الحرب بين إسرائيل وحماس... امتحان جديد لشركات التواصل الاجتماعي في مواجهة الأخبار الكاذبة
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم الحركة المباغت على الدولة العبرية، عادت معضلة المحتويات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الواجهة مع كم هائل من الصور والحسابات المزيفة حول هذا النزاع.
بالرغم من أنه من المعتاد أن تثير الأحداث العالمية الكبرى سيلا من المعلومات المضللة، يقول باحثون إن حجم وسرعة انتشارها عبر الإنترنت في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في نهاية الأسبوع لم يسبق له مثيل.
ويقول الخبراء إن هذا النزاع يلقي الضوء على تضاؤل قدرة المنصات البارزة مثل فيس بوك وإكس على مكافحة المعلومات الكاذبة في مناخ يُهيمن عليه تسريح الموظفين وخفض التكاليف.
وما يفاقم المشكلة خصوصا في منصة إكس المملوكة لإيلون ماسك، وجود عدد كبير من الإجراءات المثيرة للجدل مثل إعادة تفعيل حسابات تروج لمؤامرات زائفة ووضع برنامج لمشاركة عائدات الإعلانات مع صانعي المحتوى يقول خبراء إنه يحفّز البحث عن التفاعل بدلا من توخي الدقة.
ويخشى الخبراء أن تكون هذه الإجراءات زادت من خطر إحداث المعلومات المضللة أضرارا كمفاقمة الكراهية والعنف خصوصا في خضم سيناريو أزمة سريعة التطور مثل الذي يتكشف في إسرائيل وغزة.
ويقول أندي كارفين من مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي لوكالة الأنباء الفرنسية "تواجه منصات التواصل الاجتماعي صعوبة في مواكبة التدفق المستمر للمعلومات المضللة والتحريض على العنف".
ويضيف "هذه نزعة متنامية منذ بعض الوقت، وقد ازدادت سوءا مع تأثير عمليات تسريح موظفين طاولت فرق الأمن والسلامة، ما يعيق قدرتها على التعامل مع هذه الفوضى".
ويتابع "في حالة إكس، حطمت التغييرات التي طرأت على المنصة تماما ما كان في السابق أحد أعظم نقاط قوتها: مراقبة الأخبار العاجلة ومساعدة المستخدمين على تمييز الحقيقة عن الكذب".
الخوارزميات في خدمة "سيل من المخادعين"يقول باحثون في مجال المعلومات المضللة إن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يشاهدون كمية كبيرة من صور القتال الزائفة، ومقاطع فيديو قديمة من سوريا أعيد نشرها لتبدو وكأنها مصورة في غزة، ولقطات من ألعاب فيديو يتم تمريرها على أنها مشاهد من هجوم حركة حماس.
وانتشرت مثلا صورة على الإنترنت يُزعم أنها تظهر جنودا إسرائيليين أسرتهم حماس، لكن صحافيي خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة الأنباء الفرنسية وجدوا أن الصورة التقطت عام 2022 خلال تدريب عسكري في غزة.
كما كشفوا منشورات عدة على منصات "إكس" و"فيس بوك" و"تيك توك" روجت لوثيقة مزيفة للبيت الأبيض بشأن تخصيص 8 مليارات دولار مساعدة عسكرية لإسرائيل.
اقرأ أيضا????مباشر: منظمة الصحة العالمية تدعو لفتح ممر إنساني إلى غزة
ويقول المحلل في مجموعة الأزمات الدولية أليساندرو أكورسي "الكم الهائل من مقاطع الفيديو والصور القديمة المزورة والمزيفة لهجمات يجعل من الصعب فهم ما يجري" في إسرائيل وغزة.
ويعرب أكورسي عن "قلقه البالغ" من أن المعلومات المضللة، وخصوصا الصور المزيفة للرهائن بما في ذلك الأطفال، يمكن أن تؤجج أعمال العنف.
