عربي21:
2024-07-05@12:16:05 GMT

غزة بين مشهد الفرجة العربي والنفاق الدولي

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

من راقب وشاهد واستمع لوقائع ما جرى ويجري في فلسطين، من غزة ومحيط غلافها إلى المستوطنات وصولاً للمدن الإسرائيلية في العمق المحتل عام 48، يُقر بحالة الذهول والصدمة والاندهاش الذي تركته حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على المشهد الفلسطيني والعربي والدولي، من أخذ زمام المبادرة بالهجوم المباغت على المواقع الإسرائيلية في محيط غلاف غزة إلى الكثافة النارية بإطلاق الصواريخ والقدرة على أسر عدد كبير من جنود الاحتلال، وإيقاع خسائر صادمة ومؤلمة للمؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل، والتي أصبح الحديث فيها عن عملية "طوفان الأقصى" ومقارنتها بكل جولات الصراع العربي الإسرائيلي وحروبه الرسمية مع جيش الاحتلال، بأنها مغايرة وأحدثت فارقاً لا يمكن القفز عنه في النتائج والتبعات السياسية والنفسية والعسكرية، في المعركة التي تخوضها المقاومة مع الاحتلال.



الاعتراف بقدرة المقاومة وشجاعتها في الصحافة الإسرائيلية على إحداث الصدمة الأولى، سبقته بعض تحليلات عربية انضمت لركب الهجوم على المقاومة، وإدانتها رسمياً من بعض الأنظمة التي أعلنت انحيازها الكلي للكيان الصهيوني، لمحاولة فصل ما حدث ويحدث عن سياق القضية الفلسطينية بشكل عام، والتي يتم التعامل معها من النظام العربي كمسألة تخص العلاقة بين "الفلسطينيين وإسرائيل"، وما ينغص على هذه العلاقة وجود المقاومة واستمرارها في الشارع الفلسطيني، فكيف إذا انقلب كل ما يُخطَط له من تطبيع وقفز على الحقوق الفلسطينية، ومحاولات فصل القضية عن ارتباطها العربي قد فشلت بساعات قليلة بعد ما قدمته المقاومة في غزة ومحيطها؟

المقصود بالمقاومة حركة "حماس" التي أعيد تنشيط جرس شيطنتها على مستوى عالٍ من الولايات المتحدة مروراً بدول غربية ووصولاً لبعض عواصم عربية، والسرعة الأمريكية في شحذ الهمم وشد العصب الأمريكي والغربي لحماية إسرائيل، وإرسال حاملة الطائرات الأمريكية "فورد" للمنطقة وتقديم الدعم العسكري والمادي لحكومة بنيامين نتنياهو، وإرسال الذخائر والسلاح لمواصلة العدوان الإسرائيلي الذي لم يتوقف منذ إكمال احتلال بقية فلسطين عام 1967.

المقاومة قضية أساسية ككل القضايا السياسية الأخرى، لا يمكن عزلها في مجتمعٍ يخضع لاحتلال مباشر ولحصار مستمر، وعدوان يومي يُخلف جرائم حرب وضد الانسانية تُنقل على الهواء مباشرة ويراقبها العالم كله، كما في كل جولات العدوان والمذابح التي شُنت على غزة وتتكرر اليوم في مشهد جرائم إبادة لأحياء كاملة وتدمير الأبراج السكنية عقاباً لغزة
وترافق هذا مع كتابات وتحليلات هجومية مشوهة ومزورة في الساعات والأيام القليلة الماضية المترافقة مع حجم المذابح الهائلة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، لتتقاطع مع التزوير الأمريكي والصهيوني لمأساة الشعب الفلسطيني من الاحتلال ومشروعه الاستعماري، باتخاذ موقف ذاتي وعدائي من المقاومة ومعاداة العمل الشعبي المسلح بالتعبير عن التشاؤم منه.

وليس ممكناً هنا مناقشة كل المواقف والأحكام الجائرة والعشوائية بحق المقاومة الفلسطينية، وإعادة التذكير بقائمة الشيطنة الطويلة لحركة حماس وربطها بـ"أجندة إيرانية" ونزع وطنيتها ونفي ارتباطها بقضية شعبها وببعدها العربي والإسلامي، هو تذكير أولاً بالأجندة والأهداف الصهيونية على جبهة النظام الرسمي العربي الذي ينظر بقلق وخطر من المقاومة؛ لما تمثله من إظهار كم العجز والانحطاط والخزي في صورتها لدى الشارع العربي الذي عبّر عن فرح غامر برؤية المقاومة بإمكانيات متواضعة تحقق نجاحات تناقض كلياً بنية أنظمة العسكر العربي المنشغل ببناء الاستبداد والتواصل والتطبيع مع الاحتلال الذي يشكل لب المشكلة، والجوهر فيها مقاومة هذا الاحتلال ومشروعه وسياساته الاستعمارية التي كفلتها كل القوانين والشرائع الدولية.

