رئيس جامعة الأزهر بمؤتمر كلية الزراعة: تحقيق الكفاية في الغذاء من الواجبات
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
أشاد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، بجهود كلية الزراعة جامعة الأزهر نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق رؤية مصر 2030م.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الثاني الذي تنظمه كلية الزراعة جامعة الأزهر بالقاهرة تحت عنوان (الزراعة والتحديات المستقبلية - الأمن الغذائي.. التحديات والمواجهة) برعاية من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبحضور الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة الدراسات العليا والبحوث.
وقدم رئيس جامعة الأزهر، التهنئة إلى مصرنا الحبيبة حكومة وشعبا بيوم النصر المجيد في السادس من أكتوبر 73 ، يوم الشموخ والعزة والكرامة الذي تستمد منه روح النصر ونسائم التحرير والذي يثبت للدنيا كلَّها أن هذا الشعب قادر على أن يصنع النصر والعزة وأن هذه الأمة قادرة على تحقيق الأمل مهما طال الليل، ومهما أطبقت الظلمات فالصبح قريب.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن هذا المؤتمر الدولي الثاني يقام والأحداث المتلاحقة في العالم تثبت يوما بعد يوم أن من يملك قوته ويملك كلمته ويملك إرادته ولا يمد يده إلى غيره، وقد علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي اليد التي تملك وتعطي واليد السفلى هي اليد التي تأخذ وتتكفف الناس، مشيرا إلى أن تحقيق الكفاية في الغذاء من الواجبات التي تحرص عليها كل أمة.
وبين أن المصطفى-صلى الله عليه وسلم- قد جمع للإنسان الدنيا بحذافيرها في جملة واحدة، فقال صلى الله عليه وسلم: "من بات آمنا في سربه، معافا في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"، إنها الضروريات الثلاث: الأمن، والصحة، والغذاء، بهذا الترتيب الدقيق الذي رتبه الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ إن تحقيق الأمن ولو كنت تعيش في سرب صغير نعمة، وإن العافية نعمة، وإن امتلاكك قوت يومك نعمة، ومن امتلك الثلاثة فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها.
وبين رئيس جامعة الأزهر أن مصر كانت سلة غذاء العالم من حولها، وكانت البلاد تقصدها عند القحط والجدب والجوع، فكانت تعطي كل قاصد حمل بعير من الطعام يعود به إلى بلده ليطعم أهله، وقد حفظ القرآن الكريم هذه المكرمة لمصر في قوله جل وعلا على لسان إخوة يوسف: {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ}( يوسف 65 )، والمِيْرَةُ هي الطعام، وكان سبب هذا النجاح أن الله تعالى قيض لمصر من يحسن القيام على تدبير زراعتها، ووكل أمر زراعتها إلى صاحب الكفاءة والخبرة ومن يمتلك الفكر ويحسن التخطيط والتنفيذ والمتابعة، إلى نبي كريم من أنبياء الله تعالى وهو سيدنا يوسف -عليه السلام- الذي قال لفرعون: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (يوسف55) ، نعم كانت مصر خزائن الأرض، وكان عليها حفيظ عليم، والأمل معقود على مصر أن تعود إلى هذا المجد العتيق وإلى هذه الريادة الكبرى في الزراعة التي تمتلك بها خزائن الأرض متى تحقق لذلك أسبابه، وما ذلك على الله بعزيز.
وأضاف، أنه أمام الزراعة في مصر مسئولياتٍ كبيرة لتعود مصر إلى مجدها التليد، ولا يزال العالم يعاني من مشكلات كثيرة في الزراعة، وعلى رأسها مشكلة المبيدات التي تسبب كثيرا من الأمراض، وتسبب الداء العُضال وتسبب الأمراض المسرطنة، وأصبح العالم اليوم يدعو إلى زراعة بلا مبيدات، إلى زراعة آمنة، ومحاصيلَ آمنة.
وأعلن سلامة داوود، أن الجامعة هذا العام الدراسي شهدت إضافة ثلاث كليات جديدة إلى صرحها الشامخ: الكلية الأولى كلية الزراعة للبنات بالقاهرة تقف جنبا إلى جنب مع كلية الزراعة للبنين، وإني لأتقدم بالتهنئة إلى أعضاء هيئة التدريس في هذه الكلية الوليدة وأشد على أيديهن أن يكن لكلية الزراعة للبنين عونا وسندا، وأن يحققن إضافة في مجال الزراعة. والكلية الثانية: كلية الهندسة للبنات في قنا، وهي كلية ناهضة في حضن كلية الهندسة للبنين في قنا، تيسيرًا على بناتنا في الوجه القبلي في صعيد مصر الطيب.
