خطة لتحويل الإسكندرية إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
أكد محافظ الإسكندرية محمد الشريف، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التغيرات المناخية لتحسين مستقبل مدينة الإسكندرية؛ وخاصة أنها من أكثر المدن تضررًا بسبب التغيرات المناخية، مما دفع الدولة لاطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وذلك تماشيًا مع مؤتمر المناخ (COP 27)، مضيفًا أن الإسكندرية تسعى لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية من خلال مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية.
وقال الشريف، خلال مشاركته في ورشة عمل الرياض المقامة ضمن الأسبوع الإقليمي للمناخ لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إن الإسكندرية تعد من أقدم سكندريات العالم فهي مدينة عريقة وتمتلك تراثًا ثقافيًا وحضاريًا هائلًا، وتضم نحو 1000 مبنى تراثي، وبها أقدم شارع في التاريخ وهو شارع النبي دانيال، كما أنها مدينة ساحلية صناعية وبها 4334 مصنعًا وتمثل 60% من تجارة مصر الخارجية.
وأضاف: "نسعى لتحويل الإسكندرية إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة من خلال: التوسع في استخدام الطاقة الشمسية في إنارة عدد من الشوارع الرئيسية، وإنشاء أول سوق تجاري للجملة بالعامرية يعمل بالطاقة الشمسية، والتوسع في تطوير الميادين مثل ميدان محطة مصر للمساهمة في تقليل نسبة الانبعاثات بنسبة 70%، بالاضافة إلى تطوير البنية التحتية بمشروعات قومية مثل استراتيجية إدارة مياه الأمطار وفصلها عن مياه الصرف الصحي".
وأوضح أن الإسكندرية أول محافظة على مستوى الجمهورية تمتلك 55 أتوبيسًا كهربائيًا، وتعمل على التوسع في استخدام الغاز الطبيعي في وسائل مواصلات جماعية كبديل للوقود الأحفوري، كما تمتلك مصنعًا لإدارة المخلفات الخطرة والذي يعد الأول على مستوى الشرق الأوسط.
يذكر أن ورشة العمل يشارك فيها العديد من المدن حول العالم، لتبادل الخبرات وإيجاد حلول متطورة لمواجهة التغييرات المناخية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
من الحل إلى المشكلة.. البلاستيك الحيوي يهدّد الصحة رغم صداقته للبيئة
نشرت مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية، التابعة للجمعية الكيميائية الأمريكية، دراسة، وجدت أنّ: "المواد البلاستيكية القابلة للتحلل الحيوي، والمصنعة من النشا، قد تُسبب تلفا في الأعضاء ومشاكل أيضية، ما يثير مخاوف بشأن سلامتها على الرغم من اعتبارها صديقة للبيئة".
وبحسب نتائج الدراسة، التي ترجمته "عربي21" فإنّ: "المنتجات البلاستيكية، تتحلّل تدريجيا بفعل التآكل والتلف، مُطلقة جزيئات بلاستيكية دقيقة، غالبا ما تكون مجهرية، قد تُشكل مخاطر صحية عند استنشاقها أو ابتلاعها. ولمعالجة هذا، طور الباحثون بلاستيكا قابلا للتحلل الحيوي مصنوعا من النشا النباتي بدلا من البترول".
وأوضحت أنّ: "الحيوانات التي تعرضت لجزيئات من هذه المواد البلاستيكية النباتية عانت من مشاكل صحية، بما في ذلك تلف الكبد واضطرابات في ميكروبيوم أمعائها".
وفي السياق نفسه، قال الباحث المشارك في الدراسة، يونغفينغ دينغ: "قد لا تكون المواد البلاستيكية القابلة للتحلل الحيوي، المصنوعة من النشا، آمنة ومعززة للصحة كما كان يُعتقد في البداية"، مبرزا أنّ: "الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الجسم، تعدّ مصدر قلق متزايد".
إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة (قطع بلاستيكية يقل عرضها عن 5 ملليمترات) تتسلّل إلى أجسام البشر عبر إمدادات المياه الملوثة والأطعمة والمشروبات، وحتى الحقن الوريدي.
وربط العلماء جزيئات البلاستيك في مجرى الدم والأنسجة بمخاطر صحية مختلفة. على سبيل المثال، إذ وجدت دراسة أن الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء لديهم نسبة أكبر من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في برازهم. ويُعتبر البلاستيك القابل للتحلل الحيوي بديلا أكثر أمانا وصديقا للبيئة من البلاستيك التقليدي المصنّع من مشتقات البترول.
"أحد أكثر أنواع البلاستيك "الآمن" شيوعا من النشا، وهو كربوهيدرات موجود في البطاطس والأرز والقمح. ومع ذلك، هناك نقص في المعلومات حول كيفية تأثير البلاستيك القابل للتحلل الحيوي، المصنوع من النشا، على الجسم"، وفقا للدراسة ذاتها، التي قد تناول فريق بحثها بقيادة دينغ، هذه المسألة من خلال استكشاف هذه الآثار في التجارب على الحيوانات.
كذلك، قارن الباحثون ثلاث مجموعات من خمسة فئران: مجموعة تناولت طعاما عاديا، ومجموعتين تناولتا طعاما مُشبّعا بالبلاستيك الدقيق النشوي. حُسبت الجرعات (المنخفضة والعالية) وقُيّمت بناء على ما يُتوقع أن يستهلكه الإنسان العادي يوميا. أطعم الباحثون الفئران لمدة 3 أشهر، ثم قيّموا أنسجة أعضائها، ووظائفها الأيضية، وتنوع ميكروباتها المعوية.
الآثار الصحية الملحوظة على الفئران
أظهرت الفئران المعرضة لجزيئات البلاستيك النشوي ما يلي:
• تلفا متعددا في الأعضاء، بما في ذلك الكبد والمبايض، وكان التلف أكثر وضوحا في المجموعة التي تناولت جرعات عالية. ومع ذلك، أظهرت الفئران التي تناولت طعاما عاديا خزعات طبيعية لأنسجة أعضائها.
• تغيّر في إدارة الجلوكوز، بما في ذلك خلل كبير في الدهون الثلاثية واضطراب في المؤشرات الحيوية الجزيئية المرتبطة باستقلاب الجلوكوز والدهون، مقارنة بالفئران التي تناولت طعاما عاديا.
• اختلال في المسارات الوراثية واختلالات محددة في ميكروبات الأمعاء، والتي يقترح الباحثون أنها قد تُغيّر الإيقاعات اليومية للحيوانات التي تستهلك البلاستيك الدقيق.
يقول دينغ: "قد يؤدي التعرض لفترات طويلة وبجرعات منخفضة للبلاستيك الدقيق النشوي إلى مجموعة واسعة من الآثار الصحية، لا سيما اضطراب الساعة البيولوجية واضطراب استقلاب الجلوكوز والدهون".
ومع ذلك، يُقرّ الباحثون بأنه نظرا لكون هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تبحث في آثار استهلاك البلاستيك الدقيق النشوي، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية تحلل هذه الجسيمات القابلة للتحلل الحيوي في الجسم.