والمقاومة قضية أساسية ككل القضايا السياسية الأخرى، لا يمكن عزلها في مجتمعٍ يخضع لاحتلال مباشر ولحصار مستمر، وعدوان يومي يُخلف جرائم حرب وضد الانسانية تُنقل على الهواء مباشرة ويراقبها العالم كله، كما في كل جولات العدوان والمذابح التي شُنت على غزة وتتكرر اليوم في مشهد جرائم إبادة لأحياء كاملة وتدمير الأبراج السكنية عقاباً لغزة ولمقاومتها التي استطاعت كسر هيبة وغطرسة الاحتلال.

وهنا أيضاً تتكشف أبعاد بعض المواقف العربية التي لطالما وجدت في الغطرسة والعنجهية الصهيونية ملاذاً لعجزها ومدخلاً للتخاذل والاستسلام، وتكريسا لهزيمة لم ولن يذعن لها الشعب الفلسطيني منذ قرنٍ وإلى ساعتنا هذه. وما يخيف في هذا الواقع ليس مشهد الفرجة العربي والدولي على جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني فقط، بل في مشهد السحق والإبادة الجماعية وسط صمت دولي وعربي وبضوء أخضر أمريكي لفاشية صهيونية.

هناك اعتراف رسمي أمريكي بدعم الإرهاب الصهيوني، وفي نفس الوقت هناك دعوة وضغوط أمريكية على بعض النظام العربي ليمارس ضغطا على المقاومة، وهناك مواقف عربية تشارك في نصب شراك التضليل الصهيوني والأمريكي بإعلاء صوت الخنوع
أخيراً، هناك اعتراف رسمي أمريكي بدعم الإرهاب الصهيوني، وفي نفس الوقت هناك دعوة وضغوط أمريكية على بعض النظام العربي ليمارس ضغطا على المقاومة، وهناك مواقف عربية تشارك في نصب شراك التضليل الصهيوني والأمريكي بإعلاء صوت الخنوع. وغزة والمقاومة لا تملك إلا أن تقول أن قتالها اليوم وغداً لا بد منه إذا أردنا التحرر من الاحتلال واسترجاع الأرض وتحرير الأسرى والحفاظ على هوية الأرض والمقدسات.

يتم كل ذلك بإعادة البعد العربي للقضية الفلسطينية، وهو ما تم في وجدان الشارع العربي المعبر عن تعاطفه ومساندته لمقاومة مصممة على المسيرة بكل إيمان وإدبار؛ لتبقى فلسطين قضية حرية وعدالة إنسانية، والمقاومة فيها فلسطينية يقتضي الدفاع عنها وعن مكتسبات لازمة في تحقيق أهداف بعيدة عن مشهد الفرجة العربي الرسمي المنضم لحملة تزوير وتصهين وحصة من ردح النفاق الدولي حول إرهاب الدولة والاحتلال والقلق على السلام.

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين المقاومة الاحتلال الاستبداد فلسطين الاحتلال المقاومة الاستبداد طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اليمن ينظم الصيد في أعالي البحار لمواجهة غلاء الأسماك

في الوقت الذي تشهد فيه عدن ومدن يمنية أخرى موجة ارتفاعات سعرية متصاعدة تضرب أسواق الأسماك والمنتجات البحرية، تركز الجهات والدوائر والمؤسسات الحكومية المعنية جهودها في العمل على تنظيم الصيد في أعالي البحار.

 

ويرصد "العربي الجديد" ارتفاع أسعار الأسماك في أسواق عدن وعدة مدن ومناطق يمنية، حيث قفز سعر كيلوغرام الثمد "ويطلق عليه أيضاً التونة" من 8000 إلى 10000 ريال، إضافة إلى ارتفاع عديد الأصناف الأخرى مثل "الباغة" وغيرها بنسب متفاوتة تراوح بين 50 و80%.

