قال عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير، إن المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية متفرد عالميا فيعد أول متحف يركز على الحقبة البطلمية والتي تعكس وتصور وتجسد ملامح الحياة في العصر البطلمي، موضحا أنه لا يوجد متحف في العالم يركز علي التاريخ البطلمي والذي يعد فترة تاريخية هامة للغاية وتعرف بثرائها الشديد.

 


جاء ذلك في تصريح اليوم لوكالة أنباء الشرق الأوسط في إطار الاستعدادات لافتتاح المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية عقب انتهاء مشروع تطويره وترميمه الذي يجري وفقا لأحدث المقاييس الدولية.


وأضاف عبد البصير أن المتحف اليوناني الروماني يعد واحدًا من أهم وأعظم متاحف منطقة حوض المتوسط بأسرها، ويتمركز في أقدم الشوارع الأثرية الأساسية لمدينة الإسكندرية تلك المدينة عالمية الطابع والتي تعد حلقة الوصل بين اليونان ومصر قديمًا.


وأكد أن تفرد المتحف اليوناني الروماني يرتبط أيضا بالإسكندر الأكبر الذي يشكل شغفا يشغل العالم دائما، فيضم المتحف تمثالا ينسب إلى الإسكندر الأكبر والذي أكتشفته عالمة الآثار اليونانية باباكوستا، مشيرا إلى أن المتحف سيكون مؤسسة علمية تنافس على المستوى العالمي كما أنه يضم نحو4000 قطعة أثرية بعضها متفرد عالميا.


وأوضح أن افتتاح المتحف اليوناني الروماني يؤكد ما تشهده مصر من إنجازات ومشروعات عملاقة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، منوها بأن المتحف مع افتتاحه سيكون منارة ومركزا حضاريا فيضم أقساما جديدة لخدمة الفكر المتحفي الحديث فهو بمثابة مؤسسة علمية عالمية.. مشيرا إلى أن المتحف يقدم من خلال سيناريو العرض المتحفي ملامح الحياة في العصر البطلمي من النواحي الاجتماعية والتبادل التجاري والمحال وغيرها من المعالم التي تجعل الزائر يتعايش مع التاريخ.


وتابع أن سيناريو العرض المتحفي يتناول الدولة الحاكمة والحياة السياسية في مصر خلال العصرين البطلمي والروماني، إلى جانب عرض شكل الحياة اليومية اليونانية والرومانية بالإسكندرية (المجتمع السكندري)، وعرض فكرة الديانة والعبادات في العصرين اليوناني والروماني (العبادات والديانة) من خلال مجموعات المتحف اليوناني الروماني المعروفة والمميزة مثل مجموعة الرأس السوداء، ومجموعة أرض المحمرة، وعرض معبد التمساح ـ سوبك، والذي يرجع إلى عصر الملك البطلمي بطلميوس السابع.


ولفت إلى أن سيناريو العرض المتحفي يشمل النشاط الفني بالإسكندرية والمسرح و ديونيسوس (راعي المسرح) في الإسكندرية، كما سيعرض التطور العقائدي الجنائزي في العصرين اليوناني والروماني من خلال المومياوات والأواني الكانوبية والتمائم وشواهد القبور الجنائزية وبورتريهات الفيوم والتوابيت عبر العصور المختلفة التي مرت بها الإسكندرية بوجه خاص، ومصر بشكل عام.


وأضاف أن المتحف يعرض أيضا الفن البيزنطي والفن القبطي من خلال البقايا المعمارية المميزة (أفاريز، وزخارف السقوف، وقواعد الأعمدة، وعوارض، وتيجان، ومعموديات، ونسيج، وعملات، ومجموعة الراعى الصالح جداريات ومنحوتات ومسارج وقنينات)ويضم المتحف صالة لكبار الزوار، وقاعة للمؤتمرات، ومكتبة خاصة بالمتحف اليوناني الروماني والتي تضم مجموعة من أندر الكتب بالعالم، ويضم قاعة للتربية المتحفية لجذب الأطفال إلى المتحف من خلال الورش والأنشطة المختلفة التي تهتم برفع الوعي الأثري لدى النشء.


