأدب ورحلت بعد سنوات إبداع وتألق

وسط كوكبة من الشعراء والأدباء، نشأت وترعرت الأديبة والإعلامية جيلان حمزة، فكان صالون منزل أسرتها يستضيف إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعى وغيرهما من أساطين الكلمة  والرواية، من تلاميذ والدها، لتخوض مسيرة زاخرة بالنجاحات على المستويات الأدبية والثقافية والإعلامية، قبل أن تفارق عالمنا اليوم. 

من هي الإعلامية جيلان حمزة؟

ويرصد «الوطن» في السطور التالية، معلومات عن الأديبة والإعلامية الراحلة جيلان حمزة، أستاذ الإعلام، عقب رحيلها، وفقًا لسجلات «الهيئة الوطية للإعلام».

ابنة الدكتور عبداللطيف حمزة مؤسس معهد الدراسات الإعلامية، وكلية الإعلام جامعة القاهرة، وصاحب الدور الكبير في تأسيس أقسام الصحافة بالكليات في مصر والعراق والسودان. شقيقتها المذيعة الراحلة كاريمان حمزة. لها شقيقة تدعى «وجدان»، عملت في مجال تصميم ملابس المحجبات. 

كتبت أول رواية لها في عمر 17 عاما، بعنوان «قلب بلا قناع». حصلت على جائزة الأدباء الشبان. بدأت العمل كمذيعة في التليفزيون، عقب وفاة والدها، بعد طلب عبدالقادر حاتم وزير الإعلام حينها.  اتجهت للتدريس في كليات الإعلام. كانت تفضل لقب الأديبة الإعلامية، أكثر من لقب مذيعة. 

برامج وروايات جيلان حمزة قدمت العديد من البرامج الناجحة، أبرزها «في المرآة»، و«كشكول»، و«اختبر معلوماتك»، و«فن وأدب».  أول برامجها «في المرآة»، كان فكرتها، واستمر على مدار سنوات طويلة. استمرت لفترة طويلة في تقديم البرامج الثقافية. قدمت برنامج «كانت أيام» فى رمضان على مدار 20 عاما. عملت في إذاعة صوت العرب على مدار 10 سنوات. عملت لفترة في إذاعة مونت كارلو. كتبت جيلان حمزة العديد من المؤلفات التي تنوعت ما بين القصص القصيرة، والرواية الطويلة، والمقالات، ومنها «قلب بلا قناع»، و«اللعبة والحقيقة»، و«زوج في المزاد»، و«الزوجة الهاربة»، و«الحبيبة»، وغيرها الكثير. 

مقالات مشابهة

  • آخر كلمات الإعلامية الكبيرة جيلان حمزة مع موقع صدى البلد قبل رحيلها
  • من هي الإعلامية جيلان حمزة؟.. عاصرت أساطين الأدب ورحلت بعد سنوات إبداع وتألق
  • وفاة الإعلامية والروائية جيلان حمزة
  • وفاة الإعلامية جيلان حمزة
  • وفاة الإعلامية الكبيرة جيلان حمزة
  • وزير السياحة يختتم زيارته لندن بعقد لقاءات إعلامية مع ممثلي وسائل الإعلام البريطانية والدولية والعربية
  • مصادر لبنانية: السعودية والإمارات تمولان وسائل إعلامية لتشويه حزب الله
  • مختبرات إعلامية مبتكرة في «الكونغرس العالمي»
  • الكونغرس العالمي للإعلام 2024 يشهد انعقاد سلسلة من المختبرات الإعلامية المبتكرة
  • الكونغرس العالمي للإعلام 2024 يشهد سلسلة مختبرات إعلامية مبتكرة