 

وبينما يشكو مواطنون من صعوبة التعامل مع الأسعار المرتفعة للأسماك التي تُعَدّ الوجبة الرئيسية للأُسَر في مثل هذه المناطق والمدن الساحلية، يُرجع تجار ومتعاملون في الأسواق أسباب الارتفاع إلى مجموعة من العوامل، منها التدهور المتواصل في العملة المحلية، إضافة إلى عودة التصدير بعد فترة من التوقف نتيجةً للقرار الحكومي الصادر بهذا الخصوص، وهو سبب مهم وفق ما استُنتِج في العملية الاستطلاعية للأسواق.

 

في السياق، تتجه وزارة الزراعة والثروة السمكية في الحكومة اليمنية لتشكيل لجنة مهمتها تقديم مقترح بإيجاد لائحة قانونية تنظم الاصطياد السمكي في أعالي البحار.

 

ويحتاج اليمن بشكل عاجل إلى استكمال وضع التشريعات النافذة المتصلة بالصيد الساحلي لأعالي البحار، وتوفير الحماية المناسبة لمناطق الصيد، والاستناد إلى منظومة قانونية وتشريعية وشروط الصيد في البحار اليمنية وفق البروتوكولات الدولية المقرة والموضوعة في هذا الجانب.

 

إجراءات للحد من الصيد الجائر

 

وحسب مصادر وزارية مسؤولة لـ"العربي الجديد"، فإن الحكومة تدرَس العديد من الإجراءات التي تستهدف وضع حد للعبث والصيد العشوائي الجائر، الذي سيكون ضمن مهمات اللجنة التي ستُشكَّل إلى جانب مهمتها الرئيسية في سنّ القوانين وفق الاتفاقات الدولية، وبما يحفظ لليمن ثرواته في محاذاة المياه الإقليمية.

 

ويشرح أحد العاملين في الصيد السمكي في عدن، محمد عابد، لـ"العربي الجديد"، أن هناك صعوبات بالغة تواجههم في عملية الصيد عبر القوارب والشبكات التي تُسحَب بعد غمرها للماء، الذي يختلف عن الصيد في مناطق أعمق، والذي يحتاج لإمكانات لا يستطيع الصيادون توفيرها.

 

من جانبه، يوضح الصياد سالم المهري لـ"العربي الجديد"، أن الصيد كلما ابتعد أكثر عن الساحل، احتاج لأدوات أكبر وأكثر حماية للصيادين، وأشباك أقوى، لافتاً إلى أن أغلب الصيادين في اليمن يستخدمون القوارب التي لا يستطيعون استخدامها للوصول أو لعملية الاصطياد في أعالي البحار.

 

يوضح الصياد سالم المهري لـ"العربي الجديد"، أن الصيد كلما ابتعد أكثر عن الساحل، احتاج لأدوات أكبر وأكثر حماية للصيادين

 

ويرى مسؤول في جمعية اصطياد سمكي، ناصر مصطفى، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الضرورة تقتضي تنظيم عملية الاصطياد بشكل عام ودعم ومساندة وتشجيع تأسيس شركات استثمارية تستطيع أن تساهم في فرض نفسها أمام الزحف المتواصل للشركات الأجنبية.

 

الباحث الاقتصادي جمال راوح، يوضح لـ"العربي الجديد" أن الأمن الغذائي لليمن في وضع خطير للغاية، في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة والسلطات المعنية من أزمة مالية حادة جعلتها عاجزة عن القيام بأي دور يسهم في معالجة الأزمة الغذائية التي تواجها البلاد، مشيراً إلى أن تدهور وضعية القطاع السمكي يأتي في طليعة الأسباب التي أدت إلى تعميق أزمة الأمن الغذائي في اليمن.


مقالات مشابهة

  • بعد حرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • بعد جرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • اليمن ينظم الصيد في أعالي البحار لمواجهة غلاء الأسماك
  • أمل الثقافة ودورها
  • جيش العدو يعلن مقتل ضابط وجندي بنيران المقاومة في غزة
  • غزة.. بين الموت قصفاً والموت جوعاً..!
  • هوامش مهمة على الديانة الإبراهيمية.. قاموس المقاومة (32)
  • المقاومة في الضفة.. بين العبوات الناسفة وسلاح الحرائق
  • مهرجان فاس الدولي لفن الخط يحتفي بـجائزة البدر
  • «دراما اليورو» تجمع كوستا ورونالدو في «مشهد واحد»!