و أكد أن المتحف اليوناني الروماني يعد من أقدم المتاحف وفقد افتتح في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في 1895، وبني على عدة مراحل وفي المرحلة الأولى جُمعت المجموعة الأثرية الأولى في 1892 والتي كان قوامها المتحف المصري، وفي المرحلة الثانية اكتمل بناء العشر قاعات الأولى عام 1895، وفي المرحلة الثالثة أضيف قاعتان، وأخيرًا 1904 عام ميلادية، وكان ذلك جنبًا إلى جنب مع تكوين الجمعية الأثرية في الإسكندرية في 1893 كمؤسسة علمية داعمة تنظم البحث العلمي لدراسة الآثار ونشرها.


وشدد على أن المتحف من خلال ما يقدمه يؤكد أن الإسكندرية تعد مركزا دائما للمعرفة والعلوم والفكر ومنارة للعلوم والثقافات المختلفة، فكانت قبلة يحج إليها جميع علماء وفلاسفة العالم القديم لما لها من تأثير ثقافي وحضاري.


يتفرد المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية بكونه الأول عالميا وفي منطقة المتوسط الذي يركز على التاريخ البطلمي ويؤرخ لتلك الفترة الهامة، كما يروي تفاصيل ترتبط بالإسكندر الأكبر وقادة البطالمة وملامح الحياة في تلك الآونة وملكوها وحكامها والتي تمثل شغفا دائما يشغل العالم أجمع.


كما يتوسط المتحف اليوناني الروماني أقدم شوارع العالم فيقع في قلب "شارع فؤاد" والذي يعد من أقدم الطرق التي لا تزال تستخدم حتي العصر الحالي و يرتبط تأسيسه بالإسكندر الأكب .


ويأتي افتتاح المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ليؤكد على تفرد مصر أرض الانجازات والحضارات ومركز التسامح العالمي ومدينة الإسكندرية، فيقع على مقربة من رموز الديانات السماوية الثلاثة والتي تجتمع وتتقارب في شارع واحد في وسط عروس البحر المتوسط، حيث يتواجد المعبد اليهودي " الياهو هانبي " والذي يعد الأقدم في الشرق الأوسط والعالم وشهد مشروع ترميم عالمي نفذته مصر وافتتح عام 2020، وتقابله الكنيسة المرقسية والتي من أقدم الكنائس في إفريقيا، وكذلك مسجد النبي دانيال الأثري الذي يعود إلى القرن 12 هجريا لتؤكد أن مصر كانت ولا تزال مهد ومركز الحضارات والديانات السماوية والتسامح والتعايش على مر عصور التاريخ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المتحف الیونانی الرومانی بالإسکندریة من خلال

إقرأ أيضاً:

تحقيقات واقعة تنقيب عن آثار شهدت مصرع شاب بالدقهلية تكشف دور الشيخة أم خلود

سيطر وهم الوصول للكنز الأثري المدفون، على عقل عددا من الأشخاص في الدقهلية، فغامروا بحياتهم في سبيل الوصول له، أملا في تحقيق الثراء، وتحويل معيشتهم من الحياة الطبيعية، إلى الرفاهية والرغد، إلا أنهم في النهاية اكتشفوا أنهم يبحثون عن السراب، لكن الوصول لزيف أمرهم اتضح متأخرا، بعد مصرع شاب استعانوا به، حيث انهارت الحفرة عليه وغمرت الرمال جسده.

أقوال المتهمين خلال التحقيق معهم، كشفت عن سيدة تدعى الشيخة أم خلود، تمثل دورها في تحديد مكان الحفر، حيث أوهمتهم بقدرتها على معرفة الأماكن التي تحتوي على كنوز أثرية مدفونة، وحددت لهم عدة أماكن للتنقيب، حتى استقرت على مكان أعلى تبة رملية، تحيط بها أرض زراعية.

الشيخة أم خلود "العرافة"، تدعي قدرتها على الكشف عن الأماكن التي تحتوي على آثار، وتتحدد مهمتها في إخبار الراغبين في التنقيب، بتلك الأماكن، مقابل حصولها على مبلغ مالي، إلا أنها تحرص على عدم الكشف عن هويتها الحقيقية للمتعاملين معها، خشية القبض عليها، حال كشف الأجهزة الأمنية عن نشاط الباحثين عن الكنوز المدفونة في باطن الأرض.

