قالت مؤسسة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إنهما تريدان التركيز على الرخاء الأفريقي، على هامش الاجتماع السنوى المقام هذا الاسبوع في مراكش بالمغرب.

وأضافت  كريستالينا جورجييفا، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، إن "القرن 21 المزدهر لن يكون ممكنا إلا مع أفريقيا المزدهرة".

يجتمع أقوى صناع السياسات الاقتصادية في العالم في أفريقيا للمرة الأولى منذ خمسين عاما لمناقشة نمو واستقرار الاقتصاد العالمي في وقت الحرب وعدم المساواة وتغير المناخ.

 وأوضحت مؤسسة صندوق النقد الدولي إنه أبقى على توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي عند 3% في عام 2023، على الرغم من علامات الضعف في العديد من الاقتصادات الكبرى.

ويتوقع أن يكون النمو أضعف قليلاً في عام 2024، عند 2.9%، بانخفاض طفيف (-0.1 نقطة مئوية) عن تقديراته السابقة، التي نُشرت في يوليو.

ويستخدم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في كثير من الأحيان، الملاذ الأخير للمقرضين، المليارات في شكل قروض ومساعدات لدعم الاقتصادات المتعثرة وتشجيع البلدان التي تعاني من العجز على تنفيذ الإصلاحات التي يقولون إنها تعزز الاستقرار والنمو لكن المنتقدين، بما في ذلك مسؤولون من جميع أنحاء أفريقيا.

 قالوا إن السياسات إن العوامل التي تحرم الاقتصادات من الحصول على الائتمان والقروض في غياب ميزانيات متوازنة غالبا ما تتطلب من الحكومات اتخاذ خيارات مستحيلة، بما في ذلك الإصلاح الضريبي أو إجراء تخفيضات على دعم الغذاء أو الطاقة.

تعد أفريقيا أيضًا من بين الأماكن الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، حيث يدعو المنتقدون البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى أخذ المرونة المناخية في الاعتبار بشكل متزايد في عملية صنع القرار.

وعادة ما تعقد المؤسستان اجتماعهما لمدة أسبوع، بعيدا عن مقرهما في واشنطن كل سنتين أو ثلاث سنوات.

بعد تأجيلين بسبب جائحة COVID-19 ، والتهديد بتأجيل ثالث بسبب زلزال الشهر الماضي في المغرب ، سيبدأ الاجتماع أخيرا يوم الاثنين.

ويكتسي اختيار الموقع أهمية خاصة نظرا للتحديات العديدة التي تواجهها أفريقيا، تكافح العديد من البلدان مع أزمة ديون ، في حين أن عواقب تغير المناخ ومعدل الفقر الذي ينخفض بمعدل أبطأ من أي مكان آخر تضرب القارة بشدة.

"أفريقيا مزدهرة"

وخلال الكلمة الافتتاحية للاجتماع، التي ألقيت يوم الخميس في أبيدجان، كوت ديفوار، أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أن "القرن الـ21 المزدهر يتطلب أفريقيا مزدهرة".

ومن أولى الإجراءات التي سيتم مناقشتها إنشاء مقعد ثالث يمنح للدول الأفريقية في مجالس إدارة كل من المؤسستين.

وإلى جانب هذه البادرة الرمزية إلى حد كبير، فإن الأهداف الرئيسية لكلتا المؤسستين هي الحد من الفقر، ومساعدة البلدان التي تواجه صعوبات، وقبل كل شيء، تمويل المناخ.

ومع ذلك، يظل التمويل يمثل مشكلة، حيث لا تحبذ البلدان الرئيسية زيادة رأس المال التي من شأنها أن تلزمها ببذل المزيد من النفوذ أو إضافة المزيد من النفوذ إلى البلدان الناشئة الكبيرة، مع الصين والهند في المقدمة.

انعدام الإرادة

يستخدم كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي المليارات من القروض والمساعدات لدعم الاقتصادات المتعثرة.

ومن المتوقع تأكيد 50 مليار دولار إضافية هذا الأسبوع لاستخدامها على مدى السنوات العشر المقبلة، في حين يأمل أجاي بانغا، رئيس البنك الدولي، في رفع المجموع إلى 100 أو 125 مليار دولار، وذلك بفضل المساهمات من الاقتصادات المتقدمة دون الحاجة إلى تعديل هيكل رأس المال للمؤسسة.