ويقول الرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية عمران أحمد لوكالة الأنباء الفرنسية "في الأزمات مثل الفظائع الإرهابية والحروب والكوارث الطبيعية، يميل الناس إلى اللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات يمكن الوصول إليها بسرعة".
ويضيف "(لكن) سيل المخادعين الذين ينشرون الأكاذيب والكراهية بحثا عن التفاعل والمتابعين، إضافة إلى الخوارزميات التي تنشر هذا المحتوى المتطرف والمثير للقلق، هي السبب في أن وسائل التواصل الاجتماعي هي في الواقع مكان سيء للحصول على معلومات موثوقة".
التخلي عن "المعلومات المهنية"وما يزيد الطين بلة أن منصات التواصل الاجتماعي تبدو وكأنها تتخلى عن جهودها الرامية إلى إبراز المعلومات الجيدة.
وتراجع زوار أهم المواقع الإخبارية انطلاقا من وسائل التواصل الاجتماعي خلال العام الماضي، وفق بيانات نقلتها وسائل إعلام أمريكية عن شركة الأبحاث "سيميلارويب".
في الأسبوع الماضي، أزالت منصة "إكس" العناوين عن المقالات الإخبارية التي يشاركها المستخدمون، وصارت الروابط تظهر كصور فقط، وهي خطوة يقول الخبراء إنها قد تؤدي إلى تقليل عدد زوار المواقع الإخبارية.
وتعرض إيلون ماسك نفسه لانتقادات حادة بعدما شجّع متابعيه على إكس البالغ عددهم نحو 160 مليونا على متابعة حسابين "جيدين" للحصول على أخبار حول الحرب، في حين أنهما معروفان بنشر معلومات مضللة.
وحذف ماسك لاحقا ذلك المنشور، لكن بعدما حصد ملايين المشاهدات.
ويقول أندي كارفين "رغم أنه لا يزال هناك عدد لا يحصى من الصحافيين والباحثين الموهوبين الذين يواصلون استخدام إكس لمساعدة الجمهور على فهم أفضل لما يحدث، فإن نسبة المفيد من الضار أصبحت هزيلة".
وأضاف أن "فائدتها كأداة موثوقة للبحث وإعداد التقارير صارت معطوبة وقد لا تتعافى أبدا".
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: هجوم حماس على إسرائيل الحرب في أوكرانيا جوائز نوبل ريبورتاج إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هجوم حماس حماس الغارات على غزة شبكات التواصل الاجتماعي أخبار كاذبة غزة وسائل التواصل الاجتماعی المعلومات المضللة
إقرأ أيضاً:
الصفقة ستعلن قريبا.. تطورات في مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس| شاهد
قالت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من القدس، إنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية تجمع على أن هناك إيجابية وتقدّمًا في التفاوض على صفقة التبادل، وربما يتم الإعلان عنها في الأيام أو الأسابيع المقبلة، مضيفًا: «يبدو أن هناك توجهًا إسرائيليًا لإتمام هذه الصفقة، لكن نتنياهو يحاول وضع العصي في الدواليب، ويشير بأصابع الاتهام إلى أن حماس هي التي تعرقل هذه الصفقة».
وأضافت أبو شمسية، في تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج «منتصف النهار»، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن ذلك يأتي بعد اتصال هاتفي بين ترامب ونتنياهو، واصفة هذه المكالمة من الجانب الإسرائيلي والأمريكي بأنها ودية جدًا، وتحدث فيها الجانبان عن إمكانية التوصل إلى صفقة تفضي إلى الإفراج عن جميع الرهائن قبل استلام الحكومة الجديدة بقيادة ترامب في واشنطن.
وأوضحت مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية»: «لذلك، كان هناك بعض البنود التي تم تسريبها في وسائل الإعلام الإسرائيلية، مثل القناة 14 الإسرائيلية، التي تحدثت عن بعض نقاط الخلاف متمثلة في محور نتساريم ومحور صلاح الدين، بالإضافة إلى الحديث عن السماح للنازحين بالعودة من الجنوب إلى شمال القطاع».