أحد المتهمين خلال تحقيقات النيابة، قال: "كان في شيخة اسمها أم خلود، ومعرفش عنها حاجة، قالت أننا نحفر في المكان دا، وأجاب على سؤال النيابة عن علاقته بها " أنا معرفهاش، شركائي هما اللي جابوها".

من جانبها، أمرت النيابة العامة بالدقهلية، بتشكيل لجنة أثرية، لمعاينة موقع التنقيب عن الآثار، الذي شهد مصرع شاب خلال أعمال الحفر، لبيان كون المكان آثري من عدمه، وتبين من خلال المعاينة التي أجراها مفتشوا آثار الدقهلية، أن محل الواقعة غير خاضع لقانون حماية الآثار، رقم 117، لسنة 1983، وأن أقرب موقع أثري من المكان، هو تل آثار كوم الحمامات، ويبعد كيلو متر تقريبا.

وكشفت تحريات رجال المباحث بمديرية أمن الدقهلية، هوية المتهمين المتورطين في التنقيب عن الآثار، والذي انتهى بمصرع شاب، نتيجة انهيار حفرة عليه، حيث تبين أن المتهمين المشاركين في عملية الحفر والتنقيب هم "السيد. ل" 51 سنة، موظف مقيم بمنطقة المقطم في القاهرة، و"حماده. إ" 35 سنة عامل مقيم بالدقهلية، و"أيمن. ع" 41 سنة عامل مقيم بميت غمر، و"صبري. ص" 35 سنة، مزارع، مقيم بقرية تابعة لمركز كفر البطيخ في دمياط.

من جانبه، كشف والد الشاب الذي فقد حياته خلال التنقيب عن الآثار، تفاصيل الحادث، وذكر أنه أثناء تواجده بعمله تلقى اتصالا من الشخص الذي يعمل نجله بصحبته، وأخبره بوفاة ابنه، وطلب منه سرعة الحضور لمكان حدده له.

أضاف أنه توجه بصحبة أشخاص آخرين للمكان، وتقابل مع الشخص الذي اتصل عليه، وفوجئ بجثة إبنه بصحبته، وطلب منه سرعة تحميله على السيارة، فأسرع لنقله بواسطة السيارة إلى المنزل بعد أن تأكد من مفارقته الحياة.

وذكر والد الشاب أنه أبلغ رجال المباحث بمصرع نجله، ووجه اتهاما للشخص الذي اتصل عليه وآخرين، بالتسبب في وفاة إبنه، وتمكن رجال المباحث من تحديد هويتهم وضبطهم.

ورد بلاغ لمديرية أمن الدقهلية، يفيد مصرع شاب في إحدى قرى الدقهلية، بإجراء التحريات تبين أن الشاب أثناء مشاركة آخرين في التنقيب عن الآثار، انهارت عليه حفرة مما أسفر عن مصرعه في الحال.

تم نقل الجثة إلى المشرحة، وضبط المتهمين بالتنقيب عن الآثار، كما تم التحفظ على مكان الحفر، والعثور على أدوات تستخدم في التنقيب، وتحرر محضر بالواقعة، لتتولى النيابة المختصة التحقيق.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • خبير: العالم ينتظر رؤية 100 ألف قطعة أثرية في افتتاح المتحف المصري الكبير
  • خبير: العالم ينتظر رؤية 100 ألف قطعة أثرية في افتتاح المتحف الكبير
  • زاهي حواس: المتحف المصري الكبير حديث العالم وأتمنى أن يكون أسطوريا يليق بمصر
  • زاهي حواس يعلن عن موعد افتتاح المتحف المصري الكبير
  • زاهي حواس يكشف موعد افتتاح المتحف المصري الكبير وسبب اختيار الأجانب بمجلس الأمناء
  • زاهي حواس: افتتاح المتحف المصري الكبير الصيف المقبل.. وهذا سبب اختيار الأجانب في مجلس الأمناء
  • مكتبة الإسكندرية تستضيف نائب وزير الدفاع الوطني اليوناني
  • تحقيقات واقعة تنقيب عن آثار شهدت مصرع شاب بالدقهلية تكشف دور الشيخة أم خلود
  • نائب وزير الدفاع اليوناني يزور مكتبة الإسكندرية.. صور
  • نائب وزير الدفاع الوطني اليوناني في زيارة لمكتبة الإسكندرية