ومع ذلك، لا تخلو المؤسستان من المنتقدين، حيث يتهمهما البعض بالضغط من أجل التقشف وتوسيع الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في العالم.

في يونيو، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن انتقاده، قائلا إن استجابة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لوباء كوفيد-19 كانت "فشلا ذريعا" ترك عشرات البلدان مديونة.

ومن غير المرجح أن يشهد الأسبوع في مراكش أي انفراجات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بموضوع تمويل المناخ، حيث تنتقد المنظمات غير الحكومية ما تعتبره نقصا في الإرادة من جانب المؤسسات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جميع أنحاء أفريقيا صندوق النقد الدولی

إقرأ أيضاً:

مدير إدارة الشرق الأوسط في «النقد الدولي» لـ«الاتحاد»: اقتصاد الإمارات يحافظ على زخم النمو رغم التحديات العالمية

مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، قدرة اقتصاد دولة الإمارات على مواصلة زخم النمو بعيداً عن حالة الترقب التي يشهدها العالم فيما يتعلق بالتجارة والأوضاع الجيوسياسية التي يتوقع أن يكون لها تأثير على الاقتصاد العالمي وكذلك اقتصادات المنطقة.
وقال أزعور لـ«الاتحاد»، على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات، إن قوة الأداء الاقتصادي لدولة الإمارات مكنته في السنوات الماضية في التصدي بجدارة للتحديات العالمية وأن يحافظ على مستويات جيدة من نمو القطاع غير النفطي، في ظل هذه التحولات التي يشهدها العالم.
وأضاف أن التنويع الاقتصادي الواسع في دولة الإمارات مساهم فاعل في تعزيز النمو خاصة مع التركيز اليوم على القطاعات الواعدة والتي تتمتع بقدرة عالية على النمو خاصة قطاع الخدمات.
وأوضح أن القطاع غير النفطي في دولة الإمارات حقق أداء جيداً، وكان داعماً رئيساً للأداء الاقتصادي القوي خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أن استراتيجية التنوع الاقتصادي في الدولة تسهم بشكل كبير في رفع كفاءة القطاع الخاص.

أخبار ذات صلة كندة إبراهيم المدير الإقليمي للمنصة لـ«الاتحاد»: «تيك توك» ترفيه وتعليم وتثقيف زيادة أرباح الشركات في الإمارات باستخدام الـ AI القمة العالمية للحكومات 2025 تابع التغطية كاملة

وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية القوية لدولة الإمارات مع دول العالم والتوسع في توقيع اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تسهم بشكل كبير في ترسيخ مكانة الإمارات في صدارة مراكز استقطاب المستثمرين ورؤوس الأموال من كل أنحاء العالم.
وعلى صعيد مشاركة صندوق النقد الدولي في القمة العالمية للحكومات، أكد أزعور أن العالم حالياً بحاجة إلى التلاقي وإلى الحوار، حول الملفات الأساسية والتحديات الأساسية التي يواجهها العالم، لهذا أصبحت القمة العالمية للحكومات إحدى المحطات السنوية الرئيسة للقاء بين المسؤولين، صناع القرار وقادة الأعمال والاختصاصيين الأكاديميين في التشاور حول هذه المواضيع الأساسية.
وتوقع أن عام 2025 سيكون في وضع أفضل مقارنة بعام 2004 من حيث النمو الاقتصادي، إذ من المتوقع أن يرتفع معدل النمو الاقتصادي إلى نحو 4% في المتوسط، مقارنة بـ2% في عام 2004، كما أن معدلات التضخم، باستثناء بعض الحالات القليلة، ستظل في خانة الأرقام الفردية، مقتربة من 3%.
وأوضح أنه في حين يظل المشهد الاقتصادي العالمي عاملاً مؤثراً على اقتصاد المنطقة، فإن هناك بعض النقاط المضيئة هذا العام، فبالنسبة للدول المصدرة للنفط، كان القطاع غير النفطي هو المحرك الرئيسي للنمو على مدار السنوات الثلاث الماضية، وعلى الرغم من تمديد اتفاقية «أوبك+» التي تحافظ على مستويات إنتاج منخفضة للنفط، لا يزال النمو محدوداً، لكن هذا الواقع يفتح آفاقاً جديدة للفرص، من خلال تسريع وتيرة التحول الاقتصادي، بدءاً بدول مجلس التعاون الخليجي عبر تعزيز التكامل الاقتصادي. 
وأضاف: هناك فرص واضحة في تعميق القطاع المالي وتعزيز التكامل التجاري، حيث يكتسب دور الربط بين الأسواق أهمية متزايدة في عالم يشهد تفككاً اقتصادياً، ونشهد مبادرات ناجحة لتعزيز التكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي ومناطق مثل آسيا الوسطى.
وأكد أن الإصلاحات الاقتصادية تُعد عاملاً رئيساً في تحقيق النمو المستدام، حيث تشهد المنطقة تحسناً في إنتاجية رأس المال، مما يعكس الحاجة إلى إصلاحات تعزز الإنتاجية وتوفر المزيد من فرص العمل، كما أن تقليص الفجوة بين الجنسين يمكن أن يسهم في زيادة الناتج الاقتصادي.
وأشار إلى قيام بعض دول الخليج بتخفيض نفقاتها الحكومية من مستويات 14-16% إلى 35%، ما يعكس جهود الإصلاح المالي والاقتصادي، وتشمل الإصلاحات الأخرى تعزيز دور القطاع الخاص عبر إعادة تصميم دور الدولة، وزيادة الإنتاجية، وتقوية الحوكمة الاقتصادية.
وأشار إلى أن هناك أجزاء أخرى من المنطقة، لا يزال مستوى عدم اليقين مرتفعاً فيها، لكن أي تحسن في الأوضاع الجيوسياسية قد ينعكس إيجاباً على التجارة والاستثمارات، مشيراً أنه على سبيل المثال، قد يؤدي تخفيف الضغوط على التجارة إلى استعادة مصر إيرادات بقيمة 7 مليارات دولار من قناة السويس، كما سيقلل من المخاطر الاستثمارية، ويوفر فرصاً للنمو طويل الأجل.
وقال: إن إعادة الإعمار بعد النزاعات تمثل فرصة لدول أخرى لتعزيز اقتصاداتها،  علاوة على ذلك، في عالم يتجه نحو تعزيز سلاسل القيمة العالمية، تمتلك دول مثل المغرب ومصر فرصاً كبيرة لتعزيز دورها كمراكز اقتصادية رئيسة.
وأوضح أنه رغم الفرص المتاحة، لا بد من مواجهة بعض التحديات المهمة، التي يتصدرها استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، والحاجة إلى إصلاحات هيكلية تسمح للقطاع الخاص بالنمو بوتيرة أسرع، وهو أمر ضروري ليس فقط لدول الخليج بل للمنطقة ككل، فضلاً عن أهمة التركيز على القطاعات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، التي ستلعب دوراً حيوياً في التحول الاقتصادي الإقليمي وتعزيز الشراكات والتكامل بين الدول.

مقالات مشابهة

  • مدير إدارة الشرق الأوسط في «النقد الدولي» لـ«الاتحاد»: اقتصاد الإمارات يحافظ على زخم النمو رغم التحديات العالمية
  • الجدعان: الدعم السعودي مرتبط ببرامج «النقد الدولي» لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية
  • عقوبات 2024 لـ مروجي شائعات بيع المستشفيات وصندوق النقد ورأس الحكمة
  • بحضور السيسي.. انطلاق مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة إيجبس 2025 غدا
  • تنظمه “المالية” وصندوق النقد الدولي.. انطلاق مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة
  • رئيس البنك الإسلامي للتنمية يلتقي المديرة العامة لصندوق النقد الدولي والوفد المرافق لها
  • بتنظيم مشترك من وزارة المالية وصندوق النقد الدولي.. انطلاق مؤتمر العُلا لاقتصادات الأسواق الناشئة غدًا
  • وزارة المالية وصندوق النقد الدولي يطلقان غدًا مؤتمر العُلا لاقتصادات الأسواق الناشئة
  • ينطلق الاثنين.. تفاصيل مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة "إيجبس 2025"
  • عقد المؤتمر والمعرض السنوي الدولي للأسمدة 18 فبراير