بغداد ـ العُمانية: تتضمن مجموعة (مدونات أرملة جندي مجهول) للكاتب علي السباعي قصصًا واقعية تعكس الأحوال التي مر بها الإنسان العراقي خلال سنوات الحرب والحصار والانكسار والفقد، معبرة عن مشاعره المرتبكة وروحه المعذبة. وتتوزع المجموعة الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد إلى أربع مدوَّنات، هي: مدوَّنة الحرب، ومدوَّنة الحصار، ومدوَّنة الحب، ومدوَّنة التيه.

وتحمل كل مدوَّنة في طياتها الكثير من المشاعر الإنسانية التي يعاني منها الفرد المهمش داخل المجتمع، كاشفة عن آثار الحروب والحصار والاحتلال، وراصدةً سريالية الواقع المرير الذي يبدو أغرب من الخيال. ويجسد السباعي في قصصه أصعب اللحظات الإنسانية، مؤكدًا ارتباط المبدع بواقعه ومسؤوليته تجاه شعبه وتفاعله مع الموضوعات التي تؤرقهم، وتتنوع شخصيات القصص لتتناوب بين الشخصيات القوية والضعيفة، والمتمردة والمنغلقة، والتي صورها القاص بشكل مؤثر ليحقق تعاطف القارئ معها. نقرأ في مقدمة المجموعة على لسان أرملة جندي مجهول: (دموعُها شاهد حي وهي توصيني بتدوين عذابات الناس الذين يمشون بجانب الحائط في بلد طيب، وهم يحرثون أرضَ خيباتِه بمرارات الواقع وهباءاته.. وكان المصلّبونَ في جذوعِ نخلهِ المنقعر يسقونَها بدماءِ جراحاتِهم، كانتْ دموعُهم النازفةُ برقياتٍ من جحيمه). وعلى الغلاف الأخير للمجموعة، نقرأ عددًا من الأسئلة التي تؤرق السباعي كاتبًا: (واجهتُ نفسي بالأسئلة: ماذا تعني القصةُ وهي تترسَّمُ آثار الحرب والحصار والحب والتيه؟ وماذا تعني القصةُ وهي تترسمُ بصماتِ الإنسانِ عندما ينسَحبُ أمام ذاته؟ سؤالٌ كوني يحملُ طعمَ كل المراراتِ التي لا تفارقُ نسغَ حياتنا).

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أصغر مراسل في غزة.. محمد يوثق دموع الأطفال بعدسة اليُتم

يحمل الطفل محمد زياد مقيّد كاميرا صغيرة، ليوثق معاناة أطفال يتحدثون بلغة الكبار ويرسمون أحلامهم بدموع الصغار.

حكاية محمد هذه كانت موضوع حلقة 2025/2/2 من برنامج "ضحايا وأبطال" الذي يبث على منصة "الجزيرة 360″، مستعرضة فيها قصة استثنائية لطفل غزي يبلغ من العمر 13 عاما يبحث عن أحلامه وسط الركام.

"أنا محمد زياد مقيّد بالصف الثامن، أحب عمل الصحافة، أحب أن أقدّم فيديوهات لأوصل رسالة للعالم كله"، هكذا يعرّف محمد عن نفسه، قبل أن يسرد قصة فقدانه عائلته في غضون ثوانٍ معدودة.

خرج محمد من بيته ليملأ الماء، وحين عاد وجد منزله مدمرا وعائلته شهداء "قعدنا يومين أو ثلاثة ونحن نجد أشلاء منهم"، يروي محمد بألم، مضيفا "كان بيتي يعني كل شيء، كان كل طفولتي فيه، عشت فيه أحلى اللحظات".

ورغم المأساة فإن محمد لم يستسلم لأحزانه، بل قرر تحويل معاناته إلى دافع لتحقيق حلمه في الصحافة "في الحرب، خلص نويت إني أخش (أدخل) الصحافة"، يقول محمد الذي تأثر بتغطية الصحفي وائل الدحدوح "شفت الصحفي الدحدوح، فأنا حبيت أقلده، حضرت له فيديوهات كتير".

وبدأ محمد مسيرته الصحفية بإجراء مقابلات مع أطفال غزة حول معاناتهم اليومية "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اليوم سنسأل الأطفال: ماذا يأكلون؟ وكيف يعيشون في ظل هذه الأجواء وأجواء الحرب في القطاع؟"، يسأل محمد بثقة المراسل المحترف.

إعلان

لسان جيله

وفي تقييمه لتجربة محمد، يقول مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح للبرنامج "ممتاز، ما شاء الله عليه، يتحدث بطلاقة، واضح إنه عنده أساس يمكن البناء عليه، صحيح، هو اتكأ على قصته لكن في النهاية هو يحكي بلسان جيل في قطاع غزة".

وتعليقا على استهداف الأطفال في غزة، تقول المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز للحلقة "لا أعرف حقيقة كيف أترجم فعل انتزاع الطفولة من الأطفال، ليس فقط أطفال غزة، بل كل أطفال فلسطين، لا يوجد أي مصطلح يمكن استحداثه ليعبر عن هذه الجريمة".

اليوم، يعيش محمد في دير البلح بعيدا عن والده الصحفي الذي فضل إبعاده خوفا على حياته من الاستهداف المتعمد للصحفيين، ورغم كل شيء فإن محمد يواصل حلمه في توثيق معاناة أطفال غزة، ليكون صوتا لجيل كامل فقد طفولته وسط الحرب.

"كل غفوة أتأرجح بين الحلم والكابوس" يقول محمد، لكنه يصر على مواصلة رسالته الصحفية، ليوثق قصص الأطفال الذين "يتكلمون كالكبار وكأنهم لم يعرفوا الطفولة يوما".

الصادق البديري2/2/2025

مقالات مشابهة

  • حسام زكى: التعافي من آثار الحرب غزة يحتاج بين 3 و5 سنوات
  • تصريحات مستفزة لـ رئيس أركان جيش الاحتلال بشأن تبعات طوفان الأقصى
  • أرملة محمد الضيف تكشف تفاصيل جديدة عن "القائد الشهيد"
  • أصغر مراسل في غزة.. محمد يوثق دموع الأطفال بعدسة اليُتم
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • لأول مرة بالعراق .. اسعار الذهب فوق 600 الف دينار للمثقال الواحد
  • ماتت فى سبيل الله.. وسط دموع المحافظ ووزير الأوقاف تكريم الأسرة القرآنية التي فقدت متسابقة ووالدتها فى المسابقه
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 837 ألف جندي منذ بدء الحرب
  • عائلات بلا معيل.. السوريات في مواجهة آثار الحرب