تحديات المغرب ما بعد الزلزال
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
بدأت الحكومة المغربية في وضع خططًا مستقبلة لتقديم المعونات والمساعدات، وتحقيق التنمية لأسر المتضررة من فيضانات والزلزال وإعادة بناء منازلهم.
المغرب.. البنك الدولي وصندوق النقد يعقدان اجتماعًا سنويًا في مراكشوحسبما نشرت المواقع العالمية، إن المساعدات لن تصل لكافة المتضررين تحديدًا المستأجرين مثل خديجة رجفي، التي كان مسكنها من بين ضحايا الزلزال.
وسيتعين على أولئك الذين لم يكن لديهم منازل قبل الكارثة الاعتماد على راتب متواضع قدره 2500 درهم (243 دولاراً) للدعم، في حين سيحصل أصحاب المنازل على أموال لإعادة البناء وفرصة العودة إلى ممتلكاتهم.
وفي حين أن ندوب الزلزال لا تزال مرئية في أمزميز، إلا أن هناك علامات على القدرة على الصمود داخل المجتمع.
وقد أعادت بعض الشركات فتح أبوابها بشجاعة، مع تصميم أصحابها على التعافي على الرغم من التحديات الهائلة التي يواجهونها.
على سبيل المثال، أعاد عبد الرحيم آيت بوجمعة مؤخرا فتح متجره الذي اضطر إلى الإغلاق بسبب الأضرار التي لحقت بالزلزال.
يقع المتجر في الطابق الأرضي من مبنى مكون من ثلاثة طوابق، حيث لا تزال الجدران الخارجية للأدوار العليا تعاني من الشقوق وتتطلب إصلاحات واسعة النطاق.
وعلى الرغم من عودة بعض العملاء المخلصين، فقد لقوا حتفهم بشكل مأساوي أو فروا من المنطقة.
يعرب آيت بوجمعة أيضًا عن قلقه تجاه العملاء الذين لديهم رصيد مستحق مقابل سلع تم شراؤها قبل الزلزال ولم يعودوا بعد لتسوية ديونهم.
لا شك أن الطريق إلى التعافي بالنسبة لأمزميز وسكانها وعر، لكن تصميمهم وصمودهم يشكل منارة أمل وسط آثار هذه الكارثة الطبيعية المدمرة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
ولا تركنوا إلى الذين ظلموا
يبدو أن أمريكا تحاول استغلال محمد الجولاني (اسمه الحالي الرسمي: أحمد الشرع) كشاهد ملك، لتمرير أجندتها الإستراتيجية في المنطقة، ومنها إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديد، ووفق المنظور الجيواستراتيجي المعد سلفاً، والذي يرمي لإقصاء روسيا من منطقة البحر الأبيض المتوسط، وإبعاد حليفتها إيران من سوريا ولبنان، وتسليم تركيا ملف الشرق الأوسط الجديد، وتهيئة الظروف لإقامة أنظمة سياسية صديقة، وتحويل كافة المنطقة وحكوماتها على غرار النظام التركي، الذي يقوم على التداول السلمي للسلطة، وتطبيق مبادئ الديمقراطية التعددية، والتعاون في ملف محاربة الإرهاب، وإجراء علاقات دبلوماسية تطبيعية مع إسرائيل.
ذلك لأن أمريكا كانت قد اعتقلت الجولاني عام 2003م، عندما كان يقاتل ضد الغزو الأمريكي وفي صفوف المقاومة العراقية. وبعد إطلاق سراحه، وفي عام 2011م انضم لجبهة النصرة مع البغدادي، الذي عينه أميراً على سوريا، ضمن منظومة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) فوضعته أمريكا على قائمة الإرهاب وعلى رأسه جائزة بمبلغ عشرة مليون دولار.
بيد أنه اختلف مع منظمة القاعدة والبغدادي، وشكل في عام 2016م “جبهة فتح الشام”، ثم في عام 2017م أعلن عن إنشاء “هيئة تحرير الشام”، وصرح وقتها للصحافة الأمريكية: “أنه لا يجوز شرعاً الهجوم على الأمريكان ولا الأوربيين من غير المسلمين”.
الأمريكان واقعيون جداً في تناول أمور السياسة العامة والأمن القومي، ويتعاملون مع مَن يختلف معهم عند الحاجة، ويسري ذلك حتى على زعماء عصابات المخدرات، وعتاة المجرمين، وقادة الدول. ولدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية قوانين وإجراءات غير معلنة وترتيبات خاصة، تتم صياغتها خارج المحاكم، وبالتنسيق مع النائب العام، وهيئات الإتهام، لتحويل المتهمين الخطرين لشهداء ضد منظوماتهم، للإستفادة من تفكيك الشبكات وجمع المعلومات.
للأسف معظم هؤلاء المتعاونين تنتهي حياتهم إما بالتصفية الجسدية، أو بالسجن المؤبد، إلا إذا نجحوا في إخفاء أنفسهم في الوقت المناسب. وقد حدثت هذه الترتيبات الخاصة مع العديد من قادة شبكات المخدرات في أمريكا الجنوبية، مثل الكولمبي بابلو اسكوبار، والعديد من نزلاء قوانتنامو، والحارس الشخصي للرئيس العراقي صدام حسين؛ ورئيس بنما، مانويل نورييغا، الذي تم استخدامه كعميل في السي آي إيه، ثم تم غزو بلاده عام 1989م عندما لم يحترم حدود استخدامه، فألقي القبض عليه وأودع السجن بولاية فلوريد، ثم نفي للسجن في فرنسا.
بعض المحللين يضم للقائمة د. جون قرنق دي مابيور، قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان SPLM الذي صرح لوسائل الإعلام بتفضيله وحدة السودان، بدلا من الإنفصال، الذي أقرته اتفاقية نيفاشاعام 2005م، وكان من شهودها الموثوقين وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، الذي مهر توقيعه مع الشهود. ويعتقد أن قرنق تمت تصفيته في ظروف غامضة، عبر احتراق طائرة الرئيس اليوغندي الحالي يواري موسوفيني عام 2005م. وتضم القائمة الرئيس الباكستاني الأسبق محمد ضياء الحق، الذي قضى نحبه كذلك بصورة مفاجئة، إثر احتراق طائرته الرئاسية وفي ظروف غامضة عام 1988م.
ربما تشكل هذه الحوادث مصداقية للمثل الشائع الذي يحذر من التعاون مع الظلمة:
” من أعان ظالما سلطه الله عليه”..
والمولى سبحانه وتعالى يأمر عباده المؤمنين ويحذرهم من سوء عاقبة التعاون والتماهي مع الظالمين:
” ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار” – الآية ١١٣ – سورة هود.
دكتور حسن عيسى الطالب
إنضم لقناة النيلين على واتساب