والكلية الثالثة: كلية البنات الأزهرية في مدينة الخارجة محافظة الوادي الجديد لتخدم أهل شمال سيناء وتوفر لهم تعليما أزهريا مرموقا، وتوفر عليهم مشقة السفر الطويل، لافتا إلى أن هذه الكليات الثلاث أنشئت بتوجيه كريم من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله تعالى وبارك فيه ونفع به الإسلام والمسلمين، وبعناية الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، وإني لأتقدم لهم جزيل الشكر والعرفان، كما أتقدم بالشكر لنواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات الذين قاموا على هذا الأمر وذللوا الصعوبات، وأخص بالشكر الدكتور جمال عبد ربه، عميد كلية الزراعة للبنين وأسرة كلية الزراعة للبنين، كما أشكر الدكتور محمد جلال، عميد كلية الهندسة للبنين في قنا، الذي بذل جهدا كبيرا في إنشاء كلية هندسة بنات قنا، كم أتوجه بالشكر للنائب الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي؛ لما بذله من جهد كبير في افتتاح هذه الكلية وكلية البنات الأزهرية بالوادي الجديد.
واضاف رئيس الجامعة أن العام الدراسي الذي أشرق نوره بدأ وجامعة الازهر في الأولى في ترتيب الجامعات المصرية الحكومية في تصنيف التايمز الدولية، وفي هذه الجامعة أيضا ما يقرب من أربعين عضو هيئة تدريس من أفضل 2 في المئة من علماء العالم في قائمة إستانفورد الدولية {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
0d41a32d-bc5b-4156-a810-6c568e36f14d 6af4747e-9068-40dc-9096-9569042f2d40 4885962e-6190-4bdf-9d51-92337bc1e20c f2794b60-0269-47f9-99f2-feb3b7dfab80المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة الأزهر رئيس جامعة الازهر كلية الزراعة التنمية المستدامة صلى الله علیه وسلم رئیس جامعة الأزهر الدکتور محمد
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: الرسالات السماوية جاءت لتصون النفس البشرية
عقد الجامع الأزهر الشريف، حلقة جديدة من ملتقى «الأزهر للقضايا المعاصرة» تحت عنوان «الإسلام وعصمة الدماء»، وذلك بحضور الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.
داود: الله حفظ للإنسان حقه في الحياةأكد الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، أننا نعيش اليوم في زمن تكثر فيه فوضى الدماء التي تسيل وتستباح في أنحاء متفرقة من العالم، حيث اعتاد الناس على رؤية هذه الدماء، وأصبح القتل مألوفًا بسبب كثرة الحوادث والجرائم التي تُرتكب، حتى فقدت الدماء حرمتها، رغم أن الله سبحانه وتعالى حرمها وحظر قتل النفس إلا بالحق، كما حفظ للإنسان حقه في الحياة منذ أن كان جنينًا، ومنع قتله ما دامت الروح فيه.
إزهاق الأرواح تحت مظلة الحربوتابع رئيس الجامعة، أنه في العصور الجاهلية كان الناس يئدون البنات خوفا من العار والفقر، والآن ومع تقدم الحضارة، نجد أن بعض المجتمعات عادت إلى تلك الممارسات الجاهلية، فالأرواح التي تُزهق ويُحصد الآلاف منها تحت مظلة الحرب في البلدان العربية، وكذلك في دول أجنبية، وتثير تساؤلات مؤلمة، ما الذنب الذي ارتكبته تلك النفوس، ولماذا يُقتل أكثر من 10 آلاف طفل لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، إن الاستهانة بالدماء هي التي شجعت العالم على ارتكاب هذه الجرائم.
الإسلام وضع ميثاقا غليظا لحماية حقوق الإنسانوأكد رئيس جامعة الأزهر، أن الرسالات السماوية جاءت لتصون النفس البشرية وتعصم حرمتها ولما جاء الإسلام، وضع ميثاقا غليظا لحماية حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق الطفل قبل وبعد ولادته، محذرًا من قتل الأطفال خوفًا من الفقر، كما جاء في قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إمْلَاقٍ}، كما نهى الإسلام عن أي تصرف يُمكن أن يؤدي إلى القتل، حتى لو كان على سبيل المزاح، حيث قال النبي: «من حمل علينا السلاح فليس منا»، لكننا نشهد اليوم استخدام السلاح بلا مبرر، ما يسبب الرعب والتهديد للآمنين.
الأمن والسلاموتابع: عندما نتأمل القرآن الكريم، نجد أن آياته تدعو إلى الأمن والسلام، حيث قال تعالى في أول سورة في كتابه العزيز: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} وفي آخر جزء من القرآن، أكد على أهمية الأمن بقوله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، فقد كان القرآن الكريم دعامة للأمان في حياة الإنسان من بدايتها إلى نهايتها، حرصًا على استقرار المجتمع، فالقتل فعل بشع، وقد حرمه النبي حينما نظر إلى الكعبة، وقال: «لهدم الكعبة حجرًا حجرًا، أهون من قتل المسلم»، وفي القرآن الكريم، اقترن القتل بالشرك بالله، ما يدل على عظم هذا الذنب.
وأوصى رئيس جامعة الأزهر، بجمع الأحاديث التي تتحدث عن تحريم الدماء وعصمة النفس، في كتيب يُوزع على الناس ليستفيد الجميع منها، ويُبث عبر وسائل الإعلام المختلفة.